ام الجواد
04-25-2007, 03:15 PM
نشر الفكر السلفي يبدأ من الروضة
هذا العنوان اخترته بناءً على واقع يحدث الآن في مصر ، التي تحولت إلى مرتع للفكر السلفي الوهابي ، الذي أصبح يصول ويجول في أنحاء البلاد, وينشر الفكر التكفيري المتطرف المتعصب. فعندما كتبت مقالا بعنوان ( لمن تـُبى هذه المساجد ..؟؟ ) , استغرب الجميع من هذا المقال الذي يعالج ظاهرة بناء المساجد الفخمة (الخمس نجوم) التي سيصلى فيها أناس لا يمتلكون قوت يومهم ....الخ )
أما موضوعنا اليوم لأنه لو اتفق مع المقال السابق في إلقاء الضوء على أسلوب وسياسة هذه الجماعات , واتخاذها كل الطرق وشتى الأساليب في نشر فكرها بين الناس , ولكن هنا الطريقة فيها عبقرية شديدة , وأسلوب يدل على دراسة مقننه لهذه الجماعات وما فعلوه في مجتمعاتنا العربية لمحاولة السيطرة على عقول الناس , ومن ثم الوصول إلى السلطة بعد أن تتحول الشعوب العربية إلى قطيع يردد أفكارهم وينشر مبادئهم المنشودة ، عن اقتناع تام راسخ في العقول.. ونرجع معاً إلى عنوان المقال ـ نشر الفكر السلفي يبدأ من سن الروضة , وهذه حقيقة وليست افتراء
إن الجماعات السلفية قاموا بإنشاء دورا للحضانة أو ما يسمى ـ الروضة ـ , وهى مؤسسات تربوية أكثر منها تعليمية , وداخل هذه المؤسسات المحدودة طبعاً وحتى لا يتخيل القارئ أنهم انشأوا مؤسسات ضخمة على غرار الجامعات مثلا , ولم يراها أو يسمع عنها , وبالتالي يتهمني بتصوير الموضوع بصورة ضخمة , المهم هذه المؤسسات إن كبر حجمها أو صغر ـ اختاروا أعضاء هيئة التدريس فيها من أبناء هذه الجماعات السلفية , بالتالي سيكون الرجال بأوصاف رجال اللحية والجلباب القصير , والنساء ممن يلبسن النقاب والسدال الأسود أو كما يسمونه ـ فهؤلاء هم أعضاء هيئة التدريس داخل الحضانة أو الروضة حسب المسمى , وتعد هذه المشاريع مفيدة لمؤسسيها من ناحيتين أساسيتين : الأولى ـ هي النواحي المادية, فهذه المشاريع تعتبر وظيفة بدخل معقول لمن ليس لديه أي وظيفة من الشباب والشابات,هنا يمكن أن نكتب مجلدات عن العجز التربوي لمن يقوم بمهنة التدريس في الروضة و الحضانة والتعليم الإبتدائى في مصر ، وهذا ليس موضوعنا.. الثانية ـ من النواحي الدعوية , وهنا يكمن الخطر ـ حيث أن هؤلاء المعلمون أو المربون يتعاملون مع أطفال في سن غاية في الخطورة , لأن الطفل في هذا السن يكون عقله كالصفحة البيضاء ، التي لم يرسم فيها أي شيء قط , وهنا تكون الفرصة لرسم صورة معينة مقصودة للدين والدولة معاً داخل ذاكرة هذا الطفل الذي يتعامل مع الحياة والمجتمع لأول مرة , بالتالي ترسخ في ذهنه تلك الصورة المطلوبة , التي من المستحيل أن تمحى أو تتغير , وكما تقول الحكمة المشهورة عن التعليم ( التعليم في الصغر كالنقش على الحجر )
إن هذا التفكير المدروس من أصحاب الفكر السلفي يوفر عليهم مجهودات كبيرة جدا في بناء دولتهم المنتظرة التي يحلمون بها .. وهذه القصة التي تناولت فيها موضوع الحضانة كمثال للمؤسسات التي تدعو لهذا الفكر ـ عندي مثالا حيا للاستدلال عليها ـ كنت جالساً أتصفح المواقع التي أقرأ وأكتب عليها , وإذ بتليفون المنزل يرن , رددت على التليفون فوجدت إحدى أخواتي ترد , وقالت لي أن هذا التليفون لك ـ فأخذت سماعة التليفون وقبل أن أتكلم وجدت شقيقتي الأخرى تقول وبسرعة ـ إن ابنتي قالت لي أن التليفزيون حرام , كما سألتني لماذا لا تلبسين نقابا.؟ , ولماذا أبى ليس له لحية كبيرة .؟ , ولماذا لا يلبس جلبابا قصيراً . ؟ ...... الخ ) وأسئلة كثيرة تعلمتها في الحضانة التي كنا نعتقد أنها ستعلم ابنتي القراءة والكتابة فقط
ولكن قبل أن تتعلم ابنتي القراءة أو الكتابة تعلمت كيف تكفر كل شيء حولها , كيف تريد أن تحول كل من حولها إلى النموذج الذي شاهدته في الحضانة ورسخ في ذهنها , وبالتالي سيظهر كل من حولها أنهم على الخطأ , والسؤال هنا من شقيقتي كيف أتصرف ..؟؟ بصراحة وبكل وضوح أجبتها قائلاً ـ لا ترسلي ابنتك إلى تلك الحضانة بعد اليوم لأنها الشهر القادم من الممكن أن تكفرك أنت ووالدها. هذا مثال حدث بالفعل مع طفلة في سن الخامسة وهى غاية في الذكاء والفهم شأنها شأن معظم الأطفال في هذا السن , وبالتالي يكون هؤلاء الرجال قد وضعوا حجر الأساس لجيل قد يؤثر بشكل كبير في تنفيذ مخططاتهم بعيدة المدى
هؤلاء الأطفال بعد حوالي عشرين عاما سيكونون هم آباء وأمهات لأطفال المجتمع , إذا بقى أي شيء يمكن أن نطلق عليه مجتمع أصلاً ..!! أطفالنا أمانة , وهم ثروة المستقبل , فبينما أطفال العالم يتدربون على دخول عالم ما بعد الإنترنت وثورة الاتصالات ـ نحن نـُعلم أطفالنا تحريم مشاهدة التليفزيون ، لبس النقاب ، إطلاق اللحية .. وللأسف الشديد الكثير من أولياء الأمور ينخدعون بهؤلاء المعلمون والمعلمات , لأنهم بالطبع يتحدثون باسم الدين , والمصري بطبيعته عاطفته تغلب على عقله , كما سيطرت عليه العاطفة الساذجة من قبل في الانتخابات البرلمانية ، ووقوفه بجانب أعضاء هذه الجماعات وتسبب في نجاح مائة عضو أو يزيد ، دون أن يدرى ما يخبئه القدر له ولأطفاله في المستقبل..
من قلم : رضا على
هذا العنوان اخترته بناءً على واقع يحدث الآن في مصر ، التي تحولت إلى مرتع للفكر السلفي الوهابي ، الذي أصبح يصول ويجول في أنحاء البلاد, وينشر الفكر التكفيري المتطرف المتعصب. فعندما كتبت مقالا بعنوان ( لمن تـُبى هذه المساجد ..؟؟ ) , استغرب الجميع من هذا المقال الذي يعالج ظاهرة بناء المساجد الفخمة (الخمس نجوم) التي سيصلى فيها أناس لا يمتلكون قوت يومهم ....الخ )
أما موضوعنا اليوم لأنه لو اتفق مع المقال السابق في إلقاء الضوء على أسلوب وسياسة هذه الجماعات , واتخاذها كل الطرق وشتى الأساليب في نشر فكرها بين الناس , ولكن هنا الطريقة فيها عبقرية شديدة , وأسلوب يدل على دراسة مقننه لهذه الجماعات وما فعلوه في مجتمعاتنا العربية لمحاولة السيطرة على عقول الناس , ومن ثم الوصول إلى السلطة بعد أن تتحول الشعوب العربية إلى قطيع يردد أفكارهم وينشر مبادئهم المنشودة ، عن اقتناع تام راسخ في العقول.. ونرجع معاً إلى عنوان المقال ـ نشر الفكر السلفي يبدأ من سن الروضة , وهذه حقيقة وليست افتراء
إن الجماعات السلفية قاموا بإنشاء دورا للحضانة أو ما يسمى ـ الروضة ـ , وهى مؤسسات تربوية أكثر منها تعليمية , وداخل هذه المؤسسات المحدودة طبعاً وحتى لا يتخيل القارئ أنهم انشأوا مؤسسات ضخمة على غرار الجامعات مثلا , ولم يراها أو يسمع عنها , وبالتالي يتهمني بتصوير الموضوع بصورة ضخمة , المهم هذه المؤسسات إن كبر حجمها أو صغر ـ اختاروا أعضاء هيئة التدريس فيها من أبناء هذه الجماعات السلفية , بالتالي سيكون الرجال بأوصاف رجال اللحية والجلباب القصير , والنساء ممن يلبسن النقاب والسدال الأسود أو كما يسمونه ـ فهؤلاء هم أعضاء هيئة التدريس داخل الحضانة أو الروضة حسب المسمى , وتعد هذه المشاريع مفيدة لمؤسسيها من ناحيتين أساسيتين : الأولى ـ هي النواحي المادية, فهذه المشاريع تعتبر وظيفة بدخل معقول لمن ليس لديه أي وظيفة من الشباب والشابات,هنا يمكن أن نكتب مجلدات عن العجز التربوي لمن يقوم بمهنة التدريس في الروضة و الحضانة والتعليم الإبتدائى في مصر ، وهذا ليس موضوعنا.. الثانية ـ من النواحي الدعوية , وهنا يكمن الخطر ـ حيث أن هؤلاء المعلمون أو المربون يتعاملون مع أطفال في سن غاية في الخطورة , لأن الطفل في هذا السن يكون عقله كالصفحة البيضاء ، التي لم يرسم فيها أي شيء قط , وهنا تكون الفرصة لرسم صورة معينة مقصودة للدين والدولة معاً داخل ذاكرة هذا الطفل الذي يتعامل مع الحياة والمجتمع لأول مرة , بالتالي ترسخ في ذهنه تلك الصورة المطلوبة , التي من المستحيل أن تمحى أو تتغير , وكما تقول الحكمة المشهورة عن التعليم ( التعليم في الصغر كالنقش على الحجر )
إن هذا التفكير المدروس من أصحاب الفكر السلفي يوفر عليهم مجهودات كبيرة جدا في بناء دولتهم المنتظرة التي يحلمون بها .. وهذه القصة التي تناولت فيها موضوع الحضانة كمثال للمؤسسات التي تدعو لهذا الفكر ـ عندي مثالا حيا للاستدلال عليها ـ كنت جالساً أتصفح المواقع التي أقرأ وأكتب عليها , وإذ بتليفون المنزل يرن , رددت على التليفون فوجدت إحدى أخواتي ترد , وقالت لي أن هذا التليفون لك ـ فأخذت سماعة التليفون وقبل أن أتكلم وجدت شقيقتي الأخرى تقول وبسرعة ـ إن ابنتي قالت لي أن التليفزيون حرام , كما سألتني لماذا لا تلبسين نقابا.؟ , ولماذا أبى ليس له لحية كبيرة .؟ , ولماذا لا يلبس جلبابا قصيراً . ؟ ...... الخ ) وأسئلة كثيرة تعلمتها في الحضانة التي كنا نعتقد أنها ستعلم ابنتي القراءة والكتابة فقط
ولكن قبل أن تتعلم ابنتي القراءة أو الكتابة تعلمت كيف تكفر كل شيء حولها , كيف تريد أن تحول كل من حولها إلى النموذج الذي شاهدته في الحضانة ورسخ في ذهنها , وبالتالي سيظهر كل من حولها أنهم على الخطأ , والسؤال هنا من شقيقتي كيف أتصرف ..؟؟ بصراحة وبكل وضوح أجبتها قائلاً ـ لا ترسلي ابنتك إلى تلك الحضانة بعد اليوم لأنها الشهر القادم من الممكن أن تكفرك أنت ووالدها. هذا مثال حدث بالفعل مع طفلة في سن الخامسة وهى غاية في الذكاء والفهم شأنها شأن معظم الأطفال في هذا السن , وبالتالي يكون هؤلاء الرجال قد وضعوا حجر الأساس لجيل قد يؤثر بشكل كبير في تنفيذ مخططاتهم بعيدة المدى
هؤلاء الأطفال بعد حوالي عشرين عاما سيكونون هم آباء وأمهات لأطفال المجتمع , إذا بقى أي شيء يمكن أن نطلق عليه مجتمع أصلاً ..!! أطفالنا أمانة , وهم ثروة المستقبل , فبينما أطفال العالم يتدربون على دخول عالم ما بعد الإنترنت وثورة الاتصالات ـ نحن نـُعلم أطفالنا تحريم مشاهدة التليفزيون ، لبس النقاب ، إطلاق اللحية .. وللأسف الشديد الكثير من أولياء الأمور ينخدعون بهؤلاء المعلمون والمعلمات , لأنهم بالطبع يتحدثون باسم الدين , والمصري بطبيعته عاطفته تغلب على عقله , كما سيطرت عليه العاطفة الساذجة من قبل في الانتخابات البرلمانية ، ووقوفه بجانب أعضاء هذه الجماعات وتسبب في نجاح مائة عضو أو يزيد ، دون أن يدرى ما يخبئه القدر له ولأطفاله في المستقبل..
من قلم : رضا على