المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ويل لأمة .. !!



مهدي عمار
07-04-2004, 07:12 PM
لم يمر على الأمة الإسلامية دولاً وشعوباً ظروفاً أصعب من الظروف التي يعيشونها اليوم، فالكل مهددون بوجودهم وثرواتهم وحياتهم وكراماتهم.. والمستقبل. ومع ذلك فقد يكون الأمر محتملاً إذا كان في الأفق ما يُنعش روح المواجهة مع ما ينتظر الأمة من مخاطر.. لكن وللأسف كل شي‏ء يدل على أننا قد استسلمنا «لقدرنا» المحتوم، وأخذنا ننتظر اللحظة التي ينزل فيها السيف على رقابنا ونرتاح من حالة الرعب التي نعيشها بالموت هذه المرة..

ويـلٌ لأمةٍ استسلمت لما يريد أن يفعله بها جلادها..

ويـلٌ لأمةٍ تنتظر اللحظة التي يُطلق عدوها على صدرها رصاص الرحمة.

ويـلٌ لأمةٍ نام زعما ؤها واستيقظت ثعالبها..

ويـلٌ لأمةٍ تعيش على وعود اعدائها بالرحمة والتلطّف.

ويـلٌٍ لأمةٍ قادتها اعجز ارادة من شعوبها.

ويـلٌٍ لأمةٍ يهزأ بها صغار المستكبرين وكبارهم.

ويـلٌ لأمةٍ شُلّت يدها عن امساك سيف العزّة في وجه مذلها.

ويـلٌٍ لأمةٍ يُكاد لها في العلن ولا تعرف كيف تدافع عن نفسها في الخفاء..

ويـلٌٍ لأمةٍ تشتري السكين لمن يريد أن يذبحها.

ويـلٌٍ لأمةٍ تكسرت اقلام مفكريها وانعقد لسان خطبائها..

ويـلٌٍ لأمةٍ تركت القراءة في كتابها واستبتدلته بكتاب اعدائها..

ويـلٌٍ لأمةٍ تصدح بأصوات علمائها ومراجعها ولا يستجاب لهم.

ويـلٌٍ لأمةٍ أمرّت عليها من لا يرحمها فأذاقها الله طعم الذل والهوان.

يا قوم أيعقل أن نكون أمة مشلولة الإرادة مقطعة الأوصال فاقدة الوعي غير آبهين بما ينتظرنا..

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها.

قلنا: أمن قلة بنا يومئذٍ يا رسول الله.

قال: أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل يُنتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن.

قلنا: وما الوهن يا رسول الله.

قال: حب الحياة وكراهية الموت.

صدقت يا رسول الله



* إفتتاحية جريدة بينات / لبنان