نواب يهرِّبون الطيور وآخرون متورطون في تجاوزات "العلاج في الخارج"

[بركان]

انتفاضة المستقلين ضد اتهامات "الشعبي" للشيوخ أشعلت الجلسة

النائبان مسلم البراك وجمال العمر يتبادلان الاتهامات وسط الجلسة


كتب-سالم الواوان ورائد يوسف وخالد الهاجري وإبراهيم


أحالت »انفلونزا الطيور« جلسة مجلس الأمة أمس إلى »حلبة صراع وتصفية حسابات« ¯ حسب تعبير النائب جمال العمر ¯ عندما انحرفت مناقشة إجراءات الحكومة تجاه انتشار الوباء, إلى اتهامات عنيفة طالت شيوخا ومسؤولين كباراً, أرجعها العمر إلى »رغبة بعض الكتل في ضرب الشيوخ ببعضهم البعض, وتواصلت السخونة حتى نهاية الجلسة التي شهدت أيضا هجوماً حادا من النائب سعدون العتيبي ضد وزيرة الصحة د. معصومة المبارك, اثناء مناقشة قضية العلاج في الخارج, وصل الى حد تهديدها بقوله:

»إذا كان الوزير السابق من ذرية مبارك الكبير واستجوبناه, فانتبهي وانسفي إدارة العلاج في الخارج«, فيما دعا النائب عادل الصرعاوي الى جلسة سرية لمناقشة تقرير ديوان المحاسبة حول العلاج في الخارج, مؤكدا »تورط نواب في تجاوزات هذا الملف«.

وردت د.معصومة المبارك على الانتقادات الموجهة الى وزارتها في قضية العلاج في الخارج ببيان مفصل أكدت فيه أن »الصحة« لم تتوان لدى اكتشاف أي مخالفات في هذا الملف , عن احالتها الى النيابة العامة, مشيرة الى احالة سبع حالات تزوير بموافقات إرسال علاج للخارج الى النيابة, ولا تزال القضية متداولة أمامها, كما أحيلت ثلاث حالات أخرى إلى إدارة الشؤون القانونية, نظرا لتلاعب أصحابها بالمخصصات المالية, وعدم التزامهم بموافقة مرضاهم, وسفرهم خارج بلد العلاج.

أضافت المبارك ان »الوزارية« قامت ايضا بتحويل التجاوزات المالية في المكاتب الصحية الكويتية في الخارج إلى التحقيق.

كما أوضحت ان اعداد المرضى الموجودين للعلاج في الخارج حاليا تبلغ 1051 مريضا, بينهم 479 في بريطانيا , و 287 في الولايات المتحدة و 16 في مصر, و46 في ألمانيا و 74 في فرنسا و64 في تشيكيا وسلوفاكيا, اضافة الى 85 آخرين يعالجون تحت اشراف وزارة الخارجية.

ورغم تأكيد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد - خلال الجلسة- بأن القانون سيطبق بحذافيره على الجميع, إلا ان حالة الهجوم النيابي على الشيوخ والتجار وأصحاب النفوذ استمرت, رغم مطالبة نواب بعدم التعرض لأشخاص غير متواجدين داخل القاعة للرد.

النائب صالح الفضالة طالب زملاءه بايضاحات أكثر حول الشيوخ والتجار الذين يتهمونهم بالاستثناء من قرارات حظر ادخال الطيور إلى البلاد, وقال: »عندنا نواب طلبوا استثناءات, وهذه مسؤولية رئيس المجلس, اما الشيوخ والتجار فإن على رئيس الحكومة التصدي لهم ومواجهتهم«, مؤكداً انه وكتلته (العمل الوطني) والنواب »سعداء بوجود رئيس الوزراء ويثقون فيه ثقة عمياء, ولابد من مواجهة الشيخ المتجاوز, لأن كل هؤلاء سيذهبون وتبقى الكويت«.

بدوره كشف النائب مسلم البراك عن ان هيئة الزراعة رفضت طلباً من دائرة أملاك صاحب السمو بإدخال الطيور, تنفيذاً لقرار الحظر, الا ان الهيئة سمحت بعد اربعة أيام من الرفض لطرف آخر بإدخال الطيور مضيفاً أن »رئيس جهاز الأمن الوطني أحضر ثلاثين طائراً في طائرة خاصة« وتساءل: »هل مهمة الشيخ أحمد الفهد حماية البلد أم تربية الطيور?«.
لكن النائب خالد العدوة رفض ما اعتبره اطلاق »نصف الحقائق« من البراك, وطالب بإعلان »اسماء كل الشيوخ المعنيين في الاستثناء, خصوصاً من هم في مواقع حساسة«.

وعندما احتدم الجدل بين النواب وهدد بتخريب الجلسة, طالب الرئيس جاسم الخرافي الاعضاء بالتهدئة, مهدداً برفع الجلسة »إن لم يلتزموا«, واضطر بالفعل الى رفعها, بعد مشادة ساخنة بين النائبين مسلم البراك وجمال العمر, اشتعلت بعد ان أكد الأخير ان »المشكلة هي في هذا المجلس وليست في الاسرة«, محذراً من ان »الصراع السياسي يدور بين الكتل النيابية, لكن أهل الكويت ليسوا لعبة, واذا ارادت بعض الكتل ان تضرب شيخاً بشيخ, فمجلسنا ليس حلبة صراع, فرد عليه البراك قائلاً: »اذا عند العمر وضع آخر فليقل ما لديه من اسماء, اما »المشاقح« يا جمال فاختر ساحة اخرى لها, لان كتلة العمل الشعبي لها مواقفها المشرفة, ولا أنت ولا غيرك يزايد عليها«.

وعاود النواب الهجوم على هيئة الزراعة, معتبرين انها »رأس الفساد«, كما تعرض مدير الهيئة جاسم البدر الذي كان حاضراً الجلسة مع عدد آخر من المسؤولين الحكوميين, الى هجوم قاسٍ بلغ حد مطالبة النائب جمعان الحربش له بالاستقالة »ان لم يكن قادراً على أداء مهامه«.
ورد البدر على هذه الاتهامات بالاشارة الى ان »وراء البيانات التي طرحها النواب موظفين اثنين في هيئة الزراعة طالبا بتوليتهما مناصب في الهيئة وتم رفض طلبيهما, فلجأ إلى التشهير«.

[قمبيز]

العمر أكيد أحكم من مسلم

نبيل الفضل


جلسة يوم أمس لم تخلط الأوراق بل خلطت الفرضيات والقناعات. فبعدما كان الحديث يفرش الأرض لنظرية تقول بأن اختلاف أبناء الأسرة يغذي الاصطراع النيابي ويصعد من التأزيم السياسي. أصبحت النظرية يوم أمس معكوسة بالقول ان التصعيد السياسي والاختلاف النيابي هو ما يغذي الاصطراع بين أبناء النظام!.

فما إن هدأت النفوس ولاحت مرافئ الاستقرار في كلمة حضرة صاحب السمو امير البلاد، التي أمر فيها سموه ابناء الاسرة بالكف عن التصارع والنزاع والتصعيد الصحفي، ما إن هدأت النفوس ليومين حتى جاء مسلم البراك ليمارس اسلوب عرابه الكبير «شعللها شعللها»، فيرفع كعادته السخيفة ورقة ـ لا يعلم سوى الله ما بها ـ امام نواب المجلس، ويتهم فيها الشيخ احمد الفهد بالاسم من انه قد هرَّب صقوراً الى الكويت دون فحص ولا رقابة!!

ونحن لن نصحح معلومة مسلم البراك ولن نفضح اسم من هرَّب الصقور فعلا، ولكن مسلم يعلم علم اليقين ان احمد الفهد ليس له علاقة بما لدينا من اوراق ثبوتية. ولكن القضية ليست قضية صقور ولا قضية احمد الفهد، القضية قضية مبدأ.

فهناك اناس لا يستطيعون التنفس في ظل استقرار سياسي، ولا يستطيعون الهدوء في مرحلة الهدوء. لذا فهم لابد ان يعيدوا اشعال النيران وتفجير الالعاب النارية، كما فعل مسلم يوم امس، وكما فعل السعدون يوم امس الاول باثارته الوقحة لقضية الناقلات التي هي تحت نظر القضاء.
ولكن اذا كان تنقيح الدستور محتقرا في نظرة السعدون، حتى لو جاء بالطريق الدستوري ـ كما نقلت عنه الصليعة ـ. واذا كان تهديد النظام امرا جائزا في منهج ومفردات السعدون، فان التسلط والتدخل في سلطة القضاء لا يتعدى رشفة من شوربة عدس عند العم بوعبدالعزيز.

ولكن لندع قضية الناقلات جانبا فهي تحت نظر القضاء ولن يسمح للسعدون ولا غيره الخوض فيها، الا اذا تخلت الحكومة عن المبدأ الدستوري لفصل السلطات، فساعتها سيكون لكل حادث حديث
ونعود للحجي مسلم البراك الذي يعاني من حكة في الحنجرة، دفعته لاشعال نيران الصراعات مرة أخرى، وهي صراعات لن تتوقف عند حدود قبة البرلمان، ولكنها قطعا ستتعداها، لتدخل إلى بيوت ابناء الاسرة الحاكمة ومجالسهم... ودواوينهم.

قدر الكويت ان تبقى رهينة للسعدون وطلبته من نواب التأزيم والتصعيد من فئة «شعللها شعللها».. وإلا ما الذي كان يمنع مسلم البراك من الحديث عن صقور أحمد الفهد أو غيره من الشيوخ خلال المرحلة الماضية؟! وما الذي حدا بالحجي مسلم إلى الاهتمام بالصقور فجأة وبعد الامر الأميري لابناء الاسرة بالتوقف عن الصراع والتراشق الصحفي؟! ونحن ممن يرى أن الأمر الاميري لا يسري على ابناء الاسرة فقط، وانما يمتد هذا الامر إلى ابناء الوطن. فوحدة ابناء الاسرة تفقد تأثيرها في غياب وحدة ابناء الوطن.

ولكن هيهات. فأهل التأزيم وابواق التصعيد لن تتوقف مساعيهم ولا مخططاتهم لزعزعة الاستقرار والتعيش على التناقضات. هذا من باب المبدأ، أما من باب الوضع العملي، فالطاووس يتعرض لهجمة قادمة ستحرق الفحم المكلسن على رأسه ورأس شركائه. وشركاؤه كالزميل الاستاذ محمد جاسم الصقر مقبل على ايام صعبة ومساءلات حادة في شركات امواله!. فكيف لا يبحث الاثنان عن قضية يطنطنان عليها ويرفعان من قوة الميكروفونات بها، ليغطيا بضجيجهما على أصوات المطالبة النيابية بالتحقيق في الفحم المكلسن وما يتبع الفحم المكلسن؟!

لا نأمل باصلاح من جهة التكتل الشبعي وحلفائهم، فهم لم يقدموا شيئا للناس طوال تاريخهم، ما عدا ما ينتهبونه من الاموال العامة لاسكات الناس بها. ولكننا نأمل بالحكومة الاصلاحية ان تلتزم الدستور ومواده، وان تطبق القانون كما امرها صاحب السمو امير البلاد، وكما هي منهجية سمو الرئيس ناصر المحمد.

أعزاءنا

التفرد يحتاج الى تمرد، والتمرد في الكويت يحتاج الى.. لا شيء.. سوى رئة.. وحنجرة.