المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهازا استخبارات في العراق.. شيعي وسني!



سلسبيل
04-17-2007, 08:08 AM
اعد نيد باركر تقريرا مطولا نشرته صحيفة لوس انجلوس تايمز بعنوان للعراق المنقسم وكالتان استخباريتان، لفت فيه الى ان الانقسام القائم في العراق كشف عن وجود جهازين متوازيين للاستخبارات احدهما يأتمر لمسؤولين شيعة وآخر تشرف عليه شخصيات امنية سنية.


واشار باركر الى الشكوك المتزايدة حول العمل الاستخباري في العراق، فالوكالة الوطنية للاستخبارات العراقية التي تمولها الوكالة المركزية للاستخبارات الاميركية واعضاء في الحكومة العراقية يبدون مخاوف من تشكل وكالة سرية موازية تعمل في ضوء اجندة شيعية، وهو امر اشعل نزاعا استخباريا.


ونقل باركر عن مسؤولين غربيين ان وزير الدولة لشؤون الامن الوطني شيروان الوائلي شيد جهازا تجسسيا يصل عدد افراده الى الف ومائتي عميل، وان له ممثلين في كل محافظة من محافظات العراق، وانه قد بات مؤكدا ان هذا الجهاز يعمل كمنظمة موازية لوكالة اخرى!


وفي هذا الخصوص يقول مسؤولون شيعة كبار ان الوزير المذكور يسعى من اجل جمع معلومات عن شبكة القاعدة في بلاد الرافدين واعضاء حزب البعث المنحل لم تتمكن من الحصول عليها الوكالة العراقية الوطنية للاستخبارات التي اسستها سلطة الائتلاف المؤقتة، ايام بريمر ويرأسها محمد الشهواني، وهو ضابط سني شارك في مؤامرة اعدتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قبل عشر سنوات للتخلص من صدام حسين.


جهازا حرب أهلية؟
وذكر نيد باركر ان الوكالة الوطنية للاستخبارات مرتبطة برئيس الوزراء نوري المالكي لكن عددا من اعضاء حكومة المالكي لا يثقون بها، وان الشهواني يؤكد انه منع عام 2005 والجزء الاول من عام 2006 من حضور جلسات مجلس الوزراء. واورد باركر عن الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب القول ان رئيس الاستخبارات يشعر بان وكالته لا تمارس عملها في اجواء سليمة، كما نقل باركر قول محلل سياسي ان هناك قلقا من ان يتحول هذان الجهازان الاستخباريان المتوازيان الى وكالتين طائفيتين تخدمان حربا اهلية ما لم تتوصل الاطراف السياسية الى اتفاق على كيفية ادارة البلد.


ومما زاد في تعقيد الامر حسب باركر، ان الشهواني تعرض لبعض التنظيمات الشيعية البارزة. ففي سبتمبر من عام 2004 اعتقل رجاله ما لا يقل عن 50 عضوا في حزب الله العراقي الناشط في المناطق الجنوبية واحتجزهم لبضعة اشهر، وخلال الفترة نفسها اتهم الشهواني المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بانه يعمل على اساس اجندة ايرانية واتهم اتباعه بقتل عشرة من عناصر وكالة الاستخبارات.


دعم الشهواني
وذكر معد تقرير صحيفة لوس انجلوس تايمز ان محاولات الشيعة لتشكيل جهاز مواز لهذه الوكالة تعود الى ربيع 2005 عندما منعت الولايات المتحدة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري من الاشراف على الوكالة الوطنية للاستخبارات العراقية. اما بالنسبة للولايات المتحدة، فقال باركر انها انفقت عن طريق وكالة الاستخبارات الاميركية اموالا طائلة بلغت خلال الثلاث سنوات الماضية ثلاثة مليارات دولار من اجل اقامة وكالة استخبارات قوية في العراق، كما انها تثق الى حد كبير بالشهواني الذي قدم خدمات مهمة للاميركيين منذ سقوط نظام صدام حسين، وهيأ لهم اتصالات مع كبار الضباط العراقيين، وشكل وحدة القوات الخاصة العراقية التي شاركت عام 2004 في معارك الفلوجة لتخليصها من المتمردين السنة العرب.


الجهاز الشيعي
وعندما فشل الشيعة عام 2005 في ازاحة الشهواني عن رئاسة الوكالة، عمد مسؤولوهم الى ملء ما يرونه فراغا استخباريا، فنجح وزير الدولة للامن الوطني السابق عبد الكريم العنزي في اقناع رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري بتدعيم وضع هذه الوزارة التي باشرت بتأسيس شبكة استخبارية خاصة بها رغم صعوبات تمويلها. وعند تولي الوائلي شؤون هذه الوزارة حصلت قفزة نوعية في عمل هذه الشبكة وبدأ بتطويع عناصر بعقود غير حكومية، وباتت هذه الشبكة كما يرى مراقبون غربيون تقدم وجهة نظر امنية شيعية خلال اجتماعات مجلس الامن الوطني. وبحسب باركر، فان مسؤولا اميركيا يرى ان جماعات طائفية تسللت الى الوكالة الوطنية للاستخبارات العراقية وفشلت في السيطرة عليها، وهو امر عزز جهود تشكيل جهاز استخباري مواز لها.ويضيف هذا المسؤول الذي لم يكشف مراسل الصحيفة عن هويته ان ايران عملت بدورها على تحديد قدرة وكالة الشهواني بسبب روابطها الوثيقة بالولايات المتحدة والسي.اي.ايه .وبشكل عام، فان العرب السنة لا يثقون بوزارة الوائلي ، رغم سعيه لان لا تكون طائفية التوجه ، ويرون ان من الصعوبة توظيف غير الشيعة فيها ، فيما اتهم النائب مثال الالوسي عناصرها بشن حملات اعتقال مريبة.لكن الوزير شيروان الوائلي يدافع عن نفسه بالقول ان تشكيلاته تعمل تحت انظار الحكومة وانها تجمع معلومات ادلة ضد المطلوبين وان جميع هذه النشاطات قانونية وتخدم مصالح المواطنين حسب تعبيره.