جون
04-13-2007, 12:27 PM
الجزائر: بوعلام غمراسة
يجمع متابعون للشأن الأمني في منطقة المغرب الغربي بأن التحاق أبرز تنظيم مسلح في الجزائر، بتنظيم «القاعدة»، مطلع العام الحالي، تم بدافع البحث عن شرعية خارجية بعد فشل مشروعه محلياً. ويعزو هؤلاء المتابعون فشل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» محلياً، إلى تخلي المئات من عناصرها عن العمل المسلح وعودتهم إلى أحضان المجتمع، مدفوعين بالعفو الذي عرض عليهم في إطار قانون «المصالحة الوطنية».
وكانت «الجماعة السلفية» التي تسمى حاليا «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، قد تأسست صيف 1998 على أيدي أوائل المنخرطين في «الجماعة الاسلامية المسلحة» التي تشكلت عام 1992 كرد فعل على تدخل الجيش الجزائري، لإيقاف زحف الاسلاميين نحو الحكم في انتخابات عام 1991 البرلمانية.
ويذكر قياديون في العمل المسلح سابقا، أن فكرة تأسيس «الجماعة السلفية» تعود إلى عام 1996 في فترة قيادة جمال زيتوني للجماعة المسلحة، عندما أبدى عناصر «المنطقة الثانية» (شرق العاصمة) في الجماعة تذمرهم من استهداف المدنيين، وتتهم «السلفية» في أدبياتها «الجماعة الاسلامية» بـ«الزيغ عن الجهاد الشرعي» من خلال تقتيل المدنيين العزل.
وبعد مقتل زيتوني على أيدي مسلحين يخالفونه الرأي، اتفق قطاع من أفراد الجماعة على تعيين شخص يدعى عنتر زوابري قائداً عاماً، فكانت نقطة الماء التي جعلت الإناء يطفح بما فيه، إذ خرج أفراد المنطقة الثانية بزعامة حسان حطاب من التنظيم، وجهروا بمعارضتهم زوابري، الذي اتهموه بـ«الجاهل غير المتفقه في الدين».
وقال عضو بارز بـ«المنطقة الثانية» في تلك الفترة: «لقد قررت منطقتنا عقد لقاء لبحث تأسيس تنظيم جديد، فبادرنا رفقة الإخوة بالمنطقة الخامسة (شرق الجزائر) بالاجتماع في مرتفعات باتنة (450 كلم شرق) وأطلقنا إطارا جديدا سميناه «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، واتفقتا على أن يكون أسلوب عملها مغايرا تماما للجماعة الاسلامية المسلحة، بحيث نقاتل جميع فصائل الأمن وكل مدني يرفع السلاح ضدنا، ولا نمس بسوء من لا يناصبنا العداء».
وتم في «لقاء باتنة» تعيين حطاب زعيما مؤقتا إلى غاية مطلع 1999، حيث اجتمع «أعيان» المناطق الأولى والرابعة والسابعة والسادسة والتاسعة إضافة إلى الثانية والخامسة، مبايعين عبد المجيد ديشو المدعو «مصعب» زعيما جديدا. وقتل الأخير في كمين للجيش شرق البلاد، بعد أقل من شهرين من توليه القيادة. ويذكر قيادي نجا من الكمين عن ظروف مقتل ديشو: «لقد رأينا فيه أحسن شخص تتوفر فيه شروط القيادة فوليناه شؤون الجماعة. ولحظة الوقوع في الكمين، كنت أنا و14 قياديا آخرا مع مصعب ومن الغريب أننا نجونا كلنا من العملية العسكرية إلا هو».
وبعد اختفاء ديشو في مايو (أيار) 1999، اختار أفراد الجماعة السلفية حطاب (أبو حمزة) زعيماً مرة أخرى، وقاد التنظيم إلى غاية 2003. وفي عهده، قاد التنظيم أبرز عملياته العسكرية ضد قوات الأمن، وفي عهده أيضا ظهرت بوادر التقارب مع تنظيم «القاعدة».
ففي 2001 أوفد أسامة بن لادن شخصاً من جنسية يمنية يدعى عماد عبد الواحد إلى معاقل «الجماعة السلفية» بباتنة لبحث مطالبها، لكنه قتل في كمين للجيش بعد فترة قصيرة من وصوله.
وتخلى حطاب عن القيادة والتنظيم نهائيا أواخر 2003 لكن دون أن يتخلى عن السلاح، وصرح في حوار مع «الشرق الأوسط» نشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2005 بأنه تخلى عن التنظيم متأثرا بخطاب المصالحة وأعرب عن استعداده السعي لدى رفاقه لإقناعهم بوضع السلاح. وقال القيادي البارز عن قصة تخلي خطاب عن التنظيم: «لقد اجتمع مجلس الأعيان (أعلى مؤسسة في الجماعة) لدراسة استقالة حطاب، فحاولنا معرفة أسباب تنحيه من القيادة لكنه رفض البوح بما يخفيه في صدره وعلمنا فيما بعد أن المصالحة فعلت فعلتها فيه، وأصبح منبوذا إلى أن غادرنا نهائيا».
يجمع متابعون للشأن الأمني في منطقة المغرب الغربي بأن التحاق أبرز تنظيم مسلح في الجزائر، بتنظيم «القاعدة»، مطلع العام الحالي، تم بدافع البحث عن شرعية خارجية بعد فشل مشروعه محلياً. ويعزو هؤلاء المتابعون فشل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» محلياً، إلى تخلي المئات من عناصرها عن العمل المسلح وعودتهم إلى أحضان المجتمع، مدفوعين بالعفو الذي عرض عليهم في إطار قانون «المصالحة الوطنية».
وكانت «الجماعة السلفية» التي تسمى حاليا «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، قد تأسست صيف 1998 على أيدي أوائل المنخرطين في «الجماعة الاسلامية المسلحة» التي تشكلت عام 1992 كرد فعل على تدخل الجيش الجزائري، لإيقاف زحف الاسلاميين نحو الحكم في انتخابات عام 1991 البرلمانية.
ويذكر قياديون في العمل المسلح سابقا، أن فكرة تأسيس «الجماعة السلفية» تعود إلى عام 1996 في فترة قيادة جمال زيتوني للجماعة المسلحة، عندما أبدى عناصر «المنطقة الثانية» (شرق العاصمة) في الجماعة تذمرهم من استهداف المدنيين، وتتهم «السلفية» في أدبياتها «الجماعة الاسلامية» بـ«الزيغ عن الجهاد الشرعي» من خلال تقتيل المدنيين العزل.
وبعد مقتل زيتوني على أيدي مسلحين يخالفونه الرأي، اتفق قطاع من أفراد الجماعة على تعيين شخص يدعى عنتر زوابري قائداً عاماً، فكانت نقطة الماء التي جعلت الإناء يطفح بما فيه، إذ خرج أفراد المنطقة الثانية بزعامة حسان حطاب من التنظيم، وجهروا بمعارضتهم زوابري، الذي اتهموه بـ«الجاهل غير المتفقه في الدين».
وقال عضو بارز بـ«المنطقة الثانية» في تلك الفترة: «لقد قررت منطقتنا عقد لقاء لبحث تأسيس تنظيم جديد، فبادرنا رفقة الإخوة بالمنطقة الخامسة (شرق الجزائر) بالاجتماع في مرتفعات باتنة (450 كلم شرق) وأطلقنا إطارا جديدا سميناه «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، واتفقتا على أن يكون أسلوب عملها مغايرا تماما للجماعة الاسلامية المسلحة، بحيث نقاتل جميع فصائل الأمن وكل مدني يرفع السلاح ضدنا، ولا نمس بسوء من لا يناصبنا العداء».
وتم في «لقاء باتنة» تعيين حطاب زعيما مؤقتا إلى غاية مطلع 1999، حيث اجتمع «أعيان» المناطق الأولى والرابعة والسابعة والسادسة والتاسعة إضافة إلى الثانية والخامسة، مبايعين عبد المجيد ديشو المدعو «مصعب» زعيما جديدا. وقتل الأخير في كمين للجيش شرق البلاد، بعد أقل من شهرين من توليه القيادة. ويذكر قيادي نجا من الكمين عن ظروف مقتل ديشو: «لقد رأينا فيه أحسن شخص تتوفر فيه شروط القيادة فوليناه شؤون الجماعة. ولحظة الوقوع في الكمين، كنت أنا و14 قياديا آخرا مع مصعب ومن الغريب أننا نجونا كلنا من العملية العسكرية إلا هو».
وبعد اختفاء ديشو في مايو (أيار) 1999، اختار أفراد الجماعة السلفية حطاب (أبو حمزة) زعيماً مرة أخرى، وقاد التنظيم إلى غاية 2003. وفي عهده، قاد التنظيم أبرز عملياته العسكرية ضد قوات الأمن، وفي عهده أيضا ظهرت بوادر التقارب مع تنظيم «القاعدة».
ففي 2001 أوفد أسامة بن لادن شخصاً من جنسية يمنية يدعى عماد عبد الواحد إلى معاقل «الجماعة السلفية» بباتنة لبحث مطالبها، لكنه قتل في كمين للجيش بعد فترة قصيرة من وصوله.
وتخلى حطاب عن القيادة والتنظيم نهائيا أواخر 2003 لكن دون أن يتخلى عن السلاح، وصرح في حوار مع «الشرق الأوسط» نشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2005 بأنه تخلى عن التنظيم متأثرا بخطاب المصالحة وأعرب عن استعداده السعي لدى رفاقه لإقناعهم بوضع السلاح. وقال القيادي البارز عن قصة تخلي خطاب عن التنظيم: «لقد اجتمع مجلس الأعيان (أعلى مؤسسة في الجماعة) لدراسة استقالة حطاب، فحاولنا معرفة أسباب تنحيه من القيادة لكنه رفض البوح بما يخفيه في صدره وعلمنا فيما بعد أن المصالحة فعلت فعلتها فيه، وأصبح منبوذا إلى أن غادرنا نهائيا».