الأمازيغي
04-13-2007, 12:03 PM
هذيان أبناء المماليك
جعفر الحسيني
jaffarh3@hotmail.com
(1)
كعادته طلع علينا طارق الهاشمي، الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي – في برنامج بلا حدود – بتصريحات تدعو إلى الفتنة والحرب الأهلية .. وإليك نماذج منها:
- ما يجري ضد السنة لا يختلف عن كوسوفو (أنظر أن تصريح طارق هذا أتى في اليوم الذي استهدف فيه الانتحاريون مئات المواطنين الشيعة الفقراء في الكاظمية لا لشيء إلا لكونهم شيعة).
- هناك ميل إلى اللغة الإيرانية التي أصبحت تزاحم العربية الآن.
- المراد تفريغ العراق من العرب السنة.
- هناك تطهير طائفي تشارك فيه وزارة الدفاع.
- لماذا لا يُحارب الإرهاب بالمخابرات كما في العالم .. ولماذا يتم محاربتهم بالجيش (يبدو أن طارق يريد من الحكومة أن تترك المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون ولا تدخلها).
- نتوقع أن هناك مشروعاً خطيراً لإقصاء العرب السنة من الانتخابات .. لم نستطع رسم ملامحه .. (ينسى طارق أن هيئة العلماء وديوان الوقف السني هما اللذان طالبا السنة بمقاطعة انتخابات كانون الثاني 2005).
- ربما تتفاقم الأمور إلى حرب أهلية.
من المفيد أن نذكّر هنا الهاشمي وغير الهاشمي، ممن يريدون أن يصرفوا الأنظار عن الإرهاب، ويتحدثون عن منظمة (بدر) والمؤامرة الإيرانية في العراق، بأن الجزائر ليس فيها شيعة أو بدر أو إيران أو احتلال ومع ذلك فأن الإرهاب قتل فيها 180.000 شخصاً واغتصب النساء وأباد الكثير من القرى، وكذلك الأمر في السعودية ومصر وأندونيسيا .. وغيرها.
(2) للأسف أن الحزب الإسلامي العراقي الذي كان يرفع راية الوحدة الوطنية بين العراقيين، حتى أنه اتخذ من السيد محسن الحكيم راعياً للحزب عندما تقدم بطلب إجازته عام 1960. انتهى على يد طارق الهاشمي (الطائفي المتطرف) وقلة مثله، إلى مُبشر بالحرب الأهلية ..
وكجزء من حربهم الطائفية، صارت القلة المهيمنة تطرح أفكاراً تتناقض مع أيديولوجية الحزب وتاريخه، حتى قال قائلهم: (إن هذا الدستور يغلّب الطابع الإسلامي على الطابع العربي لذلك رفضناه). بينما كان الأخوان المسلمون (والحزب الإسلامي فرعهم العراقي) يعرّفون الوحدة العربية بأنها: (ترابط إسلامي بين ناطقي اللغة العربية) (راجع كتاب الثورة والجماهير لناجي علوش)، ناهيك عن موقفهم المعادي بتطرف لعروبة عبد الناصر والوحدة عام 1958، حتى أن ممثلهم الوحيد في مجلس النواب السوري (عصام العطار) كان النائب الوحيد في المجلس الذي عارض الوحدة. وقد قال بن غوريون رئيس إسرائيل آنذاك: (إن عبد الناصر مُتعَب بسبب الأخوان المسلمين).
أما طارق الهاشمي (العربي العروبي !) فأن توفيق السويدي رئيس وزراء العراق يقول في كتابه المشهور (وجوه عراقية عبر التاريخ) عن عائلته بأنهم من (الكروية) الذين جلبهم السلطان العثماني مراد الرابع من الأناضول فأقامهم في الطريق البري الذي يربط العراق بالأناضول .. ثم حولوا لقبهم إلى الهاشمي (أي من نسل النبي العربي) بعد ثورة الشريف حسين العربية. (ص 71).
راجع عما فعله المماليك وأبناؤهم بالعراق في العصر العثماني الدكتور علي الوردي (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الأول).
وأعتقد أن من لم يقرأ كتبا الوردي العظيم (لمحات اجتماعية) لن يفهم العراق ولا الشعب العراقي.
(3) أما أحمد منصور، صاحب برنامج (بلا حدود)، والمتحمس جداً ضد الشيعة، حتى أنه لم يخفِ حماسه هذا في مناسبات عدة، فقد قال مرة أنه يعتقد أنه ليس هناك من جامع بين السنة والشيعة، ومرة قال إن الشيعة منافقون، ومرة قال إن الصليبين (يا للسخافة) هم الذين نشروا التشيع في إيران ليقطعوا الصلة بين شرق العالم الإسلامي وغربه .. وقد جمح به حماسه مرة فأتى بخرائط وأرقام ليثبت للمشاهدين أن سنة العراق هم أكثر من شيعة العراق وأن الأغلبية الشيعية هي مجرد إشاعة (أمريكية).
ويحرص منصور على أن يستضيف في برنامجه غلاة الطائفيين في العراق، بينما لم يستضف ولا مرة واحدة (طيلة عمر برنامجه) أية شخصية عراقية شيعية، سوى أحمد الكاتب ليثبت به أن المهدي أسطورة شيعية، وما أدري ما علاقة المهدي ببرنامج سياسي من قناة إخبارية !!
يبدو أن التحريض الطائفي ضد الشيعة وخلط الأوراق والزجّ باسم إيران في مناسبة وغير مناسبة هو جزء من مهمة إسرائيلية لبعض الفضائيات العربية، فالإسرائيليون لا يزعجهم من يشتمهم مازال يطبّع معهم، ويمكّنهم من مخاطبة الرأي العام العربي وبث سمومهم.. وهي المهمة التي قامت بها الجزيرة منذ عام 1996 خير قيام، فعوّضت إسرائيل عن فشل الفضائية الإسرائيلية العربية وعن خسارة مئات الملايين من الدولارات في المجال الإعلامي (راجع الفضائيات العربية وإسرائيل، جريدة الشرق الأوسط، عدد 21 شباط 2004) .. وإلا من يصدّق أن الولايات المتحدة التي أطاحت بدول وحكومات وغيرّت سياسات ومجتمعات .. مَن يصدّق أنها غير قادرة على إغلاق قناة الجزيرة المجاورة لقاعدة (العديد) القطرية حيث (قيادة الشرق الأوسط الأميركية) هناك !!
جعفر الحسيني
jaffarh3@hotmail.com
(1)
كعادته طلع علينا طارق الهاشمي، الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي – في برنامج بلا حدود – بتصريحات تدعو إلى الفتنة والحرب الأهلية .. وإليك نماذج منها:
- ما يجري ضد السنة لا يختلف عن كوسوفو (أنظر أن تصريح طارق هذا أتى في اليوم الذي استهدف فيه الانتحاريون مئات المواطنين الشيعة الفقراء في الكاظمية لا لشيء إلا لكونهم شيعة).
- هناك ميل إلى اللغة الإيرانية التي أصبحت تزاحم العربية الآن.
- المراد تفريغ العراق من العرب السنة.
- هناك تطهير طائفي تشارك فيه وزارة الدفاع.
- لماذا لا يُحارب الإرهاب بالمخابرات كما في العالم .. ولماذا يتم محاربتهم بالجيش (يبدو أن طارق يريد من الحكومة أن تترك المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون ولا تدخلها).
- نتوقع أن هناك مشروعاً خطيراً لإقصاء العرب السنة من الانتخابات .. لم نستطع رسم ملامحه .. (ينسى طارق أن هيئة العلماء وديوان الوقف السني هما اللذان طالبا السنة بمقاطعة انتخابات كانون الثاني 2005).
- ربما تتفاقم الأمور إلى حرب أهلية.
من المفيد أن نذكّر هنا الهاشمي وغير الهاشمي، ممن يريدون أن يصرفوا الأنظار عن الإرهاب، ويتحدثون عن منظمة (بدر) والمؤامرة الإيرانية في العراق، بأن الجزائر ليس فيها شيعة أو بدر أو إيران أو احتلال ومع ذلك فأن الإرهاب قتل فيها 180.000 شخصاً واغتصب النساء وأباد الكثير من القرى، وكذلك الأمر في السعودية ومصر وأندونيسيا .. وغيرها.
(2) للأسف أن الحزب الإسلامي العراقي الذي كان يرفع راية الوحدة الوطنية بين العراقيين، حتى أنه اتخذ من السيد محسن الحكيم راعياً للحزب عندما تقدم بطلب إجازته عام 1960. انتهى على يد طارق الهاشمي (الطائفي المتطرف) وقلة مثله، إلى مُبشر بالحرب الأهلية ..
وكجزء من حربهم الطائفية، صارت القلة المهيمنة تطرح أفكاراً تتناقض مع أيديولوجية الحزب وتاريخه، حتى قال قائلهم: (إن هذا الدستور يغلّب الطابع الإسلامي على الطابع العربي لذلك رفضناه). بينما كان الأخوان المسلمون (والحزب الإسلامي فرعهم العراقي) يعرّفون الوحدة العربية بأنها: (ترابط إسلامي بين ناطقي اللغة العربية) (راجع كتاب الثورة والجماهير لناجي علوش)، ناهيك عن موقفهم المعادي بتطرف لعروبة عبد الناصر والوحدة عام 1958، حتى أن ممثلهم الوحيد في مجلس النواب السوري (عصام العطار) كان النائب الوحيد في المجلس الذي عارض الوحدة. وقد قال بن غوريون رئيس إسرائيل آنذاك: (إن عبد الناصر مُتعَب بسبب الأخوان المسلمين).
أما طارق الهاشمي (العربي العروبي !) فأن توفيق السويدي رئيس وزراء العراق يقول في كتابه المشهور (وجوه عراقية عبر التاريخ) عن عائلته بأنهم من (الكروية) الذين جلبهم السلطان العثماني مراد الرابع من الأناضول فأقامهم في الطريق البري الذي يربط العراق بالأناضول .. ثم حولوا لقبهم إلى الهاشمي (أي من نسل النبي العربي) بعد ثورة الشريف حسين العربية. (ص 71).
راجع عما فعله المماليك وأبناؤهم بالعراق في العصر العثماني الدكتور علي الوردي (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الأول).
وأعتقد أن من لم يقرأ كتبا الوردي العظيم (لمحات اجتماعية) لن يفهم العراق ولا الشعب العراقي.
(3) أما أحمد منصور، صاحب برنامج (بلا حدود)، والمتحمس جداً ضد الشيعة، حتى أنه لم يخفِ حماسه هذا في مناسبات عدة، فقد قال مرة أنه يعتقد أنه ليس هناك من جامع بين السنة والشيعة، ومرة قال إن الشيعة منافقون، ومرة قال إن الصليبين (يا للسخافة) هم الذين نشروا التشيع في إيران ليقطعوا الصلة بين شرق العالم الإسلامي وغربه .. وقد جمح به حماسه مرة فأتى بخرائط وأرقام ليثبت للمشاهدين أن سنة العراق هم أكثر من شيعة العراق وأن الأغلبية الشيعية هي مجرد إشاعة (أمريكية).
ويحرص منصور على أن يستضيف في برنامجه غلاة الطائفيين في العراق، بينما لم يستضف ولا مرة واحدة (طيلة عمر برنامجه) أية شخصية عراقية شيعية، سوى أحمد الكاتب ليثبت به أن المهدي أسطورة شيعية، وما أدري ما علاقة المهدي ببرنامج سياسي من قناة إخبارية !!
يبدو أن التحريض الطائفي ضد الشيعة وخلط الأوراق والزجّ باسم إيران في مناسبة وغير مناسبة هو جزء من مهمة إسرائيلية لبعض الفضائيات العربية، فالإسرائيليون لا يزعجهم من يشتمهم مازال يطبّع معهم، ويمكّنهم من مخاطبة الرأي العام العربي وبث سمومهم.. وهي المهمة التي قامت بها الجزيرة منذ عام 1996 خير قيام، فعوّضت إسرائيل عن فشل الفضائية الإسرائيلية العربية وعن خسارة مئات الملايين من الدولارات في المجال الإعلامي (راجع الفضائيات العربية وإسرائيل، جريدة الشرق الأوسط، عدد 21 شباط 2004) .. وإلا من يصدّق أن الولايات المتحدة التي أطاحت بدول وحكومات وغيرّت سياسات ومجتمعات .. مَن يصدّق أنها غير قادرة على إغلاق قناة الجزيرة المجاورة لقاعدة (العديد) القطرية حيث (قيادة الشرق الأوسط الأميركية) هناك !!