سلسبيل
04-09-2007, 03:06 PM
علي حسين من بغداد
من بين الصور التي بقيت في ذاكرة من تابع تداعيات سقوط بغداد يوم 9 نيسان أبريل 2003، صورة لرجل عراقي يحمل صورة لصدام ويضرب بنعله عليها أمام كاميرات التلفزيون. وهي صورة اعتبرها عدد من الإعلاميين آنذاك (البيان رقم واحد لسقوط صدام) وعدها آخرون منافسة لصورة إسقاط تمثال صدام في اليوم نفسه.. بحثت عنه طويلا لأعرف ما آل إليه حاله، ولم أجده.. و لكن شاءت الصدف أن أراه وجها لوجه في مكان لم يكن على البال.
إنه "أبو تحسين" الرجل الذي طبقت شهرته الآفاق في ذلك اليوم، والذي لم يتغير في صورته شيء سوى ملابسه، فهو الآن يرتدي البنطلون و القميص بينما الصورة المترسخة في الأذهان لرجل يرتدي زيا شعبيا عراقيا (دشداشة و عقال).
هو اليوم في مكان ما من بلاده لم يرغب بالكشف عنه بعد التهديدات التي تلقاها حين كان في مدينته (مدينة الصدر) الضاحية الكبرى شرقي بغداد، التي غادرها مجبرا.
يقول أبو تحسن لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة "لم أذهب إلى بغداد منذ مدة طويلة لأنني خائف على حياتي وحياة أفراد أسرتي بعد التهديدات التي تلقيناها من البعثيين و الإرهابيين."
وأضاف " لم أكن أستطيع الذهاب إلى عملي هناك، و قد قطع راتبي بسبب عدم قدرتي على الدوام، مع أن المسؤولين كانوا يعرفون ذلك و يعرفون ظروفي و لكنهم لم يتفهموها، وكانوا يجبرونني على الذهاب إلى العمل."
وتابع "الوضع في العراق يتحول من سيء إلى أسوأ ، و لا يبشر بخير قريب ، و لم أكن أتصور أن تتحول الأمور إلى ما وصلت إليه بعد كل الأمل الذين كان في صدورنا."
ويستدرك أبو تحسين "ولكن مع كل ذلك و برغم كل المصاعب التي مررت بها، فإن الفرحة الأولى ما زالت راسخة في ذهني و أنا غير نادم على ما فعلت، ولو تكرر الوضع مليون مرة وسقط الطاغية لن أتردد في أن أكرر المشهد نفسه ثانية مهما حصل."
وعن معنى التاسع من نيسان أبريل 2003 له، قال "هو يوم خاص في حياتي، و قد عبرت خلاله عن موقفي من نظام صدام." و يضيف " هو يعني لي الحرية و الأمل.. و لكن ليس حرية القتل الجماعي المنتشرة الآن في العراق، و ليس الطائفية و القتل على الهوية."
أبو تحسين أبدى امتعاضه من طريقة إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين يوم 30 كانون الأول ديسمبر 2006 مع أنه يعتقد أنه نال استحقاقه، يقول "قبل أن أرى عملية الإعدام فرحت جدا، ولكن عندما رأيت طريقة الإعدام تأثرت بها لأنها لم تكن صحيحة، فإعدام صدام حق مشروع لقاء ما فعله بالعراقيين.. ولكن الطريقة كانت خاطئة."
ويرى أن "الحكومة العراقية الحالية ضعيفة و لم ترتق إلى مستوى طموح العراقيين." ويضيف " كنت أتمنى أن تكون عادلة وقريبة إلى قلوب كل العراقيين بكل انتماءاتهم، تنبذ الخلافات و الصراعات و تعمل من أجلنا جميعا بلا استثناء."
ودعا أبو تحسين الحكومة إلى الاهتمام بمدينته (مدينة الصدر) وقال " أنا من مدينة الصدر وأدعو الله أن يحفظها و يحفظ أبناءها، و أدعو الحكومة لمساعدة هذه المدينة والنهوض بها؛ لأنها عانت في زمن النظام السابق الأمرين ولا زالت تعاني حتى الآن..."
ويتطلع أبو تحسين إلى تحقيق مشروع كتاب يجمع فيه كل الأحاديث الصحفية و اللقاءات التي تم إجراؤه معه منذ التاسع من نيسان أبريل 2003 إلى الآن، بالتعاون مع صحفي عراقي.
وعن الرسالة التي يريد توجيهها في كتابه، في حال صدوره، يقول "سوف أتحدث عن الماضي و ما يعنيه لي والدروس المستقاة منه وكذلك يوم 9/ 4 و ما بعده، و ماذا يعني لكل العراقيين."
ومع أن (أبو تحسين) بلغ عامه السابع والخمسين إلا أنه ما زال يمتلك طاقة الشباب في طريقة حديثه ومشيته. وما زال، كحال عراقيين آخرين ممن استبشروا خيرا بسقوط النظام السابق، يرى ضوءا في نهاية النفق و يتمسك ببارقة أمل لاحت له في ذلك اليوم.
أصوات العراق
من بين الصور التي بقيت في ذاكرة من تابع تداعيات سقوط بغداد يوم 9 نيسان أبريل 2003، صورة لرجل عراقي يحمل صورة لصدام ويضرب بنعله عليها أمام كاميرات التلفزيون. وهي صورة اعتبرها عدد من الإعلاميين آنذاك (البيان رقم واحد لسقوط صدام) وعدها آخرون منافسة لصورة إسقاط تمثال صدام في اليوم نفسه.. بحثت عنه طويلا لأعرف ما آل إليه حاله، ولم أجده.. و لكن شاءت الصدف أن أراه وجها لوجه في مكان لم يكن على البال.
إنه "أبو تحسين" الرجل الذي طبقت شهرته الآفاق في ذلك اليوم، والذي لم يتغير في صورته شيء سوى ملابسه، فهو الآن يرتدي البنطلون و القميص بينما الصورة المترسخة في الأذهان لرجل يرتدي زيا شعبيا عراقيا (دشداشة و عقال).
هو اليوم في مكان ما من بلاده لم يرغب بالكشف عنه بعد التهديدات التي تلقاها حين كان في مدينته (مدينة الصدر) الضاحية الكبرى شرقي بغداد، التي غادرها مجبرا.
يقول أبو تحسن لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة "لم أذهب إلى بغداد منذ مدة طويلة لأنني خائف على حياتي وحياة أفراد أسرتي بعد التهديدات التي تلقيناها من البعثيين و الإرهابيين."
وأضاف " لم أكن أستطيع الذهاب إلى عملي هناك، و قد قطع راتبي بسبب عدم قدرتي على الدوام، مع أن المسؤولين كانوا يعرفون ذلك و يعرفون ظروفي و لكنهم لم يتفهموها، وكانوا يجبرونني على الذهاب إلى العمل."
وتابع "الوضع في العراق يتحول من سيء إلى أسوأ ، و لا يبشر بخير قريب ، و لم أكن أتصور أن تتحول الأمور إلى ما وصلت إليه بعد كل الأمل الذين كان في صدورنا."
ويستدرك أبو تحسين "ولكن مع كل ذلك و برغم كل المصاعب التي مررت بها، فإن الفرحة الأولى ما زالت راسخة في ذهني و أنا غير نادم على ما فعلت، ولو تكرر الوضع مليون مرة وسقط الطاغية لن أتردد في أن أكرر المشهد نفسه ثانية مهما حصل."
وعن معنى التاسع من نيسان أبريل 2003 له، قال "هو يوم خاص في حياتي، و قد عبرت خلاله عن موقفي من نظام صدام." و يضيف " هو يعني لي الحرية و الأمل.. و لكن ليس حرية القتل الجماعي المنتشرة الآن في العراق، و ليس الطائفية و القتل على الهوية."
أبو تحسين أبدى امتعاضه من طريقة إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين يوم 30 كانون الأول ديسمبر 2006 مع أنه يعتقد أنه نال استحقاقه، يقول "قبل أن أرى عملية الإعدام فرحت جدا، ولكن عندما رأيت طريقة الإعدام تأثرت بها لأنها لم تكن صحيحة، فإعدام صدام حق مشروع لقاء ما فعله بالعراقيين.. ولكن الطريقة كانت خاطئة."
ويرى أن "الحكومة العراقية الحالية ضعيفة و لم ترتق إلى مستوى طموح العراقيين." ويضيف " كنت أتمنى أن تكون عادلة وقريبة إلى قلوب كل العراقيين بكل انتماءاتهم، تنبذ الخلافات و الصراعات و تعمل من أجلنا جميعا بلا استثناء."
ودعا أبو تحسين الحكومة إلى الاهتمام بمدينته (مدينة الصدر) وقال " أنا من مدينة الصدر وأدعو الله أن يحفظها و يحفظ أبناءها، و أدعو الحكومة لمساعدة هذه المدينة والنهوض بها؛ لأنها عانت في زمن النظام السابق الأمرين ولا زالت تعاني حتى الآن..."
ويتطلع أبو تحسين إلى تحقيق مشروع كتاب يجمع فيه كل الأحاديث الصحفية و اللقاءات التي تم إجراؤه معه منذ التاسع من نيسان أبريل 2003 إلى الآن، بالتعاون مع صحفي عراقي.
وعن الرسالة التي يريد توجيهها في كتابه، في حال صدوره، يقول "سوف أتحدث عن الماضي و ما يعنيه لي والدروس المستقاة منه وكذلك يوم 9/ 4 و ما بعده، و ماذا يعني لكل العراقيين."
ومع أن (أبو تحسين) بلغ عامه السابع والخمسين إلا أنه ما زال يمتلك طاقة الشباب في طريقة حديثه ومشيته. وما زال، كحال عراقيين آخرين ممن استبشروا خيرا بسقوط النظام السابق، يرى ضوءا في نهاية النفق و يتمسك ببارقة أمل لاحت له في ذلك اليوم.
أصوات العراق