yasmeen
04-09-2007, 11:17 AM
إيلاف - زيد بنيامين
كان مساء باردا من مساءات ديسمبر 1989 , ووقتها كان على (حذيفة عزام) ابن احد معلمي بن لادن ايام شباب الاخير في السعودية وهو الشيخ (عبد الله عزام) الاردني بجذور فلسطينية , كان على (حذيفة عزام) والذي لم يتجاوز عمره سنوات المراهقة الذهاب الى مطار بيشاور لاستقبال مجموعة من الشباب الصغار الذين انضموا لاول مرة الى جماعة المقاتلين العرب في افغانستان وكان معظمهم من الاردنيين الذين سعوا للقتال في افغانستان ضمن رحى الحرب الدائرة هناك مع العدو الشيوعي وقيل وقتها ان الـ ( CIA ) كان لها دور في تمويلهم من اجل اضعاف عدوها الرئيسي انذاك الاتحاد السوفيتي والذي كان واضحا انه وصل الى ايامه الاخيرة.
بعض الشباب كانوا قذرين للغاية , كانت اشكالهم توحي بذلك , فقد تحرروا من السجن قبل فترة قصيرة والاخرون , كان من بينهم شيوخ دين ويبدو ان التاريخ كان على موعد مع احدهم لكي يضم اسمه صفحاته وهو احمد فضيل نزال الخلايلية والذي سيعرف فيما بعد بـ (ابو مصعب الزرقاوي). حذيفة عزام الذي قاتل الى جانب والده واسامة بن لادن (تلميذ عبد الله عزام) قبل ثلاثة اعوام من وصول الزرقاوي وكان عمره لم يتجاوز 15 عاما وكان يعلم ان (الخلايله ) الذي وصل سيقاتل في مرحلة مابعد الحرب لطرد السوفييت ولكن لم يكن على معرفة انه سيغادر مع الخلايلة افغانستان فيما بعد ليعيشا حياة مختلفة ومن ثم سيلتقيان في العراق بعد الحرب الامريكية على العراق عام 2003.
يعيش (حذيفة عزام) اليوم في العاصمة الاردنية عمان ويدرس الادب العربي الكلاسيكي وغالبا ما ينتقل بين عمان والعراق , يلبس الجينز يقول حذيفة " كنت في سوريا حينما بدات الحرب على العراق , كان الناس يصلون الى العاصمة السورية دمشق في افواج , الكل كان يريد الذهاب الى العراق لمقاتلة الامريكان , اتذكر احدهم الذي اتى وقال انه كبير جدا على القتال ولكنه منح في المقابل الناس اللذين يقومون بتننظيم هذه الامور حوالي 200 الف دولار نقدا قائلا اعطي هذا المال للمجاهدين "
ويبدو ان مسألة المال كانت الاسهل والاكثر محورية في كل ما سيجري في العراق فيما بعد, يقول حذيفة " ايام (الجهاد) كان من السهل عليك الحصول على المال من خلال اتصال هاتفي واحد , انا نفسي قمت بجمع 3 ملايين دولار حينما اتصل ابي هاتفيا من اجل تأمين مثل هذا المال .... كان علي اخذ المال على دراجتي النارية القديمة" تحدث حذيفة عزام عن الايام الاولى في الحرب الاميركية على العراق عن شاب صغير "كان سعوديا على ما اظن وكان قد بلغ 13 عاما , كنت قد تعرفت عليه من بين حشود المتطوعين اللذين كانوا قد تجمهروا في احدى مراكزنا على الحدود السورية العراقية , كان الناس ياتون للتسجيل في الصباح ثم يعبرون الى العراق في فترة بعد الظهر في سيارات نقل , كنت قد تعرفت عليه في مكتب التسجيل , ورفض الشباب ان يقوموا بتسجيله لانه كان صغيرا للغاية , وبدأ يبكي , كنت قد عدت في تلك الظهيرة من عملي هذا وكان الطفل قد وجد طريقه لسيارات الدخول العراق بالاختباء في احدى تلك السيارات , وحينما تم اكتشافه بدا يصيح (الله اكبر) وقرروا انزاله من الحافلة, كان في جيبه 12 الف دولار اعطته اياه عائلته ! فاظهر المال قائلا خذوا المال اريد ان اذهب الى الجهاد ارجوكم".
كان ابو مصعب الزرقاوي قد وصل وقت الحرب الى الاربعينات من عمره , كان مستواه الدراسي متواضع جدا , ينحدر من قبيلة بني حسن وكانت سمعته قد وصلت الى خارج حدود بلده الاردن في ذلك الوقت وكان من ابرز الوجوه التي استخدمها كولن باول وزير الخارجية الامريكي في دفاعه الشهير امام مجلس الامن في 5 فبراير 2003، دفاعه عن خيارات بلاده لدخول الحرب مع العراق باعتباره حلقة الاتصال المحتملة بين صدام حسين الرئيس العراقي الراحل و القاعدة وفي نوفمبر 2005 كان الزرقاوي قد حل باعتباره القائد الاكثر شهرة في العراق بعد صدام حسين نفسه ، كان يقود اعمال العنف المسلحة في هذا البلد المصاب , ولم يكفه ان يقاتل في العراق فقرر ان يرسل بعض من مقاتليه الى عمان في ذلك الوقت من اجل استهداف 3 فنادق في العاصمة الاردنية.
في الزرقاء ولد الخلايله في احد ايام اكتوبر 1966 ومنها اشتق الاسم الذي اشتهر به , الزرقاء تبعد عن العاصمة الاردنية عمان بحوالي 45 دقيقة وهي مدينة صناعية , ولد الخلايله هناك لعائلة كبيرة , وكان غالبا اسمه يرد في ايام شهرته مع اشارة الى انه قد فقد احدى ساقيه منذ عام 2002 ولكنه شوهد فيما بعد يمشي على قدميه , وحينما عرضت القوات الامريكية صور مقتله لم تشر لا من بعيد ولا من قريب على ان الرجل كان برجلين ام برجل واحدة بل ظل من الامر من الالغازمدينة الزرقاء تضم بين جنباتها 850 الف شخص وهي مركز للعديد من المصانع و الحقول المفتوحة ايضا وهي ثالث اكبر مدينة في الاردن واحد اهم مراكز الجيش الاردني وخصوصا بعد ان اصبحت مركزا لتفريخ (الاسلاميين ) الاردنيين ذوي الاصول الفلسطينية بالاضافة الى مدينتي سلط واربد وهي من المدن التي ارسلت اكبر عدد من المتطوعيين للقتال في الخارج , في البداية في افغانستان في حربيها الاولى والثانية ومن ثم في العراق
بات الخلايلة هو الشخص المثالي الذي يبحث عنه (بن لادن ) فبن لادن كان رجل متعلم امتلك من المال الكثير ومن عائلة ثرية ومعروفة بينما الزرقاوي كان معدما تقريبا و ذو مستوى تعليمي متواضع ومن عائلة ومدينة غير معروفة (رغم شهرة عشيرته) وعلى نموذج الزرقاوي كان شكل كل من اتبعوا بن لادن منذ دخوله الى افغانستان لاول مرة.
كان الزرقاوي قد طرد من عمله في احدى محلات الفيديو لتورطه في اعمال العصابات في المدينة كما تم سجنه بتهمة الاعتداء الجنسي كما تقول المخابرات الاردنية.نشأ الزرقاوي في منطقة (المعصوم) وهي جزء من المدينة القديمة في الزرقاء وبقرب من معسكر (الرصيفة) الخاص باللاجئين الفلسطينيين وتضم المدينة 80% من ذوي الاصول الفلسطينية ويمكنك اثناء التجول في المدينة رؤية العرب العائدين من افغانستان بوضوح حيث ان هولاء مازالوا يتشبهون بالافغانيين من حيث الشكل والملبس ايضا فهم يلبسون الملابس الافغانية الوطنية .
ورغم كل ما مثله من رعب وخوف فان الزرقاوي كان هادئا ايام ما كان يعيش في الزرقاء , في المنطقة التي كانت تجاور بيته الذي يتكون من طابقين على الاقل , وحينما غادر الزرقاوي تركت عائلته البيت الذي تربى فيه , كانت اخت الزرقاوي هي التي تهتم بالبيت بين فترة واخرى عاشت زوجتي الزرقاوي في بيت (العيلة) حتى وقت قصير , الاولى كانت بنت عمه وتزوجها حينما بلغت الثانية والعشرين وانجبا اربعة اطفال, وكانا ولدين وبنتين وقد غابت الزوجة الاولى قبل فترة قصيرة لتدخل الى العراق بصحبة رجل مجهول اوصلها الى زوجها.
اما زوجته الثانية فكانت فلسطينية اردنية ايضا وتزوجها في افغانستان وانجبت منه ولدا ويعتقد انها كانت في العراق معه ايضا , البيت افتقد ايضا (ام سيل) وهي والدة الزرقاوي وكان يحبها كثيرا , وتوفيت بسبب سرطان اللوكيميا في عام 2004 ورغم انه في وقتها كان مطلوبا من كل العالم الا ان السلطات الاردنية (غظت الطرف عنه) حينما عاد الى الزرقاء وشارك في تشيع والدته بعد وفاتها قبل ان يعود ليقتل المزيد من العراقيين.
كان مساء باردا من مساءات ديسمبر 1989 , ووقتها كان على (حذيفة عزام) ابن احد معلمي بن لادن ايام شباب الاخير في السعودية وهو الشيخ (عبد الله عزام) الاردني بجذور فلسطينية , كان على (حذيفة عزام) والذي لم يتجاوز عمره سنوات المراهقة الذهاب الى مطار بيشاور لاستقبال مجموعة من الشباب الصغار الذين انضموا لاول مرة الى جماعة المقاتلين العرب في افغانستان وكان معظمهم من الاردنيين الذين سعوا للقتال في افغانستان ضمن رحى الحرب الدائرة هناك مع العدو الشيوعي وقيل وقتها ان الـ ( CIA ) كان لها دور في تمويلهم من اجل اضعاف عدوها الرئيسي انذاك الاتحاد السوفيتي والذي كان واضحا انه وصل الى ايامه الاخيرة.
بعض الشباب كانوا قذرين للغاية , كانت اشكالهم توحي بذلك , فقد تحرروا من السجن قبل فترة قصيرة والاخرون , كان من بينهم شيوخ دين ويبدو ان التاريخ كان على موعد مع احدهم لكي يضم اسمه صفحاته وهو احمد فضيل نزال الخلايلية والذي سيعرف فيما بعد بـ (ابو مصعب الزرقاوي). حذيفة عزام الذي قاتل الى جانب والده واسامة بن لادن (تلميذ عبد الله عزام) قبل ثلاثة اعوام من وصول الزرقاوي وكان عمره لم يتجاوز 15 عاما وكان يعلم ان (الخلايله ) الذي وصل سيقاتل في مرحلة مابعد الحرب لطرد السوفييت ولكن لم يكن على معرفة انه سيغادر مع الخلايلة افغانستان فيما بعد ليعيشا حياة مختلفة ومن ثم سيلتقيان في العراق بعد الحرب الامريكية على العراق عام 2003.
يعيش (حذيفة عزام) اليوم في العاصمة الاردنية عمان ويدرس الادب العربي الكلاسيكي وغالبا ما ينتقل بين عمان والعراق , يلبس الجينز يقول حذيفة " كنت في سوريا حينما بدات الحرب على العراق , كان الناس يصلون الى العاصمة السورية دمشق في افواج , الكل كان يريد الذهاب الى العراق لمقاتلة الامريكان , اتذكر احدهم الذي اتى وقال انه كبير جدا على القتال ولكنه منح في المقابل الناس اللذين يقومون بتننظيم هذه الامور حوالي 200 الف دولار نقدا قائلا اعطي هذا المال للمجاهدين "
ويبدو ان مسألة المال كانت الاسهل والاكثر محورية في كل ما سيجري في العراق فيما بعد, يقول حذيفة " ايام (الجهاد) كان من السهل عليك الحصول على المال من خلال اتصال هاتفي واحد , انا نفسي قمت بجمع 3 ملايين دولار حينما اتصل ابي هاتفيا من اجل تأمين مثل هذا المال .... كان علي اخذ المال على دراجتي النارية القديمة" تحدث حذيفة عزام عن الايام الاولى في الحرب الاميركية على العراق عن شاب صغير "كان سعوديا على ما اظن وكان قد بلغ 13 عاما , كنت قد تعرفت عليه من بين حشود المتطوعين اللذين كانوا قد تجمهروا في احدى مراكزنا على الحدود السورية العراقية , كان الناس ياتون للتسجيل في الصباح ثم يعبرون الى العراق في فترة بعد الظهر في سيارات نقل , كنت قد تعرفت عليه في مكتب التسجيل , ورفض الشباب ان يقوموا بتسجيله لانه كان صغيرا للغاية , وبدأ يبكي , كنت قد عدت في تلك الظهيرة من عملي هذا وكان الطفل قد وجد طريقه لسيارات الدخول العراق بالاختباء في احدى تلك السيارات , وحينما تم اكتشافه بدا يصيح (الله اكبر) وقرروا انزاله من الحافلة, كان في جيبه 12 الف دولار اعطته اياه عائلته ! فاظهر المال قائلا خذوا المال اريد ان اذهب الى الجهاد ارجوكم".
كان ابو مصعب الزرقاوي قد وصل وقت الحرب الى الاربعينات من عمره , كان مستواه الدراسي متواضع جدا , ينحدر من قبيلة بني حسن وكانت سمعته قد وصلت الى خارج حدود بلده الاردن في ذلك الوقت وكان من ابرز الوجوه التي استخدمها كولن باول وزير الخارجية الامريكي في دفاعه الشهير امام مجلس الامن في 5 فبراير 2003، دفاعه عن خيارات بلاده لدخول الحرب مع العراق باعتباره حلقة الاتصال المحتملة بين صدام حسين الرئيس العراقي الراحل و القاعدة وفي نوفمبر 2005 كان الزرقاوي قد حل باعتباره القائد الاكثر شهرة في العراق بعد صدام حسين نفسه ، كان يقود اعمال العنف المسلحة في هذا البلد المصاب , ولم يكفه ان يقاتل في العراق فقرر ان يرسل بعض من مقاتليه الى عمان في ذلك الوقت من اجل استهداف 3 فنادق في العاصمة الاردنية.
في الزرقاء ولد الخلايله في احد ايام اكتوبر 1966 ومنها اشتق الاسم الذي اشتهر به , الزرقاء تبعد عن العاصمة الاردنية عمان بحوالي 45 دقيقة وهي مدينة صناعية , ولد الخلايله هناك لعائلة كبيرة , وكان غالبا اسمه يرد في ايام شهرته مع اشارة الى انه قد فقد احدى ساقيه منذ عام 2002 ولكنه شوهد فيما بعد يمشي على قدميه , وحينما عرضت القوات الامريكية صور مقتله لم تشر لا من بعيد ولا من قريب على ان الرجل كان برجلين ام برجل واحدة بل ظل من الامر من الالغازمدينة الزرقاء تضم بين جنباتها 850 الف شخص وهي مركز للعديد من المصانع و الحقول المفتوحة ايضا وهي ثالث اكبر مدينة في الاردن واحد اهم مراكز الجيش الاردني وخصوصا بعد ان اصبحت مركزا لتفريخ (الاسلاميين ) الاردنيين ذوي الاصول الفلسطينية بالاضافة الى مدينتي سلط واربد وهي من المدن التي ارسلت اكبر عدد من المتطوعيين للقتال في الخارج , في البداية في افغانستان في حربيها الاولى والثانية ومن ثم في العراق
بات الخلايلة هو الشخص المثالي الذي يبحث عنه (بن لادن ) فبن لادن كان رجل متعلم امتلك من المال الكثير ومن عائلة ثرية ومعروفة بينما الزرقاوي كان معدما تقريبا و ذو مستوى تعليمي متواضع ومن عائلة ومدينة غير معروفة (رغم شهرة عشيرته) وعلى نموذج الزرقاوي كان شكل كل من اتبعوا بن لادن منذ دخوله الى افغانستان لاول مرة.
كان الزرقاوي قد طرد من عمله في احدى محلات الفيديو لتورطه في اعمال العصابات في المدينة كما تم سجنه بتهمة الاعتداء الجنسي كما تقول المخابرات الاردنية.نشأ الزرقاوي في منطقة (المعصوم) وهي جزء من المدينة القديمة في الزرقاء وبقرب من معسكر (الرصيفة) الخاص باللاجئين الفلسطينيين وتضم المدينة 80% من ذوي الاصول الفلسطينية ويمكنك اثناء التجول في المدينة رؤية العرب العائدين من افغانستان بوضوح حيث ان هولاء مازالوا يتشبهون بالافغانيين من حيث الشكل والملبس ايضا فهم يلبسون الملابس الافغانية الوطنية .
ورغم كل ما مثله من رعب وخوف فان الزرقاوي كان هادئا ايام ما كان يعيش في الزرقاء , في المنطقة التي كانت تجاور بيته الذي يتكون من طابقين على الاقل , وحينما غادر الزرقاوي تركت عائلته البيت الذي تربى فيه , كانت اخت الزرقاوي هي التي تهتم بالبيت بين فترة واخرى عاشت زوجتي الزرقاوي في بيت (العيلة) حتى وقت قصير , الاولى كانت بنت عمه وتزوجها حينما بلغت الثانية والعشرين وانجبا اربعة اطفال, وكانا ولدين وبنتين وقد غابت الزوجة الاولى قبل فترة قصيرة لتدخل الى العراق بصحبة رجل مجهول اوصلها الى زوجها.
اما زوجته الثانية فكانت فلسطينية اردنية ايضا وتزوجها في افغانستان وانجبت منه ولدا ويعتقد انها كانت في العراق معه ايضا , البيت افتقد ايضا (ام سيل) وهي والدة الزرقاوي وكان يحبها كثيرا , وتوفيت بسبب سرطان اللوكيميا في عام 2004 ورغم انه في وقتها كان مطلوبا من كل العالم الا ان السلطات الاردنية (غظت الطرف عنه) حينما عاد الى الزرقاء وشارك في تشيع والدته بعد وفاتها قبل ان يعود ليقتل المزيد من العراقيين.