المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحرش بالطالبات.. ضمير أكاديمي بدرجة 'ضعيف'



جمال
04-09-2007, 07:07 AM
القبس تفتح الملف الشائك.. حتى لا تتفاقم المشكلة



http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/9-4-2007//263122_260008.jpg


التحرش الجنسي سلوك مرضي.. لا شك في ذلك.. فهو انتهاك للقيم والأخلاق، وتعد على حقوق الإنسان الجسدية والعاطفية. كما أنه يرتب مشكلات نفسية قد يمتد أثرها زمنا طويلا لدى المتحرش به.

لا أحد ينكر ان التحرش الجنسي ظاهرة عالمية وموجودة في معظم دول العالم.. لكن أن تتزايد هذه السلوكيات اللاأخلاقية وتنتقل عدواها إلى الصروح الأكاديمية فذلك مؤشر خطر ويضع الضمير الأكاديمي على صفيح ساخن ان صح التعبير.

الحديث عن التحرش الجنسي بصفة عامة ليس جديدا.. وفتح ملفاته تكرر كثيرا.. بيد ان حوادث جديدة تدلل على تزايد هذه المشكلة.. لاسيما في أرقى أماكن العمل وأكبرها.
كثير من الطالبات في الجامعة أكدن تعرضهن للتحرش الجنسي من أساتذة وطلبة.. وحتى من الموظفين، كثيرات فضلن الصمت.. وابتلعن مرارتهن جراء خدش حيائهن وآثرن عدم الكلام خوفا من الفضيحة التي رسمتها العادات والتقاليد مكمما للأفواه.. وسجنا للبوح بما نتعرض له جميعا.. لاسيما الفتيات.

دفن الرؤوس في الرمال يضاعف المشكلات ويزيد الخطر وتصبح السلوكيات الخاطئة أشبه بالنار تحت الرماد إذا ما خبت سرعان ما تشتعل من جديد.

'القبس' تفتح مجددا الملف الشائك 'التحرش الجنسي في الصرح الأكاديمي'.. وكان لابد من قرع ناقوس الخطر.. فالتقينا طالبات في جامعة الكويت وأخريات في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.. وبعض الدراسات في الجامعات الخاصة. واجمعت اغلبية الفتيات على ان التحرش الجنسي بدأ يتزايد في الصروح الاكاديمية.

فتاة روت معاناتها مع مضايقات استاذها الذي حاول استمالتها اكثر من مرة.. ولما يئس من استجابتها لمطالبه الجنسية قرر ترسيبها في مادته.

طالبة اخرى ذكرت ان استاذا طلب منها الرقص في مكتبه لتحصل على معدل مرتفع، وثالثة حاول رئيس قسم ان يلمس جزءا حساسا من جسدها.. والمؤسف في الامر ان احدا من مسؤولي الصرح الاكاديمي لم يصدقها.. مما جعل الاستاذ يتمادى في تحرشاته.

العين الراصدة لاخلاق الدكاترة في الصرح الاكاديمي لا تنكر ان الغالبية العظمى على خلق قويم فهم صناعة عقول الاجيال.. لكن البعض يتخلى عن ضمير الاستاذ ويقوم على التحرش بالطالبات مما يستلزم بحث الامر والوقوف على اسبابه، فالبعض يحمل الطالبات انفسهن المسؤولية في ذلك بسبب ملابسهن المثيرة وحركاتهن المغرية التي تكون دافعا الى التحرش بهن فيما البعض الاخر يرجع الظاهرة الى عوامل اخرى نفسية واجتماعية واخلاقية وهذا ما نحاول رصده في التحقيق التالي: في البداية ابدت الطالبة 'جنان احمد' استياءها من تصرفات بعض اعضاء هيئة التدريس، وروت موقفا حدث في كلية العلوم الاجتماعية عن دكتور رد على احدى الطالبات حين سألته عن كيفية التفوق في مادته؟ فقال لها ستحصلين على الامتياز اذا رقصتيلي قليلا هنا على مكتبي.
وتساءلت جنان: هل هذا اسلوب يليق باستاذ محترم في حرم جامعي؟! وبالطبع لم تلجأ الطالبة الى اهلها خوفا من حرمانها من دخول الجامعة.

جميلة وجيكرة

واكدت 'فاطمة' ان التحرش الجنسي من الدكاترة اصبح بالفعل ظاهرة، ففي بداية السنة دخل علينا دكتور وقال بكل جرأة الحلوة تاخذ عندي A ومتوسطة الجمال B والجيكرة قد ترسب ولا احد يسألني عن العلامات فكل طالبة تقيم نفسها!
وقالت: لم نتقدم بشكوى لاننا نعلم ان لا احد سينصفنا او يصدقنا، شكوانا دائما ضائعة.

السفور والمتحجبة

ضحكت الطالبة (جنان) في بداية حديثها عن التحرش الجنسي وقالت: تذكرت موقفا حدث منذ اسابيع قليلة من دكتور قال لنا في وسط المحاضرة رجاء المرة القادمة البنات السافرات يجلسن امامي، والمتحجبات من الخلف 'ما ابي لوعة جبد'.

وضحكت مرة اخرى وقالت: لنا الله، هناك مواقف كثيرة تحصل لا نستطيع ايصالها للمسؤولين في الجامعة لاننا نعلم مسبقا بردة الفعل التي ستحصل فإما تكذيبنا او القاء اللوم علينا.

زمن السكوت

واضافت الطالبة 'شيماء' كثيرات يتعرضن للتحرش الجنسي والاغرب سكوت الطالبات ومواقفهن السلبية فلماذا لا يتوجهن بالشكوى لدى الجهات المختصة للمسؤولين لاتخاذ ما يلزم، هناك موقف حصل لإحدى الطالبات مع احد الدكاترة حين ذهبت اليه لتناقشه حول علامتها اذ اخذ يتغزل بها وبجسمها بتفاصيل تخدش الحياء لا استطيع ذكرها.

قبلة لاستاذي

موقف غريب ذكرته لنا احدى الطالبات قائلة التحرشات لا تأتي فقط من جانب اعضاء هيئة التدريس لكن الطالبات ايضا يتحرشن بالاساتذة اذ قامت احدى الطالبات بطبع قبلة على شباك مكتب احد الدكاترة!.

زينب القلاف في التطبيقي اكدت انها لم تتعرض لتحرش الاساتذة وقالت لقد ترددت عدة مرات على مكاتب اساتذتي ولم اجد منهم الا كل احترام. واكدت ان الوضع طبيعي بالنسبة لهم مشيرة الى ان التحرش موجود لكنه لا يمثل ظاهرة. فالاساتذة لا يخرجون عن حدود الادب في الحديث وبسؤالنا لها في حال تحرش احد الاساتذة باحدى الطالبات ما التصرف المناسب الذي ينبغي على الطالبة ان تقوم به قالت يجب على الطالبة ان تكون جدية في معاملتها لاساتذة من هذا النوع، وألا تتهاون مع الدكتور ولا تجعل الموقف يمر مرور الكرام، بل يجب عليها ان تبلغ ادارة الكلية وتصعد الموضوع! والقت القلاف المسؤولية على الطالبة، فاستنكرت بعض الاعمال التي تقوم بها بعض الطالبات التي وصفتهن بالخارجات عن الاعراف حيث انهن يركبن مع شباب ويتكلمن مع المارة من الشباب ممن يأتون الى الكلية بغرض البحث عن فتيات من هذا النوع.

اما انوار الحميدي، فأكدت ان التحرش موجود لكن ملابس الفتيات قد تكون مغرية للشباب والاساتذة، واضافت ان بعض الاساتذة لا تخلو تصرفاتهم من التحرش ولكنهم قلة والاغلبية من الاساتذة آباء للطالبات وقد اوضحت الحميدي ان الخطأ في التحرش دائما يرجع الى الاستاذ باعتباره قدوة للطالبات ويجب ان يحترم نفسه ويصون الطالبات لا ان يستغل عمله لاغراض شنيعة. وقد وضعت الحميدي نسبة تقديرية لانتشار ظاهرة التحرش بالنسبة للاساتذة فقالت ان هذه الظاهرة موجودة في كليتها بنسبة لا تتعدى 40% وهي نسبة كبيرة لكلية واحدة وتعد خطيرة اذا صحت، مشيرة الى ان ردة الفعل الصحيحة التي يجب ان تتصرفها الطالبة ازاء تحرش الاستاذ بها هي ان تبلغ ادارة الكلية وتوضح لها ما حصل لكي تردع هذا الاستاذ الذي انتزع من قلبه ضمير المهنة، ورأت ان ادارة الكلية لن تلتفت الى رسالة مجهولة من طالبة وبالتالي فلن تتحرى عن هذا الاستاذ لذا نصحت الطالبة بالشجاعة لوقف الاستاذ عند حدود الادب في التعامل، وروت لنا موقفا حصل مع زميلة لها بالكلية عندما اتصل بها استاذها في الليل بغية استمالتها مقابل اعطائها درجة ممتازة فما كان لها الا ان سحبت اوراقها من هذه المادة خشية على نفسها من المشاكل او الرسوب من قبل هذا الاستاذ المتهور عديم الاخلاق وحملت الطالبات والشباب ايضا مسؤولية تشويه سمعة الصرح الاكاديمي.

وايدت باسمة استياءها لحدوث مثل هذه الامور داخل صروح العلم، ووافقت على وجود تحرشات مستمرة من الشباب على مشارف وبوابات الكلية مخترقين بسلوكياتهم حدود الادب والاخلاق، وانتقدت سلوك بعض رجال الامن من الجنسيات الوافدة ومنددة ببعض تصرفاتهم وافعالهم السيئة متمثلة بتوجيه كل سيئ وغير اخلاقي الى الطالبات واشارت الى كثرة التحرشات من قبل الشباب خارج اسوار الكلية.

واضافت: حتى الفتيات المتزوجات يتعرضن للمضايقات ولامت في هذه القضية رجال الامن والطالبات انفسهن، فالفتاة يجب عليها ان تقلل من خروجها من الكلية قدر الامكان حتى لا تستعرض نفسها امام الشباب وتحمي نفسها من كل من ينتظر خروجها. وطالبت الجامعة بالتحري عن كل استاذ تتقدم اي فتاة بالشكوى ضده، حتى لو كانت مجهولة، ووجهت كلمة الى البنات والشباب بان لا يشوهوا سمعة الكليات.

اما العوضي فهي طالبة بالتطبيقي وذكرت ان التحرش الجنسي يتم على مرأى ومسمع من الجميع، فالبعض يقوم بحركات صبيانية غير مسؤولة امام الطالبات ولا احد ينصف الطالبات المشتكيات من تحرش الاساتذة.

واضافت: بعض الفتيات يكشخن بالملابس والمكياج مما يغري الآخرين بالتحرش بهن.

أين الشرطة؟

طالب عدد من الطلاب والطالبات في الجامعة والتطبيقي بتكثيف التواجد الامني داخل الصرح الاكاديمي وخارجه، ووضع المزيد من دوريات الشرطة بجانب الاسوار لا سيما ساعة دخول الطلبة الى الدوام الدراسي.

جنس ثالث أكاديمي

في حديث يتسم بالصراحة والجرأة، طلب احد طلبة الجنس الثالث تسجيل اعترافه ومعاناته التي يعايشها كل يوم، وهي انه في كل يوم يتعرض لمضايقات من زملائه الطلاب وأساتذته، وهذه المضايقات غالبا ما تكون على شكل تحرش جنسي.

صورة سيئة

أوضح فرحان شعيل ان لدى الطلاب صورة سيئة عن البنت التي تعطي مجالا للاساتذة، وأبرز ملامح هذه الصورة هي الانتهازية من اجل الحصول على درجات، مؤكدا ان التقدم بالشكوى وهو الحل الوحيد لمن تخشى على سمعتها.

عقوبات صارمة

ناشد فهد السعيدي المسؤولين ان يطبقوا قرارات صارمة تردع كل استاذ وطالب عن التعرض لأعراض الناس.

لائحة النظام المفقود

تنص المادة الثانية من لائحة النظام الجامعي على ان من حق الطالب المتضرر جراء اي امر في الجامعة تقديم شكوى. وترفع الشكوى الطلابية طبقا للمادة 15 الى عميد شؤون الطلبة ليجري تحقيقا ويكشف الحقيقة ويعاقب المسيء.

فريق العمل
محمد المصلح
فاطمة الجاسم
حمد السلامة
وضحة سعد
فتحية موافي