الأمازيغي
04-07-2007, 04:11 PM
الشيخ الدكتور صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء يعتبر من أكثر أعضاء الهيئة غزارة في تأليف الكتب الدينية، وبالأخص الكتب التي لها علاقة بالتوحيد وشروح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب. إن الفكر السلفي الذي يحمله الفوزان، لا يختلف كثيراً عن أفكار السلفيين الآخرين، ولكن الفرق هو أن مؤلفاته تحظى برعاية كبيرة وتتم طباعتها بأعداد كبيرة وتتوافر في معظم مراكز بيع الكتب. السبب يرجع ربما لحدتها وتوجهاتها التي تتماشى مع ما يسمى "التوجه السلفي الصحيح أو السلفية الحيقيقية" والتي تدّعي تمسكها بالكتاب والسنة.
هذه قراءة في كتابين من كتب الفوزان، كتاب "عقيدة التوحيد" ويقع في 264 صفحة، وكتيب "أهمية التوحيد" ويقع في 38 صفحة. يمكن تقسيم فكر الفوزان إلى قسمين، قسم يتعلق بالمسيحيين واليهود، والقسم الآخر بالشيعة أو ما يسميهم "الرافضة" تارةً و "القبوريون" تارة أخرى، وفي بعض المواقع يسميهم بالشيعة.
القسم الأول: اليهود والنصارى:
1) إن اليهود والمسيحيين هو مشركون وكفار.
2) يجب قتال اليهود والمسيحيين حتى يسلموا.
3) دماء وأموال وأعراض اليهود والنصارى مباحة وأن يتخذوا عبيداً.
4) إن من لم يكفرهم فهو كافر، وينطبق عليه ما ينطبق عليهم.
القسم الثاني: الشيعة:
1) إن الشيعة مشركون شرك أكبر، كفار، مرتدون، منافقون، فسقة، ضالون ومبتدعة.
2) إن منهج التشيع منهج يهودي الهدف منه القضاء على الإسلام الصحيح.
3) يجب منعهم من مزاولة "بدعهم" بالقوة لأن قصدهم القضاء على الإسلام وبتشجيع من الكفار.
إن فكر الفوزان هم من صميم الفكر السلفي الذي لم يسلم من كتابي أو مسلم، فكل الناس ينقسموا إلى قسمين، ماعدا أصحاب "المذهب السلفي"، فاليهود والنصارى ليسوا أهل كتاب، بل كفار ومشركون ويجب قتالهم حتى يسلموا، وإن الجنة حرام عليهم، ودمهم ومالهم وأهلهم مباحون "لأهل التوحيد" وأن يتخذوهم عبيداً (ص93-95، عقيدة التوحيد). والقسم الآخر من المسلمين، هم كذلك مشركون ومبتدعة، ولكن ممن "يتظاهر" أو يشهد بأن لا إله إلا الله، وإن محمداً رسول الله. فهؤلاء مبتدعة، شيعة، روافض، قبوريون، جهمية، معتزلة الخ. فهؤلاء أيضاً يجب قتالهم وهم مشركون شرك أكبر ويحل مالهم ودمهم وأهلهم "لأهل التوحيد".
ويذكر "والكفار يُدعون إلى التوحيد، أعني الكفار الأصليين من اليهود والنصارى والوثنيين" (ص 24، أهمية التوحيد). وفي موقع آخر يقول "ولهذا يقول عبدالله بن المبارك رحمه الله: "من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى"، (ص 32، أهمية التوحيد). ويضيف في نفس الصفحة بأنه يجب دعوة الكفار إلى التوحيد، وإلاّ فإنهم يقتلون، وإن أعمال الكفار يوم القيامة تصير هباء لأنها ما بُنيت على عقيدة (ص 34، أهمية التوحيد).
ففي كتاب عقيدة التوحيد (ص 58-59، عقيدة التوحيد) يذكر الفوزان ويستشهد ليس بالكتاب ولا بالحديث، بل بمؤسس المذهب الوهابي: من لم يكفّر المشركين، ومن يشكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ كفر. لربما يعتقد القارئ بأن القصد بالمشركين هنا من يعبد الأصنام ويشرك بالله شيئاً، ولكن هذا ينطبق على العديد من المسلمين، حيث وصف الكثير من المسلمين بأنهم مشركون شرك أكبر ويخلدوا في النار (ص 95، عقيدة التوحيد) حيث وصفهم بأنهم مشركون شرك أكبر يُخرج من الملة. وللسلفية تفسيرات غريبة، حيث يتهموا المسلمون بأنهم يتقربون بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن أو الشياطين، وطلب قضاء الحاجات وتفريج الكربات، مما يمارس حول الأضرحة المبنية حول قبور الأولياء والصالحين (ص 95-96، عقيدة التوحيد). هذا يعني أن معظم المسلمين ممن يبنوا أضرحة فوق القبور هم مشركون شرك أكبر، وينطبق عليهم ما ذُكر أعلاه.
ويعتقد الفوزان كما ذكرت بأنهم هم فقط "الوهابية" الفرقة الناجية وهم فقط على الصراط المستقيم، يقول "فالعالم الإسلامي اليوم ما عدا هذه البلاد التي حماها الله بدعوة التوحيد، فيها المشاهد الشركية المشيدة على القبور كما تسمعون عنها أو كما رآها بعضكم ممن سافر. الدين عنهم الشرك وعبادة الموتى والتقرب إلى القبور"، (ص 9، أهمية التوحيد).
ولأن مذهب الوهابية يتهم من يزور القبور ويصلي عندها بأنه عمل شرك، كذلك فإن الفوزان يتهم من يزور القبور ويصلي عندها بأنه يسجد للقبر، وهو يعتبر مرتد، حيث عرّف الردة بالفعل بأنها: كالسجود للصنم والشجر والحجر والقبور. وفي مذهب الوهابية بأن من يصلي عند القبور هو يعبد القبور، ويتهمون الشيعة وبقية المسلمون بالشرك تارة، وبالردة تارة أخرى. وهنا يقول الفوزان بأن يستتاب الشخص لثلاثة أيام، وإذا لم يفعل وجب قتله (ص 116-117، عقيدة التوحيد). ولم يقف عند هذا الحد، بل زاد بأن الشخص بعد قتله لا يُغسّل ولا يُصلى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين، وإنما يُدفن في مقابر الكفار. ويضيف "وكذلك المرتدين، هؤلاء نحكم عليهم بالردة وندعوهم إلى التوحيد والرجوع إلى الدين من جديد، فإن تابوا وإلاّ قُتِلوا" (ص 24، أهمية التوحيد)
ويضيف الفوزان في القسم الرابع، والذي بعنوان أقوال وأفعال تُنافي التوحيد أو تنقضه (ص 119، عقيدة التوحيد) يذكر فيها هذه الأقوال والأفعال، من ضمنها تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها، الانتماء إلى المذاهب الإلحادية، والأحزاب الجاهلية، وكذلك التوسل والاستعانة بالمخلوق دون الله. وهنا ليس المشكلة في النص، ولكن في التعريف الذي ينطبق على هذه الفئات، حيث يتهم من يبني ضريحاً على قبر أو يزور قبرا أو يصرف نذرا عند قبر بأن ذلك شرك أكبر (ص 131، عقيدة التوحيد)، وهذا في رأي الوهابية ينطبق على معظم المسلمين الذين يبنون أضرحة على القبور ويزورها. وهذا يعني أن معظم المسلمين هم مشركون شرك أكبر، وهذا يعني أن دمهم ومالهم وعرضهم حلال، كما ذكر الفوزان سابقاً. ويعيد ويكرر ذلك بأن تقديم النذور والقرابين "للمزارات" شرك أكبر (ص 133، عقيدة التوحيد). وهنا بيت القصيد، فهي تتهم من يوفي بنذر عند قبر بأنه مشرك شرك أكبر، ويتهمهم بعبادة القبور (ص 169، عقيدة التوحيد).
كذلك الانتماء إلى المذاهب الإلحادية كالشيوعية والعلمانية والرأسمالية وغيرها من مذاهب الكفر يعتبر ردة عن دين الإسلام (ص 153، عقيدة التوحيد)، والوهابيين يصفون من يخالفهم في أحيان كثيرة بأنهم علمانيون، أو روافض، أو غيره، وبالتالي يعطيهم المبرر بأن يقتلوهم حسب فتوى الفوزان هذه. ويصف العلمانية بأنها تنكر الأديان، وتعيش حياة بهيمية، والرأسمالية همها جمع المال من أي وجه ولا تتقيد بحلال أو حرام، ولا عطف ولا شفقة على الفقراء والمساكين، وقوام اقتصادها على الربّا الذي هو محاربة لله ولرسوله (ص 154-155، عقيدة التوحيد).
وبدون شك، لا يفوت الفوزان المرور والقدح في الشيعة حيث تارة يسميهم الشيعة، وتارة الروافض، حيث "يتبرأ أهل السنة والجماعة من طريقة الروافض؛ الذين يُغلون في بعض أهل البيت، ويَدَّعون لهم العصمة"، (ص 197، عقيدة التوحيد). ويربط مذهب التشيع بمؤامرة يهودية أسسها عبدالله بن سبأ (ص 201، عقيدة التوحيد). ويضيف الفوزان "قال شارح الطحاوية: (إن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق، قصدُهُ إبطال دين الإسلام، والقدح في الرسول، .... أراد أن يُفسد دين الإسلام بمكره وخبثه، كما فعل بولس بدين النصرانية، الخ)"، (ص 202، عقيدة التوحيد).
وفي الفصل السادس (ص 208، عقيدة التوحيد) يكرر الفوزان ويتهم الشيعة ويسميهم الرافضة "ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم، ويكفّرون أكثرهم". ويتهم الشيعة بأنهم زنادقة أيضا بشكل غير مباشر (ص 209، عقيدة التوحيد) "... إذا رأيت الرجل ينتقص امرءا من الصحابة؛ فاعمل أنه زنديق" وفي موقع من نفس الصفحة "والحكم عليه بالزندقة والضلال"، وموقع آخر "كفر"، أو "فسق".
ويصف الشيعة مرة أخرى بالمبتدعة (ص 215، عقيدة التوحيد) وإن أعمالهم هي أعمال شركية والتي منها البناء على القبور والصلاة والدعاء عندها (ص 217، عقيدة التوحيد)، وإن التشيع بدعة (ص 220-221، عقيدة التوحيد). ويصف منهج السنة والجماعة في الرد على أهل البدع وإنهم ردُّوا في كتب العقائد على الشيعة والخوارج (ص 229، عقيدة التوحيد) وسرد قائمة من تلك الكتب في أسفل الصفحة. وأضاف "ولا يزالُ علماء المسلمين – والحمد لله – ينكرون البدعَ ويردون على المبتدعة من خلال الصحف والمجلات والإذاعات وخطب الجمع والندوات والمحاضرات، مما له كبير الأثر في توعية المسلمين، والقضاء على البدع وقمع المبتدعين"، (ص 230، عقيدة التوحيد). ومما ذكر أعلاه، يصرّح الفوزان بأن الشيعة ليسوا مسلمين، إضافة إلى أن وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تشارك في الحملة ضد الشيعة، مما يعني تواطأ الحكومة في هذا الموضوع.
وهنا الرابط بين الوهابية والحكومة السعودية، فقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 17/3/2003 م نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية، بأن الأمير سلطان وزير الدفاع وجه بطباعة ستة كتب على نفقته، وتوزيع تلك الكتب على الوفود المشاركة في مسابقة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين. الملفت في الموضوع بأنه تم طباعة 30 ألف نسخة، ومن ضمن هذه الكتب كتاب "التوحيد" صالح بن فوزان الفوزان. هذا الكتاب يصف الفوزان النصارى واليهود والمسلمين جميعاً تقريباً، بالشرك والكفر والردة والمبتدعة والزندقة والضلال. فلا غرابة إذاً من أن يقوم وزير الدفاع بطبع هذه الكتب التي تدعو إلى العنصرية والعنف والتطرف والتكفير، حيث أن الوهابية وآل سعود ينتمون إلى نفس المذهب الوهابي، ولا غرابة أيضاً في أن يكون 15 من 19 إرهابياً الذين قاموا بخطف الطائرتين واصطدامهم بمنى مركز التجارة العالمي هم من أتباع الحركة الوهابية.
منقوووووووول
هذه قراءة في كتابين من كتب الفوزان، كتاب "عقيدة التوحيد" ويقع في 264 صفحة، وكتيب "أهمية التوحيد" ويقع في 38 صفحة. يمكن تقسيم فكر الفوزان إلى قسمين، قسم يتعلق بالمسيحيين واليهود، والقسم الآخر بالشيعة أو ما يسميهم "الرافضة" تارةً و "القبوريون" تارة أخرى، وفي بعض المواقع يسميهم بالشيعة.
القسم الأول: اليهود والنصارى:
1) إن اليهود والمسيحيين هو مشركون وكفار.
2) يجب قتال اليهود والمسيحيين حتى يسلموا.
3) دماء وأموال وأعراض اليهود والنصارى مباحة وأن يتخذوا عبيداً.
4) إن من لم يكفرهم فهو كافر، وينطبق عليه ما ينطبق عليهم.
القسم الثاني: الشيعة:
1) إن الشيعة مشركون شرك أكبر، كفار، مرتدون، منافقون، فسقة، ضالون ومبتدعة.
2) إن منهج التشيع منهج يهودي الهدف منه القضاء على الإسلام الصحيح.
3) يجب منعهم من مزاولة "بدعهم" بالقوة لأن قصدهم القضاء على الإسلام وبتشجيع من الكفار.
إن فكر الفوزان هم من صميم الفكر السلفي الذي لم يسلم من كتابي أو مسلم، فكل الناس ينقسموا إلى قسمين، ماعدا أصحاب "المذهب السلفي"، فاليهود والنصارى ليسوا أهل كتاب، بل كفار ومشركون ويجب قتالهم حتى يسلموا، وإن الجنة حرام عليهم، ودمهم ومالهم وأهلهم مباحون "لأهل التوحيد" وأن يتخذوهم عبيداً (ص93-95، عقيدة التوحيد). والقسم الآخر من المسلمين، هم كذلك مشركون ومبتدعة، ولكن ممن "يتظاهر" أو يشهد بأن لا إله إلا الله، وإن محمداً رسول الله. فهؤلاء مبتدعة، شيعة، روافض، قبوريون، جهمية، معتزلة الخ. فهؤلاء أيضاً يجب قتالهم وهم مشركون شرك أكبر ويحل مالهم ودمهم وأهلهم "لأهل التوحيد".
ويذكر "والكفار يُدعون إلى التوحيد، أعني الكفار الأصليين من اليهود والنصارى والوثنيين" (ص 24، أهمية التوحيد). وفي موقع آخر يقول "ولهذا يقول عبدالله بن المبارك رحمه الله: "من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى"، (ص 32، أهمية التوحيد). ويضيف في نفس الصفحة بأنه يجب دعوة الكفار إلى التوحيد، وإلاّ فإنهم يقتلون، وإن أعمال الكفار يوم القيامة تصير هباء لأنها ما بُنيت على عقيدة (ص 34، أهمية التوحيد).
ففي كتاب عقيدة التوحيد (ص 58-59، عقيدة التوحيد) يذكر الفوزان ويستشهد ليس بالكتاب ولا بالحديث، بل بمؤسس المذهب الوهابي: من لم يكفّر المشركين، ومن يشكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم؛ كفر. لربما يعتقد القارئ بأن القصد بالمشركين هنا من يعبد الأصنام ويشرك بالله شيئاً، ولكن هذا ينطبق على العديد من المسلمين، حيث وصف الكثير من المسلمين بأنهم مشركون شرك أكبر ويخلدوا في النار (ص 95، عقيدة التوحيد) حيث وصفهم بأنهم مشركون شرك أكبر يُخرج من الملة. وللسلفية تفسيرات غريبة، حيث يتهموا المسلمون بأنهم يتقربون بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن أو الشياطين، وطلب قضاء الحاجات وتفريج الكربات، مما يمارس حول الأضرحة المبنية حول قبور الأولياء والصالحين (ص 95-96، عقيدة التوحيد). هذا يعني أن معظم المسلمين ممن يبنوا أضرحة فوق القبور هم مشركون شرك أكبر، وينطبق عليهم ما ذُكر أعلاه.
ويعتقد الفوزان كما ذكرت بأنهم هم فقط "الوهابية" الفرقة الناجية وهم فقط على الصراط المستقيم، يقول "فالعالم الإسلامي اليوم ما عدا هذه البلاد التي حماها الله بدعوة التوحيد، فيها المشاهد الشركية المشيدة على القبور كما تسمعون عنها أو كما رآها بعضكم ممن سافر. الدين عنهم الشرك وعبادة الموتى والتقرب إلى القبور"، (ص 9، أهمية التوحيد).
ولأن مذهب الوهابية يتهم من يزور القبور ويصلي عندها بأنه عمل شرك، كذلك فإن الفوزان يتهم من يزور القبور ويصلي عندها بأنه يسجد للقبر، وهو يعتبر مرتد، حيث عرّف الردة بالفعل بأنها: كالسجود للصنم والشجر والحجر والقبور. وفي مذهب الوهابية بأن من يصلي عند القبور هو يعبد القبور، ويتهمون الشيعة وبقية المسلمون بالشرك تارة، وبالردة تارة أخرى. وهنا يقول الفوزان بأن يستتاب الشخص لثلاثة أيام، وإذا لم يفعل وجب قتله (ص 116-117، عقيدة التوحيد). ولم يقف عند هذا الحد، بل زاد بأن الشخص بعد قتله لا يُغسّل ولا يُصلى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين، وإنما يُدفن في مقابر الكفار. ويضيف "وكذلك المرتدين، هؤلاء نحكم عليهم بالردة وندعوهم إلى التوحيد والرجوع إلى الدين من جديد، فإن تابوا وإلاّ قُتِلوا" (ص 24، أهمية التوحيد)
ويضيف الفوزان في القسم الرابع، والذي بعنوان أقوال وأفعال تُنافي التوحيد أو تنقضه (ص 119، عقيدة التوحيد) يذكر فيها هذه الأقوال والأفعال، من ضمنها تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها، الانتماء إلى المذاهب الإلحادية، والأحزاب الجاهلية، وكذلك التوسل والاستعانة بالمخلوق دون الله. وهنا ليس المشكلة في النص، ولكن في التعريف الذي ينطبق على هذه الفئات، حيث يتهم من يبني ضريحاً على قبر أو يزور قبرا أو يصرف نذرا عند قبر بأن ذلك شرك أكبر (ص 131، عقيدة التوحيد)، وهذا في رأي الوهابية ينطبق على معظم المسلمين الذين يبنون أضرحة على القبور ويزورها. وهذا يعني أن معظم المسلمين هم مشركون شرك أكبر، وهذا يعني أن دمهم ومالهم وعرضهم حلال، كما ذكر الفوزان سابقاً. ويعيد ويكرر ذلك بأن تقديم النذور والقرابين "للمزارات" شرك أكبر (ص 133، عقيدة التوحيد). وهنا بيت القصيد، فهي تتهم من يوفي بنذر عند قبر بأنه مشرك شرك أكبر، ويتهمهم بعبادة القبور (ص 169، عقيدة التوحيد).
كذلك الانتماء إلى المذاهب الإلحادية كالشيوعية والعلمانية والرأسمالية وغيرها من مذاهب الكفر يعتبر ردة عن دين الإسلام (ص 153، عقيدة التوحيد)، والوهابيين يصفون من يخالفهم في أحيان كثيرة بأنهم علمانيون، أو روافض، أو غيره، وبالتالي يعطيهم المبرر بأن يقتلوهم حسب فتوى الفوزان هذه. ويصف العلمانية بأنها تنكر الأديان، وتعيش حياة بهيمية، والرأسمالية همها جمع المال من أي وجه ولا تتقيد بحلال أو حرام، ولا عطف ولا شفقة على الفقراء والمساكين، وقوام اقتصادها على الربّا الذي هو محاربة لله ولرسوله (ص 154-155، عقيدة التوحيد).
وبدون شك، لا يفوت الفوزان المرور والقدح في الشيعة حيث تارة يسميهم الشيعة، وتارة الروافض، حيث "يتبرأ أهل السنة والجماعة من طريقة الروافض؛ الذين يُغلون في بعض أهل البيت، ويَدَّعون لهم العصمة"، (ص 197، عقيدة التوحيد). ويربط مذهب التشيع بمؤامرة يهودية أسسها عبدالله بن سبأ (ص 201، عقيدة التوحيد). ويضيف الفوزان "قال شارح الطحاوية: (إن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق، قصدُهُ إبطال دين الإسلام، والقدح في الرسول، .... أراد أن يُفسد دين الإسلام بمكره وخبثه، كما فعل بولس بدين النصرانية، الخ)"، (ص 202، عقيدة التوحيد).
وفي الفصل السادس (ص 208، عقيدة التوحيد) يكرر الفوزان ويتهم الشيعة ويسميهم الرافضة "ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم، ويكفّرون أكثرهم". ويتهم الشيعة بأنهم زنادقة أيضا بشكل غير مباشر (ص 209، عقيدة التوحيد) "... إذا رأيت الرجل ينتقص امرءا من الصحابة؛ فاعمل أنه زنديق" وفي موقع من نفس الصفحة "والحكم عليه بالزندقة والضلال"، وموقع آخر "كفر"، أو "فسق".
ويصف الشيعة مرة أخرى بالمبتدعة (ص 215، عقيدة التوحيد) وإن أعمالهم هي أعمال شركية والتي منها البناء على القبور والصلاة والدعاء عندها (ص 217، عقيدة التوحيد)، وإن التشيع بدعة (ص 220-221، عقيدة التوحيد). ويصف منهج السنة والجماعة في الرد على أهل البدع وإنهم ردُّوا في كتب العقائد على الشيعة والخوارج (ص 229، عقيدة التوحيد) وسرد قائمة من تلك الكتب في أسفل الصفحة. وأضاف "ولا يزالُ علماء المسلمين – والحمد لله – ينكرون البدعَ ويردون على المبتدعة من خلال الصحف والمجلات والإذاعات وخطب الجمع والندوات والمحاضرات، مما له كبير الأثر في توعية المسلمين، والقضاء على البدع وقمع المبتدعين"، (ص 230، عقيدة التوحيد). ومما ذكر أعلاه، يصرّح الفوزان بأن الشيعة ليسوا مسلمين، إضافة إلى أن وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تشارك في الحملة ضد الشيعة، مما يعني تواطأ الحكومة في هذا الموضوع.
وهنا الرابط بين الوهابية والحكومة السعودية، فقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 17/3/2003 م نقلاً عن وكالة الأنباء السعودية، بأن الأمير سلطان وزير الدفاع وجه بطباعة ستة كتب على نفقته، وتوزيع تلك الكتب على الوفود المشاركة في مسابقة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين. الملفت في الموضوع بأنه تم طباعة 30 ألف نسخة، ومن ضمن هذه الكتب كتاب "التوحيد" صالح بن فوزان الفوزان. هذا الكتاب يصف الفوزان النصارى واليهود والمسلمين جميعاً تقريباً، بالشرك والكفر والردة والمبتدعة والزندقة والضلال. فلا غرابة إذاً من أن يقوم وزير الدفاع بطبع هذه الكتب التي تدعو إلى العنصرية والعنف والتطرف والتكفير، حيث أن الوهابية وآل سعود ينتمون إلى نفس المذهب الوهابي، ولا غرابة أيضاً في أن يكون 15 من 19 إرهابياً الذين قاموا بخطف الطائرتين واصطدامهم بمنى مركز التجارة العالمي هم من أتباع الحركة الوهابية.
منقوووووووول