الأمازيغي
04-07-2007, 12:45 PM
الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان توجه رسالة إلى اتحاد كتاب الأنترنت العرب بشأن انتمائها الأمازيغي
رسالة مفتوحة إلى الإخوة أعضاء اتحاد كتاب الأنترنت العرب
بقلم: مليكة مزان (شاعرة أمازيغية من المغرب)
الإخوة في اتحاد كتاب الأنترنت العرب
تحية طيبة وبعد..
على إثر النقاش الذي دار بين عدد من أعضاء الاتحاد حول ترحيب السيد رئيس الاتحاد بانضمامي إلى هذا الأخير باسم البلد الذي أنحدر منه والثقافة التي أنتمي إليها، وهما بلدي المغرب وثقافتي الأمازيغية ـ أتوجه إليكم بكلمتي هذه لأوضح لكم رأيي ومقترحاتي في الموضوع.
ـ أولا ـ
أشكر رئيس الاتحاد السيد محمد سناجلة لتفضله هو واللجنة المختصة بمنحي العضوية رغم أني أوقع كل كتاباتي باسم ˝مليكة مزان: شاعرة أمازيغية من المغرب˝. فقد أبان عن نضج روحي كبير إذ لم ينتبه لعرقي ولا لثقافتي الأم بقدر ما انتبه إلى إبداعاتي وربما إلى مستوى إجادتي الكتابة باللغة العربية أكثر من عديد من الكتاب العرب أنفسهم وبشهادة كبارهم أيضا، وربما رحب بي فقط لاستحضاره اسم وطني المغرب والذي ما زال يحسب لديه ولدى كثيرين من العرب على العالم العربي حتى إشعار آخر...
كما لن أنسى أن أشكر كل الذين رحبوا بي وما زالوا يرحبون بي في هذا الموقع و مواقع عربية أخرى بنفس النضج والتعالي عن كل ما يفرق و يثير الحقد والكراهية ويكرس الظلم والقهر والاستبداد...
ـ ثانيا ـ
هي شجاعة مني وتسامح كبير وانفتاح ما بعده انفتاح أن أرغب في الالتحاق باتحاد هدفه الأول والأخير خدمة القضايا العربية والثقافة العربية بل والرقمية منها بصفة خاصة.
يتم ذلك في الوقت الذي أرى فيه قضايا شعبي الأمازيغي مهملة بشكل مؤلم وجانبا كبيرا من ثقافته الأم العريقة الصامدة مازال مجرد ثقافة شفوية وذلك كله لا لسبب سوى لأن هناك سياسة تهميش فظيعة واغتيالا يوميا يمارسان عليهما منذ زمن بعيد وما زالا يمارسان عليهما من طرف أنظمة الحكم العربي الراهن وفي كل مكان من بلاد تمازغا (شمال إفريقيا) لصالح ازدهار الثقافة العربية وحدها ولخدمة القضايا العربية دون غيرها مع ما يصاحب ذلك من استخفاف بالشعب الأمازيغي وتحد وتزوير لكثير من الحقائق التاريخية والجغرافية...
يتم كل هذا والضمير العربي الذي لا يفتأ يدعو المجتمع الدولي إلى التعاطف مع كل قضاياه لا يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يتعلق بكرامة شعب بكامله ولا بمصير ثقافة إنسانية لغالبية أمازيغية مهمشة مقهورة ولا بضرورة إعادة الاعتبار لإرث إنساني أصيل...
ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فكل مطالبة بإنصاف الذات الأمازيغية، وكل ذات أخرى تعيش في ظل العروبة حق الإنصاف، نراها تجهض في غالب الأحيان ومنذ المهد برميها بكافة الاتهامات الخطيرة والمستفزة والمشجعة على مزيد من التطرف وربما ركوب العنف المادي لإيجاد حل لمثل هذه القضايا.
ـ ثالثا ـ
إني، بعد هذه الخطوة الجريئة وربما المتسرعة المتهورة، خطوة انضمامي للاتحاد، لأنتظر من جمهور عريض من المثقفين والمناضلين الأمازيغ الشرفاء الكثير من الغضب والشديد من الاحتجاج والنافذ من السخرية مني أنا التي يعتبرني البعض من الشباب الأمازيغي شاعرة الأطلس ولسان القضية الأمازيغية. فانضمامي لاتحادكم لن يكون بالنسبة لبعضهم سوى شكل آخر من أشكال خيانة الشعب والثقافة الأمازيغيين وما أكثر الخيانات والطعنات التي تجرعها هذا الشعب على مدى سنوات...
ـ رابعا ـ
وأنا أنضم للاتحاد لم أر حرجا في التسمية. فأنا أعرف أنه اتحاد كتاب الأنترنت العرب ولم يمنعني اعتزازي بأمازيغيتي ولا نضالي من أجل تمتيعها بكامل حقوقها المشروعة أن ألتمس الالتحاق به وإن لم يحصل ذلك إلا بعد تردد: ذاك أني لم أطلب الالتحاق باتحادكم إلا نزولا عند رغبة كاتب أمازيغي عضو بالاتحاد لا يقل اعتزازا بأمازيغيته ولا خدمة للثقافة العربية مني، ولأني أيضا سمعت عن انضمام أو قرب انضمام كتاب آخرين من جنسيات أخرى لا علاقة لهم بالعرب والعربية غير الاحترام والتسامح والرغبة في التفاعل الإنساني الجميل المؤسس لكل خير وسلام...
ـ خامسا ـ
أقول لمن يستنكر أو يستكثر علي تسمية السيد محمد سناجلة لي بالشاعرة المغربية الأمازيغية أن ينظر أولا في تسمية الاتحاد نفسه: فإذا كان يسمى بــ ˝اتحاد كتاب الانترنت العرب˝، فهل هي مجرد تسمية لتمييزه عن غيره من الاتحادات الأخرى أم هي إلحاح إزاء الراغبين في الالتحاق به على ضرورة:
أولا ـ امتلاك دماء من نفس دماء مؤسسي الاتحاد الذين ربما يعتبرون أنفسهم ذوي دم عربي خالص ويعتزون بذلك أيما اعتزاز. وهذا من حقهم كما يحق للآخرين أيضا أن يعتزوا بنوع الدماء التي تجري في عروقهم والدفاع عنها وعن وجودها وبقائها، وعلى كل واحد في هذه الحالة أن يلزم أيضا الحدود الجغرافية لهذا النوع من الدماء والانتماء...
ثانيا ـ الإيمان بنفس القناعات الإيديولوجية والسياسية لمؤسسي الاتحاد والدفاع عنها..
إذا كان الأمر كذلك، أي حسب هذا الشرط الأخير بشقيه الأول والثاني، فهل سيمنح الكتاب المذكورون ومن جنسيات أخرى ومن دماء أخرى والراغبون في الانضمام إلى الاتحاد نفس العضوية التي منحت لي؟ إن منحوا تلك العضوية فاستنادا على أي معيار سيتم ذلك المنح؟؟؟ على معيار الدم العربي أم اللغة العربية أم التعاطف مع القضايا العربية أم على معيار تاريخي جغرافي أم إيديولوجي وسياسي؟؟؟ وهنا لا بد لأسئلة أخرى من أن تتناسل بشكل لامتناه ومخيف ومحرج في نفس الوقت...
ـ سادسا ـ
هناك ـ وكما كان الحال دائما في غابر الأزمنة وعلى طول وعرض بلاد العروبة في حدود جغرافيتها المزعومة ـ كثير من العلماء والمفكرين والمبدعين الكبار من أصول مختلفة يكتبون باللغة العربية، انتحلتهم ومازالت تنتحلهم الثقافة العربية ولم يعترض على ذلك أحد. فهل سيحذفون من تاريخ الثقافة العربية لمجرد أنهم مثلي قد يصرحون بثقافتهم الأصل وانتمائهم الأول سواء كانوا أكرادا أم فرسا أم أمازيغ أم... أم... ؟؟؟
ـ سابعا ـ
هناك أيضا في بعض المواقع الثقافية العربية كتاب وشعراء يوقعون نصوصهم بأصلهم واسم ثقافتهم الأم ولم ينتج عن ذلك أي مشكل أو خلاف... فلم َ يصر البعض الآن على أن يكون هذا الاتحاد استثناء عنصريا جارحا ؟؟؟
ـ ثامنا ـ
إن وجب بعد كل هذا أن يشترط علي بعض أعضاء الاتحاد التنكر لأمازيغيتي كي أظل من بين أعضائه فأنا أفضل الانسحاب، أما إن نادوا بضرورة التشطيب على عضويتي فقد وجب أيضا حذف أسماء كثير من العلماء والمفكرين والأدباء من سجل التاريخ والثقافة العربيين لا لشيء سوى لأنهم من أصل أمازيغي مثلي ومنهم ابن خلدون، ابن رشد، ابن بطوطة... محمد شكري، إبراهيم عوني ووو... وكم ستطول اللائحة وكم ستبدو الثقافة العربية فقيرة هزيلة بعد حذف أسماء أخرى من أصول أخرى عاشت أو تعيش تحت ظل ورحمة الثقافة العربية المهيمنة.
ـ تاسعا ـ
إذا كان البعض قد أزعجهم أن يطلق علي السيد محمد سناجلة اسم الشاعرة الأمازيغية فليكن في علمهم أن تسمية شمال إفريقيا عامة ـ والذي أنجب المئات من المبدعين الكبار المحسوبين على الثقافة العربية ـ بلدا عربيا فيها أيضا كثير من الاستخفاف بمشاعر وكرامة جماهير أمازيغية غفيرة هي الساكنة الأولى والتاريخية لهذه المنطقة وعليه فقد وجب أحد الأمرين:
إما:
ألا يجد أي عضو أي حرج أو أي استفزاز من طرفي أو طرف غيري حين يطلق علي لقب الشاعرة الأمازيغية؛
وإما: أن يكف هو الآخر عن تسمية شمال إفريقيا بالمغرب العربي الكبير لأن في ذلك مسخا للحقيقة التاريخية والجغرافية لهذه المنطقة من العالم واستخفافا بكرامة الشعب الأمازيغي ومشاعر جماهيره الغفيرة.
الإخوة في اتحاد كتاب الأنترنت العرب..
بناء على ما سبق ـ وبعد أن اطلعت على مقترحات بعض الأعضاء ـ أقترح كحل لهذا الخلاف الوليد والصراع المفتعل والتافه على إثر انضمامي للاتحاد وترحيب السيد محمد سناجلة بي كشاعرة أمازيغية أن يسمى الاتحاد ـ حفاظا على تواجد كثير من الأعضاء به والذين هم من ثقافات أخرى ولكنهم يكتبون باللغة العربية أو يعيشون في حضن الثقافة العربية أو يتعاطفون مع القضايا العربية حتى لو تم ذلك على حساب لغتهم الأم وثقافاتهم الأصل ـ أقترح أن يسمى الاتحاد بـ باتحاد كتاب الأنترنت الناطقين باللغة العربية.
بهذه التسمية وحدها سيكون الاتحاد أشمل وأرحب وأرحم؛ فالمعيار سيكون هو اللغة العربية وحدها. ذاك أنه وكما هو جد معلوم لدى الجميع في ما يسمى بـ ˝العالم العربي˝ ظلما توجد ثقافات أخرى ينحدر منها كتاب كبار سيكون في دفعهم إلى التنكر لأصلهم الحقيقي بمجرد انضمامهم إلى الاتحاد تعسفا وتحيزا للعنصر العربي وحده، هذا العنصر الذي قدم له هؤلاء الكتاب أفضل ما لديهم من كتابات مساهمين بذلك في إثراء ثقافته ووجوده كما فعل أجدادهم على مر العصور؛ هذا العنصر الذي أرى أن أقل ما يجب عليه إزاء هؤلاء الكتاب هو تمتيعهم بحق توقيع كتاباتهم بما شاؤوا من تسميات الفخر والوفاء للأجداد ولحقيقة التاريخ والأرض.
الإخوة في اتحاد كتاب الأنترنت العرب..
أتمنى أن تبدوا مزيدا من النضج الروحي وذلك بإظهار كل ما يليق بالكتاب الحقيقيين من انفتاح وتسامح وتعاطف مع الآخرين وأن تجعلوا من الدفاع عن كل قضايا الإنسان العادلة سواء كان عربيا أم غير عربي هدفكم الأسمى. فكما تنتظرون من الآخرين كامل التعاطف والتضامن فإن الآخرين أيضا في حاجة إلى نفس التعاطف والتفهم ولتكن اللغة العربية وحدها والإبداع بها ما يجمع أعضاء الاتحاد ما داموا ينحدرون من أصول عرقية متباينة وثقافات إنسانية مختلفة.
مع مودتي وتقديري لتفهمكم
إمضاء: مليكة مزان، شاعرة أمازيغية من المغرب
رسالة مفتوحة إلى الإخوة أعضاء اتحاد كتاب الأنترنت العرب
بقلم: مليكة مزان (شاعرة أمازيغية من المغرب)
الإخوة في اتحاد كتاب الأنترنت العرب
تحية طيبة وبعد..
على إثر النقاش الذي دار بين عدد من أعضاء الاتحاد حول ترحيب السيد رئيس الاتحاد بانضمامي إلى هذا الأخير باسم البلد الذي أنحدر منه والثقافة التي أنتمي إليها، وهما بلدي المغرب وثقافتي الأمازيغية ـ أتوجه إليكم بكلمتي هذه لأوضح لكم رأيي ومقترحاتي في الموضوع.
ـ أولا ـ
أشكر رئيس الاتحاد السيد محمد سناجلة لتفضله هو واللجنة المختصة بمنحي العضوية رغم أني أوقع كل كتاباتي باسم ˝مليكة مزان: شاعرة أمازيغية من المغرب˝. فقد أبان عن نضج روحي كبير إذ لم ينتبه لعرقي ولا لثقافتي الأم بقدر ما انتبه إلى إبداعاتي وربما إلى مستوى إجادتي الكتابة باللغة العربية أكثر من عديد من الكتاب العرب أنفسهم وبشهادة كبارهم أيضا، وربما رحب بي فقط لاستحضاره اسم وطني المغرب والذي ما زال يحسب لديه ولدى كثيرين من العرب على العالم العربي حتى إشعار آخر...
كما لن أنسى أن أشكر كل الذين رحبوا بي وما زالوا يرحبون بي في هذا الموقع و مواقع عربية أخرى بنفس النضج والتعالي عن كل ما يفرق و يثير الحقد والكراهية ويكرس الظلم والقهر والاستبداد...
ـ ثانيا ـ
هي شجاعة مني وتسامح كبير وانفتاح ما بعده انفتاح أن أرغب في الالتحاق باتحاد هدفه الأول والأخير خدمة القضايا العربية والثقافة العربية بل والرقمية منها بصفة خاصة.
يتم ذلك في الوقت الذي أرى فيه قضايا شعبي الأمازيغي مهملة بشكل مؤلم وجانبا كبيرا من ثقافته الأم العريقة الصامدة مازال مجرد ثقافة شفوية وذلك كله لا لسبب سوى لأن هناك سياسة تهميش فظيعة واغتيالا يوميا يمارسان عليهما منذ زمن بعيد وما زالا يمارسان عليهما من طرف أنظمة الحكم العربي الراهن وفي كل مكان من بلاد تمازغا (شمال إفريقيا) لصالح ازدهار الثقافة العربية وحدها ولخدمة القضايا العربية دون غيرها مع ما يصاحب ذلك من استخفاف بالشعب الأمازيغي وتحد وتزوير لكثير من الحقائق التاريخية والجغرافية...
يتم كل هذا والضمير العربي الذي لا يفتأ يدعو المجتمع الدولي إلى التعاطف مع كل قضاياه لا يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يتعلق بكرامة شعب بكامله ولا بمصير ثقافة إنسانية لغالبية أمازيغية مهمشة مقهورة ولا بضرورة إعادة الاعتبار لإرث إنساني أصيل...
ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فكل مطالبة بإنصاف الذات الأمازيغية، وكل ذات أخرى تعيش في ظل العروبة حق الإنصاف، نراها تجهض في غالب الأحيان ومنذ المهد برميها بكافة الاتهامات الخطيرة والمستفزة والمشجعة على مزيد من التطرف وربما ركوب العنف المادي لإيجاد حل لمثل هذه القضايا.
ـ ثالثا ـ
إني، بعد هذه الخطوة الجريئة وربما المتسرعة المتهورة، خطوة انضمامي للاتحاد، لأنتظر من جمهور عريض من المثقفين والمناضلين الأمازيغ الشرفاء الكثير من الغضب والشديد من الاحتجاج والنافذ من السخرية مني أنا التي يعتبرني البعض من الشباب الأمازيغي شاعرة الأطلس ولسان القضية الأمازيغية. فانضمامي لاتحادكم لن يكون بالنسبة لبعضهم سوى شكل آخر من أشكال خيانة الشعب والثقافة الأمازيغيين وما أكثر الخيانات والطعنات التي تجرعها هذا الشعب على مدى سنوات...
ـ رابعا ـ
وأنا أنضم للاتحاد لم أر حرجا في التسمية. فأنا أعرف أنه اتحاد كتاب الأنترنت العرب ولم يمنعني اعتزازي بأمازيغيتي ولا نضالي من أجل تمتيعها بكامل حقوقها المشروعة أن ألتمس الالتحاق به وإن لم يحصل ذلك إلا بعد تردد: ذاك أني لم أطلب الالتحاق باتحادكم إلا نزولا عند رغبة كاتب أمازيغي عضو بالاتحاد لا يقل اعتزازا بأمازيغيته ولا خدمة للثقافة العربية مني، ولأني أيضا سمعت عن انضمام أو قرب انضمام كتاب آخرين من جنسيات أخرى لا علاقة لهم بالعرب والعربية غير الاحترام والتسامح والرغبة في التفاعل الإنساني الجميل المؤسس لكل خير وسلام...
ـ خامسا ـ
أقول لمن يستنكر أو يستكثر علي تسمية السيد محمد سناجلة لي بالشاعرة المغربية الأمازيغية أن ينظر أولا في تسمية الاتحاد نفسه: فإذا كان يسمى بــ ˝اتحاد كتاب الانترنت العرب˝، فهل هي مجرد تسمية لتمييزه عن غيره من الاتحادات الأخرى أم هي إلحاح إزاء الراغبين في الالتحاق به على ضرورة:
أولا ـ امتلاك دماء من نفس دماء مؤسسي الاتحاد الذين ربما يعتبرون أنفسهم ذوي دم عربي خالص ويعتزون بذلك أيما اعتزاز. وهذا من حقهم كما يحق للآخرين أيضا أن يعتزوا بنوع الدماء التي تجري في عروقهم والدفاع عنها وعن وجودها وبقائها، وعلى كل واحد في هذه الحالة أن يلزم أيضا الحدود الجغرافية لهذا النوع من الدماء والانتماء...
ثانيا ـ الإيمان بنفس القناعات الإيديولوجية والسياسية لمؤسسي الاتحاد والدفاع عنها..
إذا كان الأمر كذلك، أي حسب هذا الشرط الأخير بشقيه الأول والثاني، فهل سيمنح الكتاب المذكورون ومن جنسيات أخرى ومن دماء أخرى والراغبون في الانضمام إلى الاتحاد نفس العضوية التي منحت لي؟ إن منحوا تلك العضوية فاستنادا على أي معيار سيتم ذلك المنح؟؟؟ على معيار الدم العربي أم اللغة العربية أم التعاطف مع القضايا العربية أم على معيار تاريخي جغرافي أم إيديولوجي وسياسي؟؟؟ وهنا لا بد لأسئلة أخرى من أن تتناسل بشكل لامتناه ومخيف ومحرج في نفس الوقت...
ـ سادسا ـ
هناك ـ وكما كان الحال دائما في غابر الأزمنة وعلى طول وعرض بلاد العروبة في حدود جغرافيتها المزعومة ـ كثير من العلماء والمفكرين والمبدعين الكبار من أصول مختلفة يكتبون باللغة العربية، انتحلتهم ومازالت تنتحلهم الثقافة العربية ولم يعترض على ذلك أحد. فهل سيحذفون من تاريخ الثقافة العربية لمجرد أنهم مثلي قد يصرحون بثقافتهم الأصل وانتمائهم الأول سواء كانوا أكرادا أم فرسا أم أمازيغ أم... أم... ؟؟؟
ـ سابعا ـ
هناك أيضا في بعض المواقع الثقافية العربية كتاب وشعراء يوقعون نصوصهم بأصلهم واسم ثقافتهم الأم ولم ينتج عن ذلك أي مشكل أو خلاف... فلم َ يصر البعض الآن على أن يكون هذا الاتحاد استثناء عنصريا جارحا ؟؟؟
ـ ثامنا ـ
إن وجب بعد كل هذا أن يشترط علي بعض أعضاء الاتحاد التنكر لأمازيغيتي كي أظل من بين أعضائه فأنا أفضل الانسحاب، أما إن نادوا بضرورة التشطيب على عضويتي فقد وجب أيضا حذف أسماء كثير من العلماء والمفكرين والأدباء من سجل التاريخ والثقافة العربيين لا لشيء سوى لأنهم من أصل أمازيغي مثلي ومنهم ابن خلدون، ابن رشد، ابن بطوطة... محمد شكري، إبراهيم عوني ووو... وكم ستطول اللائحة وكم ستبدو الثقافة العربية فقيرة هزيلة بعد حذف أسماء أخرى من أصول أخرى عاشت أو تعيش تحت ظل ورحمة الثقافة العربية المهيمنة.
ـ تاسعا ـ
إذا كان البعض قد أزعجهم أن يطلق علي السيد محمد سناجلة اسم الشاعرة الأمازيغية فليكن في علمهم أن تسمية شمال إفريقيا عامة ـ والذي أنجب المئات من المبدعين الكبار المحسوبين على الثقافة العربية ـ بلدا عربيا فيها أيضا كثير من الاستخفاف بمشاعر وكرامة جماهير أمازيغية غفيرة هي الساكنة الأولى والتاريخية لهذه المنطقة وعليه فقد وجب أحد الأمرين:
إما:
ألا يجد أي عضو أي حرج أو أي استفزاز من طرفي أو طرف غيري حين يطلق علي لقب الشاعرة الأمازيغية؛
وإما: أن يكف هو الآخر عن تسمية شمال إفريقيا بالمغرب العربي الكبير لأن في ذلك مسخا للحقيقة التاريخية والجغرافية لهذه المنطقة من العالم واستخفافا بكرامة الشعب الأمازيغي ومشاعر جماهيره الغفيرة.
الإخوة في اتحاد كتاب الأنترنت العرب..
بناء على ما سبق ـ وبعد أن اطلعت على مقترحات بعض الأعضاء ـ أقترح كحل لهذا الخلاف الوليد والصراع المفتعل والتافه على إثر انضمامي للاتحاد وترحيب السيد محمد سناجلة بي كشاعرة أمازيغية أن يسمى الاتحاد ـ حفاظا على تواجد كثير من الأعضاء به والذين هم من ثقافات أخرى ولكنهم يكتبون باللغة العربية أو يعيشون في حضن الثقافة العربية أو يتعاطفون مع القضايا العربية حتى لو تم ذلك على حساب لغتهم الأم وثقافاتهم الأصل ـ أقترح أن يسمى الاتحاد بـ باتحاد كتاب الأنترنت الناطقين باللغة العربية.
بهذه التسمية وحدها سيكون الاتحاد أشمل وأرحب وأرحم؛ فالمعيار سيكون هو اللغة العربية وحدها. ذاك أنه وكما هو جد معلوم لدى الجميع في ما يسمى بـ ˝العالم العربي˝ ظلما توجد ثقافات أخرى ينحدر منها كتاب كبار سيكون في دفعهم إلى التنكر لأصلهم الحقيقي بمجرد انضمامهم إلى الاتحاد تعسفا وتحيزا للعنصر العربي وحده، هذا العنصر الذي قدم له هؤلاء الكتاب أفضل ما لديهم من كتابات مساهمين بذلك في إثراء ثقافته ووجوده كما فعل أجدادهم على مر العصور؛ هذا العنصر الذي أرى أن أقل ما يجب عليه إزاء هؤلاء الكتاب هو تمتيعهم بحق توقيع كتاباتهم بما شاؤوا من تسميات الفخر والوفاء للأجداد ولحقيقة التاريخ والأرض.
الإخوة في اتحاد كتاب الأنترنت العرب..
أتمنى أن تبدوا مزيدا من النضج الروحي وذلك بإظهار كل ما يليق بالكتاب الحقيقيين من انفتاح وتسامح وتعاطف مع الآخرين وأن تجعلوا من الدفاع عن كل قضايا الإنسان العادلة سواء كان عربيا أم غير عربي هدفكم الأسمى. فكما تنتظرون من الآخرين كامل التعاطف والتضامن فإن الآخرين أيضا في حاجة إلى نفس التعاطف والتفهم ولتكن اللغة العربية وحدها والإبداع بها ما يجمع أعضاء الاتحاد ما داموا ينحدرون من أصول عرقية متباينة وثقافات إنسانية مختلفة.
مع مودتي وتقديري لتفهمكم
إمضاء: مليكة مزان، شاعرة أمازيغية من المغرب