المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساجد العبدلي: السلفيون التقليديون يعيشون حالة من ضياع الهوية.. والدروشة السياسية!



yasmeen
04-02-2007, 01:41 AM
الإخوان وحزب الأمة لديهما هياكل تنظيمية وموازنات... فلماذا لا نشهر الاحزاب?


حاوره ¯ ناجح بلال


شدد عضو حزب الامة الناشط السياسي والكاتب الصحافي د. ساجد العبدلي على اهمية اشهار الاحزاب السياسية في البلاد لانه في ظل غياب الحياة الحزبية تأتي الينا حكومات عناصرها غير منسجمين يضربون بعضهم البعض مطالبا بان يكون منصب رئيس الوزراء من الشعب.
وذكر د. العبدلي في حوار ل¯ »السياسة« ان علينا الا ننتظر حتى تأتينا التغييرات من الخارج موضحا بان المصالح السياسية تتبدل فها هي العراق بعد ان كان حليفا ستراتيجيا لاميركا تبدلت الاحوال واختلفت المصالح.
وقال ان الكويت بها احزاب مثل الحركة الدستورية التي تحوي هياكل تنظيمية وموازنات واتباع وبرامج عمل وخطط كما هو الحال في حزب الامة فلماذا اذا لا يتم الاشهار رسميا وبصورة علنية.
وقال د. العبدلي ان الحركة السلفية العلمية ليست قريبة من فكر الاخوان وتشابهنا مع الاخوان مقتصر في الانخراط في العمل السياسي واصفا الفكر السلفي التقليدي بأنه يعيش في نوع من ضياع الهوية واذا كان يطلق عليهم اصحاب مراهقة سياسية فأنا اقول انهم يعيشون في دروشة سياسية واليكم التفاصيل:
اغلبية حزبية
\ بداية اترى ان هناك خللا في التشكيلات الحكومية المتعاقبة لانها لم تأت من خلال النظام الحزبي الذي ندعو اليه?
/ من الافضل دائما ان يتم تشكيل الحكومة من حزب الاغلبية هذا في حال اشهار الاحزاب السياسية في البلاد لان هذا الوضع سيقضي على الكثير من اوجه الخلل في التشكيلات الحكومية.
كارثة كبيرة
\ وما ابرز هذه الاختلالات من وجهة نظرك?
/ ابرزها ان مجموعة الوزراء الذين يأتون الى الحكومة في ظل غياب الاحزاب يكونون غير منسجمين وانا اقول انها كارثة كبيرة عندما يستشعر الوزير ان القلق لا يأتيه من البرلمانيين وانما من الوزراء زملائه لانه لا يوجد تضامن حكومي وهذا الامر جعل الوزراء يضربون بعضهم البعض من تحت الطاولة .
احزاب وطنية
\ اذا انتم ترون ان الحل لهذه المعضلة لن يكون الا من خلال اشهار الاحزاب في الكويت?
/ نحن في حزب الامة نؤمن بأن الحل لهذه الاختلالات يكون من خلال التعددية الحزبية الوطنية المقننة ونحن ندعو للاحزاب الوطنية وليست الاحزاب ذات الايديولوجية ولا يجب ان يأتينا حزب ذو ايديولوجية تتعارض مع الدستور الكويتي لان كلنا من ابناء هذا الوطن وديننا الاسلام ولذلك لا نريد اي حزب مذهبي وهذه الاحزاب عندما تشهر يجب ان تعمل تحت مظلة الدستور بصورة مقننة وحزب الاغلبية عليه ان يشكل الحكومة ويكون مرتبطا بجداول زمنية لتنفيذ البرامج.
رئيس شعبوي
\ اتنادون كذلك بان يكون منصب رئيس الوزراء شعبويا?
/ نحن ندفع باتجاه لان نصل في يوم من الايام ليكون رئيس الحكومة منتخبا من الشعب.
\ لكن هذا قد يحتاج الى تعديلات دستورية?
نحن نرى أن هذه المطالبات لا تحتاج إلى أي تعديلات دستورية لأن الدستور الكويتي يحوي الكثير من »الفساحات« التي يمكن أن يستند عليها صاحب القرار وهو سمو الأمير بأن يختار المكلف بتشكيل الحكومة من يراه مناسباً, ولم يشترط أن يكون من الأسرة الحاكمة... ولذلك نحن نقول إن الأمل لإنقاذ الكويت من هذا المنحنى المستمر في النزول إلى نقطة الصفر سيكون من خلال الحكومة الشعبية المنتخبة ومن خلال التعددية السياسية المقننة والأحزاب المشهرة بحيث يشكل حزب الأغلبية الحكومة ومن خلال أن يكون رئيس الحكومة منتخباً من الشعب.

خشية الحكومة
من وجهة نظرك لماذا تخشى الحكومة من إشهار الأحزاب?
أنا أعتقد أن هذه الخشية غير مبررة لأنها لا زالت متعلقة بهواجس الماضي حيث لا زال هناك اعتقاد بأن هناك القدرة على السيطرة من خلال سياسة الحديد والنار التي تأصلت في الدولة العربية, ونقول إن العالم الآن كله يتجه نحو الانفتاح وإلى الديمقراطية ولذلك أنا أعتقد أن علينا إدراك أننا نحتاج أن نغير واقعنا وأن تنسجم الشعوب مع الحكام قبل أن يأتينا التغيير من الخارج فقد رأينا أنظمة حكومية حديدية حكمت بالديكتاتورية على مدار 35 سنة سقطت في لمح البصر, فهذا العراق الذي كان حليفاً ستراتيجياً لأميركا ثم انقلبت الآية بينهما.
لذلك لا يجب أن ننتظر أن تأتينا التغييرات من الخارج, فنحن نعتقد أنه لا بد وأن تتلاحم الأسرة الحاكمة مع الشعب وأن تهتم بالديمقراطية حتى يكون المستقبل أجمل وأجمل, ونحن نؤمن بأن استقرار الكويت يكون في ظل أسرة آل الصباح كأسرة حاكمة ولكن لا بد أن يتغير نظام المؤسسات السياسية ونحن نقول إن العقل يقول بأن المستقبل السياسي خطر جداً ولابد أن نفكر لما فيه الأصلح لمجتمعنا.

فئوة ومذهبية
أنت تطالب بإشهار الأحزاب بهذه القوة وهناك من يرى أن الحياة الحزبية في الكويت قد تزيد من حالة الانقسام وتدفع نحو الفئوية والمذهبية?
إذا أشهرت الأحزاب وأحكمناها بمعايير محددة فهذا الأمر سيقضي على أخطاء قد تصاحب الحياة الحزبية خصوصاً وأن هناك أحزاباً تمارس عملها الحزبي على أرض الواقع في الكويت, ومن يقول إن الحركة الدستورية ليست حزباً بل فيها هياكل تنظيمية وموازنات وأتباع وبرامج عمل وخطط.

أحزاب دكاكين
وحزب الأمة أيضاً لديه ما نقوله عن الحركة الدستورية?
نعم حزب الأمة كذلك, فهناك أحزاب ولكنها غير معلنة أو بصورة سرية ولذلك أنا أقول إن لدينا دكاكين تعمل وكل ما أريده ترك هذه الدكاكين, ولا بد من إشهار الأحزاب حتى نعلم من يتلقى التمويل من الداخل أو الخارج, فأنا أريد تقنين ما هو واقع أصلاً ولا أريد اختلاق شيء آخر, وعندما أريد خلق أحزاب على أسس وطنية

فانا هنا لا اسمح على اساس قبلي او حزب على اساس مذهبي.

حزب ديني
اذا كنت لا تسمح باشهار حزب على اساس مذهبي فهل تسمح بأن يكون هناك حزب على اساس ديني?
انا اؤمن بأن دين الدولة الاسلام وبالتالي لا يجب قيام حزب على اساس ديني بهذا المعنى لان دين الدولة الاسلام وهذه المظلة تشمل الجميع فكلنا من المسلمين وكل ما نريده ان تأتي الينا احزاب وطنية تقدم برامج عمل وطنية.

فشل التجارب
لكن يقال ان التجارب الحزبية العربية كلها فاشلة فهل يمكن ان تفلح الكويت فيها خصوصا وان الكويت دولة ضمن المنظومة العربية?
انا اقول لماذا دائما ننظر الى التجارب التي فشلت ولا ننظر الى التجارب التي نجحت ولماذا لا ننظر الى دولة مثل الهند التي تضم الف لغة ولغة دولة الالف عرق وعرق ورغم ذلك لديها ديمقراطية حزبية من اعرق الديمقراطيات في العالم.. ونحن دائما لا ننظر الا عمل مواطن الفشل ونتجاهل مواطن النجاح فهل نحن مكتوب علينا بأن نجتر الفشل وانا اقول ان اشهار الاحزاب مشوار طويل وليس بمجرد التغيير ستنصلح الاحوال ولكن هذه المسيرة علينا ان نسير خلفها ودليلي على ذلك الواقع والبرهان فواقعنا خلال عقدين من الزمن رأينا فيه ان هناك حكومات شكلت وجاءت واستمرت وكلها فشلت وفشلت ولذلك ومن الغباء ان نقول اننا سنشكل حكومة بنفس منهجية الحكومات السابقة وستنجح فنحن هنا نعيد نفس الشيء ولذلك فان الحكومة الجديدة لن تفعل اي شيء لانها اتت من خلال المنهجية نفسها.

أهداف الحزب
لكن في التحزب نرى ان المنتمي اليه ولو كان وزيرا فانه يعمل وفقا لاهداف حزبه حتى ولو تعارض ذلك مع مصلحة البلد?
هذا الكلام غير صحيح لاننا ننادي باحزاب وطنية وفق منظومة الدستور ونطالب بأن يكون كل شيء بشكل شفاف وهل يراد ان يحاسب الشحص على ما لم يقله او على ما في نيته ويجب ان نحاسب الشخص على ما قام به وما قاله وفعله على ارض الواقع ويجب ان تكون هناك الالية الرقابية بحيث ان اي حزب او تيار سياسي يحيد عن المعلن فمن حق الدولة ان توقفه وان تصادر امواله.
وعلينا ان نضع الآليات الرقابية ولكن المنع والتخوف غير المبرر الى ابد الابدين فهذا لن يحل المشكلة.

اتباع الحزب
د. ساجد نحن الان كنا في ندوة الملف الايراني وفي كلمتك خلال هذه الندوة ايدت اتجاه ايران نحو امتلاكها للنووي بشدة وهناك من ارجع كلامك هذا الى انتمائك للسلفية العلمية التي هي قريبة من نهج الاخوان المسلمون التي تقف الان قلبا وقالبا مع ايران فهل ذلك يأتي ضمن انك تنطلق من انتمائك للفكر الذي تتبعه?
من يقول هذا الكلام لا يدرك حقيقة الامور فالحركة السلفية ليست قريبة من فكر الاخوان.
انا اقصد السلفية العلمية?
السلفية العلمية هي الحركة السلفية وهي لا تشابه فكر الاخوان في اي شيء الا في الانخراط في العمل السياسي فالفكر السلفي التقليدي كان يبتعد عن السياسة والان جر اليها رغما عن انفه لانه وجد ان الدنيا ستبعد عنه وهم يعيشون نوعا من ضياع الهوية والسلف التقليديين لا يعرفون الان هل هم حزب سياسي
او غيره... واذا كان البعض يطلق عليهم مراهقة سياسية فأنا اقول انها دروشة سياسية... اما الحركة السلفية العلمية فتقدمت خطوة نحو السياسة لانها علمت ان السياسة من اهم واوجب واجبات الدين لانها العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم والخلافة الراشدة في بدايتها كانت تقوم حول هذه المسألة وهناك مقولة »ان احسنت فأعينوني وان اسأت فقوموني« وهذا ما ادركناه في حركة السلفية العلمية ولذلك انخرطنا في السياسة.
منهج الاخوان
لكن هذا اقتراب من منهج الاخوان?
هذا الكلام لايعني اي اقتراب من الاخوان المسلمين فهم كانوا منخرطين في الجانب السياسي لان حركة الاخوان قديمة جدا واصبح هناك تشابه في طريقة الممارسة ولكن لايعني ذلك ان هناك اتفاقا ايديولوجيا او تنسيق المواقف بيننا.

النووي الإيراني
لنعد الى لب السؤال حول تأييدك للنووي الايراني?
عندما قلت ان ايران من حقها ان يكون لديها الطاقة النووية السلمية فهذا لايعني ان الاخوان يؤيدون ذلك... وليس كلامنا كتنسيق مع الاخوان بل نقول انه من حق الدولة ان تتسع بالتقنية النووية لسبب بسيط فانا اعطيها الحق ولا امنعه عنها لانني ارفض ان يمنعني احد عندما امارس هذا الامر وعلينا ان ننظر الى المستقبل.

أحداث لبنان
هناك من يرفض اشهار الاحزاب السياسية حتى لايخرج عن اهداف الدولة كما حدث في لبنان?
مرة اخرى نقول يجب علينا الا ننظر الى اي تجربة سلبية وانا هنا لا اتكلم عن حزب الله او غيره ولماذا نعتقد دائما اننا امة مهيأة للفشل ولسنا امة قادرة على النجاح فنحن لنا ظروفنا الاجتماعية ونرى ان الخيار الاصلح لهذا التوقيت الاحزاب .

كشف الأخطاء
وكيف يحدث هذا التحول الى الحياة الحزبية من وجهة نظرك?
نحن الآن نحتاج الى ان نثبت قواعد اللعبة السياسية اولا فنحن الان نتناحر ونتنافس في حين ان قواعد اللعبة السياسية غير ثابتة دون ان نعرف ما لنا مما هو علينا ولذلك علينا ان نثبت قواعد هذه اللعبة ليصبح الرأي للشعب ليختار الاصلح.. فأنا لن اتضايق لو اختير اي حزب اخر ولو كان ليبراليا لان ذلك سيكشف لي ان هناك شيئا خطأ في برنامجي لاننا في النهاية نقدم برامج عمل ولم نأت لنقدم ايديولوجيات, لان الايديولوجية مستمدة من الدستور الذي يقول ان دين الدولة الاسلام.

السياسة... والسباحة
انت تطالب بان الاختيار يجب ان يكون للشعب وهناك من يرى ان الشارع غير مهيأ الان لاشهار الاحزاب فما قولك في ذلك?
عندما نقول ان الشارع غير مهيأ لاشهار الاحزاب فهذا معناه اننا اعطينا الحق لطرف ما ان يحدد الشارع مهيأ ام لا ولذلك هذا خلع لحريات الناس فهل ننتظر خمسين سنة لنهيئ الشارع الكويتي لاشهار الاحزاب.. وانا اقول ان ممارسة السياسة مثل السباحة فلا نستطيع ان نعلم الانسان السياسة دون ان يدخل في معمعتها ولانستطيع ان نعلمها له نظريا.. فاذا كنا الاعرق ديمقراطيا على مستوى المنطقة فلماذا لانشهر الاحزاب.
انهيار البلد
على ذكر تشبيهك للديمقراطية بالسباحة فهل ترى ان دخول البلاد في الحياة الحزبية لن يغرقها?
نعم لن تغرق اذا اشهرت الاحزاب السياسية واذا صاحبتها صعوبات او ما شابه ذلك فاننا سنصل في النهاية .. وهل نرضى لانفسنا ان نكرر اخطاء الماضي نفسها ونجتر المآسي ونشاهد بلدنا ينهار.