المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن العلوي: لا مستقبل للشيعة مع سياسة المشاكسة والتشهير والتشنيع



زوربا
04-01-2007, 02:48 PM
الراية القطرية


كتابي دعوة للشيعة لفهم ألا مستقبل لهم مع سياسة المشاكسة والتشهير والتشنيع
مقتل عثمان أول انقلاب للرعاع علي السلطة الشرعية
الإمام الخميني ترسم خطي عمر بن الخطاب في فتح بلاد فارس خطوة خطوة
كنت ومازلت ضد المذهب الحاكم سنياً أم شيعياً.. ولم يكن بيني وبين إيران زواج حتي يحدث طلاق
السنة والشيعة هم الذين جاءوا بالأمريكان للعراق
حزب الله المشروع السياسي لإيران والإسلاميون الشيعة في العراق المشروع الطائفي لها
الثقافة العربية الموروثة تنظر الي عمر وعلي كخصمين لكني أعتقد أن كليهما كان واحداً فهما ينتميان الي المنظومة المحمدية

كتابي القادم بعنوان عثمان بن عفان.. دماء علي صفحات القرآن
لن أكتب عن علي وأفضل أن يقوم كاتب سني بهذه المهمة
خلافة أبوبكر كانت قصيرة ولم يكن مثيراً للجدل إنما كان شيخاً يتبع خطي الرسول
المجتمع العراقي منقسم منذ العصر العباسي إلي ربع علي وربع عمر
السنة ليس لهم موقف ضد أهل البيت ولا يوجد سني يكرههم





دمشق - شادي جابر


حسن نوري سلمان خلف العلوي كاتب وباحث ومفكر عراقي مخضرم، تحظي كتبه بدائرة انتشار واسعة، وكان العراقيون يستنسخون سرّاً أي كتاب يصدره، في حين كان العثور علي نسخة من كتبه يقود صاحب المكتبة و القاريء إلي سجن طويل.

وضع العديد من الكتب والمؤلفات كان آخرها "عمر والتشيع"، وكتب أيضاً "عبد الكريم قاسم رؤية بعد العشرين، الجواهري ديوان العصر، التأثيرات التركية في المشروع القومي، الشيعة والدولة القومية، دولة المنظمة السرية، أسوار الطين في عقدة الكويت، العراق الأمريكي"، كما يستعد لإصدار أربعة كتب جديدة أهمها "عثمان بن عفان.. دماء علي صفحات القرآن"، و "الجواهري.. نبتة البلوي، معادن الله، الاستيطان تحت أعمدة الصحافة".

ولد حسن العلوي في ضاحية الكرادة بالعاصمة بغداد عام 1936م، وتخرج من كلية الآداب في جامعة بغداد عام 1958، عمل في التنظيمات الأولي لحزب البعث منذ منتصف الخمسينات، وخرج من الحزب، ولم ينتم إلي تنظيم أو تجمع آخر.. عمل رئيساً لتحرير مجلة "ألف باء" قبل أن يغادر العراق إلي المنفي في فترة مبكرة من حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

للتعرف علي أبرز طروحات الكاتب والمفكر "الشيعيّ الانتماء العمري الهوي والفكر"، والإضاءة علي بعض محاور كتابه الأخير عمر والتشيع،الراية الأسبوعية زارته في منزله بحيّ المزة في دمشق وأجرت معه الحوار التالي:

عمر والتشيع

ما الذي دفعك لتأليف وإصدار كتاب عمر والتشيع؟ هل ثمة علاقة بين تأليف هذا الكتاب وبين الصراع الطائفي الدائر في العراق هذه الأيام؟

- إذا كنت تريد أن تتصالح مع خصمك وما دمت شيعياً كسياسي أو متنفذ أو صاحب أغلبية في البرلمان.. فلا يجوز لك أن تتصالح في القاعة وعندك فضائية تتعرض لمقدسات المسلمين، وتنال من الصحابة مع التركيز بشكل خاص علي عمر وعائشة.. فكأن هذه الفضائيات تعطي مسوغاً فقهياً لإصدار فتوي ضد الشيعة يستخدمها الزرقاوي.. وغيره للذبح علي الهوية.

أنا نبهت في وقت مبكر إلي أن الشيعي لم يعد معتكفاً علي منبر حسيني في قبو أو في حسينية مغلقة جميع الحاضرين فيها من الشيعة بحيث لا يعرف الآخر ماذا يحدث، فيأخذ الخطيب مداه في التشهير والتشنيع والأراجيف والأساطير، أما الآن فقد أصبح المنبر الحسيني يُبثّ عبر الفضائيات، والحديث ينقل للعالم العربي كله خلال لحظات.. ومن المعروف أن الشيعة هم أقلية محدودة في الوسط العربي والإسلامي إذ لا تتجاوز نسبتهم 10% من أعداد المسلمين في العالمين العربي والإسلامي، ومن هنا فأنت عندما تمثل الأقلية بهذه النسبة المتواضعة تكون كجزيرة محاطة ببحر سني، وبالتالي كيف ستتعامل أنت وأبناؤك مع هذا المحيط الكبير عندما تخرجون من محيطكم الصغير.. فكتابي عن عمر ودعوتي هذه هي لكي يفهم الشيعة أن الأقلية لا مستقبل لها مع سياسة المشاكسة ومع منهج التشهير والتشنيع، وإنما في التجانس مع المحيط، وهذه دعوة سبق أن دعا إليها الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين في لبنان.. وينبغي علي الشيعة أن يتجانسوا مع محيطهم.

كيف تلقت المراجع الشيعية سواء في العراق أو لبنان أو إيران كتابك الجديد؟.

- ربما لم يصل إليهم بعد.. فلا أعرف ما موقفهم.

وكيف كان رد فعل الحكومة العراقية عليه؟

- الحكومة العراقية لا تقرأ، وإنما تستلم بعض التقارير، فمعلوماتها معلومات المخبرين وليست معلومات المطّلعين.

هل هناك من علاقة بين استقالتك من منصبك كسفير للعراق في سوريا وبين إصدارك لهذا الكتاب؟

- نعم أعتقد أن هناك علاقة.. أنا لم أباشر عملي في السفارة لكني توقعت بعد إصدار هذا الكتاب أنهم سيصدرون قراراً بإلغاء المرسوم الجمهوري بتعييني سفيراً في عام 2004، رغم أني لم أباشر ولم أستلم مكافأة شهرية ولم أستخدم أي أداة ولا أعلم أين هي السفارة، وإنما قيل لي إنها مجاورة للسفارة الأمريكية.. لم أذهب إلي السفارة يوماً، لكنهم ربما كانوا سيستغلون هذا الأمر، فأنا استعجلتهم.. سبقتهم إلي الأمر.

قلت في كتابك إن المصريين افتخروا ببطلهم الجديد فأنصفوه وحملوه أسلوباً للإدارة، وأنموذجاً للزهد والتسامي، وروحاً للعدالة الإلهية فيما كبا أهل العراق كبوتهم، فلم يكتب فيه مثقف ينتسب إلي ثقافة التسنن..هل يأتي إصدارك لهذا الكتاب لقطع هذه الكبوة وإنصاف عمر بن الخطاب؟

- محتمل.. نعم.

ألم تخشَ أن يزيد إصدار هذا الكتاب من غضب المراجع الدينية والعامة في الطائفة الشيعية ومن نقمتها عليك؟

- أنا مغضوب عليّ شيعياً من قبل الإسلاميين الشيعة رغم كوني صاحب كتاب "الشيعة والدولة القومية" الذي كان أول كتاب يؤسس للحقوق المدنية للشيعة، وقد اعترف الدكتور أحمد الجلبي في مقابلة تلفزيونية مع قناة العراقية قبل أيام بأن كل عراقي مدين لكتابات حسن العلوي في الحقوق المدنية، فأنا لم أتكلم عن حقوق طائفية للشيعة وإنما عن حقوق مدنية للشيعة، لكنهم بشكل أو بآخر يعترفون بأن هذا الكتاب من أهم ما صدر من كتب الشيعة. ينشرونه في صحفهم ويشتمونني، يسرقونه ويطبعونه، ثم يضعون في المقدمة أنهم غير مسؤولين عما ورد في الكتاب من أفكار، نظراً لأن الكاتب كان بعثياً أو ليس إسلامياً، وغرض هؤلاء قائم مع كثير من اللؤم والضغينة فهم مملوؤن ضغينة ولؤماً ضد الآخر، هم يهاجمون الكاتب لأنه كان بعثياً قبل ربع قرن، فكيف لهم أن يتصالحوا مع البعثي وحامل السلاح الآن في العراق؟! إنهم يكذبون علي الناس.

هم يعترضون علي من يكتب "الشيعة والدولة القومية" ثم يكتب "عمر والتشيع"، وأقول لهم هما كتاب واحد.. في الكتاب الأول كنت أتكلم عن الحقوق المدنية للشيعة والحقوق المهضومة، كنت ضد أن تتحول الدولة إلي مذهب حاكم ومذهب محكوم، وكان حينها الحاكم سنياً والمحكوم شيعياً، وفي كتابي عن عمر بن الخطاب المذهب الحاكم شيعي والمحكوم سني.. أنا لا أغير موقفي فأنا كنت ومازلت ضد المذهب الحاكم سنياً كان أم شيعياً، لكن هناك قصوراً في فهم هذا المنهج، ولذلك فالمطلوب مني أن أوضح أكثر من ذلك.

في كتابي "الشيعة والدولة القومية"، 400 صفحة وأنا أتكلم عن حقوق الشيعة الضائعة.. الحقوق المدنية وليست الدينية، والكتاب هو ضد أن تتمذهب الدولة وضد أن يكون هناك مذهب حاكم ومذهب محكوم، وأنا ذكرت أن المذهب المحكوم في هذه الدولة هم الشيعة.. والآن في العراق الأمريكي أصبح المذهب الحاكم هو الشيعي والمحكوم هو السني.

هل يمكن القول إن هذا الكتاب يشكل طلاقاً بيّناً بينك وبين إيران وحلفائها؟

- لم يكن بيني وبين إيران من زواج حتي يحدث الطلاق، هذا أولاً، وثانياً علي العكس من أخطر ما في الكتاب هو الفصل عن الإمام الخميني باعتباره نموذجاً لفقه المشاركة، هو ترسّم خطي عمر بن الخطاب في فتح بلاد فارس خطوة خطوة، وعندما تعود إلي الكتاب ستجد ما لا يقل عن ثلاثين خطوة للإمام الخميني استمدها من عمر بن الخطاب في فتح بلاد فارس، فكلتا التجربتين واحدة وهي واحدة لأنها محمدية وأنا من محبي الإمام الخميني.. وقد قال فيّ السيد الخامنئي بعد أن رفع كتاب "أسوار الطين في عقدة الكويت" عام 1996، وبين مجموعة من المساعدين ومنهم السيد محمد علي التسخيري، قال "إن كتب حسن العلوي تخدم البشرية"، وعندما قلت له إنني لست إسلامياً قال "نعم ولكن كتبك تخدم البشرية وتخدم الحقيقة".

الكتابة عن الخلفاء الراشدين

أشرت في كتابك إلي أن ظهور بعض علماء الشيعة علي الفضائيات العربية وتنافسهم في مسبة عمر عجل في إصدار الكتاب، هل هذا يعني أن الكتاب صدر قبل وقته؟.

- الكتاب دائماً يخضع للتوقيت.. هو لم يصدر الآن بسبب المداخلات التلفزيونية، ولكن هذه المداخلات ساهمت في توقيت إصدار الكتاب. أنا بدأت بتأليفه بعد كتابي "أسوار الطين في عقدة الكويت" أي منذ عام 1996، والكتاب يأتي ضمن موسوعة اسمها "الفتوح السفيانية"، وهذا الفصل الخاص بعمر، وهناك فصل خاص بعثمان ربما يصدر هذا العام، وعنوانه "عثمان بن عفان.. دماء علي صفحات القرآن".

هل ستكتب عن باقي الخلفاء الراشدين.. أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما؟

- لا.. لأن الكتابة عن علي بن أبي طالب لا تدخل في برنامج المصالحة ولا الكتابة عن أبي بكر، فأبو بكر كانت خلافته قصيرة، ولم يكن مثيراً للجدل، كان رضوان الله عليه شيخاً يتبع خطي الرسول عليه الصلاة والسلام، أما عمر فهو شخصية حيوية مثيرة للانتباه وللجدل، وهي قائمة حتي الآن.. وفيما يتعلق بالخليفة الثالث عثمان فهو لم يعش حياة ناشطة وإنما كانت وفاته هي المهمة، مقتله كان مفجعاً.. ولهذا كتبت عن حياة عمر وأكتب الآن عن ممات عثمان.. أما فيما يتعلق بالكتابة عن علي، فأفضل أن يقوم كاتب سني بهذه المهمة.

هل ستتطرق إلي نتائج مقتل عثمان رضي الله عنه، وما سمي بقميص عثمان وحرب الجمل..؟

- بالتأكيد.. أنا أعتقد أن مقتل عثمان بهذه الطريقة هو الذي هيأ لجميع الانقلابات العسكرية في الوطن العربي، وهذا يعني أن الرعاع في الشارع يستلبون السلطة.. في لحظة ما يتسورون الحيطان.. يدخلون القصر الملكي.. يقتلون الملك.. أو يسجنون الملك.. أو ينفون الملك.. ويصبحون ملوكاً مكانه باسم رؤساء جمهورية. السابقة الأولي كانت في مقتل عثمان، فأنا أعالج الموضوع معالجة سياسية وليست دينية، مقتل عثمان هو أول انقلاب للرعاع علي السلطة الشرعية.

هل يمكن القول أن حسن العلوي تأثر بعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب بنفس المقدار؟ وإن لم يكن فأي الرجلين كان تأثيره أكبر في نفس وضمير ووجدان حسن العلوي؟

- سؤالك يعكس الثقافة العربية الموروثة بالنظر إلي علي وعمر كخصمين، ولهذا تريد أن تعرف لمن أنحاز لهذا أو لذاك.. أنا أشفق علي هؤلاء الذين إذا أرادوا التعبير عن عدم طائفيتهم قالوا نحن منصفون مع علي وعمر، وكأنهم يقرّون بوجود خصومة بين علي وعمر، فهم يجمعون هذه الخصومة بهذين الاسمين، وهذا السؤال يوحي كأنهما خصمان وعلي أن أذهب إلي أحدهما.

أنا أعتقد أن كليهما كان واحداً لأن عمر وعلي ينتميان إلي المنظومة المحمدية.. هما شخص واحد وفلسفة واحدة، وهما أوضح وأبرز ثنائية في تاريخ الإسلام، وقد ظهرت في المزاج وفي السلوك وفي طريقة الحكم، ولذلك أبقي الإمام علي علي جميع قرارات عمر بن الخطاب، فأبقي تحريم زواج المتعة كما هو مثلاً، ولم يغير أي كلمة في قرارات عمر سوي مسألة التسوية في العطاء. عمر وضع جدولاً تراتبياً في العطاء يعطي لعائلة الرسول أولاً وحسب القدم في الإسلام، وهو الذي قال: لا أساوي بين من قاتل رسول الله ومن قاتل معه.. وفي آخر حياته قال: لو عشت لقابل لأعدت الفضول إلي أصحابها، أي لو عشت للعام القادم لعدت إلي منهج التسوية في العطاء، وذلك بسبب الطريقة التي استخدمها بعدم التسوية في العطاء.. وعلي بن أبي طالب استخدم التسوية وهي طريقة أبو بكر وطريقة عثمان لكن عمر اختص بعدم التسوية في العطاء، كذلك عمر أوصي من يأتي بعده بأن يبقي الولاة والعمال لمدة عام دون تغيير حتي لا يحدث اشتباك في الإدارة، ولأن هؤلاء لديهم خبرة أبقاهم عثمان بن عفان لمدة عام بينما لم يلتزم علي بن أبي طالب بهذا القرار لأن الوصية لم تشمله كونه لم يأتِ بعد عمر مباشرة وكان الخليفة الرابع.. وقد نصح بعض الصحابة الإمام علي بأن لا يغير وبأن يستخدم نفس الطريقة السابقة في إبقاء الولاة كما هم، لكن احتجاجات كثيرة ظهرت علي بعض الولاة وكان لا بد من تغييرهم وقد غيّرهم، وهذه كانت بداية الإشكالات التي واجهت الإمام علي.. وفي غير ذلك فإن الإمام علي أبقي قرارات عمر كما هي لأن الحكم في زمن عمر كان حكماً مشتركاً لجميع الصحابة، وأكثر اثنين تشاركا هما علي وعمر، تشاركا في القرارات شراكة كانت أكثر من شوري، ولهذا قلت في كتابي إن علياً كان شريكاً في السلطة وليس مستشاراً.

التصالح مع التاريخ

في كتابك عمر والتشيع تشترط لنجاح مشروع المصالحة الطائفية أن يبدأ من التصالح مع التاريخ، وتشير إلي أن حضور اجتماع للمصالحة دون الأخذ بهذا الشرط هو خداع للنفس وضحك علي الذات.. لكن هناك من يتساءل لماذا نتصالح مع التاريخ؟ أليس الأجدي بنا أن نتصالح مع الحاضر لبناء المستقبل؟

- منهجي اجتماعي أكثر منه سياسي، وعلي ضوء العلاقات والقوانين الاجتماعية يأتي الناتج السياسي، فالسياسة بنت المجتمع لكن الثقافة العربية الحديثة جعلت المجتمع ابن السياسة، وهذا هو الفرق بين الثوري والمحافظ.. فالمحافظ يعتقد أن السياسة هي بنت المجتمع أما الثوري فيقول بأن السياسة هي أم المجتمع وهي التي تخلق هذا المجتمع وتحدد ملامحه.

الفرق بين الاثنين هو ما جعلني أذهب إلي التاريخ.. فالعمل السياسي سهل، إذ يمكن أن يلتقي الخصمان ويصفق الحاضرون وتصفق القاعة للمنصة وكأن الأمر انتهي، لكن العامل الاجتماعي يبقي، فالمجتمع العراقي منقسم منذ العصر العباسي إلي ربع علي وربع عمر، وعلينا أن نقر بذلك حتي لا نكذب علي أنفسنا.. وهذه أمور التقطها العالم الجريء الشجاع الدكتور علي الوردي الذي تتلمذت عليه في الكلية وما بعد الكلية.. وبقي صديقي حتي وفاته.. الدكتور الوردي صنفهم إلي جماعتين ربع علي وربع عمر، إذاً هناك انقسام اجتماعي، وهناك خطابان في المجتمع.. تأتي فترات يخمد هذا البركان وتأتي فترات أخري لينشط.

لكن هناك من يقول إن الاحتلال الأمريكي للعراق أطلق العنان للصراع الطائفي، فالطوائف كانت موجودة في العراق من قبل الاحتلال إلا أن ظهور الطائفية بهذا الشكل المخيف الذي نراه الآن لم يكن كذلك قبل مجيء الأمريكيين؟

أنا أعتقد أن الانشطار الطائفي في العراق موجود قبل أن تكتشف أمريكا وقبل أن يعرف العالم أن هناك قارة اسمها أمريكا، هو موجود منذ العصر العباسي، فالأمريكان لم يأتوا لنا بالطائفية.. الطائفية مستقرة والعراق ميدان ممتاز لحروب الطوائف، الدول تختار الصراع الطائفي، وقد اختارت تركيا وإيران "الدولة العثمانية والدولة الصفوية" هذا النوع من الصراع، وكان صراعاً طويلاً شهد حروباً دامية.. ولذلك لا يجوز بسهولة أن نأتي ونختصر التاريخ والمجتمع ونتعلق بالظاهرة السياسية العاجلة المرئية الواضحة، فنقول مثلاً إن الصراع في العراق بين السنة والشيعة أوجده الأمريكان.. ربما يكون الصحيح أن السنة والشيعة هم من جاء بالأمريكان.. فالسنة تحالفوا مع البريطانيين، والعراق البريطاني كان منذ عام 1921م حتي سقوطه عام 1958م عراقاً سنياً، كان الحاكم سنياً لكن الحكم لم يكن كذلك، بمعني أن الحكم لم يكن يسير علي سنن المذاهب السنية الأربعة، كان الحاكم سنياً والقرار كذلك، وكان الحاكم يوظف الطائفة للاستئثار بالسلطة وامتيازاتها، أما الآن فقد انعكست الصورة لكن بنفس الطريقة فالقرار أصبح شيعياً.. الحاكم اليوم شيعي وليس الحكم شيعياً، فالعراق الأمريكي الذي بدأ في 9/ 4 / 2003م هو عراق شيعي، ونتج عن اتفاق بين الشيعة والأمريكان.. والخطر الكبير الآن في العراق هو في محاولة الحاكم الشيعي أن يجعل الحكم شيعياً.

أنا أعتقد أن الصراع كان موجوداً في التاريخ، لكنه اليوم صراع شرس وصل إلي مستويات مرعبة وهي تتمثل مع الأسف في القتل علي الهوية.

الخلاف إيديولوجي سياسي

في كتابك تشبه إيديولوجيا القطيعة الدينية بالإيديولوجيا الماركسية القائمة علي نبذ وتجريم وإبطال أي اشتراكية أو فكرة صالحة خارج الجدلية الماركسية وقوانين التطور التاريخي القائل بالاشتراكية العلمية.. هل تساوي بذلك بين الإيديولوجيتين أو بين الإيديولوجيات كافة، وهل يمكن المقارنة بين النص الديني المستوحي من القرآن والسنة النبوية وبين النصوص الأخري المعدة من قبل البشر؟

-أنا أتحدث عن النهج الإيديولوجي.. عندما يقول الماركسي لأتباعه لا توجد إلا اشتراكية واحدة وما عداها خطأ. أنا أعتقد أن النهج الإيديولوجي واحد، هناك منهج القطيعة عند من يقولون إن الإمام علي بن أبي طالب قاطع الصحابة والدولة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم.. هؤلاء أشبههم بأصحاب منهج القطيعة من الماركسيين الذين لا يرون حياة أخري أو اشتراكية أخري خارج اشتراكيتهم، بينما اكتشفنا وجود اشتراكية أخري في العالم، وتحديداً في السويد والدول الاسكندنافية، ثبت أنها أرقي بكثير من الاشتراكية السوفيتية التي اندثرت فيما بقيت الاشتراكية في تلك الدول. ومن هنا أنا أردت القول لأهل القطيعة اذهبوا إلي العالم الآخر ولا تكونوا كالماركسيين، ولم أكن أريد أن أقارن بين العقيدتين.

إذا أردنا العودة إلي لبّ الخلاف بين السنة والشيعة.. من خلال أبحاثك الكثيرة في هذا المجال، هل تؤكد الآن مجدداً أن الخلاف السني الشيعي عموماً هو خلاف سياسي كما يذهب بعض المجددين من الباحثين الإسلاميين؟

- في العراق الصراع سياسي نعم، وفي كتابي "الشيعة والدولة القومية" قلت إن الصراع سياسي وليس دينياً، وفي كتابي "عمر والتشيع" قلت إن الصراع سياسي أيضاً، فالصراع بالأساس سياسي، كان ولا يزال صراعاً علي السلطة وبسببها، ولو لم تكن السلطة في العراق لما كان المجتمع العراقي يتصارع بهذه الحدة، فإذاً هناك دافع سياسي وهنا تأتي مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية كدولة احتلال.

كان عمر بن الخطاب بعد أن اتسعت الدولة العربية وافتتح العراق يقول "لو مات جدي في طفّ الفرات لشعرت أن الله سيحاسب عمر عليه"، بمعني أنه كان يعتبر نفسه مسؤولاً حتي عن حياة العنزة علي شاطئ الفرات.. ولكن انظر الآن إلي الرئيس بوش فهو ورغم كل هذه المذابح يظهر الآن علي التلفزيون ليقول إن الوضع في العراق ممتاز ونحن متفائلون.. أين هو التفاؤل في ظل هذه المذابح التي تحصل الآن؟!.

زوربا
04-01-2007, 02:56 PM
إلي أي حد في رأيك يسهم هؤلاء العلماء الذين يظهرون علي الفضائيات في إشعال نار الفتنة الطائفية؟

- هؤلاء لا يشعلون الفتنة الطائفية، لأنهم ينتسبون إلي أقلية، وإنما هم يحرقون أنفسهم.. يقتلون أنفسهم.. هم ينتحرون بشتم عمر.

لكن ماذا عن الطرف الآخر.. هناك من السنة من يكفر الشيعة ويهدر دماءهم؟

- أنا أقدم منهجاً إصلاحياً، ويجب أن يكون هذا المنهج فعالاً عند الآخر.. عليك أن تلاحظ أنني أنحدر من عائلة شيعية ومن هنا يمكنني أن أتحدث عن الشيعة، وعلي سني آخر أن ينتقد السنة.. أنا كنت دائماً في المعارضة أطلب من أصدقائي السنة أن يتبادلوا الأدوار، فأنا أنتقد سلوك الشيعي علي أن ينتقد صديقي السني سلوك السني. عندما ينتقد السني الشيعة فكل الشيعة سيتكاتفون لأنه سني، وعندما يهاجم الشيعي السني سيتكاتف السنة أيضاً، إذاً كلاهما عديم المفعول ولا مصداقية ولا علمية له، لهذا أنا لا أتناول أخطاء السنة، أنا شيعي أتناول أخطاء الشيعة وعلي سني آخر أن ينتقد سلوك السنة. أما لماذا لم أتحدث عن فقهاء ومؤرخين محسوبين علي أهل السنة ممن يكفرون الفرق الإسلامية الأخري فمنهجي لا يميل إلي توزيع السيئات علي الأطراف، وإنما بالتقاط السلبي المتداول في بيئتي الخاصة.

ما رأيك بمنهج الكاتب التونسي التيجاني السماوي الذي اختار أن ينقلب علي كل شيء؟

- هو خضع لرد فعل، كل ما حدث له أنه صار شيعياً علي طريقة أصحاب المنابر، وهو خريج السوربون فصار روز خون السوربون "كلمة فارسية مركبة تعني قاريء كتاب الروضة الحسينية"، وأنا أعتقد أن هذا الرجل ليس مصلحاً وإنما هو رجل فضائحي، هو شتم عمر شتائم لا تليق بمثقف ولا تصدر عن باحث، وأنا لا أُقارن بهؤلاء لأنني لم أكن شيعياً وتسننت ولم أكن شيخاً من شيوخ الشيعة وصرت من شيوخ السنة.. أنا لست طرفاً في الصراع المذهبي، منهجي علمي، وحتي عندما أدافع عن الشيعة أتحدث عن حقوق مدنية وليس عن حقوق دينية.

هل تحاول أن تكون علي مسافة واحدة من الجميع؟

- لا.. أنا لست علي مسافة واحدة من الجميع، بل مسافتي هم الشيعة الذين أتحدث عنهم.

تُميز في كتابك بين المدرسة الشيعية في لبنان ونظيرتها في العراق.. وتعتبر أن المدرسة اللبنانية ألصق بمحيطها العربي وبشخصيتها الوطنية، لكنك تري أن كليهما يتغذيان من الوريد الإيراني.. بالعودة إلي العملية التي قام بها حزب الله والتي وفرت بحسب الكثير من المحللين لإسرائيل الغطاء السياسي لشن عدوانها علي لبنان في يوليو الماضي.. إذا قبلت بذلك، فهل يمكن أن تقبل بأن إيران استخدمت حزب الله لتوجيه رسالة إلي الولايات المتحدة والغرب بالتزامن مع إحالة الملف النووي الإيراني إلي مجلس الأمن الدولي، وبالتالي تصبح الفروق بين المدرستين ليست أكثر من توزيع أدوار من قبل المرجع الشيعي المشترك في طهران؟

- حزب الله هو المشروع السياسي لإيران، والإسلاميون الشيعة في العراق هم المشروع الطائفي لإيران، وبوجود الغالبية الشيعية في العراق يكون المشروع الطائفي مفيداً، ولكن في الوطن العربي لا توجد أغلبية شيعية كبيرة فالخطاب يجب أن يكون سياسياً، ضد أمريكا وضد إسرائيل.. وحزب الله هو مشروع سياسي وليس مشروعا طائفياً. والتفاصيل الأخري أعتذر عن الإجابة عنها.

إعدام صدام وثقافة الموت

من خلال معرفتك عن قرب بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.. كيف تلقيت أنباء محاكمته وإعدامه.. وهل كنت تتوقع أن يعدم بتلك الطريقة وفي هذا التوقيت بالذات؟

- تحدثت إلي "العربية نت"، وقلت أن صدام حسين سيعدم خلال الستة أشهر القادمة، أي قبل حلول ذكري احتلال العراق في التاسع من أبريل 2007.. أنا أمضيت 23 عاماً من المعارضة ومن المعروف عني أنني زعيم المعارضة الإعلامية، والمعارضة هي إعلامية ولم تكن مسلحة أو تنظيمية.. فليس لدينا تنظيمات في العراق بل كانت هناك رسائل صغيرة تأتي للحزب الشيوعي، أما الأحزاب الأخري فليس لها تنظيمات. المعارضة كانت إعلامية وأنا كنت سيدها وتوقفت بعد سقوط النظام عن نقد النظام، وصرت أتكلم في كتبي منتقداً النظام السابق لأنه يستخدم الموت كطريقة عمل، كان يحكم بالموت علي أقل الجنايات والجنح، فالنظام السابق كان يبدأ بالموت حتي إذا ظهرت لاحقاً للسلطة براءة هذا الشخص الذي أعدم سمي شهيداً. ومازلت علي هذا المنهج. كنت أقول لصدام حسين إن الموت لا يصلح لحل المشكلات السياسية، فأنا ضد أن يكون الموت حلاً للمشكلات السياسية بل هو بداية لمشكلة جديدة، ومن مشاكل صدام حسين كثرة الموت والحكم بالموت علي الآخرين.

لكن رغم ذلك أنا لا أوافق جميع هؤلاء الشامتين الذين رقصوا لإعدام صدام حسين، فأنا لم أرقص مرة لإعدام أحد ولا أعتقد أنه من الرجولة أن يشمت السياسي بخصمه في ساعة المحنة، بل الرجولة هي أن تنتصف لخصمك، وهذا الأمر تعلمناه من تراثنا وثقافتنا منذ العصر الجاهلي حين كان الشاعر الجاهلي يشيد بخصمه، فإنصاف الخصم أهم سمة في السياسي، وإذا تخلّف السياسي عن هذا لم يكتب له النجاح، ولهذا فإن الإخفاق يتوالي في السياسة العربية، بينما النجاح يتوالي في السياسات الأوروبية.. الفرق بين السياسي العربي والغربي أن السياسي الغربي ينصف خصمه، أما السياسي العربي فلا يعترف بالخصم، وبالتالي لا يعترف بوجوده.. وأنا حريص علي إنصاف خصمي، وقد استغرب الناس بعد 23 عاماً أنني أنصف صدام حسين وأتحدث عنه بود وبعاطفة، ربما نسي هؤلاء أن أول كتاب أصدرته عند خروجي من حزب البعث إلي المنفي كان عن عبد الكريم قاسم الذي وضعني في السجن نصف مدة حكمه، فأنا حُكمت سنتين وثلاثة أشهر، لكن هذا الكتاب كان أول كتاب أصدره بعد خروجي من السجن، وقد كتب عنه الكثير في العراق في محاولات للتقليل من أهميته، والسلطة في العراق أمرت بعض الكتاب أن يكتبوا ضد هذا الكتاب، وقد كتب ضده 16 كتاباًَ، لكنهم لا يذكرون كتابي هذا، فكما أنصفت عبد الكريم قاسم الذي سجنني أنصفت صدام حسين بنفس المنهج.

عباءة الطائفية

هل تري أن الحلّ لمشكلات العرب والمسلمين هو في قيام دولة علمانية؟

- كلمة علمانية كلمة غير بريئة.. هي في كثير من الأحيان تعني التغريب واستنساخ المنهج الغربي، وهذه الكلمة تعافها نفسي. وهنا سألجأ إلي فهم محمّدي لتفسير موقفي.. كان خالد بن الوليد وجمع من الصحابة يأكلون طعاماً مشوياً، ومرّ الرسول صلي الله عليه وسلم فقالوا هلمّ إلي الطعام وعندما تقدم سألهم ماذا تأكلون، فقالوا نأكل ضبّاً، فتوقف النبي ولم يأكل فسألوه أحرام أم حلال أكل الضبّ؟ فقال ليس حراماً، فقالوا لماذا إذاً لم تأكل؟ فقال لم أجد قومي تألفه فعافته نفسي. وأنا كلما تذكرت العلمانية تذكرت لحم الضبّ هو ليس حراماً ولكن تعافه نفسي، فهذه كلمة لا أرتاح لها إلا بمعني البحث العلمي والمنهج العلمي لطه حسين وعلي الوردي.

إلي أي حد في رأيك يمكن للكاتب خصوصاً وللإنسان عموماً سواء أكان شيعياً أم سنياً أن يخرج من عباءة الموروث وينفتح علي الآخر السني أو الشيعي.. وما هي حدود الشجاعة والإرادة التي يجب أن يمتلكها لكي يقوم بذلك؟

-المطلوب من الكاتب أن يترسم خطي المدرسة المصرية في كتابة التاريخ الإسلامي، وهي التي سرنا عليها في هذا الكتاب.. وأنا لا أدخل في التفاضل بين المذاهب ولا أمارسه.. وأعتقد أن أعظم المفكرين يبقي مهمشاً إذا فعل ذلك.

يحتاج الإنسان لكي يخرج من عباءة الطائفية إلي شيء من الشجاعة، وقد خرج الشاعر الجواهري من عباءة الطائفية بشجاعته، وكذلك فعل الشاعر معروف الرصافي، والمؤرخ ناجي معروف، ومحمد رضا الشبيبي مع أنه كان رجل دين شيعياً.. وأعتقد أن معظم المثقفين العراقيين غير الإسلاميين خرجوا من هذه العباءة.

هذا بالنسبة للمثقفين.. لكن ماذا عن الإنسان المسلم بشكل عام.. كيف يخرج من عباءة الموروث الطائفي في ظل بوادر الفتنة الظاهرة اليوم في العراق علي الأقل؟

-علي الإنسان المسلم بشكل عام أن يستقي المعلومات من مصادرها التاريخية بدون وسيط. المشكلة لا سيما عند التشيع في وجود هذا الوسيط الثقافي الذي يجلس علي المنبر بين مجموعة من الأميين والمتعلمين علي حد سواء، فيتحدث وكأنه يتحدث عن حقائق سماوية نهائية، وقد واجهت هذه المشكلة في بداية حياتي وواجهها الجواهري أيضاًً، لكننا استطعنا أن نخرج عنها بعد نمو ملكاتنا الفكرية وتطور وعينا الشخصي.. وبدأنا نطلع علي الحقائق من مصادرها الرئيسية في الكتب القديمة والحديثة.. وهذا لم يتيسر لعامة الناس، فالخلل في مصدرهم الثقافي الذي يخلط الحقائق بالأساطير والأوهام ويميل إلي الإثارة الوجدانية ويكرس فيهم الغرائزية، لكن بشكل عام السنة ليس لهم موقف ضد أهل البيت، وبالتالي المشكلة ليست مع السنة، لا يوجد سني يكره أهل البيت، سواء أكان كاتباً أم رجل دين أم إنسانا عاديا.. فأئمة أهل البيت هم الولاة التقاة عند أهل السنة. وباستثناء الأفكار المتأخرة التي ظهرت عند التكفيريين ووصفهم المسلمين بأنهم كفار ووصف الشيعة بأنهم روافض وتعجيم التشيع وإعطاء العرب والشيعة هدية لإيران.. هذا خطأ منهجي متأخر الآن، أما الكتب الفقهية وكتب التاريخ العام، علي سبيل المثال الطبري ككاتب سني لا يختلف كثيراً عن المسعودي الشيعي، وكذلك البلاذري السني لا يختلف عن اليعقوبي الشيعي. فكتب التاريخ العام كانت كتباً محايدة مكتوبة بلغة أكاديمية علمية راقية، وفيها إنصاف للجميع.

المشكلة في الطرف الشيعي الذي لا يعترف بالصحابة ويشتمهم، هذا الجانب هو الذي عليه الخروج من عباءته.. المشكلة في ظهور كتابات متأخرة بدأت تكتب تاريخاً خاصاً مثل المجلسي في بحار الأنوار، والكاظميني صاحب كتاب "جواهر الولاية"، وكثير من هذه الكتب الفقهية التي ظهرت في إيران بمجلدات كثيرة.. هذه ابتعدت عن الروح الأكاديمية وكانت كتباً غير منصفة فيها تحامل كبير علي الصحابة، وأصحاب المنابر يستلهمون معلوماتهم من هذه المصادر كمصادر تاريخية بدل أن يستلهموها من مصادر التاريخ العام كالبلاذري والمسعودي والطبري وابن الأثير..

وإذا جاز لي أن أقدم نصيحة فهي أن يعود الجميع إلي التاريخ العربي العام، وليس إلي الكتب الفقهية المذهبية التي كتبت لغرض مذهبي مثل كتاب "بحار الأنوار"، هذا كتاب سيء للغاية، وعلي الوردي كان أول كاتب مفكر نبه المثقفين إلي خطورة هذا الكتاب، والإمام الخميني نفسه ألغي أجزاءً وطبعات كثيرة من هذا الكتاب، لكن بعد وفاة الإمام عادوا فطبعوا المجلدات كاملة، وللأسف الشديد كتاب "بحار الأنوار" مصدر يقدم المعلومات غير الصحيحة للأجيال.

في كتابك ذكرت شقيقك الراحل أكثر من مرة، واستشهدت بفقرات من مؤلفاته.. إلي أي حد تأثر حسن العلوي بالمفكر الراحل هادي العلوي؟

- أنا تلميذه الصغير.. ورغم أن الفرق بينيوبينه سنتان لكنه أكبر مني بقرن وأعلم مني بقرن وأعمق مني بقرن.