المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كان ابو سفيان أيزيديا؟



زوربا
04-01-2007, 02:40 PM
زهير كاظم عبود

أجدني مرة أخرى ابحث في زوايا التاريخ، لعلي أجد ما يدعم تلك الرؤية التي لم تزل شاخصة أمامي بحاجة للتقليب والتنقيب، لعلها تفيد البحث والتقصي من أجل التوصل الى حقيقة من حقائق التاريخ المطموس، لانزعم بالقطع أو التثبت من الواقعة، ولكننا نبغي التقليب والتحليل بعيداً عن الغلو أو التقاطع مع الحقائق، ولعلنا نرسو معها على جزء مهم مما نسعى له في تأريخ الأيزيدية المليء بالمآسي التي صاحبها على الدوام طمس لمعالم تاريخهم وديانتهم، حتى عجت قصص التاريخ بأحزانهم وتلقيهم الهجمات، ووصل الأمر إن يتم تصويرهم عاجزين حتى عن الدفاع عن أنفسهم، وتم حصر ديانتهم ضمن مساحة معينة لغرض تقوقعهم وحصرهم ضمن أطار معين، ولو تمعنا في قصص التاريخ المكتوبة لما وجدنا أحدا من الجرأة بمكان أستطاع إن يوثق ولو وقفة واحدة وقفتها هذه الجموع وانتصرت فيها، فقد كتب عليهم أن يكونوا مغلوبين على الدوام، وتم عزلهم وتهميشهم في الكتابات التاريخية دون منطق، قبل إن يوصلوا صوتهم ويبينوا حقيقتهم ويبرزوا أنسانيتهم، وتكالبت عليهم أقلام ومؤرخين وحدتهم كراهية الأيزيدية والحقد المتجذر في النفوس المريضة.

أقول أن ما كتبه التاريخ عنهم من قبل كتاب ومؤرخين نظروا اليهم بعين واحدة أذا جاز التعبير، إذ تعمدوا الى إغماض العين الثانية عن حقائق التاريخ وتحليل تلك الحقائق وفق منظارهم، وفي كل واقعة من الوقائع ثمة حقيقة مدفونة مع جثث القتلى والمذبوحين والمستباحة أموالهم وأعراضهم، وفي كل حادثة ثمة حقيقة أخفيت عن الأبصار ومسحت من ذاكرة الناس حتى لاتخدش الصورة الجميلة والسمحة لتلك الجيوش الجرارة المسلحة التي كانت تفتك بالمدنيين العزل من الفلاحين والبسطاء والفقراء، وتتسلح بفتاوى تمنحهم حق الذبح مثلما اليوم، بل إن هناك ثمة وقائع تم تحريف حقيقتها حتى تصوروا إن إخفاء الحقيقة صار هو الحقيقة بذاتها، غير أنها بقيت عالقة في ضمير الإنسان.

ولهذا فقد تقول العديد عن تقديسهم لطاؤوس ملك، وحاولوا تشويه صورته بافتراءات لاتمت للحقيقة بصلة، وعده بعض تمثالا يعبده الأيزيدية كبديل من دون الله، مع إن الرمزية موجودة في كل الديانات، إلا إن الرمزية التي اتخذتها الأيزيدية كانت وحدها محرمة من قبل الغير دون سواها من الأديان، بل وتم تشويهها عمدا، وإن الأيزيدية مع ما مر عليهم من تهميش تأريخي تحملوا كل هذا الذي حصل، حتى تراكمت مظالمهم وباتوا يتحملون ما لايتحمله البشر دون مبرر لهذه القدرة والقبول بتلقي الظلم.

فقد كانت لديهم العديد من الطواويس التي يختص كل واحد بمنطقة، ذلك الأمر يؤشر أن الرمزية متحققة في تعدد الرمز المقدس، وتلك فكرة صوفية، كما يدل على انتشار تلك الديانة التي كانت تلك المناطق المتوزعة بين بلاد الهكارية ولالش وسنجار وماحولها، وتكريت وماحولها، ومنطقة حلب وحران والشام واورفة وشرق الأناضول، وبلاد سعرت وقفقاسيا.

وأشتهر العرب في عبادة الأصنام فمنهم من أتخذ بيتا ومنهم من أتخذ صنماً، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت نصب حجراً أمام الحرم وأمام غيره مما أستحسن ثم طافوا به كطوافهم بالبيت وسموها الأنصاب. فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان وسموا طوافهم الدوار. فكان الرجل أذا سافر فنزل منزلاً أخذ أربعة أحجار فنظر الى أحسنها فأتخذه رباً وجعل ثلاث أثافي لقدره، وإذا أرتحل تركــه، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك، فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون اليها وهم على ذلك عارفـون بفضل الكعبة عليــها يحجونها ويعتمرون اليها. ( أبن الكلبي - كتاب الأصنام تحقيق أحمد زكي باشا –1941 )

العديد من الإلهة التي كان يعبدها العرب في الجزيرة قبل الإسلام وجد لها شبيه بمنطقة الحضر، وفي مناطق أخرى في العراق بعيدة عن مركز الجزيرة العربية، والعديد من تلك التماثيل والنصب يتم نقلها من تلك المناطق القصية الى منطقة الجزيرة قبلة العرب، حيث كانت النصب والتماثيل تتمركز بالقرب من الكعبة التي كانت موجودة منذ أيام إبراهيم الخليل، وتقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حجرة كبيرة مرتفعة البناء مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا عن الأرض نحو مترين.

أركان الكعبة الأربعة هي الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي وفي اعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل. وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة المشرفة بنيت 12 مرة عبر التاريخ، وهي تعبر عن رمزية أكيدة كونها بيت الإله، أو بيت الله الحرام، وليس بعيدا إن يتم التلاقح ونقل بعض ما للأيزيدية من تماثيل تجسد طاوؤس ملك أو أي تمثال يتشابه معه مع ماموجود من تماثيل في الكعبة قبل الإسلام، و بالنظر لما عرف عن الأيزيدية من ظهور كرامات ووقائع وقصص تجلب الانتباه في تلك الفترة يتأثر بها ركاب القوافل والتجار وسكان المحطات التي تمر بالقرب منهم أو التي تتعامل معهم حيث يصل امتدادهم الى تكريت، وتتحدث بها الناس في تلك الفترة.
فقد كان لتكريت وحدها سنجقاً خاصا يتعبد بواسطته الأيزيدية صلواتهم الى الله، ويؤدون نذورهم، كما لغيرهم من مناطق السناجق السبعة أو التسعة.
وتكريت مدينة في العراق تقع على مسافة 160كم شمال غرب بغداد على نهر دجلة، وجاء ذكر المدينة في النصوص الآشورية، وتذكر كتب التاريخ أنه كان فيها حصنا منيعا وديرا مسيحيا كبيرا في فترة ما قبل الإسلام، حيث يشير الدارسون أن المسيحية دخلت المنطقة في فترة مبكرة على يد المبشرين النساطرة وكانت مقرا للكنيسة المسيحية الشرقية وكانت تسكنها عدد من القبائل العربية منها تغلب وأياد بالإضافة الى الأكراد الذين سكنوها منذ القدم. وكان فيها حصنا منيعا سمي بالقلعة المنيعة، اقترن اسم تكريت باسم نانا إله القمر الذي عُبد على نحو شائع من قبل سكنة الجزيرة العربية، وانتشرت فيها الديانة اليهودية وقبل ذاك كانت تنتشر بها الديانة الأيزيدية حتى حررها المسلمون في القرن السادس الميلادي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وظلت ذات أهمية دينية مسيحية لليعقوبيين حتى القرن الثاني عشر.

ولعل من بين تلك الحقائق التي تم التعتيم عليها، ولم يكررها كتبة التاريخ العربي، طالما بدأت كتابته في الزمن الأموي الذي حرص على أن يخفي تلك الحقيقة، مادامت قيادة الأمة الإسلامية كانت لبني أمية، وكان الحاكم أميرا للمؤمنين مما يصطدم بتلك الحقيقة، لذلك استوجب الأمر على المؤرخ إن يغض النظر عن التركيز والبحث في تلك الروايات التي تتناقض مع قيادة الأمة، أذ ليس من المقبول أن يكون أمير المؤمنين يدين بديانة أخرى غير ديانة المؤمنين.


كان ابو سفيان ( صخر بن حرب 57 هـ - ) من أسياد مكة وكان يعبد تمثالا يجسد الطاؤوس يضعة تارة داخل حجرة الكعبة، ويميز مكانه وموضعه، ويشرف على تنظيفة وتقديسه، ولطالما انسحب من بين الجموع التي تقف خاشعة أمام اللات والعزى وهبل ليدخل الى داخل حجرة الكعبة ويجثو على ركبتيه، أمام الطاؤوس رافعا كلتا يديه اليه، يرجوه إن يشفع له عند الله، وكان أحيانا ينقله معه الى حجرته في بيته يتعبده مع أهله، وحين شعر أن هجوم الجيش الاسلامي وشيك لفتح مكة، وحين تأكد له أن الرسول محمد ( ص ) وجيش المسلمين قادم لامحال، وانه سينتصر عليهم، قام بنقله بمعاونة ولده معاوية الى بيته القريب من دارة الكعبة، وبقي التمثال في بيته دون إن يتعرض له بالرغم من زعمه الدخول في الدين الجديد تحت وطأة الخوف من القتل.

وكلنا نعرف ما نقلته كتب التاريخ واجمع عليه الرواة والمؤرخين من أن ابا سفيان جادل الرسول في قضية الاسلام وهو يقف جوار العباس بن عبد المطلب عم النبي، وحين سأله الرسول عما اذا كان يؤمن بأن الله واحد أجاب بنعم أذ لو كان اله غيره لنصرهم عليه، ولما سأله وهل تقر بأني رسول الله، أجابه وعلى الفور بكلمة (( لا إن في القلب منها شيء ))، ولما همس العباس بأذنه انه سيقتلك يا ابا سفيان، عاد ليقول بنعم نعم انت رسول الله، حتى يضمن سلامته وتطبيقا لنصيحة العباس بن عبد المطلب في تلك اللحظة الحرجة، واردف ولكن ماذا أنت فاعل بنا ؟ فأطلق عليهم الرسول كلمة الطلقاء.

وجاء في الصفحة 329 ومابعدها من كتاب الكامل في التاريخ لأبن الأثير (( فلما نزل مر الظهران قال العباس بن عبد المطلب: يا هلاك قريش ?! والله لئن بغتها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في بلادها فدخل عنوة إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر. فجلس على بغلة النبي، صلى الله عليه وسلم، وقال: أخرج لعلي أرى حطاباً أو رجلاً يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيأتونه ويستأمنونه. قال: فخرجت أطوف في الأراك إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء الخزاعي قد خرجوا يتجسسون. فقال أبو سفيان: ما رأيت نيراناً أكثر من هذه. فقال بديل: هذه نيران خزاعة. فقال أبو سفيان: خزاعة أذل من ذلك. فقلت: يا أبا حنظلة، يعني أبا سفيان كان يكنى بذلك، فقال: أبو الفضل ! قلت: نعم. قال: لبيك فداك أبي وأمي، ما وراءك ؟ فقلت: هذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المسلمين أتاكم في عشرة آلاف. قال: ما تأمرني ؟ قلت: تركب معي فأستأمن لك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فوالله لئن ظفر بك ليضربن عنقك. فردفني، فخرجت أركض به نحو رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين يقولون: عم رسول الله على بغلة رسول الله، حتى مررنا بنار عمر بن الخطاب، فقال أبو سفيان: الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ! ثم اشتد نحو النبي، صلى الله عليه وسلم، وركضت البغلة فسبقت عمر، ودخل عمر على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخبره وقال: دعني أضرب عنقه. فقلت: يا رسول الله إني قد أجرته. ثم أخذت برأس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقلت: لا يناجيه اليوم أحد دوني. فلما أكثر فيه عمر قلت: مهلاً يا عمر، فوالله ما تصنع هذا إلا لأنه من بني عبد مناف، ولو كان من بني عدي ما قلت هذه المقالة. فقال: مهلاً يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب من إسلام الخطاب لو أسلم. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اذهب فقد آمناه حتى تغدو علي به بالغداة. فرجعت به إلى منزلي وغدوت به على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان ! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ قال: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً. فقال: ويحك ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ فقال: بأبي أنت وأمي، أما هذه ففي النفس منها شيء. قال العباس: فقلت له: ويحكم تشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك ! قال: فتشهد، وأسلم معه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، للعباس: اذهب فاحبس أبا سفيان عند خطم الجبل بمضيق الوادي حتى تمر عليه جنود الله. فقلت: يا رسول الله إنه يحب الفخر فاجعل له شيئاً يكون في قومه. فقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمنٌ، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن.

قال: فخرجت به فحبسته عند خطم الجبل، فمرت عليه القبائل فيقول: من هؤلاء ؟ فأقول: أمسلم. فيقول: ما لي ولأسلم. ويقول: من هؤلاء ؟ فأقول: جهينة. فيقول: ما لي ولجهينة. حتى مر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في كتيبته الخضراء مع المهاجرين والأنصار في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق. فقال: من هؤلاء ؟ فقلت: هذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المهاجرين والأنصار. فقال: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً. فقلت: ويحك إنها النبوة. فقال: نعم إذن. فقلت: الحق بقومك سريعاً فحذرهم. فخرج حتى أتى مكة ومعه حكيم بن حزام، فصرخ في المسجد: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به. فقالوا: فمه. قال: من دخل داري فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن؛ ثم قال: يا معشر قريش أسلموا تسلموا.فأقبلت امرأته هند فأخذت بلحيته وقالت: يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق. فقال: أرسلي لحيتي وأقسم لئن أنت لم تسلمي لتضربن عنقك، ادخلي بيتك ! فتركته.))

وجاء ايضا في - الاغـاني 6 / 355 ـ 356، والاستيعاب ص 690 راجع النزاع والتخاصم للمقريزي ص 20
(( عـندما ولي عثمان ( رض ) الخلافة دخل عليه ابو سفيان، فقال : يا معشر بني امية تيم وعدي حتى طمعت فيها، وقد صارت اليكم فتلقفوها بينكم تلقف الصبي الكرة، فواللّه ما من جنة ولا نار، فصاح به عثمان ( رض ) : (قم عني، فعل اللّه بك وفعل )).
واللافت للنظر إن فكرة الإسلام لم تدخل عقل ابا سفيان فبقي لايؤمن بالنبوة حيث يعتبرها ملكا عضوضا، ولا يؤمن بجنة أو نار الاسلام، غير إن احدا لم يبحث عن الدين الخفي الذي بقي يتمسك بت، وعن مصير تلك الطواويس التي كان يتعبد بها الله.
كانت القبائل العربية تعبد الأصنام ولكل قبيلة صنمها الخاص، فما علاقة الطاؤوس بأبي سفيان، وهو المعروف بكثرة أسفارة وترحاله التجاري في مدن تقدس الطاؤوس وتتبرك به الى الله، ومدن أخرى تدين بديانات أخرى، خصوصا وأن القوافل العربية كانت تمر بمناطق عديدة للوصول الى الشام، والديانة الأيزيدية كانت موجودة حتى حدود تكريت التي خصص لها رجال الدين سنجقا خاصا يدعى ( سنجق تكريت )، والسنجق الثالث كان على تكريت وسامراء كما يقول اسماعيل بك جول في الصفحة ( 79) من كتابه اليزيدية قديما وحديثا، بالأضافة الى انتشار الأيزيدية في سوريا وتركيا ضمن طريق القوافل التجارية.

يقول المرحوم سعيد الديوه جي في الصفحة 129 من كتابه اليزيدية : إن لليزيدية سبعة طواويس منها رقم 3 لمنطقة تكريت، كما يؤكد الباحث صديق الدملوجي في الصفحة 10 من كتابه اليزيدية الصادر في العام 1949 بان لليزيدية سبعة طواويس وكل سنجق يذهب الى الجهة المختصة به.
اللافت للنظر أن الأيزيدية لاتقبل الأنتماء اليها من خارج ديانتها، غير أن هذا الامر لايمنع من أنها كانت منتشرة في مناطق عدة، وهذا الأنتشار يدلل على وجود من يعتقد بتلك الديانات القديمة بدليل وجود أيزيدية حتى اليوم في مناطق عدة من العالم، والعديد من العشائر العربية كانت تدين بالديانة الأيزيدية ثم تحولت الى المسيحية أو الى الأسلام تحت تأثيرات عدة ومختلفة، ويمكن للباحث والمتابع إن يستقصي تلك الحقيقة من عشائر وبيوتات الموصل العربية، ولكن ابو سفيان لم يكن يلتزم بدين معروف ومحدد قبل إن يدخل الأسلام عنوة، ولعله اعتقد بقدرة التمثال على التقرب الى الاله كما يعتقد الالاف غيره من ابناء الجزيرة قبل إن يحل الأسلام وينتشر، وربما جلبه معه أثناء سفراته التجارية ومروره بأقوام تعبد الاله وتقدس الطاؤوس ملك وتتخذ له شكلا رمزيا، أو انه حقا كان يعتقد بعبادة دين الايزيدية وتقديس طاؤوس ملك الذي لم يتسن له إن يحضر احتفالات السناجق السبعة في كل عام ومن ثم اسلم ظاهرا مذعنا لمنطق الخوف والخشية من أن تضرب عنقه في تلك اللحظات الحرجة، مخفيا ما يعتقد به من أيمانه بالأيزيدية.