المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلنحتفِ بمولد النبي.........د. محمد عبده يماني



زوربا
03-29-2007, 04:37 PM
د. محمد عبده يماني



الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وبعث إلينا خير الأنام فختم به الرسالات وكرمه وأكرمه وجعله رحمة للعالمين من إنسهم وجنهم وجمادهم وحيوانهم ونباتهم، وحتى الكفار والمشركون الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم استفادوا من رحمته وأمهلوا من عذاب الدنيا ولم يقس عليهم.. فهذه النعمة تستوجب منا الشكر أولا لله عز وجل، وثانيا أن نؤدي الأمانة الواجبة علينا من السير على سنته صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وتربية أولادنا بنين وبنات على حب هذه السيرة وأن نعمد الى تذكيرهم بها بصورة مستمرة في مدارسهم وفي منازلهم وكلما استطعنا الى ذلك سبيلا.. لأنه صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة..

لا شك أنه صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة لجميع الأمة، وهذا ما نقرأه في قول الله تعالى وهو يخاطب الصحابة بقوله الكريم: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (سورة الأحزاب: 21).

بل لقد كان صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لأصحابه قبل أن ينزل عليه هذا القول المبارك الذي أنزله الله تعالى عليه على أثر غزوة الأحزاب، يوم جاءت قريش ببطونها وبأحلافها بعشرة آلاف من المقاتلين فحاصروا المدينة المنورة في أشد الظروف وطأة على المسلمين في تاريخهم كله، فأنزل الله عز وجل على أثر ذلك: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا) (سورة الأحزاب: 10/11).

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفزع ولم يخف، بل كان على ثقة من ربه بنصره وتأييده فكان حاله كما حكى القرآن ذلك قدوة في الثبات والثقة بالله تعالى فقال عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (سورة الأحزاب: 21).

ثم وصف الله تعالى حال الصحابة رضوان الله عليهم في صبرهم وثباتهم وثقتهم بنصر ربهم في تلك الايام العصيبة فقال في الآية التي بعدها: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما) (سورة الأحزاب: 22).

ثم ازداد المؤمنون ايمانا بربهم وحبا لنبيهم صلى الله عليه وسلم حتى أصبح حب الله ورسوله أحب اليهم من أنفسهم ومن كل ما في الوجود.

وما كان للصحابة ان يبلغوا هذه المرتبة العالية من حب الله ورسوله والجهاد في سبيله الا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان أسوتهم في كل شيء.. وكذلك كان شأن الأمة التي اختارها الله تعالى لتبليغ رسالته والسير على خطاه، فكان أسوتهم في كل شيء، وبهذا بلغت ما بلغت من عز ونصر وقوة ومنعة بعد أن جاء نصر الله وفتحه المبين عليها في مشارق الأرض ومغاربها، فكانت بحق: (خير أمة أخرجت للناس). لأنه صلى الله عليه وسلم رباهم، وكان الأسوة والقدوة لهم في كل أحواله.

ولهذا فإن من أهم واجبات أمته اليوم أن ترجع الى سيرته وسيرة أصحابه فتقرأها بوعي وتدبر، وأن تعود الى دراسة حياته منذ ولادته حتى وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن تعلم أولادها ذلك منذ نعومة أظفارهم ليكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدوة والأسوة والمثل الأعلى لنا ولأولادنا منذ ولد يتيما، وحتى توفاه الله تبارك وتعالى نبيا رسولا وقد نصره الله نصرا عزيزا بعد أن ربى للانسانية أفضل (القرون) وربى لها الأمة التي أثنى عليها ربها بقوله الكريم: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) (سورة آل عمران: 110).

ومن هنا أقول ـ ونحن نستقبل يوم مولده الشريف في هذا الشهر المبارك: فإن علينا أن نحيي هذه الذكرى الكريمة بما تستحقه من الدراسة والعناية والاهتمام، وأن نعود الى سيرته العطرة نشم عبقها، ونستجلي مواقفها، ونتتبع مراحلها من البداية وحتى بعثه الله عز وجل خاتما للنبيين، وإماما للمتقين، وأسوة لطلاب الحق والمجاهدين في سبيل الله الى يوم الدين.

لأن في ولادته ويتمه ورضاعته وفتوته وشبابه وما أودع الله تعالى فيه من كريم الصفات مثلا يحتذى لكل من كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا..

وإني لأرى أن من أوجب واجبات الأمة المسلمة اليوم وغدا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها أن تعود الى هذه السيرة المباركة وتقرأها على مكث وفي تدبر وعناية كبيرة، خصوصا في هذا الشهر المبارك الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، بل وفي سائر الشهور بعد ذلك، وأن لا نجعل الاحتفاء بذلك في يوم مولده فحسب، ولا في شهر مولده فحسب، بل في كل حين وآن ولكن في هذا الشهر أكثر وأكثر، وفي يوم مولده ـ وان اختلف فيه ـ أكثر وأكثر، لأن ذلك أدعى الى التذكر والتدبر، ولقد سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صيام يوم الاثنين فقال: (ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو قال ـ أنزل عليّ فيه) ألا يستحق هذا اليوم منا مزيد عناية بدراسة سيرته ومعرفة نشأته وتربيته وشبابه وبعثته وقيامه بواجب الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة حتى توفاه الله عز وجل وقد بلّغ الرسالة وأدّى الامانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حق جهاده، وربى خير أمة أخرجت للناس· واني اذ ادعو الى الاحتفاء بمولده لدراسة سيرته (صلى الله عليه وسلم) في هذه الذكرى العطرة فإني لا ادعو الى بدعة ولا اقبل من أحد كائنا من كان أن يفعل شيئا لم يفعله النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يفعله اصحابه (رضي الله عنهم) بل اقول بكل الوضوح: ان علينا ان نلتزم بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، وان نحبه ونوقره ونسمع له ونطيع في كل ما أمر وفي كل ما نهى عنه وزجر، عملا بقول الله عز وجل: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) (سورة آل عمران 31).

ولكني أقول في الوقت ذاته ان اظهار السرور والحبور بمناسبة مولده أمر مشروع، بل ومأمور به من الله عز وجل بقوله الكريم: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) (سورة يونس 57/58).

ألم يقل الله تعالى في خطابه: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) (سورة الانبياء 107).

وهنا اسأل: أليس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو الرحمة المهداة إلى هذا العالم، ألم يقل صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس انما انا رحمة مهداة) والى الانسان خاصة في هذه الارض.

ومن هذا وغيره أخذت مجموعة من العلماء بجواز الاحتفاء بمولده الشريف (صلى الله عليه وسلم) قصة حمله وولادته ورضاعته وشق صدره ونشأته وأدبه في صباه وشبابه، وحفظ الله له من الشرك وعبادة الاصنام ومما كان من أمور الجاهلية من محرمات، والاجتماع على ذلك لدراسة سيرته ثم الحديث عن صدقه وأمانته وعن أخلاقه وتذكير الأمة ببعثته ونزول الوحي عليه، وما أنزل الله تعالى عليه من اقرأ ويا أيها المدثر قم فأنذر إلى يا أيها المزمل·· والضحى والليل اذا سجى.. وما كان بعد ذلك من صبره وجهاده، وتربية لاصحابه وما انزل الله عليه في كتابه من القرآن.. وما فيه من الهدى والنور.

ونحن لا نقول إن الاحتفاء بمولده سنة متبعة، بل يدخل في المباح المستحب لما فيه من التعرف على سيرته وسيرة اصحابه وجهاده حتى نصر الله نبيه وصدق وعده وأظهر دينه، وسادت أمته العالم في مشارق الارض ومغاربها بفضل ما حباه الله عز وجل من الخلق العظيم، وهداه إليه من الصراط المستقيم.

وانني اعود مرة اخرى للتأكيد على ان الاحتفاء بالمولد ينبغي ان يكون خاليا من كل مخالفة شرعية مهما تكن صغيرة، لان حب النبي (صلى الله عليه وسلم) يوجب علينا الالتزام بهديه والعمل بسنته، ولان الحب يقاس بالالتزام والاتباع كما قال الله عز وجل في كتابه: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) (سورة آل عمران31).

فمن فعل في مولده فعلاً يخالف الشرع فهو مردود، والذين يفعلونه يقعون في الحرام، ويخالفون بأعمالهم ما شرع الله لهم من الحدود التي أمرهم بالتزامها، ويخالفون ما شرعه لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) من الشرائع وما أدبهم به من الآداب الاسلامية العظيمة التي صلح بها أمر الدنيا والاخرة، وجعلت اصحابها خير أمة اخرجت للناس.

وختاما.. فما أجمل ان نقف هذه الايام ونحتفي بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقتدي به يوم احتفى بهذا المولد وعلم الصحابة رضوان الله عليهم انه يصوم يوم الاثنين لانه يوم ولد فيه فنحن اولى بالسير على هداه ومثل هذه المواسم العطرة تربطنا بسيرته صلى الله عليه وسلم وتجعل القلوب والعقول تهفو نحوه وتحنو اليه واذا كان جزع جاف حنّ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى حتى نزل إليه من فوق المنبر بأبي أنت وأمي يا رسول الله واحتضنه فهدأ بعد ان خيره فاختار ان يكون معه صلى الله عليه وسلم في الجنة.. فهذا الجزع الجاف يحنّ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم· أفلا تحنّ قلوبنا إليه والى سماع سيرته العطرة وقد أحبه كل ما في الكون من جماد وحيوان وإنس وجان.. وأن الله سبحانه وتعالى أكرم به العالمين وجعله رحمة لنا ولهم أجمعين.

وختاما نقول ان الواجب يملي علينا ان نعلم اولادنا:

محبة الله.. ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم· محبة آل بيته الطيبين الطاهرين. محبة صحابته الاكارم المخلصين رضي الله عنهم اجمعين.

فاللهم علّمنا واكرمنا بحبهم وحب من يحبهم.

وابقنا في صحبة هذا النبي الكريم.

نسعد بشفاعته.. ونشرب من الحوض بيديه الشريفتين ونلقاه وهو راض عنا.. يا رب العالمين.

اللهم صلِ وسلم وبارك وعظم على سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام البررة وارزقنا الادب معه والسير على هداه.

والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل.

لمياء
03-30-2007, 07:32 AM
دعا إلى الاهتمام به وإظهار الفرح والبشر والسرور


الشيخ عبدالله سالم: لا مانع شرعا من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200703/lc31-033007.pc.jpg


اكد الباحث العلمي بالموسوعة الفقهية الشيخ عبدالله نجيب سالم انه لا مانع شرعا من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مشيرا الى ان ذلك من العادات الاسلامية الحسنة التي تخدم الدين وتزيد محبة رسول الله في قلوب المؤمنين.


مشددا على ضرورة الاهتمام بها اهتماما شديدا من اهل العلم والمسؤولين والمسلمين كافة كي لا تنحرف هذه الاحتفالات عن هدفها الاصيل ولا تشوش الممارسات الخاطئة وجهها النبيل.


ورأى ان الاحتفال والفرح بمولده صلى الله عليه وسلم واظهار البشر والسرور بذلك من الامور الجائزة شرعا، المستحسنة طبعا، المألوفة عرفا.


ودعا الشيخ عبدالله سالم المسلمين والمسؤولين في الكويت والعالم الاسلامي الى اظهار الفرح والبشر والسرور بمولد البشير النذير صلى الله عليه وسلم كما كانت عوائدهم وعوائد آبائهم واجدادهم، داعيا وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ان تهتم بالامر اكثر فأكثر، وان تعيد العمل بما كانت عليه الامور من قبل، بالاعلان عن احتفال كبير يرعاه كبار المسؤولين، ويحضرونه كافة، ويشارك فيه القراء والخطباء والشعراء والعلماء وسائر المسلمين.


واوضح ان ادلة الجواز والاستحسان: تبدأ بأن يوم مولده صلى الله عليه وسلم من الايام المشار اليها على وجه التبجيل والاعتبار في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. نرى ذلك في مواطن عدة مثل اختياره صلى الله عليه وسلم صيام يوم الاثنين من كل اسبوع لاعتبارات عدة، ففي صحيح مسلم من حديث ابي قتادة قال «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو انزل عليَّ فيه». كما نراه في ذكر ما خص الله امه آمنة حينما ولدته (رأت امي حين وضعتني سطع منها نور اضاءت له قصور بصرى). رواه ابن سعد وهو حسن، الله سبحانه وتعالى ذكر ميلاد كثير من الانبياء.


وقال ان الله سبحانه وتعالى ذكر صراحة ميلاد كثير من الانبياء ونوه بما في مولدهم من معجزات أو اهمية. فها هو القرآن الكريم يفيض في ذكر مولد ابينا آدم عليه السلام وكيفية خلقه العجيبة، كما يعرج في مواطن عديدة على ذكر ميلاد موسى عليه السلام وتفصيلات رضاعته وحضانته ونشأته بصورة مفصلة، ومثل ذلك يفعل في سرد وتفصيل احداث ميلاد عيسى عليه السلام و.. أفيكون بعد هذا الحديث عن ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرا مستنكرا وبدعة؟!


واشار الى انه في يوم مولده صلى الله عليه وسلم وقعت حوادث عظيمة تناسب مكانته وشرفه، وذلك معروف لأهل العلم، ونذكر ببعض تلك الحوادث فنقول ان منها: منع الجن من استراق السمع من السماء، ومنها اهتزاز ايوان كسرى، وانطفاء نار فارس التي يعبدونها، ومنها بشارات كثير من الرهبان والكهان، فيوم مولده يستحق ان يشار اليه كيوم عظيم حفل بأحداث جسام.


وبين ان مولده صلى الله عليه وسلم كان فيه من الخصائص النبوية ما يستحق النظر والانتباه ومن ذلك ان امه لم تجد لحمله وحما ولا ألما، وذكر أبو نعيم الحافظ في «كتاب الحلية» بإسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا.
لفت الشيخ عبدالله سالم الى ان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم واظهار الفرح والبشر بذلك كان سببا من اسباب الرحمة الالهية ليس للمؤمنين بل حتى للكافرين فقد صح ان أبا لهب يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين وهو في غمرات النار لفرحه بولادته صلى الله عليه وسلم واعتاقه جاريته ثويبة التي بشرته بذلك، وان جده عبد المطلب قد اظهر المزيد والمزيد من الفرح بولادته حينما حمله وقام يطوف، ويقول:


الحمدلله الذي اعطاني
هذا الغلام الطاهر الأردان
قد فاق في المهد على الأقران
أعيذه بالبيت ذي الأركان
من شر كل حاسد وشاني


وان عمه العباس رضي الله عنه امتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فأشار الى مولده ونوره الباهر فيه. فقال:
وانت لما ولدت اشرقت الارض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق

العلماء افتوا بجواز الاحتفال

وقال ان العلماء قديما وحديثا افتوا بجواز الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، وبين ايدينا فتاوى الامام ابن حجر والسيوطي وفتاوى الازهر الشريف وفتاوى لجنة الافتاء في دبي وفتاوى لجنة الافتاء في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، وغيرها كثير.. وها هو نص فتوى وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية: (لا مانع شرعا من المشاركة في احياء مناسبة الهجرة النبوية، والمولد النبوي، والاسراء والمعراج، وغيرها بإلقاء المحاضرات الخاصة بموضوعاتها، ولا مانع من تخصيص ايامها من كل عام، ولا يختلف المولد النبوي في هذا عن سائر المناسبات الاخرى، شريطة عدم الاعتقاد بسنية احيائها أو التعبد بها والا كانت من البدع المستحدثة وحينئذ لا تجوز، وانما يجوز احياء هذه المناسبات لتذكير الناس بما فيها من احداث عظيمة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بشرط ان يكون الاحياء خاليا من المخالفات الشرعية. والله تعالى اعلم)، مستحسن وفيه فوائد.
ورد الشيخ عبدالله نجيب سالم على رأي بعض الناس الذين ينهون عن الاحتفال بمولده ويشنعون على المحتفلين.


ويقولون: انهم مبتدعة ضالون، ويسوقون بعض الشبهات والاستدلالات التي يؤيدون بها دعواهم (هداهم الله الى الحق).


بقوله: لم نقل نحن ولا غيرنا ان الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم سنة مؤكدة أو منقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما نقول نحن وغيرنا: ان الاحتفال بمولده امر مستحسن مباح، فيه فوائد كثيرة، وله شواهد عديدة، وهو داخل ضمن العادات الاسلامية الحسنة التي تحف وتحيط بالمفاهيم الاسلامية الاصلية فتؤيدها وتفندها وتخدمها.
واضاف: ليس في الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تقليد لأحد، بل هو اسلوب لاظهار الفرحة والسرور وتعظيم اليوم الذي عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا كان غير المسلمين يفعلون ما هو قريب من هذا أو مشابه له فليس معنى ذلك ان نترك كل ما يشابه افعال الآخرين اذا كنا نفعله، لئلا يقال للمسلمين انهم يتبعون غيرهم!!


فمثلا: اذا صلى النصارى في كنائسهم هل نترك الصلاة في المساجد لئلا يقال نحن نقلدهم، واذا طور النصارى طباعة اناجيلهم والعناية بتجليدها وحروفها وألوانها انترك ذلك في مصحفنا لئلا يقال لنا: اننا نقلدهم.. ان هذا امر غير صحيح على اطلاقه.


واشار الشيخ عبدالله سالم الى ان المنكرين للاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يشنعون بأن في الاحتفالات هذه تقوم منكرات واثام مثل الاختلاط المحرم شرعا، ومثل التلفظ بألفاظ غير شرعية وغير ذلك. فنقول نحن: ان انكار المنكر متفق عليه ومأمور به، واذا كانت هناك مخالفات شرعية واضحة لا خلاف فيها فكلنا ننهي عنها ونأباها، ولكن اذا كانت الاحتفالات بمولده صلى الله عليه وسلم منضبطة صحيحة ليس فيها الا ذكر الله ورسوله والاشادة بالدين وتحبيب الناس فيه وتأليف قلوبهم عليه فما المانع من ذلك؟!

الاحتفال يدخل في باب العادات

واضاف: صحيح ان الاحتفال بصورته وفي يوم الثاني عشر من ربيع الاول لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من اصحابه. ولكنا لا ينبغي ان نتخذ ذلك دليلا على المنع من الاحتفال والنهي عنه. وذلك لأن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم انما يدخل في باب العادات والسلوك لا في باب العقائد فالاصل فيه الاباحة، وما لم يرد نص شرعي ينهى عنه فلا مانع منه. وعدم فعل رسول الله له ليس دليلا على النهي عنه، والا فكثير من الامور العادية والتي درج عليها المسلمون لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من اصحابه وبالتالي فهل هي محرمة منهي عنها؟! ان تقسيم علوم الدين، وكتابة الحديث الشريف، وجمع المصحف، وانشاء المدارس، وفرش المساجد واغلاقها في غير اوقات العبادة.. وامور لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد من اصحابه.. ايكون ذلك ممنوعا ممقوتا؟!


وبين الشيخ عبدالله سالم ان عدم ثبوت ولادته صلى الله عليه وسلم يوم الثاني عشر من ربيع الاول لا يعني المنع من الاحتفال اصلا، بل نعلم جيدا ان اعتبار يوم (12) ربيع الاول يوم مولده هو رأي الاكثر من العلماء، وهو ما جرى عليه عمل الامة، وان كانت هناك آراء اخرى في تحديد اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، فذلك كله بحث تاريخي موجود في بطون الكتب.. ومما يهون امر الخلاف في يوم مولده ان يترك مجال الاحتفال مفتوحا في كل ايام شهر ربيع الاول بل ايام العام كله.

تاريخ النشر: الجمعة 30/3/2007