المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعلام الطائفي وجريمة رئيس جزر القمر!



سمير
03-27-2007, 08:22 AM
بقلم : فاطمة الحسني



قبل أيام قليلة عرضت قناة الجزيرة وضمن برنامج( لقاء خاص) لقاءً مع رئيس جمهورية جزر القمر الإسلامية، والملفت في هذه المقابلة التلفزيونية أنها كانت حافلة بالأسئلة الاستفزازية المماثلة لأسلوب التحقيق المخابراتي والمليئة بالغل والشوفينية الطائفية .وقد رأينا كيف تحول المقدم( ناصر عبد الصمد) إلى ضابط تحقيق يوجه الأسئلة الاتهامية على ضيفه المسكين - سيادة رئيس الجمهورية - الذي كان يحاول جاهدا نفي الاتهامات التي يوجهها إليه (عبد الصمد) هذا!

وكان محور هذه الاتهامات يدور حول جريمة واحدة ألا وهي جريمة التشيع وموالاة أهل البيت(ع)!

إن الأسباب التي تقف خلف استضافة الجزيرة لرئيس جمهورية جزر القمر أصبحت معروفة نظرا لان هذا الرجل يواجه حملة شعواء شرسة من قبل اللوبي الوهابي- والذي تعتبر الجزيرة إحدى أدواته-،وسبب هذه الحملة ضد الرئيس القمري هو مجاهرة هذا الرجل بحبه وموالاته لأل البيت وفسحه المجال لمحبي وإتباع آل البيت من رعيته لممارسة شعائرهم وإقامة مجالس العزاء للإمام الحسين(ع)،وهذا أدى إلى استعار النفوس الوهابية المريضة وقامت قيامتهم وطالبوا بطرد المواطنين الشيعة من البلد وإزاحة رئيس الجمهورية جزاءً على جريمته هذه!

وكان اللافت للنظر إنّ الطائفيين في الجزيرة يستندون في كيل اتهاماتهم للرئيس القمري بجريمة التشيع إلى سبب واهي يفضح شوفينتهم الطائفية وهذا السبب هو: إنّ الرئيس كان قد قضّى أربعة أعوام في إيران حيث كان يدرس العلوم العقلية والفلسفية في حوزاتها، على الرغم من إنّ الرجل كان قد أمضى عدة سنوات في السعودية والسودان للدراسة أيضا نظرا لشغفه بتحصيل العلم وطلبه أينما كان، لكن هذا لم يشفع له وستبقى سنون الدراسة في إيران لطخة سوداء في تاريخه. وسوف لن نتعجب إذا ما سمعنا قريبا إنّ هذا الرئيس قد تمت إزاحته بضغط اللوبي الوهابي الذي سوف لن يغفر له أبدا تلك الجريمة العظيمة!

والطريف إن قناة العربية- وهي أداة معروفة أيضا بيد جناح آخر من أجنحة اللوبي الوهابي -قد استضافت وبنفس الفترة رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية في برنامج( نقطة نظام) وكان المقدم يطرح الأسئلة بنفس الأسلوب ألتحقيقي والتي تدور حول تهمة التشيع وقد أحسن رئيس تحرير الدستور الرد عندما أجابه بأنه إذا كانت محبة آل البيت تهمة فمرحبا بهذه التهمة وأنا من محبي آل البيت.

إنّ ما يفعله الوهابيون اليوم من متابعة ومطاردة كل من يجاهر بحب آل البيت(ع) مستخدمين شتى الاتهامات والذرائع والأساليب وأحقرها ليعيد إلى الأذهان ما فعله أسلافهم من جرائم مقززة يندى لها جبين تاريخنا الإسلامي الناصع، يوم كانت تهمة التشيع اشدّ وطأةَ من تهمة الكفر أو الزندقة، ويوم شرّد أتباع آل البيت إلى أقاصي المعمورة هربا من بطش بني أمية، ويوم بنيت أساسات بغداد على أجسام أبناء ومحبي علي(ع)!

فطوبى لتلك الأجساد الطاهرة التي قضت بحب آل البيت وطوبى لهذه الأصوات الشريفة التي تجاهر بحبهم وموالاتهم ،ورحم الله ( دعبل الخزاعي) حين قال:
بحبهم قال بكفري بعضهم وبعضهم قال مبتدع ومذنبُ
ومالي إلا آل أحمد شيعةً ومالي إلا مذهب الحق مذهبُ


فاطمة الحسني