المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاتمي يحاضر في مكتبة الإسكندرية الثلاثاء



مجاهدون
03-23-2007, 03:16 PM
أعلن مدير مكتبة الاسكندرية اسماعيل سراج الدين، ان الرئيس الايراني الأسبق محمد خاتمي، سيلقي الثلاثاء المقبل محاضرة عن حوار الحضارات في هذه المكتبة الثلاثاء، وذلك خلال زيارته لمصر. وقال سراج الدين إن «زيارة الرئيس الايراني الى المكتبة والقاءه المحاضرة، يأتي ضمن سعي المكتبة الى دعم الحوار بين الحضارات بدلا من تنافرها وصراعها».

واشار الى ان لخاتمي «نظرية مضادة ترتكز الى تحفيز حوار الحضارات، بدلا من صراعها عرضها على الامم المتحدة التي استجابت له في عام 2001 الذي اطلقت عليه عام حوار الحضارات بهدف نشر نظرية خاتمي التي تعمل على تحقيق التعاون والثقة بين الدول التي تمثل ثقافات مختلفة».

yasmeen
03-28-2007, 07:27 AM
في أول زيارة له لمصر ولقائه بمبارك: خاتمي يدعو للحوار مع الذات قبل الآخر


28/03/2007 القاهرة - القبس


في أول زيارة من نوعها لمسؤول ايراني كبير منذ قيام الثورة الإيرانية، بدأ الرئيس السابق محمد خاتمي امس زيارة للقاهرة تستغرق عدة ايام. واستهل الزيارة بلقاء الرئيس حسني مبارك الذي اقام له مأدبة إفطار حضرها رئيس الوزراء احمد نظيف، ونائب رئيس منظمة الحوار بين الحضارات صادق كرازي.

وشارك الرئيس الإيراني السابق في افتتاح المؤتمر السنوي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي بدأت فعالياته امس في القاهرة تحت عنوان ' الابعاد الثقافية والاجتماعية لمشكلات العالم الإسلامي في ظل العولمة'.

وأكد خاتمي انه من المهم تحديد معنى كلمة العولمة، واجتياز مرحلة الاغتراب في المفاهيم عند التعامل معها واجراء استقصاء في العالم الاسلامي لتحديد الكلمة، مشيرا الى ان هناك روايتين عن التعولم، الأولى تفسيره بأنه نظام موحد للحياة، والثاني الحفاظ على الهوية.

وشدد على ضرورة تركيز المسلمين على الحوار مع الذات قبل الآخر وان نتحاور ونستفيد من ايجابيات الآخرين، فالعولمة تلازم نوعا من الأقلمة لان القيم العالمية لن تنتشر اذا لم تراع خصائص الثقافات المحلية. وكان مبارك قد اكد في كلمته التي القاها رئيس الوزراء ان التحديات التي تواجه العالم الإسلامي من شأنها ان تحفز المسلمين للتحرك والنهوض للعمل الجاد متسائلا عن دور المسلمين في عصر العولمة في ظل تحولات اجتماعية وثقافية في المجتمعات الانسانية.
بذور الأمل

من جهته، أكد وزير الاوقاف د. حمدي زقزوق ان العالم سيظل دائما على استعداد تام للتعاون مع كل الامم والشعوب والأديان والحضارات وان من واجب علماء الإسلام ان يغرسوا بذور الامل في النفوس ويقضوا على اليأس والاحباط.

واوضح بطريرك الكرازة المرقسية في الاسكندرية البابا شنودة الثالث ان هناك اتجاها لمحاولة تعريب العلوم وهو امر خطير ومرفوض لانه انفصال عن البحث العلمي والمؤتمرات الدولية، داعيا الى انفتاح العالم الاسلامي على الآخر وآخذ كل الايجابيات التي توجد لديه وترك سلبياته.

هذا ومن المقرر ان يلقي محمد خاتمي محاضرتين في مكتبة الاسكندرية وجامع الأزهر.

JABER
03-29-2007, 10:06 PM
الحرية للمفكرين والفنانين ......محاضرة السيد محمد خاتمي في مكتبة الاسكندرية

الحياة اللندنية




إن أمة يمثل الكتاب معجزة دينها، ويبدأ كتابها السماوي بكلمة «اقرأ»، ويصف ربها نفسه بالأكرم عندما يتحدث عن إعطاء فضيلة العلم والكتابة للإنسان: «اقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم». بينما يتحلى بصفة الكريم عند الحديث عن خلقه قائلاً: «ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك وعدلك».

هذه الأمة لا بد من أن يكون للكتاب والعلم والتعقل عندها منزلة لا مثيل لها. لكنه وللأسف ينبغي القول إن مجموعة الدول الإسلامية تُصنّف اليوم ضمن التقسيمات العالمية في عداد الدول النامية. وفي هذا المجال والمقام لا أريد أن أناقش مفهوم التنمية في إطار رؤية فلسفية فذلك يتطلب بحثاً مترامي الأطراف، لكنني أقول باختصار إن الدول الإسلامية لا تعيش في ظروف مناسبة في مجال العلم والأبحاث العلمية وإفرازها الرئيس في عالمنا المعاصر أي التكنولوجيا.

والفكر والعقل عندنا يعانيان من اضطرابات، كما أن داءنا الآخر يكمن في سوء التفاهم الناتج عن عدم التفكير أو اضطرابنا الفكري، والأسوأ من كل ذلك أن هناك من يسعى للتعويض عن انعدام الفكر وما يفرز من تخلف عبر التشبه بالغرب، ويحاول البعض الآخر أن يُخفي كل ذلك وراء ظواهر الدين مُعرضاً عن باطنه الذي يؤكد كل التأكيد على استخدام العقل والفكر مسيئاً بتقديسه الظواهر للدين وللمتدينين.

والسؤال هو: لماذا أُصيب العالم الإسلامي بهذا الوضع وهو الذي أبدع في وقت مضى إحدى أبرز الحضارات الإنسانية؟ واليوم إذ تم التعرف على الداء، لماذا لا يفكر بالدواء ولا يستخدم طاقاته المادية والمعنوية الهائلة لمكافحة هذا التخلف والوصول الى مكانته المرموقة، بل لماذا أصابه التمزق مبدلاً بذلك الخلافات الجزئية الطبيعية في إطار الحضارة الواحدة الى عامل «للنقار» والنزاع بدل استخدامها لتفعيل الفكر والعقل والحياة وتحقيق التقدم والازدهار؟

أرى في هذه المسيرة أصابع أعداء يُضمرون الضغائن للإسلام ولا يتحملون أن يحقق المسلمون مجدهم وعزتهم. وليس من الصعب الإجابة على هذه التساؤلات، فذلك من أهم الضرورات في هذا الزمن، لكنه لا مجال لي أن أتطرق الى ذلك وقد أشرت إليه باختصار في وقت آخر. وفي هذا المكان أشير اليوم معرباً عن سعادتي للحضور في مكتبة الإسكندرية وبين أصحاب الفكر والفضيلة الى بعض النقاط، لأنتهز الفرصة للاستفادة من الأساتذة والعلماء وأصحاب الفكر والثقافة إن شاء الله.

أولاً، سأشير الى مكانة الإسكندرية الرفيعة في تاريخ الفكر والثقافة والحضارة البشرية وخصوصاً في الحضارة الإسلامية.

وثانياً، سأطرح تأملاتي باختصار حول الكتاب ودوره في تطور المجتمعات ومكانته الفريدة في مجال الفكر والثقافة.

كما تعلمون، فإنني قدّمت أطروحة الحوار بين الثقافات والحضارات التي لقيت إجماعاً دولياً. واليوم أقول: ان الإسكندرية ملتقى الحضارات الشرقية والغربية وتمثل طيفاً ممتعاً من ألوان الثقافات اليونانية والإيرانية والمصرية والعربية التي تتلألأ في سماء الحضارة الإسلامية الزاخرة. فالحضارة التي أفرزتها الإسكندرية حضارة تركيبية. وعندما انطفأت شعلة العلم بعد سقوط المدينة – الدولة في اليونان، فتحت الإسكندرية أحضانها لتستقبل الفلسفة اليونانية من دون أن تسد الطريق أمام إشعاعات سائر الحضارات والثقافات وأجزائها. وما برز في الاسكندرية في مجال الرياضيات وعلم الفلك لم يكن مجرّد إرث تركته الحضارة اليونانية القديمة، إنما لعب تراث الحضارتين البابلية والعيلامية الذي انتقل بعد فتوحات الاسكندر الى اليونان، دوراً مهماً في تكوينه.

وفي عصر ازدهار مدرسة الاسكندرية منذ القرن الثالث قبل الميلاد حتى ظهور الإسلام، برزت مدارس فلسفية مهمة. ويكفي النظر في أسماء الفلاسفة والمفكرين الكبار في هذا العصر والمفسرين لآراء أرسطو وأفلاطون والتدقيق في جذورهم القومية ليعرف الإنسان مدى مساهمة المفكرين من الشعوب والقوميات المختلفة في إعادة قراءة فلسفة أرسطو وأفلاطون ونشرها.

وعلى رغم أن يوحنا الدمشقي ويوحنا النحوي، ويامبليخوس وبولس الفارسي يصنَّفون ضمن الفلاسفة اليونانيين، لكنهم لم يكونوا من أصول يونانية وكانوا ينتمون الى إيران والشام ومصر والدولة البيزنطية. وفي هذه الفترة تحقق أول حوار حقيقي بين الفكر اليوناني والأديان التوحيدية، والذي مهد في ما بعد، وإثر التحاق الفكر الإسلامي الى دائرته مستقبلاً، حواراً متعدد الأطراف، مهد لتأسيس ما عرف بالفلسفة الإسلامية. والنشاط العلمي في المراكز العلمية والفلسفية العريقة التي كان جميعها يرتبط بالإسكندرية لم يكن دائماً على نمط معين ووتيرة واحدة. ولكن لا يشك أي باحث في أن حركة إحياء العلم والفلسفة انطلقت من تلك المنطقة الجغرافية التي كانت تُعدُّ مهد الحضارات الإيرانية والاسكندرانية والبيزنطية، وذلك في أواسط القرن الهجري الثاني من العصر الإسلامي، وكان للعلم والفلسفة في هذا العصر ميزة تركيبية، إذ لم يكن الفضل في ذلك يعود الى الحضارة الإسكندرية لوحدها على رغم أن إرثها الحضاري كانت له حصة الأسد في شأنهما.

وعلماء الرياضيات في هذه الفترة كانوا يعتبرون أقليدس وأبولينس وبايوس من زملائهم، كما كان لفلاسفة هذا العصر من الكندي الى الفارابي وابن سينا والعامري وأبي علي مسكويه آراء مشتركة مع أرسطو وأفلاطون واسكندر الأفروديسي.

فالإسكندرية ملتقى الشرق والغرب. والخط الفكري الذي يوصل أثينا بباريس وإيطاليا في عصر النهضة، يمرُّ عبر الإسكندرية وبغداد وري ونيشبور والقاهرة وقرطبة. وإلا لكانت هذه السلسلة تنقطع لولا هذه المراكز. والغرب اليوم لا يمكن اعتباره حصيلة الحضارة اليونانية لا غيرها، كما ان الحضارة التي تسمى الحضارة الشرقية أو الإسلامية لم يكن في إمكانها الحصول على هويتها ومكانتها التاريخية إن لم تكن تتمتع بتأثير الحضارة اليونانية. ويسرني أن أرى الجهود تبذل اليوم لتكون مكتبة الاسكندرية بما لها من أمجاد موقعاً لنشر المعارف وإجراء البحوث وإيصال المعلومات للمصريين وجميع المسلمين وللعالم أجمع باعتمادها على تاريخها الناصع.

والكتاب هو أبرز معالم الثقافة والحضارة.

وأما قصة الكتاب فهي قصة ممتعة ينبغي البحث عن فصولها المختلفة هنا وهناك. وفي الوقت نفسه، إن ما تتناقله الكتب عن «قصة الكتّاب» ليس ممتعاً جميلاً كله، فكم من حوادث مرّة ومؤلمة شهدها الكتّاب، وكم هي المعاناة التي تحملها الكتّاب في سبيل أسفارهم.

إن ما تبقى منذ العصور الأولى من ورق البابيروس هارباً من الزمن ليكون اليوم في متناول أيدينا، وما يروى عن المكتبات التي كانت تحوي مئات الآلاف من الكتب في القرون البالية، كل ذلك يعبّر عن منافذ تعرّفنا على حقيقة ما جرى في هذا البستان الزاهر للأدب والثقافة والعلوم والمعارف البشرية.

وكم يروي التاريخ لنا قصصاً مثيرة حول أحداث طريفة تدل على ألاعيب الدهر وما فيها من دروس وعِبَر. فهذا ابن سينا يعرض عليه في سوق الوراقين كتاب شرح ما بعد الطبيعة للفارابي، وهو الذي قرأ مرات كتاب ما بعد الطبيعة لأرسطو وبقيت بعض مفاهيمه غامضة عنده، حتى ان توصل الى حقائق فكر أرسطو بعد قراءة شرح الفارابي هذا الذي حصل عليه صدفة في سوق الوراقين. وهذا الحدث يدل على أن الكتاب يجذب قارئه، إذ يبدو أن الأمر غالباً ما يكون هكذا. فالمرء يتصور أنه يختار من الكتب ما يريد منها والحقيقة لو أمعنت النظر لرأى أن الكتاب يختار قارئه وليس العكس، فالكثير من الكتاب يختار قارئه وليس العكس، فالكثير من الكتب تبقى في ثنايا السر والكتمان على رغم محسّناتها وتظل مستورة على رغم انتشارها. فالكتاب كلما ارتقى فوق الزمان والمكان، يزداد الآمر صعوبة على الطالبين.

وكم هي أعداد أولئك الذين غرقوا في الكتاب لكن أرواحهم بقيت معلقة بين الـ «نعم» والـ «لا». وربما يذكركم هذا التعبير بلقاء تم بين ابن عربي وابن رشد والذي يرويه ابن عربي، أن أباه أرسله يوماً الى ابن رشد في بيته فلما دخل عليه رأى الكتب حوله ولم يره هو. ولمّا رآه ابن رشد، اصفر وجهه وتوجه الى ابن عربي – وهو في عنفوان شبابه – سائلاً: نعم؟ فأجابه ابن عربي قائلاً: نعم – أولاً – ثم لا. ويضيف ابن عربي أن ابن رشد توفي بعد أيام فحملت جنازته على طرف من الدابة وكتبه على الطرف الآخر فأنشد ابن عربي قائلاً:

هذا الإمام وهذه آثاره/ يا ليت شعري هل أتت آماله

والإنسان ربما لا ينال جميع آماله بعلمه وبحثه لكن جميع العلوم الطبيعية وجزء من العلوم الإنسانية والأخلاقية والروحية يمكن تعلمها عبر الكتاب والدرس.

والمجتمع الذي يهتم بالكتاب والفن والثقافة، له معالمه، ومنها توفير الأمن لأهل العلم والمعرفة واحترام حرية أصحاب القلم والفن. وتوفير الحرية والأمان أمر ضروري وواجب للمجتمع بأسره لكنه أوجب الأمور وأكثرها ضرورة لأهل العلم والفكر والفن. لأنه من دون الأمن والحرية لن يتم الإبداع في الفن ولا في الفكر والمعرفة. فقضية الأمن والحرية لمن له يد في عالم الإبداع الأدبي والفني والفلسفي. إنما هي قضية الحياة أو الموت. وربما في هذه الإشارة العابرة إجابة مجملة على سؤال يطرح نفسه وهو: لماذا لم تحقق مجتمعاتنا الازدهار المطلوب بل أصابها التخلف والجمود.

فالأنس بالكتاب، أنس يضاهي الصمت والتفكير في الخلوات الإنسانية، وإنني آمُل أن يكون الحظ حليفنا لنتذوق لذة هذا الأنَس.

الرئيس الإيراني السابق، والنص كلمة له ألقاها في مكتبة الإسكندرية مساء أول من أمس.

فاطمي
03-29-2007, 11:50 PM
محاضرته بمكتبة الإسكندرية..حجب أسئلة لـ "خاتمي" حول الاتهامات المصرية لإيران بالتورط في خطف السفير المصري بالعراق

كتب أحمد حسن بكر (المصريون): : بتاريخ 28 - 3 - 2007


حجبت إدارة مكتبة الإسكندرية في محاضرة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي مساء أمس الأول حول "حوار الحضارات" أسئلة الحاضرين بشأن الاتهامات التي وجهتها وزارة الخارجية المصرية لإيران بالتورط في عملية اختطاف واغتيال السفير المصري لدى بغداد إيهاب الشريف في العام قبل الماضي، وكذا عن الاتهامات الموجهة لها بدعم الميليشيات الشيعية المسلحة بالعراق.

وتحدث خاتمي في المحاضرة التي حضرها حشد جماهيري كبير عن العلاقات المصرية الإيرانية والمشروع النووي الإيراني والعنف الطائفي الدائر الآن بين السنة والشيعة في العراق.
وقال خاتمي إنه تحدث مع الرئيس مبارك صباح الثلاثاء الماضي عن أهمية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معربًا عن أمله أن تنجح تلك الجهود، بعد أن اتهم دولاً- لم يذكرها بالاسم- بعرقلة جهود التقارب الدبلوماسي بين القاهرة وطهران.

وأكد أنه بذل جهودًا كبيرة إبان توليه الرئاسة في بلاده لإزالة العراقيل والمعوقات السياسية التي تعترض إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أنها لم تنجح الجهود في مجال السياسية، وإن كانت قد أدت إلى تنشيط العلاقات الاقتصادية والإنسانية والتكنولوجية والفنية بين البلدين بشكل كبير، وقال إنه رغم ذلك لم ييأس من استئناف العلاقات بشكل كامل بين الجانبين.

وأشار إلى الروابط التي تربط بين الشعبين المصري والإيراني، قائلاً للحاضرين: إنه حينما يذكر اسم مصر في إيران لا تتصورن مدى الشوق والتوق من العلماء والتلاميذ الإيرانيين لمصر.

وأوضح خاتمي ردًا على سؤال عن كيفية التقارب بين السنة والشيعة في ضوء السماحة الفكرية والنوايا الطيبة، بأنه سوف يتعرض لهذه القضية باستفاضة في المحاضرة التي سيلقيها في الأزهر الشريف.

واكتفى بالقول إن المذاهب والأديان والطوائف والملل لم تكن في يوم من الأيام في حالة نزاع أو صراع فيما بينها بل كانت سببا للتكامل فيما بينها، إلا أنه استدرك قائلاً مخاطبًا الحاضرين: تصوروا لو أن العالم بدون اختلافات لما كان لدينا انجازات أو ازدهار وأن النزاعات والحروب أسبابها كانت وما زالت أسباب اقتصادية وسياسية.

وأكد أن دولاً كبرى تريد نهب ثروات المسلمين تقف وراء النزاعات الطائفية بين السنة والشيعة ويجب على علماء الدين والمفكرين أن يلعبوا دورا كبيرا من خلال نشر ثقافة التلاقي بدلا من ثقافة الاختلاف والتنازع، إلا أنه أقر بأن الاختلاف هو سنة كونية.
وحول إمكانية تراجع إيران عن موقفها الرافض للتخلي عن برنامجها النووي، أوضح خاتمي أن المشروع النووي الإيراني بدأ في عهده وأنه عندما كان رئيسًا وقرر البدء بالمشروع لم يكن يفكر في القنبلة النووية، مشيرًا إلى أنه لا أحد في إيران يفكر جديًا في استخدام البرنامج النووي لتصنيع أسلحة نووية.

وعزا خاتمي لجوء إيران لإقامة محطات نووية إلى رغبتها باللحاق بركب الدول المتقدمة التي تستخدم الطاقة النووية في توليد الطاقة الكهربائية باعتبار أن الطاقة النووية طاقة نظيفة غير ملوثة للبيئة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وكذا سويسرا تحصل على 30% من طاقتها الكهربائية من محطات نووية.

وقال إن البترول الإيراني سينضب ذات يوم ومن ثم يتعين علينا إيجاد وسيلة أخرى لإنتاج الطاقة حتى لا نجور على حق الأجيال القادمة سواء من ناحية الحفاظ على البيئة أو من حيث الحفاظ على ثروة النطف الخام وتوليد الطاقة.

وأكد خاتمي أن الوقود النووي الذي تسعى إيران لإنتاجه الآن لتشغيل المحطات النووية لتوليد الكهرباء لا يصلح إلا للاستخدام السلمي فقط وليس لإنتاج القنبلة النووية.

ولفت خاتمي إلى أن إيران موقعة على معاهدة حظر الأسلحة النووية، وأنه حسب البند الرابع من المعاهدة فإنه من حق كل الدول الموقعة الحصول على الطاقة النووية السلمية.
وفيما اتهم، الولايات المتحدة بالتصدي لخطط إيران النووية السلمية، أشار خاتمي إلى تغاضيها عن امتلاك إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي، وقال إذا كانت أسلحة الدمار الشامل خطرا فلماذا يسمح لإسرائيل بامتلاك تلك الترسانة؟.

وأكد خاتمي في نهاية تعليقه أن الحصول على الطاقة النووية هو إرادة قومية ووطنية عليا لن يستطيع أي شخص أن يقف في طرق هذا القرار لكن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى التعقل والتدبر للطرق التي توصلنا إلى أهدافنا دون أزمات.

وقال إن الكونجرس الأمريكي يعارض المواجهة بين إيران والولايات المتحدة، معربًا عن أمله أن تحل هذه المسألة بين واشنطن وطهران دون الوصول لأزمات أو مواجهات، ودعا الله أن يمنح العقل للأمريكيين.

وأكد على حق مصر وإيران أو أي دولة أخرى بالمنطقة في امتلاك الطاقة النووية السلمية.
وعن رؤيته للإصلاح، قال الرئيس الإيراني إن الإصلاح يجب أن يكون شاملا وأن الأولوية من وجهة نظره لا بد أن تكون لإصلاح الفكر لأنه بدون إصلاح الفكر قلما يتم تحقيق أي إصلاح لاسيما الفكر الديني.

وأوضح أنه لا يوجد غير طريق الديمقراطية كطرق للإصلاح، مشيرًا في ذات الوقت إلى أن أكثر من نصف المجتمع في مصر وايران لم ينل حقه كاملاً حتى الآن رغم المؤهلات التي يمتلكها.

ووجه رسالة إلى الولايات المتحدة، قائلاً إنها بلد كبير وشعبها عظيم وأن العالم بحاجة لمساعدتها في تحقيق السلام والتطور وأن إيران بحاجة لمساعدتها لنشر السلام بدلا من العنف والتهديدات.

من جهة أخرى، تجاهل الرئيس الإيراني الإجابة المباشرة على سؤال للدكتور جابر عصفور أمين المجلس الأعلي للثقافة حول كيف تواجه إيران الأصولية الدينية وهل يمكن الاستفادة من طرق المواجهة في مصر؟.

ورد خاتمي مؤكدًا إن الدين له وجهان هما: حقيقة الدين العابر للزمان والمكان والتاريخ، والدين كما تحقق في لحظة تاريخية محددة، الدين الذي نزل بعيدا عن الخوف في علاقة الإنسان بربه والوحي، وأن الدين الذي تأسس في تلك اللحظة التاريخية هو الذي أعطى إجابة واضحة عن أسئلة هذه اللحظة التاريخية.

وأضاف قائلاً: أن ما نعانيه في هذا السياق هو أن الزمان واللحظة التاريخية والمكان والاحتياجات قد اختلفوا اختلافا جذريا في العصر الحديث ورغم ذلك لا يزال البعض متمسك بأجوبة تنتمي لعصر تاريخي معين ولا يريد التحرك لمواكبة العصور المتجددة كما لا يرون التحرر من اللحظة التاريخية مما يؤدي إلى هذه المشكلة.

وقال إذا كانت الأصولية هي الوفاء للقيم الأساسية للدين وهو ما تحقق عبر الوحي الرباني فستكون مطلوبة، وأعتقد بصراحة أنه علينا أن نقرأ الدين قراءة عصرية تعطينا إجابات واضحة ووافية لأسئلة عصرنا الراهن.
وعزا خاتمي العنف السائد في كل دول العالم إلى عدم الاستقرار بسبب الحروب الاستباقية والإرهاب الأمريكي.