الأمازيغي
03-17-2007, 11:29 AM
اعطينا الفيزا يا ملك اسبانيا
بهذه الاهازيج استقبل شباب الجزائر ملك اسبانيا في وهران
أنهى أول أمس الملك الاسباني خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا زيارتهما للجزائر من وهران حيث قام بتوديعهما الرئيس بوتفليقة ووفد هام من المسؤولين بعد بقائهما في عاصمة غرب البلاد لحوالي 6 ساعات كاملة في زيارة امتزج فيها التاريخ بالدين والتصوف وأشياء أخرى.
6 ساعات فقط كانت كافية لقلب مدينة وهران رأس على عقب،بداية من حرص المسؤولين على تزيين البلاد والعباد وطلاء كل شيء قابل للطلاء،وإخفاء عدة عمارات موشكة على الانهيار بتعليق صور الرئيس والملك عليها،في صورة هزلية لم تسلم من تعليقات الوهرانيين رغم حرصهم على استقبال الضيوف بحرارة،وهو ما كان متوقعا بالنظر إلى "الصفقات" التي عقدتها السلطات المحلية مع التنظيمات الطلابية والفرق الرياضية وأهمها فريق مولودية وهران من أجل ضمان استقبال كبير،إلى درجة تحولت فيها ساحة أول نوفمبر إلى ما يشبه ملعبا لكرة القدم عندما احتلها الحمراوة من كل جانب،وعلمت "الشروق" أنه تم الاستعانة أيضا بجمهور من ولايات مجاورة للوفاء بالغرض.
ورغم هذه التحضيرات التي اعتاد عليها الجزائريون في كل مرة يتعلق فيها الأمر بمسؤول كبير، فإن الزيارة التي بدأت متأخرة بأربع ساعات كاملة بسبب وجود الملك في العاصمة للمشاركة في ملتقى رجال الأعمال الاسبان والجزائريين،انطلقت في وهران،وبالضبط في ساحة أول نوفمبر،حيث تسلم الملك مفتاح المدينة التي استعمرتها بلاده لعدة عقود،في صورة ترجمت الكثير من المؤشرات الحضارية،تماما مثلما كان عليه الأمر في حصن سنتا كروز أين زار الملك وعقيلته ضريح مولاي عبد القادر والكنيسة المجاورة له، للتعبير عن مجيئهما من بلد حوار الحضارات والأديان، ثم توجها برفقة الرئيس إلى مصنع أرزيو "للأمونياك" الذي يعد أكبر مجمع للشراكة بين البلدين في هذا الجانب، إذ بدأت الشراكة في صيف 2005،بين الشريك الاسباني فيرتيال بـ66 بالمائة من الأسهم،وأسميدال بـ34 بالمائة،علما أن إنتاج هذا المصنع يشمل حمض النترات بمعدل 1000 طن من المازوت الموجهة لتخصيب التربة في القطاع الفلاحي.
الأكثر لفتا للانتباه في هذه الزيارة هو حرص المسؤولين على تعتيمها إعلاميا من خلال تحديد تحركات الصحفيين المكلفين بالتغطية وعدم مصاحبته للوفد بحجة خلو الزيارة من التصريحات أو من أشياء غير عادية.. !
لكن الأشياء غير العادية فعلا، هي تلك الأهازيج التي اختلطت بالترحيب والداعية إلى منح الشباب الفيزا حتى لا يضطرون إلى المجازفة بحياتهم واختيار سبيل الهجرة السرية، أي أن معظم من جاء للترحيب بالرئيس وضيفيه، كانوا من "الحراقة الفاشلين أو مشاريع حراقة" يبحثون عن أول فرصة للالتحاق بأصدقائهم الذين نجحوا في المغامرة ووصلوا إلى الضفة الأخرى،مع إهمال أولئك الذين تعثر حظهم وفقدوا حياتهم،أو مازالوا في عداد المفقودين،وهم الذين صرخت أمهاتهم بالأمس في وجه الملك الاسباني قائلات"يا جلالة الملك،أرجع لنا أبناءنا.." !؟
لكنها صرخات لم تسمع على نطاق واسع في خضم الاحتفال الشعبي الواسع والذي لم يكن "عفويا" في معظم أجزائه بل تم التخطيط له منذ شهر أو أكثر من طرف الجهات المسؤولة التي لم تدخر جهدا في "التلميع والتزيين وجلب المصفقين".
زيارة خوان كارلوس وعقيلته في وهران انتهت ولم تحمل معها الشيء الكثير، ماعدا صورة قديمة حصل عليها الملك لوالده الذي زار الجزائر في 1987، وفرس عربي أصيل، ناهيك عن إهداء لباس تقليدي للملكة صوفيا...وبعدها، كانت شوارع وهران التي طاف بها الملك والرئيس ضحية اللصوص المراهقين الذين قاموا بنزع الأعلام الاسبانية وسرقتها، كما نزعت الصور الكبيرة للضيوف لتظهر تلك العمارات الموشكة على الانهيار على حقيقتها،وكأن شيئا لم يتغير في "خميس وهران" الذي قيل أنه غير عادي..
بهذه الاهازيج استقبل شباب الجزائر ملك اسبانيا في وهران
أنهى أول أمس الملك الاسباني خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا زيارتهما للجزائر من وهران حيث قام بتوديعهما الرئيس بوتفليقة ووفد هام من المسؤولين بعد بقائهما في عاصمة غرب البلاد لحوالي 6 ساعات كاملة في زيارة امتزج فيها التاريخ بالدين والتصوف وأشياء أخرى.
6 ساعات فقط كانت كافية لقلب مدينة وهران رأس على عقب،بداية من حرص المسؤولين على تزيين البلاد والعباد وطلاء كل شيء قابل للطلاء،وإخفاء عدة عمارات موشكة على الانهيار بتعليق صور الرئيس والملك عليها،في صورة هزلية لم تسلم من تعليقات الوهرانيين رغم حرصهم على استقبال الضيوف بحرارة،وهو ما كان متوقعا بالنظر إلى "الصفقات" التي عقدتها السلطات المحلية مع التنظيمات الطلابية والفرق الرياضية وأهمها فريق مولودية وهران من أجل ضمان استقبال كبير،إلى درجة تحولت فيها ساحة أول نوفمبر إلى ما يشبه ملعبا لكرة القدم عندما احتلها الحمراوة من كل جانب،وعلمت "الشروق" أنه تم الاستعانة أيضا بجمهور من ولايات مجاورة للوفاء بالغرض.
ورغم هذه التحضيرات التي اعتاد عليها الجزائريون في كل مرة يتعلق فيها الأمر بمسؤول كبير، فإن الزيارة التي بدأت متأخرة بأربع ساعات كاملة بسبب وجود الملك في العاصمة للمشاركة في ملتقى رجال الأعمال الاسبان والجزائريين،انطلقت في وهران،وبالضبط في ساحة أول نوفمبر،حيث تسلم الملك مفتاح المدينة التي استعمرتها بلاده لعدة عقود،في صورة ترجمت الكثير من المؤشرات الحضارية،تماما مثلما كان عليه الأمر في حصن سنتا كروز أين زار الملك وعقيلته ضريح مولاي عبد القادر والكنيسة المجاورة له، للتعبير عن مجيئهما من بلد حوار الحضارات والأديان، ثم توجها برفقة الرئيس إلى مصنع أرزيو "للأمونياك" الذي يعد أكبر مجمع للشراكة بين البلدين في هذا الجانب، إذ بدأت الشراكة في صيف 2005،بين الشريك الاسباني فيرتيال بـ66 بالمائة من الأسهم،وأسميدال بـ34 بالمائة،علما أن إنتاج هذا المصنع يشمل حمض النترات بمعدل 1000 طن من المازوت الموجهة لتخصيب التربة في القطاع الفلاحي.
الأكثر لفتا للانتباه في هذه الزيارة هو حرص المسؤولين على تعتيمها إعلاميا من خلال تحديد تحركات الصحفيين المكلفين بالتغطية وعدم مصاحبته للوفد بحجة خلو الزيارة من التصريحات أو من أشياء غير عادية.. !
لكن الأشياء غير العادية فعلا، هي تلك الأهازيج التي اختلطت بالترحيب والداعية إلى منح الشباب الفيزا حتى لا يضطرون إلى المجازفة بحياتهم واختيار سبيل الهجرة السرية، أي أن معظم من جاء للترحيب بالرئيس وضيفيه، كانوا من "الحراقة الفاشلين أو مشاريع حراقة" يبحثون عن أول فرصة للالتحاق بأصدقائهم الذين نجحوا في المغامرة ووصلوا إلى الضفة الأخرى،مع إهمال أولئك الذين تعثر حظهم وفقدوا حياتهم،أو مازالوا في عداد المفقودين،وهم الذين صرخت أمهاتهم بالأمس في وجه الملك الاسباني قائلات"يا جلالة الملك،أرجع لنا أبناءنا.." !؟
لكنها صرخات لم تسمع على نطاق واسع في خضم الاحتفال الشعبي الواسع والذي لم يكن "عفويا" في معظم أجزائه بل تم التخطيط له منذ شهر أو أكثر من طرف الجهات المسؤولة التي لم تدخر جهدا في "التلميع والتزيين وجلب المصفقين".
زيارة خوان كارلوس وعقيلته في وهران انتهت ولم تحمل معها الشيء الكثير، ماعدا صورة قديمة حصل عليها الملك لوالده الذي زار الجزائر في 1987، وفرس عربي أصيل، ناهيك عن إهداء لباس تقليدي للملكة صوفيا...وبعدها، كانت شوارع وهران التي طاف بها الملك والرئيس ضحية اللصوص المراهقين الذين قاموا بنزع الأعلام الاسبانية وسرقتها، كما نزعت الصور الكبيرة للضيوف لتظهر تلك العمارات الموشكة على الانهيار على حقيقتها،وكأن شيئا لم يتغير في "خميس وهران" الذي قيل أنه غير عادي..