المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتشردين في العاصمة الجزائرية



الأمازيغي
03-16-2007, 08:45 PM
يقول السيد »بايو رضا«، رئيس مصلحة بالمؤسسة المذكورة، أن 888 شخص متشرد دخلوا المؤسسة وغادروها بمحض إرادتهم، كما استقبلت 172 فتاة هاربة من البيت، إضافة إلى مختلين عقليا وشباب و275 قاصر تم نقلهم إلى داخل المؤسسة وإعادة دمجهم في المجتمع، مضيفا أن المتشردين دأبوا على حياة الشوارع ولا يحتملون الأماكن المغطاة، بالرغم من أن المركز يوفر لهم كل شيء غير أن معظمهم يعتبر بقاءه في المراكز خنقا لحريتهم. والملفت للانتباه أن التلاعبات وسياسة الاستعطاف والقصص الملفقة التي يرويها هؤلاء والتي كثيرا ما وجدوا صعوبة في إقناعهم بالإقلاع عن هذه الحياة الضنكة، فمنهم من تدعي القدوم إلى العاصمة لإجراء معاملات الطلاق ومنهن من تقول إن هدفها العمل والحقيقة أنهن جميعا فارات من بيوتهن أو يمتهنّ التسول والشعوذة، كاشفا أن المؤسسة تكفلت بشراء تذاكر سفر لهؤلاء ومتابعتهن حتى بعد وصولهن إلى المدن* ‬التي* ‬جاءوا* ‬منها،* ‬وينحصر* ‬دور* ‬المؤسسة* ‬في* ‬الوقت* ‬الحالي* ‬على* ‬إطعام* ‬هذه* ‬الفئة* ‬وتزويدها* ‬بالأغطية* ‬والدواء* ‬بما* ‬أن* ‬أغلبهم* ‬يعانون* ‬من* ‬أمراض* ‬متفاوتة* ‬الخطورة*.‬
* ‬المشرّدون*... ‬يفترشون* ‬الكرتون* ‬ويبنون* ‬به* ‬غرفا* ‬في* ‬شوارع* ‬العاصمة
عائشة* ‬العنابية*... ‬أحمد* ‬وآخرون*... ‬شتاء* ‬في* ‬أحضان* ‬برد* ‬قارس
* ‬في عز ليالي الشتاء الباردة، وهروبا من صقيعها القاتل الذي يجمد كل شيء يصادفه، وفي الوقت الذي يلج فيه البشر بيوتهم للاحتماء بدفء جدرانها وحنان أفرادها، يجابه المئات مصيرهم في الشوارع والممرات، وهم يقضون ليال بيضاء تحت قرصات البرد... يتخذون من الكرتون فراشا* ‬لهم* ‬والسماء* ‬غطاء* ‬مستسلمين،* ‬بعدما* ‬تأقلمت* ‬حواسهم* ‬مع* ‬تقلبات* ‬مزاج* ‬هذا* ‬الضيف* ‬الثقيل،* ‬وسط* ‬جو* ‬مشحون* ‬بالصراخ* ‬والصراعات* ‬من* ‬أجل* ‬الحصول* ‬على* ‬ركن* ‬لاحتواء* ‬تلك* ‬الأجساد* ‬المنهكة*... ‬
الظلام* ‬ورحلة* ‬البحث* ‬على* "‬كرتونة" ‬للنوم
يتكرر* ‬سيناريو* ‬المواجهة* ‬كل* ‬ليلة* ‬بالقرب من مسجد كتشاوة، أين تتصارع أجساد منهكة بعد يوم من الضياع من أجل زاوية تأوي إليها وهي تحمل بين جنباتها قطع الكرتون التي ستفترشها في حال كللت عملية البحث بالنجاح... وسط جو مشحون يغذيه الصراخ وفي بعض الأحيان تبادل الاعتداءات الجسدية... وسط الصراخ والأصوات العالية كانت هناك سيدتان برفقة أولاد صغار، إحداهما تتهم الأخرى بمحاولة الاستيلاء على مكان نومها والأطفال يتباكون هي تتوعدها وتهددها. وغير بعيد عنهما كان المشهد نفسه يدور، لكن هذه المرة بين ثلاثة شبان اعتاد أحدهم اللجوء إلى تلك المساحة والآخران يساومانه على تركها بصفة ودية وإلا(...) مع استعمال كلمات بذيئة من الوزن الثقيل... الصورة ذاتها تتكرر وأبطالها أجساد مترامية هنا وهناك، غير مبالية بوطأة البرد الذي اخترق أجسادها ومزقها تمزيقا، وقادت العبقرية بعض المشردين قرب شارع »السّكوار« الشهير في قلب العاصمة الذين* ‬وفقوا* ‬في* ‬ابتداع* ‬طريقة* ‬جديدة* ‬للقضاء* ‬على* ‬أزمة* ‬السكن* ‬وهي* ‬الغرف* ‬المتلاحمة* ‬من* ‬الكرتون* ‬والممتدة* ‬على* ‬مرمى* ‬البصر،* ‬إنها* ‬الحقيقة* ‬فهؤلاء* ‬لا* ‬يتوانون* ‬في* ‬الاقتراب* ‬من* ‬بعضهم* ‬بعض* ‬لغاية* ‬في* ‬نفس* ‬يعقوب*...‬
أحد هؤلاء كان كهلا في عقده الخامس لم يبدو عليه التأثر بالبرد مقيما بغرفته الكرتونية بطريقة مذهلة وكم كانت إجابته مقنعة: »هي طريقة ابتدعناها حتى نضمن توفر بعض الدفء بالداخل نتيجة تكاثف الأنفاس وتقارب الأجساد بعضها من بعض«. وعن كيفية حماية أنفسهم من الاعتداءات* ‬يقول* ‬هؤلاء* ‬إنهم* ‬يحاولون* ‬التكتل* ‬كل* ‬ليلة* ‬متسلحين* ‬ببعض* ‬العصي* ‬لحماية* ‬بعضهم* ‬بعضا*.‬
"‬الروح* ‬عزيزة*... ‬والستّار* ‬ربي* ‬سبحانه"‬* ‬* ‬
* ‬مما هو مسلّم به أن الشارع قبلة لوطاويط الليل من المتشردين واللصوص والمجانين، بالنظر لأعدادهم الكبيرة جدا. ولأن الليل ضيف ثقيل ولا يأتي بالمسرات، غير أنه يحوي في جنباته شريحة أخرى آراؤها مقنعة نوعا ما، من بينها شاب كان برفقة شخصين آخرين يتسامرون غير بعيد عن المجموعة الأولى وهم يتوسدون حقائبهم من ضمنهم »أحمد« الذي قدم من مدينة جيجل للعاصمة لأجل العمل، »أنا معتاد على النوم في الشارع لسببين اثنين والكثيرون مثلي فماهيتي لا تكف لأتحمل مصاريف الأكل والمبيت، كونها ملتهبة في أغلب فنادق العاصمة، وأنا مسؤول على إعالة سبعة أفراد في العائلة، على الأقل هنا لن يطالبني أحد بدفع أجر مقابل نومي، خصوصا وأن معظم الفنادق بخسة الثمن قديمة جدا وأركانها تهتز وأنا أفضل مصارعة البرد كل ليلة على أن تكون آخر ليلة من عمري في تلك الفنادق الهشة والمنهارة«. وعن عدم لجوئه لأحد الحمامات التي تستقبل »الزوافرة« الذين يقصدونها خشية على أنفسهم من الاعتداءات التي تحدث هنا وهناك، يرد بانكسار »الروح عزيزة والستار ربّي سبحانه، ما باليد حيلة طالما أكمل عملي كقهواجي على العاشرة ليلا حيث تكون كل الأماكن محجوزة«، وبمناسبة الموضوع سرد أحمد وصديقاه قصصا لأناس* ‬أضاعوا* ‬حياتهم* ‬في* ‬الشوارع* ‬فوجدوا* ‬أنفسهم* ‬عرضة* ‬للاعتداءات* ‬الجنسية* ‬وحتى* ‬للقتل*.‬
يمتهنون* ‬التسول* ‬ويقتاتون* ‬من* ‬المزابل*...‬
هو واقع جميع المشردين تقريبا، تسكع في الشوارع واستعطاف للمارة حتى يجودوا عليهم ببعض الدنانير التي سيبتاعون بها أكلا فيما بعد، وطالما أن المنح قليلة يلجأون إلى نبش المزابل بحثا عما يسد رمقهم... تقول »عائشة«، إحدى المشردات التي قضَت نصف عمرها في الشارع متنقلة بين بلكور وبور سعيد، »هذه حياتي أقضي يومي بين الشوارع، باحثة عن المجهول... وأنا راضية هكذا، وبحلول الليل أضطر للبحث عن ركن آوي إليه أنا وأبنائي الثلاثة، الله غالب، هذا واش كتب لنا ربي«. وعن مصدر البطانيتين اللتين كانتا بحوزتها تقول »إنها من أناس يزوروننا من حين لآخر، يحملون إلينا الأكل واللباس والغطاء وحتى الأدوية«. وهنا تدخلت »نورة العنابية«، التي كانت تقاسمها نفس مدخل العمارة، »يعطيهم الصحة هما برك ألّي يعاونونا والباقي دايرينا ماكانش فوق الأرض«، ولعلهما كانتا تقصدان سيارات الإسعاف الاجتماعي التي تجوب العاصمة* ‬ليلا*! ‬حاملة* ‬معها* ‬كل* ‬الضروريات* ‬وفي* ‬صدارتها* ‬الأدوية* ‬لوطاويط* ‬الليل*.‬

جمال
03-16-2007, 09:12 PM
قصص مؤلمة تحصل بسبب تفاوت المداخيل او المشاكل الاسرية او الهروب من الواقع المزعج او الوقوع تحت طائلة الديون والامر مشابه لكثير من حالة المدن الامريكية بما يسمى هناك ( homeless) او المشردين ، حتى انني ذات مرة كنت خارجا من الجامعة ليلا واذا بأحد المشردين يجادل احد افراد الشرطة قائلا له ( انا بروفسور ) اي مدرس جامعة ، ولكن كانت حالته حالة مشردين ....ماهي ظروفه التي قادته الى هذا الحال ...الله اعلم بها .

سلسبيل
03-18-2007, 11:19 AM
متسولون بإرادتهم ... شباب سويسرا «الاثرياء» يهجرون عائلاتهم ويلجأون إلى الشارع


جنيف - تامر أبو العينين الحياة - 12/03/07//

«لا أطلب 100 أو 300، وإنما القطع الصغيرة التي قد تزعج جيبك»، أو «إجعل يومك سعيداً وتبرع لي بثمن وجبة متواضعة».

وإذا كانت السماء ملبدة بالغيوم تتحول العبارة إلى «أمطرني ببعض القطع المعدنية قد تمطر عليك السماء أوراقاً نقدية»، هذه العبارات وغيرها يسمعها المارة في الميادين الكبرى والساحات وأمام الكنائس في غالبية المدن السويسرية، من شباب لا تبدو عليهم آثار مرض أو إعاقة، وإنما هم في ريعان الشباب ويتمتعون بصحة جيدة، والقاسم المشترك بينهم هو ملابسهم المهلهلة والرثة أو اتشاحهم بالسواد.

زنوبيا تحمل كوبها وتتسول في أحد شوارع جنيف (الحياة)


وإذا حاول أحد المارة الحديث معهم، يسمع الشكاوى من ضنك العيش وغلاء الأسعار وتنكر المجتمع القاسي لهم. وهم يحضّون من يتحدث إليهم على التمسك بالقيم والمبادئ الاجتماعية والتضامن، يتحدثون بلغة مهذبة ليس فيها ذل الإستجداء وإنما «محاولة تحريك المشاعر الإنسانية الراكدة»، بحسب وصف أحدهم لاختيار عباراته.

وتقول إحدى الفتيات وقد أطلقت على نفسها لقب زنوبيا: «رفضت سيطرة أمي وأبي علي، وأردت أن أعيش حياتي في شكل طبيعي وتلقائي، من دون التزامات، أتعلم وقت ما أريد وآكل ما أحب وأفعل ما أشاء، واسمع وأشاهد ما يروقني، ومع الأسف لم يتفهم أحد حولي هذه الرغبة في الحياة على الفطرة، فهجرت البيت، ولجأت إلى الشارع، أطلب ما أحتاجه لحياتي اليومية فقط وأتنقل من مكان إلى آخر مع مجموعة من الأصدقاء نشترك جميعاً في الرغبة من التخلص من سيطرة الآخرين علينا».

ويتدخل أحد زملائها في الحوار قائلاً بلغة فلسفية ونبرة هادئة: «إنكم ترفضون احترام رغبات الآخرين وتحاولون أن تجعلوا منا آلات متحركة تخضع لرغباتكم... لم يأخذ أحد برأينا في إيقاع الحياة هذا الذي يخرج بالإنسان من التناغم مع الطبيعة ويحوله إلى آلة».

ثم ينهال منه سيل من الأسئلة: «من قال إن الماء والطعام له ثمن؟ أليست هذه هبة الطبيعة؟ لماذا يقود هذا سيارة فارهة، وآخرون لا يجدون حذاء؟

ولماذا تتكلف وجبة العشاء في هذا المطعم الفاخر 100 دولار والمئات يموتون جوعاً؟» وغيرها من الأسئلة التي لا يملك أحد إجابة عنها. ومن البديهي أن النقاش مع هؤلاء الشباب الذين اختاروا التسول نمطاً للعيش، حول أهمية الفرد في المجتمع وضرورة أن يقوم كل بدوره، غير مجد تماما، فمن الحوار معهم تكتشف أنهم ينتقدون فقط ولا يريدون تحمل أية المسؤولية، مهما كان نوعها، ويحيلون جميع الأخطاء والسلبيات على الآخرين، ويصفون أنفسهم بالضحايا، «وأنهم يتضامنون مع الفقراء والمعذبين في الأرض» بحسب أحدهم.

وما أن يتجمع في القبعة (أو الكوب) التي يحملها هؤلاء الشباب، بضع قطع معدنية حتى يتوجه مندوب منهم إلى أقرب سوبر ماركت لشراء بعض الخبز والماء وزجاجة شراب وبعض القطع من اللحم المجفف، ثم يفترشون قارعة الطريق ويبدأون في تناول الوليمة، ويخلدون بعدها إلى استراحة. وما إن تنشط الحركة في الطريق العام مجدداً، حتى يعاودوا مزاولة النشاط مرة أخرى ويلحون على المارة بضرورة عدم إضاعة الوقت في التفكير في التبرع لأن موعد إغلاق المحال شارف و»البطون الخاوية لا تحب الليل الطويل»، بحسب مناشدة أحدهم.

وتقول فرانسواز مايلين إحدى العاملات في منظمة «الخبز للجميع» «إنهم فعلاً مساكين، يعيشون في عالم وهمي، ونحن نحاول أن نساعدهم للخروج من أزمتهم، فنعطيهم من حين إلى آخر بعض المأكولات ونوفر لهم في ليالي الشتاء القارسة مبيتاً». وتضيف: «نحاول تدريجاً اقناعهم بضرورة التعليم والعمل، ونطرح عليهم خيارات سهلة وبسيطة، قد تشجعهم على العودة مرة اخرى إلى الحياة الطبيعية، لكنه أمر ليس سهلاً، لأننا نواجه صعوبات في اقناعهم بمفاهيم الصواب والخطأ».

وترفض الخبيرة الاجتماعية إطلاق لقب المرضى أو المنحرفين على هؤلاء الشباب، بل تصنفهم بأنهم من «ذوي الاحتياجات الخاصة»، لأنهم لا يميلون إلى العنف ومهذبون للغاية، ما يدل على أن هناك دافعاً نفسياً أو أسباباً فلسفية خاطئة وراء نزعتهم إلى التشرد والتسول. فبعضهم يتمرد لمجرد التمرد على كل ما حوله، لخوض تجربة حياة جديدة، يعتقدون بأنها الطبيعة المطلقة، وآخرون ضحايا تفكك أسري نتيجة انفصال الأبوين أو إدمان احدهما المخدرات والكحول، فيشبون في بيئة مليئة بالضياع، ولا يجدون ملاذاً سوى الشارع، ولا يتوجهون إلى الملاجئ الاجتماعية لأنهم فقدوا الثقة بالمجتمع ككل، ولذا يرون الصورة دائماً معكوسة ومن زوايا ضيقة للغاية.

ولا تطارد الشرطة هؤلاء المتسولين إلا إذا أثاروا شغباً أو ضايقوا أحد المارة وهو نادراً ما يحدث، ولا يسمحون لهم بالمبيت في الشوارع أو محطات القطارات فيلجأون إلى مواقف السيارات المفتوحة أو أبنية المصانع القديمة المهجورة. ومن يعثر من المارة على أحدهم في حال إعياء شديدة أو مرض يبلغ أقرب مستشفى عام فيتولى علاجه.

ومن المشكلات التي يتعرض لها هواة التسول عدم حصولهم على أي ضمانات اجتماعية، فالدولة تتحمل الحد الأدنى من مصاريف العلاج وبعض التكاليف الأخرى البسيطة، على أن تتحمل الجمعيات الخيرية مسؤوليتهم ورعايتهم.

وتقول فرانسواز: «هناك حالات استطعنا إعادتها إلى الحياة الإجتماعية الطبيعية، فنحن نحاول التعرف على الثغرات التي يمكن أن ننفذ منها إلى نفوسهم، منهم من يبحث عن الطمأنينة الداخلية، فيقوم بهذا رجال الدين في شكل تمهيدي بسيط، ومنهم من يحاول البحث عن ذاته من خلال ممارسة شيء يكتشف هو بنفسه أنه يحبه، فنساعده على ذلك لأن طموحاتهم غالباً ما تكون متواضعة».

ومن بين تلك المشاريع مثلاً تأهيلهم لرعاية كبار السن، انطلاقاً من ضرورة القيام بدور اجتماعي جيد، أو اقناع بعضهم مثلاً بالعمل في مجال حماية البيئة فيعمل في برامج رعاية الغابات وتنظيفها، أو العناية بشواطئ البحيرات أو الحيوانات البرية.

أما نقطة التحول الحقيقية في حياة أولئك الأشخاص فهي بحسب فرانسواز، «عندما يفكر أحدهم جدياً في الاستقرار ولا يتحدث أبداً عن الماضي، أو يتذكره بابتسامات يستنكر بها حقبة التشرد، بل إن بعضهم يساهم في التعامل مع الحالات الجديدة التي تظهر من حين إلى آخر».