سياسى
03-16-2007, 05:21 PM
الدكتور صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com
في الأسبوع الماضي صدرت فتوى من قبل عالمين شيعيين كبيرين، الأول هو السيد علي الخامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، والثاني هو السيد محمد حسين فضل الله في لبنان، وهما من كبار مراجع التقليد لدى الشيعة في الوقت الحالي، وكلتا الفتويين تتعلقان بموضوع واحد، وهو «تحريم التعرض للصحابة تحت أي عنوان كان».
هذا التزامن في بيان الموقف من هذه القضية الحساسة وبصيغة فتوى تحريم صارمة ذات دلالة مهمة على أن هناك من يريد لهذه القضية أن تكون ذريعة لاستعداء السنة ضد الشيعة بزعم أن الشيعة يتعرضون إلى رموز أهل السنة، ولعل كثرة الملصقات المنتشرة في كل مكان بخصوص هذا الموضوع هي نوع من الاستفزاز المتعمد. وفي المقابل هناك من يريد أن يستعدي الشيعة ضد السنة بزعم أن بعض علمائهم يفتون بتكفير الشيعة.
الواقع أن كلتا القضيتين بمعناهما الدقيق غير صحيح، فالتعرض للصحابة ليس من أدبيات أئمة أهل البيت وهم أهل عصمة لدى الشيعة، وإن ما يحدث من تعرض هو حالة شاذة حتى وإن وردت في كتب بعض المتعصبين من علماء الشيعة، وحتى لو صدرت من بعض الجهال من عوامهم، إلا أن الخط العام للفكر الشيعي لا يقر التعريض بالصحابة، وهذا لا ينفي عدم وجود اختلاف في تفسير الأحداث التي وقعت في عهد الصحابة، إلا أن هذا الاختلاف لا يصل إلى حد التعرض إلى رموز دينية محترمة من قبل المسلمين، والتعرض لهم لا بد أن يحدث شرخاً في الوحدة بين المسلمين التي يؤكد عليها أئمة أهل البيت، ولعل الدعوة التي أطلقها الشيخ حسن الصفار لإجراء مراجعة نقدية لبعض كتاب التراث الشيعي تصب في هذا المنحى.
في مقابل محاولة استعداء السنة ضد الشيعة بحجة التعرض للصحابة فإن هناك من يريد أن يستعدي الشيعة ضد السنة بزعم أن الضحايا الذين يسقطون من الشيعة في العراق أثناء المناسبات الدينية لدى الشيعة إنما يسقطون بفعل فتاوى بعض علماء أهل السنة الذين يفتون بتكفير الشيعة، وهذا أمر مبالغ فيه أيضاً.
والحقيقة أن من يفتي بذلك هم قلة قليلة من العلماء المتطرفين، ولكن المشكلة أن هذه القلة مهيمنة - بفعل عوامل عدة - على الخطاب والموقف السني تجاه الشيعة، وهذه الفتاوى التحريضية تظهر للشيعة كما لو أن كل السنة يفتون بتكفيرهم مع أن ذلك غير صحيح، وكما أن على علماء الشيعة مراجعة كتب التراث لديهم فإن علماء السنة معنيون أيضاً بمراجعة نقدية لكتبهم التي تتناول الموقف من الشيعة.
هناك خطر حقيقي من حدوث فتنة طائفية في الساحة الإسلامية واليد الأجنبية محرك أساسي وراء المحاولة لإحداث مثل هذه الفتنة لأنها مستفيدة من ذلك، وأدوات هذه الفتنة هم المتطرفون من كل فريق، وإن كان الفكر التكفيري يتحمل الوزر الأكبر من المسؤولية، لذا لا ينبغي أن يترك للمتطرفين أن يقودوا الجميع لنار الفتنة. الكل معني بوأد الفتنة وأولهم علماء الدين من كل فريق، فهل نرى لهم موقفاً جاداً لإطفاء نائرة الفتنة؟
كاتب كويتي
salahma@yahoo.com
في الأسبوع الماضي صدرت فتوى من قبل عالمين شيعيين كبيرين، الأول هو السيد علي الخامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، والثاني هو السيد محمد حسين فضل الله في لبنان، وهما من كبار مراجع التقليد لدى الشيعة في الوقت الحالي، وكلتا الفتويين تتعلقان بموضوع واحد، وهو «تحريم التعرض للصحابة تحت أي عنوان كان».
هذا التزامن في بيان الموقف من هذه القضية الحساسة وبصيغة فتوى تحريم صارمة ذات دلالة مهمة على أن هناك من يريد لهذه القضية أن تكون ذريعة لاستعداء السنة ضد الشيعة بزعم أن الشيعة يتعرضون إلى رموز أهل السنة، ولعل كثرة الملصقات المنتشرة في كل مكان بخصوص هذا الموضوع هي نوع من الاستفزاز المتعمد. وفي المقابل هناك من يريد أن يستعدي الشيعة ضد السنة بزعم أن بعض علمائهم يفتون بتكفير الشيعة.
الواقع أن كلتا القضيتين بمعناهما الدقيق غير صحيح، فالتعرض للصحابة ليس من أدبيات أئمة أهل البيت وهم أهل عصمة لدى الشيعة، وإن ما يحدث من تعرض هو حالة شاذة حتى وإن وردت في كتب بعض المتعصبين من علماء الشيعة، وحتى لو صدرت من بعض الجهال من عوامهم، إلا أن الخط العام للفكر الشيعي لا يقر التعريض بالصحابة، وهذا لا ينفي عدم وجود اختلاف في تفسير الأحداث التي وقعت في عهد الصحابة، إلا أن هذا الاختلاف لا يصل إلى حد التعرض إلى رموز دينية محترمة من قبل المسلمين، والتعرض لهم لا بد أن يحدث شرخاً في الوحدة بين المسلمين التي يؤكد عليها أئمة أهل البيت، ولعل الدعوة التي أطلقها الشيخ حسن الصفار لإجراء مراجعة نقدية لبعض كتاب التراث الشيعي تصب في هذا المنحى.
في مقابل محاولة استعداء السنة ضد الشيعة بحجة التعرض للصحابة فإن هناك من يريد أن يستعدي الشيعة ضد السنة بزعم أن الضحايا الذين يسقطون من الشيعة في العراق أثناء المناسبات الدينية لدى الشيعة إنما يسقطون بفعل فتاوى بعض علماء أهل السنة الذين يفتون بتكفير الشيعة، وهذا أمر مبالغ فيه أيضاً.
والحقيقة أن من يفتي بذلك هم قلة قليلة من العلماء المتطرفين، ولكن المشكلة أن هذه القلة مهيمنة - بفعل عوامل عدة - على الخطاب والموقف السني تجاه الشيعة، وهذه الفتاوى التحريضية تظهر للشيعة كما لو أن كل السنة يفتون بتكفيرهم مع أن ذلك غير صحيح، وكما أن على علماء الشيعة مراجعة كتب التراث لديهم فإن علماء السنة معنيون أيضاً بمراجعة نقدية لكتبهم التي تتناول الموقف من الشيعة.
هناك خطر حقيقي من حدوث فتنة طائفية في الساحة الإسلامية واليد الأجنبية محرك أساسي وراء المحاولة لإحداث مثل هذه الفتنة لأنها مستفيدة من ذلك، وأدوات هذه الفتنة هم المتطرفون من كل فريق، وإن كان الفكر التكفيري يتحمل الوزر الأكبر من المسؤولية، لذا لا ينبغي أن يترك للمتطرفين أن يقودوا الجميع لنار الفتنة. الكل معني بوأد الفتنة وأولهم علماء الدين من كل فريق، فهل نرى لهم موقفاً جاداً لإطفاء نائرة الفتنة؟
كاتب كويتي