المهدى
07-04-2004, 09:08 AM
عبدالله خلف التيلجى – كاتب كويتى
«الشعب العراقي اليوم كمجنون بني عامر يلعن صداما ما دام لا يراه ولا يسمعه.. فان رآه او سمعه، تحول في احسن الظروف الى مجنون بني عامر، لكي ينجو بحياته، وليس اسوأ ما في طغاة العراق الذين نرجو ان يكون صدام اخرهم.. اقول ليس اسوأ ما فيهم طغيانهم ومغامراتهم، بل قتلهم روح هذا الشعب البطل».
(خالد محمد خالد) في كتابه ازمة الخليج.
لا يزال الشعب العراقي خائفا من خروج صدام تراوده عقدة من الحلفاء الذين حطموا الكثير من آلته العسكرية وضربوا مواقع في العراق ثم اطلقوا يديه ليبيد ما يقارب المليون داخل العراق لاجل اخماد الانتفاضة، الثورة الكبرى الثانية بعد ثورة العشرين.
لا يزال الخوف يراود اهل العراق من صدام الغائب.. مصنعه لصنع التماثيل والنصب لايزال قائما. معظم تماثيله وصوره العالية لا زالت قائمة، صوره في الوزارات والمدارس لم تقلع بعد.
ويتساءل الشعب هل هو في الداخل ام في الخارج على مقربة منه هناك من يقول منهم انهم لا يصدقون زواله الا بعد ان يروه رؤية العين ولا يشفى غليلهم الا اذا سلم اليهم حيا او ميتا ليجروا عليه عقوبة العراق المشهورة «السحل».
وفي ظل الدبابات الامريكية والانجليزية سيتحركون بحذر لاقرار مصيرهم وانتخاب من يرتضونه.
والسؤال المحير الذي تردد في ازمنة التاريخ من هو الذي يكسب رضاهم ان كان صالحا وعادلا فلا هيبة له وان كان ورعا وتقيا فهو لعبة وان كان بمفهوم العصر ديموقراطيا فويل له من اهل العراق.
منذ ان اقتحمت قوات الحلفاء بغداد وهي تواجه جماعات يطلبون منها الرحيل وهل حقا هم يطلبون ذلك.. فلو رحلوا وهذه امنية قائمة ساعتها سيخرج صدام وعدي وقصي وازلامه ويعود الزمن العراقي الى ثلاثة عقود.
احقا العراقيون يطالبون بخروج الحلفاء ومعظم التماثيل والاصنام لا زالت على قواعدها ام يتظاهر البعض الذي اعتاد ان يسيء الى العادل ويخضع ويخنع امام الطاغي... شعب وضع له دراسة دقيقة ومستفيضة عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي استاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد في مجموعة مؤلفاته منها (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي)، وله كتاب اخر هو (شخصية الفرد العراقي) يقول الدكتور الوردي: «ان المجتمع العراقي يعاني من الازدواجية الشخصية هو وديع وجبان امام الحاكم الطاغية الذي يذبح ويقتل فيهم وهو دون غيره متمرد ومتنمر ومتسلط على الحاكم العادل الورع...».
الان جاء دور الطرح الديموقراطي واختيار حكومة له.. الحكومات السابقة بعد العهد الاسلامي الاول جاءت دون اختياره ومن يقرأ «موسوعة العذاب» التي كتبها الاستاذ عبود الشالجي في ستة اجزاء يدرك تلك الازدواجية في الشخصية العراقية كيف يسكن ويخفض جناح الذل للظالم الطاغي، ويستأسد امام العادل المنصف.
الانجليز درسوا هذا الشعب فوضعوا لهم حاجزا واقيا ولم يواجهوا الشعب العراقي مباشرة بل جعلوا رجال العشائر الوسيط.
وهكذا عملوا الآن في البصرة والجنوب والامريكان يتوغلون فيهم لعرض الديموقراطية.
ولاخذ آرائهم في ادارة حكم البلاد وهم مختلفون منذ اول يوم حيث تقاتل الشيعة والشيعة في اقدس مكان لهم وعلى قبر الامام علي عليه السلام دون ادنى احترام له وتساقط القتلى.. وتأتي بعد ذلك فئات وطوائف كل فئة تريد ان تمسك بزمام الامر وان لم يتهيأ لها ذلك فانها تفضل ان يأتي الاسوأ ولو كان الشيطان، حيرة الحلفاء اليوم عايشها الانجليز سنة 1920 بعد ثورة العشرين عندما طلب الشعب العراقي ان تكون له حكومة وطنية.. فرشح لاهل العراق من كل اعراقه وملله ونحلله وعشائره، فلم ترضهم كل الاختيارات:
☩ المرشح الاول السيد طالب النقيب وكان يمني نفسه ان تكون له امارة البصرة مستقلة.
☩ المرشح الثاني: عبدالرحمن الكيلاني نقيب اشراف بغداد ورئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة وكان في شيخوخة ويعاني الامراض.
☩ المرشح الثالث: عبدالهادي باشا العمري رئيس الاسرة العمرية في الموصل.
☩ المرشح الرابع: من اصول السلاطين العثمانيين يناصره اهل كركوك والاتراك في العراق في الاقضية التركمانية.
☩ ورشح والي بشتكوه الايراني وله اتباع قلائل من اصول ايرانية وخرج الاختيار خارج العراق ليحتوي عربا وغير عرب.
☩ والغريب ان من المرشحين لحكم العراق «اغاخان» الزعيم الهندي رئيس طائفة الاسماعيلية..
☩ وطلبوا من الشعب ان يختار احد امراء الاسرة المالكة في مصر او احد امراء الاسرة السعودية من ابناء الملك عبدالعزيز بن سعود.
يقول الدكتور عبدالرحمن البزار في كتابه «العراق من الاحتلال حتى الاستقلال» «إن امكانية شيخ المحمرة الشيخ خزعل كانت اوفر حظا لسخائه وكرمه وغناه وصلته المذهبية في جنوب العراق جعلت نجاحه في الحصول على عرش العراق اكثر احتمالا» ولكن الانجليز ابعدوا هذا الاختيار لكي لا يكون الحكم في يد الغالبية العظمى وحرصا على عقوبتهم بعد ثورة العشرين الكبرى وأججوا الخلافات حتى انصرف الشعب عن الاختيارات المحلية وجاؤا حسب الاختيار الانجليزي من الخارج بالملك فيصل الاول.
الاقتراح كان من ارنولد ولسون. وتم ترشيح فيصل بصورة نهائية في مؤتمر القاهرة برئاسة وستن تشرشل وزير المستعمرات آنذاك في 12/3/1921 واعتمده البرلمان البريطاني.
الشعب العراقي يعيش حيرة تلك الفترة وزاده خوف ورعب عهد صدام وهل يقبل ان يعيش زمنا بلا رعب؟ وهل يحترم بعد ذلك حاكما ساكنا هادئا وعادلا لا يثير فيه الرعب؟
على الامريكان مراجعة تاريخ الحكم الانجليزي في العراق وتاريخ العشائر الذي كتبوه ونظام محاكمتهم وطرق اعادتهم للزراعة التي هجروها وصرفهم عن المقاهي ليعودا الى الزراعة والاعمال المهنية التي يرون فيها العيب والعار.
«الشعب العراقي اليوم كمجنون بني عامر يلعن صداما ما دام لا يراه ولا يسمعه.. فان رآه او سمعه، تحول في احسن الظروف الى مجنون بني عامر، لكي ينجو بحياته، وليس اسوأ ما في طغاة العراق الذين نرجو ان يكون صدام اخرهم.. اقول ليس اسوأ ما فيهم طغيانهم ومغامراتهم، بل قتلهم روح هذا الشعب البطل».
(خالد محمد خالد) في كتابه ازمة الخليج.
لا يزال الشعب العراقي خائفا من خروج صدام تراوده عقدة من الحلفاء الذين حطموا الكثير من آلته العسكرية وضربوا مواقع في العراق ثم اطلقوا يديه ليبيد ما يقارب المليون داخل العراق لاجل اخماد الانتفاضة، الثورة الكبرى الثانية بعد ثورة العشرين.
لا يزال الخوف يراود اهل العراق من صدام الغائب.. مصنعه لصنع التماثيل والنصب لايزال قائما. معظم تماثيله وصوره العالية لا زالت قائمة، صوره في الوزارات والمدارس لم تقلع بعد.
ويتساءل الشعب هل هو في الداخل ام في الخارج على مقربة منه هناك من يقول منهم انهم لا يصدقون زواله الا بعد ان يروه رؤية العين ولا يشفى غليلهم الا اذا سلم اليهم حيا او ميتا ليجروا عليه عقوبة العراق المشهورة «السحل».
وفي ظل الدبابات الامريكية والانجليزية سيتحركون بحذر لاقرار مصيرهم وانتخاب من يرتضونه.
والسؤال المحير الذي تردد في ازمنة التاريخ من هو الذي يكسب رضاهم ان كان صالحا وعادلا فلا هيبة له وان كان ورعا وتقيا فهو لعبة وان كان بمفهوم العصر ديموقراطيا فويل له من اهل العراق.
منذ ان اقتحمت قوات الحلفاء بغداد وهي تواجه جماعات يطلبون منها الرحيل وهل حقا هم يطلبون ذلك.. فلو رحلوا وهذه امنية قائمة ساعتها سيخرج صدام وعدي وقصي وازلامه ويعود الزمن العراقي الى ثلاثة عقود.
احقا العراقيون يطالبون بخروج الحلفاء ومعظم التماثيل والاصنام لا زالت على قواعدها ام يتظاهر البعض الذي اعتاد ان يسيء الى العادل ويخضع ويخنع امام الطاغي... شعب وضع له دراسة دقيقة ومستفيضة عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي استاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد في مجموعة مؤلفاته منها (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي)، وله كتاب اخر هو (شخصية الفرد العراقي) يقول الدكتور الوردي: «ان المجتمع العراقي يعاني من الازدواجية الشخصية هو وديع وجبان امام الحاكم الطاغية الذي يذبح ويقتل فيهم وهو دون غيره متمرد ومتنمر ومتسلط على الحاكم العادل الورع...».
الان جاء دور الطرح الديموقراطي واختيار حكومة له.. الحكومات السابقة بعد العهد الاسلامي الاول جاءت دون اختياره ومن يقرأ «موسوعة العذاب» التي كتبها الاستاذ عبود الشالجي في ستة اجزاء يدرك تلك الازدواجية في الشخصية العراقية كيف يسكن ويخفض جناح الذل للظالم الطاغي، ويستأسد امام العادل المنصف.
الانجليز درسوا هذا الشعب فوضعوا لهم حاجزا واقيا ولم يواجهوا الشعب العراقي مباشرة بل جعلوا رجال العشائر الوسيط.
وهكذا عملوا الآن في البصرة والجنوب والامريكان يتوغلون فيهم لعرض الديموقراطية.
ولاخذ آرائهم في ادارة حكم البلاد وهم مختلفون منذ اول يوم حيث تقاتل الشيعة والشيعة في اقدس مكان لهم وعلى قبر الامام علي عليه السلام دون ادنى احترام له وتساقط القتلى.. وتأتي بعد ذلك فئات وطوائف كل فئة تريد ان تمسك بزمام الامر وان لم يتهيأ لها ذلك فانها تفضل ان يأتي الاسوأ ولو كان الشيطان، حيرة الحلفاء اليوم عايشها الانجليز سنة 1920 بعد ثورة العشرين عندما طلب الشعب العراقي ان تكون له حكومة وطنية.. فرشح لاهل العراق من كل اعراقه وملله ونحلله وعشائره، فلم ترضهم كل الاختيارات:
☩ المرشح الاول السيد طالب النقيب وكان يمني نفسه ان تكون له امارة البصرة مستقلة.
☩ المرشح الثاني: عبدالرحمن الكيلاني نقيب اشراف بغداد ورئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة وكان في شيخوخة ويعاني الامراض.
☩ المرشح الثالث: عبدالهادي باشا العمري رئيس الاسرة العمرية في الموصل.
☩ المرشح الرابع: من اصول السلاطين العثمانيين يناصره اهل كركوك والاتراك في العراق في الاقضية التركمانية.
☩ ورشح والي بشتكوه الايراني وله اتباع قلائل من اصول ايرانية وخرج الاختيار خارج العراق ليحتوي عربا وغير عرب.
☩ والغريب ان من المرشحين لحكم العراق «اغاخان» الزعيم الهندي رئيس طائفة الاسماعيلية..
☩ وطلبوا من الشعب ان يختار احد امراء الاسرة المالكة في مصر او احد امراء الاسرة السعودية من ابناء الملك عبدالعزيز بن سعود.
يقول الدكتور عبدالرحمن البزار في كتابه «العراق من الاحتلال حتى الاستقلال» «إن امكانية شيخ المحمرة الشيخ خزعل كانت اوفر حظا لسخائه وكرمه وغناه وصلته المذهبية في جنوب العراق جعلت نجاحه في الحصول على عرش العراق اكثر احتمالا» ولكن الانجليز ابعدوا هذا الاختيار لكي لا يكون الحكم في يد الغالبية العظمى وحرصا على عقوبتهم بعد ثورة العشرين الكبرى وأججوا الخلافات حتى انصرف الشعب عن الاختيارات المحلية وجاؤا حسب الاختيار الانجليزي من الخارج بالملك فيصل الاول.
الاقتراح كان من ارنولد ولسون. وتم ترشيح فيصل بصورة نهائية في مؤتمر القاهرة برئاسة وستن تشرشل وزير المستعمرات آنذاك في 12/3/1921 واعتمده البرلمان البريطاني.
الشعب العراقي يعيش حيرة تلك الفترة وزاده خوف ورعب عهد صدام وهل يقبل ان يعيش زمنا بلا رعب؟ وهل يحترم بعد ذلك حاكما ساكنا هادئا وعادلا لا يثير فيه الرعب؟
على الامريكان مراجعة تاريخ الحكم الانجليزي في العراق وتاريخ العشائر الذي كتبوه ونظام محاكمتهم وطرق اعادتهم للزراعة التي هجروها وصرفهم عن المقاهي ليعودا الى الزراعة والاعمال المهنية التي يرون فيها العيب والعار.