المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطالبة في سكسونيا السفلى بسحب الجنسية من هتلر



فاتن
03-16-2007, 12:07 AM
ألمان: ما أظلمها النمسا.. رمت إلينا الفوهرر وأخذت منا موتسارت


فيينا: بثينة عبد الرحمن كولون (ألمانيا)
ماجد الخطيب



ثمة مناكفات بين الشعوب، لاسيما الجيران منهم. وأشهر المتناكفين، النمساويون والألمان، ممن تجمعهم الحدود واللغة والثقافة والتاريخ، لا سيما أن كثيرا من الألمان غالبا ما يتهمون النمساويين، في تحسر، بأنهم رموا بـ«أسوأ» أبنائهم إلى ألمانيا فيما اخذوا «خير» ما ولدت، وذلك في إشارة إلى هتلر وموتسارت، إذ يصر الألمان على أن هتلر نمساوي فيما يعتبرون أن موتسارت ألماني. لكن يبدو أن الأمر عند بعض الساسة الألمان من أعضاء الحزب الاشتراكي في إقليم سكسونيا السفلى قد تعدى مرحلة المناكفة إلى حيز إجراءات قانونية سعوا إليها أخيرا، بهدف سحب الجنسية الألمانية من الزعيم النازي وتجريده منها، حتى يعود نمساويا بالميلاد .

وتستند تلك المجموعة من النواب على حقائق تاريخية غير بعيدة في سجلات التاريخ، وتحاول، في ما تدّعي،إصلاح «خطأ جسيم» ارتكبه بعض أعضاء سابقين للحزب، يعود إلى مطلع ثلاثينات القرن الماضي، وعلى وجه التحديد 1932 عندما ساندت قيادات سياسية هتلر للحصول على الجنسية الألمانية، الأمر الذي مكنه من الصعود، كمواطن ألماني، إلى قمة السلطة.

وردا على ما أثاره أخيرا نواب الحزب الديمقراطي الاشتراكي في سكسونيا السفلى بسبب طلبهم إلغاء الجنسية الألمانية عن القائد النازي أدولف هتلر (بعد 62 سنة من وفاة النمساوي الأصل هتلر وبعد 75 سنة من منحه الجنسية الألمانية)، قال وزير الداخلية المحلي اوفه شونمان، من الحزب الديمقراطي المسيحي إن القوانين الألمانية لا تسمح بإسقاط المواطنة عن إنسان بعد 60 سنة من موته.

وعبر شونمان عن مخاوفه من النتائج التي قد تترتب على سحب جنسية هتلر، وقال إن الكثيرين سيفسرون الخطوة كمحاولة للتنصل من الماضي وإلقاء كافة الجرائم على هتلر. وأيده بذلك غيرد بريغل، رئيس المتحف التاريخي، حيث يتم الاحتفاظ بجنسية هتلر، بقوله إن إلغاء الجنسية عن هتلر لن يزيح نسخة الجنسية الأصلية من المتحف. وأضاف بريغل أن ملف أي إنسان، مهما كانت جرائمه، يغلق نهائيا بعد موته. وتقول الوقائع التاريخية إن هتلر ولد في منطقة براوناو النمساوية.

وقد دخل ألمانيا، أول ما دخل، بجواز سفر نمساوي رقم 6537. وحتى عام 1920 لم يكن أكثر من شاب فقير يهتم كثيرا بالأدب والفنون، وإن كانت دواخله، لدى كثير من المؤرخين، تموج بالطموح والحماس السياسي. وفي برلين، التي انتقل إليها ثم رحل منها لأسباب تتعلق بإقامته بصورة غير قانونية، أعيد 1923 ليسجن في بلاده بعقوبة أعلنها القاضي خمس سنوات لكنه لم يقض منها غير عام واحد بسجنه بقلعة لاندسبيرغ .

وبعد عام عاد هتلر مرة اخرى إلى برلين عازما على أن يحصل على الجنسية الالمانية حتى لا تكون هناك أي امكانية لترحيله مرة أخرى، وليتسنى له الانخراط في نشاطات سياسية، خاصة أن مؤهلاته كسياسي وخطيب مفوه وجدت من يرعاها من أصدقائه من القيادة «المتمكنة» آنذاك. وكان أن تقدم بطلب رسمي يطلب فيه التخلي عن جنسيته النمساوية ليعيش لمدة سبعة أعوام دون جنسية إلى أن تسنى له التجنس بالألمانية. وكانت تلك بداية مسيرته الرسمية والظاهرة كزعيم ألماني، إذ قدم بعد عام واحد فقط لوظيفة مستشار للحكومة. ثم تنقل صاعدا إلى أن أصبح القائد الألماني الذي لا يقاوم، بل زعيما للأمة ورئيسا لدولة الرايخ النازية التي جرت العالم لحرب كونية .