فاتن
03-13-2007, 07:22 AM
خاتمي ينصح أحمدي نجاد بالابتعاد عن «الاستفزاز» لحل الأزمة النووية
اعتبر أن التفاوض مع الولايات المتحدة لم يعد من «المحرمات»
طهران ـ لندن: «الشرق الأوسط»
انضم الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الى الاصوات المطالبة بحل دبلوماسي للأزمة النووية، ناصحاً الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالابتعاد عن «الاستفزاز» في نقد مبطن لسياسته الخارجية التي تزيد من عزلة إيران، وذلك مع بدء مجلس الأمن مشاورات حول فرض عقوبات جديدة عليها.
ودعا الرئيس الإيراني الاصلاحي السابق خلفه المتشدد لإيجاد تسوية وتفادي الأزمة مع المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الايراني، على ما أوردت وسائل الاعلام الايرانية أمس. وطالب خاتمي الذي تولى الرئاسة الايرانية بين 1997 و2005 الرئيس الحالي بتقديم تنازلات بشأن الملف النووي المثير للجدل وتجنب صدور قرار ثان من مجلس الأمن الدولي يشدد العقوبات المفروضة على طهران.
وقال خاتمي في حديث للصحيفة الاقتصادية الايرانية «صنعت وتوسعه» (الصناعة والتنمية): «اعتقد أن علينا أن ندفع ثمناً ما شجاعاً لإجراء مفاوضات والا نتوجه الى أزمة، ومن أجل ضمان الحقوق (ايران) للمستقبل». وأضاف في تدخل مباشر نادر في سياسة بلاده «علينا ان نحاول منع صدور قرار جديد». ولكنه لم يذكر اي ايضاحات عن «الثمن» الذي تحدث عنه. وبالرغم من ان خاتمي لم يذكر الرئيس او الحكومة بالاسم، فان تصريحاته اعتبرت بمثابة تحذير للرئيس محمود احمدي نجاد الذي يتعرض اصلا لانتقادات في البرلمان والصحافة لسياساته المتسمة بالتحدي.
وقد عرض الغربيون على ايران بدء مفاوضات حول برنامجها النووي ترافقه اجراءات تحفيزية، شرط ان تعلق تخصيب اليورانيوم. وأكدت الولايات المتحدة مراراً أن التفاوض مع ايران ممكن، اذا اوقفت طهران انشطتها النووية الحساسة، الأمر الذي رفضته ايران بإصرار.
ولمح خاتمي الذي يتبنى مواقف اكثر اعتدالا، الى اهمية تجنب الاستفزاز والعمل بحذر في ادارة الملف والقضايا الاقليمية، مما يتعارض مع مواقف احمدي نجاد الذي أكد تكراراً بلهجة حاسمة ان البرنامج النووي سيتواصل. وقال خاتمي: «نستطيع ان نتجنب الأزمة بالتحفظ والشجاعة. في الملف النووي والقضايا الاقليمية، خصوصا العراق، علينا العمل بحذر وعدم الاستفزاز». ويتهم أحمدي نجاد في الصحافة باستخدام لهجة استفزازية خصوصا عندما قارن برنامج ايران النووي بـ«قطار من دون مكابح».
وقال خاتمي في الحديث الذي نشرته صحيفة «آينده نو» (المستقبل الجديد) الاصلاحية «علينا ان نكون يقظين وحذرين، لأن الأزمة ستضر كثيراً ايران كما انها ستسيء للولايات المتحدة والمنطقة أيضا».
وهذا التصريح يتعارض مع الصمت النسبي الذي لزمه خاتمي منذ انتخاب احمدي نجاد في يونيو (حزيران) 2005، إذ انه قلما أدلى بتصريحات يمكن اعتبارها بمثابة انتقاد للحكومة؛ فمنذ تسليمه مقاليد الرئاسة الى احمدي نجاد بقي خاتمي حتى الآن بعيدا بوجه عام عن الحياة السياسية، مكرساً وقته للعمل على رأس مركز للحوار بين الحضارات.
ونفى الرئيس السابق بقوة ان تكون ايران تسعى لاقتناء السلاح النووي، قائلا: «بالتأكيد لا نريد انتاج سلاح ذري، لكن البعض قلقون من انتشار اسلحة نووية». ويعبر تصريح خاتمي عن القلق المتنامي لدى بعض الأوساط الايرانية تجاه ثمن الموقف التي ستدفعه طهران بشأن الملف النووي.
كما ان بعض الصحف لم تنظر بعين الرضا الى نية احمدي نجاد بالمشاركة في الاجتماع المقبل لمجلس الامن الدولي الذي سيبحث في الملف النووي الايراني. وتساءلت صحيفة «طهران امروز» (طهران اليوم) عن جدوى هذه الزيارة، قائلة: «فيما قال الرئيس مئات المرات ان قرارات المجلس لا تساوي شيئا بالنسبة لنا». ونصحت صحيفة «افتاب يزد» (شمس يزد) الرئيس بأن يقوم اخصائيون بصياغة كلمته المحتملة، في اشارة الى الحاجة الى تصريحات اقل إثارة من تلك التي يعتمدها أحمدي نجاد.
من جهة اخرى، اعتبر خاتمي، أمس، ان التفاوض مع الولايات المتحدة لم يعد من المحرمات، وذلك بعد انعقاد المؤتمر الدولي حول أمن العراق. ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية عن خاتمي، قوله خلال لقاء مع اعضاء جمعية الصحافيين الايرانيين: «اليوم سقط أحد المحرمات، مما يمهد لتسوية المشاكل بكلفة أقل ارتفاعا مع أخذ مصالح البلد في الاعتبار». وجلس الايرانيون والأميركيون الى الطاولة نفسها السبت الماضي في المؤتمر الدولي حول أمن العراق، وجرت بين الفريقين اتصالات مباشرة في اطار المحادثات المتعددة الأطراف. يذكر ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 1980. وجرت آخر اتصالات مباشرة بين أميركيين وإيرانيين خلال مؤتمر بون حول افغانستان عام 2001 بعد سقوط نظام طالبان في هذا البلد.
من جهتها، شككت الولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي بشأن رغبة أحمدي نجاد في التحدث أمام المجلس دفاعا عن خطط ايران النووية المدنية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي: «لست واثقاً بشأن جدوى ذلك». وأضاف كيسي، أمس، أن «القضية هنا ليست توضيح حق ايران المفترض في الحصول على طاقة نووية مدنية، بل القضية هنا هي التصدي لبواعث قلق المجتمع الدولي بشأن برنامج إيران النووي وسعيها للحصول على أسلحة نووية».
اعتبر أن التفاوض مع الولايات المتحدة لم يعد من «المحرمات»
طهران ـ لندن: «الشرق الأوسط»
انضم الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الى الاصوات المطالبة بحل دبلوماسي للأزمة النووية، ناصحاً الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالابتعاد عن «الاستفزاز» في نقد مبطن لسياسته الخارجية التي تزيد من عزلة إيران، وذلك مع بدء مجلس الأمن مشاورات حول فرض عقوبات جديدة عليها.
ودعا الرئيس الإيراني الاصلاحي السابق خلفه المتشدد لإيجاد تسوية وتفادي الأزمة مع المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الايراني، على ما أوردت وسائل الاعلام الايرانية أمس. وطالب خاتمي الذي تولى الرئاسة الايرانية بين 1997 و2005 الرئيس الحالي بتقديم تنازلات بشأن الملف النووي المثير للجدل وتجنب صدور قرار ثان من مجلس الأمن الدولي يشدد العقوبات المفروضة على طهران.
وقال خاتمي في حديث للصحيفة الاقتصادية الايرانية «صنعت وتوسعه» (الصناعة والتنمية): «اعتقد أن علينا أن ندفع ثمناً ما شجاعاً لإجراء مفاوضات والا نتوجه الى أزمة، ومن أجل ضمان الحقوق (ايران) للمستقبل». وأضاف في تدخل مباشر نادر في سياسة بلاده «علينا ان نحاول منع صدور قرار جديد». ولكنه لم يذكر اي ايضاحات عن «الثمن» الذي تحدث عنه. وبالرغم من ان خاتمي لم يذكر الرئيس او الحكومة بالاسم، فان تصريحاته اعتبرت بمثابة تحذير للرئيس محمود احمدي نجاد الذي يتعرض اصلا لانتقادات في البرلمان والصحافة لسياساته المتسمة بالتحدي.
وقد عرض الغربيون على ايران بدء مفاوضات حول برنامجها النووي ترافقه اجراءات تحفيزية، شرط ان تعلق تخصيب اليورانيوم. وأكدت الولايات المتحدة مراراً أن التفاوض مع ايران ممكن، اذا اوقفت طهران انشطتها النووية الحساسة، الأمر الذي رفضته ايران بإصرار.
ولمح خاتمي الذي يتبنى مواقف اكثر اعتدالا، الى اهمية تجنب الاستفزاز والعمل بحذر في ادارة الملف والقضايا الاقليمية، مما يتعارض مع مواقف احمدي نجاد الذي أكد تكراراً بلهجة حاسمة ان البرنامج النووي سيتواصل. وقال خاتمي: «نستطيع ان نتجنب الأزمة بالتحفظ والشجاعة. في الملف النووي والقضايا الاقليمية، خصوصا العراق، علينا العمل بحذر وعدم الاستفزاز». ويتهم أحمدي نجاد في الصحافة باستخدام لهجة استفزازية خصوصا عندما قارن برنامج ايران النووي بـ«قطار من دون مكابح».
وقال خاتمي في الحديث الذي نشرته صحيفة «آينده نو» (المستقبل الجديد) الاصلاحية «علينا ان نكون يقظين وحذرين، لأن الأزمة ستضر كثيراً ايران كما انها ستسيء للولايات المتحدة والمنطقة أيضا».
وهذا التصريح يتعارض مع الصمت النسبي الذي لزمه خاتمي منذ انتخاب احمدي نجاد في يونيو (حزيران) 2005، إذ انه قلما أدلى بتصريحات يمكن اعتبارها بمثابة انتقاد للحكومة؛ فمنذ تسليمه مقاليد الرئاسة الى احمدي نجاد بقي خاتمي حتى الآن بعيدا بوجه عام عن الحياة السياسية، مكرساً وقته للعمل على رأس مركز للحوار بين الحضارات.
ونفى الرئيس السابق بقوة ان تكون ايران تسعى لاقتناء السلاح النووي، قائلا: «بالتأكيد لا نريد انتاج سلاح ذري، لكن البعض قلقون من انتشار اسلحة نووية». ويعبر تصريح خاتمي عن القلق المتنامي لدى بعض الأوساط الايرانية تجاه ثمن الموقف التي ستدفعه طهران بشأن الملف النووي.
كما ان بعض الصحف لم تنظر بعين الرضا الى نية احمدي نجاد بالمشاركة في الاجتماع المقبل لمجلس الامن الدولي الذي سيبحث في الملف النووي الايراني. وتساءلت صحيفة «طهران امروز» (طهران اليوم) عن جدوى هذه الزيارة، قائلة: «فيما قال الرئيس مئات المرات ان قرارات المجلس لا تساوي شيئا بالنسبة لنا». ونصحت صحيفة «افتاب يزد» (شمس يزد) الرئيس بأن يقوم اخصائيون بصياغة كلمته المحتملة، في اشارة الى الحاجة الى تصريحات اقل إثارة من تلك التي يعتمدها أحمدي نجاد.
من جهة اخرى، اعتبر خاتمي، أمس، ان التفاوض مع الولايات المتحدة لم يعد من المحرمات، وذلك بعد انعقاد المؤتمر الدولي حول أمن العراق. ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية عن خاتمي، قوله خلال لقاء مع اعضاء جمعية الصحافيين الايرانيين: «اليوم سقط أحد المحرمات، مما يمهد لتسوية المشاكل بكلفة أقل ارتفاعا مع أخذ مصالح البلد في الاعتبار». وجلس الايرانيون والأميركيون الى الطاولة نفسها السبت الماضي في المؤتمر الدولي حول أمن العراق، وجرت بين الفريقين اتصالات مباشرة في اطار المحادثات المتعددة الأطراف. يذكر ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 1980. وجرت آخر اتصالات مباشرة بين أميركيين وإيرانيين خلال مؤتمر بون حول افغانستان عام 2001 بعد سقوط نظام طالبان في هذا البلد.
من جهتها، شككت الولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي بشأن رغبة أحمدي نجاد في التحدث أمام المجلس دفاعا عن خطط ايران النووية المدنية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية توم كيسي: «لست واثقاً بشأن جدوى ذلك». وأضاف كيسي، أمس، أن «القضية هنا ليست توضيح حق ايران المفترض في الحصول على طاقة نووية مدنية، بل القضية هنا هي التصدي لبواعث قلق المجتمع الدولي بشأن برنامج إيران النووي وسعيها للحصول على أسلحة نووية».