المهدى
03-12-2007, 03:55 PM
مظاهر الأبنية المهجورة تعم العاصمة.. والعنف دفع أصحابها لتركها من دون حراسة
بغداد: حيدر نجم
زادت في الآونة الأخيرة مظاهر الأبنية والمنازل المهجورة والمهدمة او التي تركها أصحابها رغما عنهم بسب التهديدات التي وصلتهم من الجماعات المسلحة والميليشيات التي طالبتهم بترك منازلهم أو مطاعمهم او عماراتهم التي يملكونها لا لشيء فقط لكونهم من طائفة غير الطائفة التي تنتمي اليها تلك الجماعات او الميليشيات أو هربا من أعمال العنف والتفجيرات التي شهدتها مناطقهم، التي كانت تعد في السابق من أشهر مناطق العاصمة بغداد وأرقاها من حيث مستوى الخدمات المقدمة اليها ومستوى ساكنيها المادي والتعليمي.
ومن هذه المناطق؛ الخضراء والمنصور واليرموك والغزالية والجادرية وساحة الواثق والعرصات وزيونة والعلوية وشارع فلسطين والاعظمية. وقال عدد من سكان هذه المناطق لـ«الشرق الأوسط» إن مظاهر الابنية المهجورة بدت واضحة للعيان منذ عام تقريبا وبالتحديد بعد تفجيرات سامراء في فبراير (شباط) من العام الماضي وما أعقبها من احداث عنف انتقامية شهدتها معظم مدن العراق؛ حيث قام عدد كبير من اصحاب المنازل الفخمة والعقارات الكبيرة بإغلاقها وتركها من دون اي حراسة تذكر هربا من الاوضاع المتفجرة عنفا التي طالت معظم مناطق بغداد، ومغادرة البلاد او الاستقرار في مدن ومناطق اخرى في احسن الاحوال.
والذي يتجول في مناطق وأحياء العاصمة بغداد سيرى الكثير من الابنية والعمارات المهجورة من ساكنيها والتي تضررت بفعل التفجيرات والأعمال المسلحة التي تشهدها معظم مناطق العاصمة، مما خلف أثرا سلبيا على واجهة تلك البنايات وهيكلها، وحتى المطاعم والفنادق اصبحت خاوية وخالية من زبائنها ونزلائها، مما اضطر اصحابها الى غلقها وتركها، فضلا عن أبنية وعقارات الدولة التي تعرضت للسلب والنهب والحرق بعد دخول القوات الاميركية للبلاد في ابريل (نيسان) 2003 وما زالت قائمة لغاية الآن من دون اي مسعى يذكر لوزارات الدولة ومؤسساتها في بذل الجهود لإعادة اعمار تلك البنايات.
نوري العبيدي، 61عاما، شرح سبب تركه للمجمع التجاري الذي كان يمتلكه في حي المنصور بجانب الكرخ من بغداد، حيث قال «ان العمليات والمواجهات المسلحة والتفجيرات التي كانت تحصل بالقرب من المجمع أضرت بي كثيرا وتسببت في خسارتي، ولم يعد الزبائن الدائميون لمجمعي يحضرون نهائيا بسبب مخاوفهم من الذي يحصل هنا، لذلك اجبرت على تسريح عدد كبير من العمال وبعدها اغلقت المجمع نهائيا».
وأوضح العبيدي، وهو أحد التجار القلائل الذين ما زالوا موجودين في العراق على الرغم من الهجرة الجماعية لغالبية التجار، انه انفق اكثر من عشرة ملايين دينار لترميم بناية المجمع وزجاجها بعد ان تعرضا للدمار والكسر لأكثر من مرة، مشيرا الى ان بناية المجمع متروكة منذ زمن وقد ملأتها الاتربة والنفايات في الوقت الحاضر، ولا يوجد أي أمل لعودة الحياة للمجمع في المستقبل القريب. فنادق ومطاعم كثيرة اغلقت أبوابها بسبب الاوضاع الامنية السيئة كفندق ومطعم ايكال الكائن في ساحة الواثق وفندق التساهل ومطعم الشامل الحديث في شارع النضال ومطعم الساعة في المنصور ومطعم السهل الاخضر في الاعظمية، فضلا عن فنادق ومطاعم أخرى وبدرجات مختلفة اغلقت بسبب هجرة زبائنها وحظر التجوال الذي أجبر الكثير منهم على ملازمة منازلهم.
أبو سعد، 54 عاما، صاحب عقار مكون من اربعة طوابق، كان يسكن فيه هو وولداه سعد ورعد المتزوجان والذي يسكن كل واحد منهما في طابق والطابق الارضي عبارة عن محلات تجارية، لأنه عقار واقع في شارع تجاري في منطقة الاعظمية شمال بغداد، كشف عن تلقيه تهديدات مباشرة من قبل جماعات مسلحة حاولت ابتزازه مرارا، مما اضطره لترك العقار من دون أي حراسة ، بعد ترك حارس البناية وظيفته بسبب تهديد تلك الجماعات له بالقتل اذا لم يترك المنطقة بأسرها لأنه شيعي. وقال ابو سعد «أجبرت على ترك العقار الذي امتلكه منذ عقود، ولا أعلم ما حل به.
فلم ادخل المنطقة منذ تهجيري منها، وعلمت أن معظم الابنية المتروكة في المنطقة تم اشغالها من قبل المهجرين من مناطق اخرى واستحوذوا على ما موجود فيها من أثاث وممتلكات عائدة لأصحابها الاصليين». وأوضح انه هناك مجموعة من ابناء المنطقة تركوا منازلهم الفاخرة وغادروا البلاد بسبب أعمال العنف والتفجيرات التي أثرت وبشكل واضح على بيوتهم وأدت الى إحداث أضرار كبيرة ناجمة عن تلك التفجيرات، مؤكدا أن مظاهر العقارات والبنايات المهجورة اصبحت سمة غالبة لمعظم مناطق بغداد وخصوصا الراقية منها.
بنايات عديدة كانت مقرات لشركات ومصارف ومستشفيات هي الاخرى اغلقت أبوابها وأصبحت بنايات مهجورة ومتروكة اصبحت مرتعا للحيوانات والكلاب السائبة، وبعضها أصبح بيوتا للاشباح بحسب ما اكده سكان المنازل القريبة من تلك البنايات. سكان هذه المناطق أوضحوا أن عددا كبير من الابنية والعقارات خلت من ساكنيها وأصحابها الاصليين، وهي مهجورة الآن وبعضها تم اشغاله من قبل المهجرين الذين يرفضون العودة الى مناطقهم ووجدوا في هذه العقارات خير ملاذ يأويهم بعد ان هجروا من بيوتهم.
سرمد سعدي، 27 عاما، من سكان حي اليرموك، أكد وجود عشرات الأبنية والمنازل الفخمة والقصور التي هجرها اصحابها خوفا على حياتهم من عمليات القتل والاختطاف، مبينا أن تلك الابنية والقصور تركت من دون حراسة، وان الجيران يتكفلون بحمايتها. اما وهاب راضي، 43 عاما، من سكان شارع فلسطين بجانب الرصافة من بغداد، فقد أشار الى ان الكثير من العمارات التجارية والمحلات والمكاتب تم اغلاقها، بسبب النشاط التجاري المعدوم والذي انخفض بنسبة كبيرة مقارنة بمستواه في السابق، بسبب التفجيرات والعمليات المسلحة التي تحصل في هذا الشارع التجاري.
بغداد: حيدر نجم
زادت في الآونة الأخيرة مظاهر الأبنية والمنازل المهجورة والمهدمة او التي تركها أصحابها رغما عنهم بسب التهديدات التي وصلتهم من الجماعات المسلحة والميليشيات التي طالبتهم بترك منازلهم أو مطاعمهم او عماراتهم التي يملكونها لا لشيء فقط لكونهم من طائفة غير الطائفة التي تنتمي اليها تلك الجماعات او الميليشيات أو هربا من أعمال العنف والتفجيرات التي شهدتها مناطقهم، التي كانت تعد في السابق من أشهر مناطق العاصمة بغداد وأرقاها من حيث مستوى الخدمات المقدمة اليها ومستوى ساكنيها المادي والتعليمي.
ومن هذه المناطق؛ الخضراء والمنصور واليرموك والغزالية والجادرية وساحة الواثق والعرصات وزيونة والعلوية وشارع فلسطين والاعظمية. وقال عدد من سكان هذه المناطق لـ«الشرق الأوسط» إن مظاهر الابنية المهجورة بدت واضحة للعيان منذ عام تقريبا وبالتحديد بعد تفجيرات سامراء في فبراير (شباط) من العام الماضي وما أعقبها من احداث عنف انتقامية شهدتها معظم مدن العراق؛ حيث قام عدد كبير من اصحاب المنازل الفخمة والعقارات الكبيرة بإغلاقها وتركها من دون اي حراسة تذكر هربا من الاوضاع المتفجرة عنفا التي طالت معظم مناطق بغداد، ومغادرة البلاد او الاستقرار في مدن ومناطق اخرى في احسن الاحوال.
والذي يتجول في مناطق وأحياء العاصمة بغداد سيرى الكثير من الابنية والعمارات المهجورة من ساكنيها والتي تضررت بفعل التفجيرات والأعمال المسلحة التي تشهدها معظم مناطق العاصمة، مما خلف أثرا سلبيا على واجهة تلك البنايات وهيكلها، وحتى المطاعم والفنادق اصبحت خاوية وخالية من زبائنها ونزلائها، مما اضطر اصحابها الى غلقها وتركها، فضلا عن أبنية وعقارات الدولة التي تعرضت للسلب والنهب والحرق بعد دخول القوات الاميركية للبلاد في ابريل (نيسان) 2003 وما زالت قائمة لغاية الآن من دون اي مسعى يذكر لوزارات الدولة ومؤسساتها في بذل الجهود لإعادة اعمار تلك البنايات.
نوري العبيدي، 61عاما، شرح سبب تركه للمجمع التجاري الذي كان يمتلكه في حي المنصور بجانب الكرخ من بغداد، حيث قال «ان العمليات والمواجهات المسلحة والتفجيرات التي كانت تحصل بالقرب من المجمع أضرت بي كثيرا وتسببت في خسارتي، ولم يعد الزبائن الدائميون لمجمعي يحضرون نهائيا بسبب مخاوفهم من الذي يحصل هنا، لذلك اجبرت على تسريح عدد كبير من العمال وبعدها اغلقت المجمع نهائيا».
وأوضح العبيدي، وهو أحد التجار القلائل الذين ما زالوا موجودين في العراق على الرغم من الهجرة الجماعية لغالبية التجار، انه انفق اكثر من عشرة ملايين دينار لترميم بناية المجمع وزجاجها بعد ان تعرضا للدمار والكسر لأكثر من مرة، مشيرا الى ان بناية المجمع متروكة منذ زمن وقد ملأتها الاتربة والنفايات في الوقت الحاضر، ولا يوجد أي أمل لعودة الحياة للمجمع في المستقبل القريب. فنادق ومطاعم كثيرة اغلقت أبوابها بسبب الاوضاع الامنية السيئة كفندق ومطعم ايكال الكائن في ساحة الواثق وفندق التساهل ومطعم الشامل الحديث في شارع النضال ومطعم الساعة في المنصور ومطعم السهل الاخضر في الاعظمية، فضلا عن فنادق ومطاعم أخرى وبدرجات مختلفة اغلقت بسبب هجرة زبائنها وحظر التجوال الذي أجبر الكثير منهم على ملازمة منازلهم.
أبو سعد، 54 عاما، صاحب عقار مكون من اربعة طوابق، كان يسكن فيه هو وولداه سعد ورعد المتزوجان والذي يسكن كل واحد منهما في طابق والطابق الارضي عبارة عن محلات تجارية، لأنه عقار واقع في شارع تجاري في منطقة الاعظمية شمال بغداد، كشف عن تلقيه تهديدات مباشرة من قبل جماعات مسلحة حاولت ابتزازه مرارا، مما اضطره لترك العقار من دون أي حراسة ، بعد ترك حارس البناية وظيفته بسبب تهديد تلك الجماعات له بالقتل اذا لم يترك المنطقة بأسرها لأنه شيعي. وقال ابو سعد «أجبرت على ترك العقار الذي امتلكه منذ عقود، ولا أعلم ما حل به.
فلم ادخل المنطقة منذ تهجيري منها، وعلمت أن معظم الابنية المتروكة في المنطقة تم اشغالها من قبل المهجرين من مناطق اخرى واستحوذوا على ما موجود فيها من أثاث وممتلكات عائدة لأصحابها الاصليين». وأوضح انه هناك مجموعة من ابناء المنطقة تركوا منازلهم الفاخرة وغادروا البلاد بسبب أعمال العنف والتفجيرات التي أثرت وبشكل واضح على بيوتهم وأدت الى إحداث أضرار كبيرة ناجمة عن تلك التفجيرات، مؤكدا أن مظاهر العقارات والبنايات المهجورة اصبحت سمة غالبة لمعظم مناطق بغداد وخصوصا الراقية منها.
بنايات عديدة كانت مقرات لشركات ومصارف ومستشفيات هي الاخرى اغلقت أبوابها وأصبحت بنايات مهجورة ومتروكة اصبحت مرتعا للحيوانات والكلاب السائبة، وبعضها أصبح بيوتا للاشباح بحسب ما اكده سكان المنازل القريبة من تلك البنايات. سكان هذه المناطق أوضحوا أن عددا كبير من الابنية والعقارات خلت من ساكنيها وأصحابها الاصليين، وهي مهجورة الآن وبعضها تم اشغاله من قبل المهجرين الذين يرفضون العودة الى مناطقهم ووجدوا في هذه العقارات خير ملاذ يأويهم بعد ان هجروا من بيوتهم.
سرمد سعدي، 27 عاما، من سكان حي اليرموك، أكد وجود عشرات الأبنية والمنازل الفخمة والقصور التي هجرها اصحابها خوفا على حياتهم من عمليات القتل والاختطاف، مبينا أن تلك الابنية والقصور تركت من دون حراسة، وان الجيران يتكفلون بحمايتها. اما وهاب راضي، 43 عاما، من سكان شارع فلسطين بجانب الرصافة من بغداد، فقد أشار الى ان الكثير من العمارات التجارية والمحلات والمكاتب تم اغلاقها، بسبب النشاط التجاري المعدوم والذي انخفض بنسبة كبيرة مقارنة بمستواه في السابق، بسبب التفجيرات والعمليات المسلحة التي تحصل في هذا الشارع التجاري.