فاتن
03-10-2007, 03:01 PM
الجزائر: الخير شوار
«أمنح جسدي لأسماك البحر ولا أتركه لدود القبر» شعار حزين لشبان جزائريين كثر، يتمنون عبور البحر صوب الشاطئ الأوروبي حتى ولو كانت مغامرتهم محفوفة بخطر الموت. فالحلم بالانتقال إلى الضفة الأخرى، الذي اشتعلت جذوته في ثمانينات القرن الماضي، تشكلت حوله مجموعة من الأغنيات والأناشيد والتعابير الكلامية، بحيث اصبحت موروثاً جماعياً، يستحق ان يرصد ويفهم. انهم انتحاريون من نوع آخر، الحزن يجمعهم، ولكن الطرافة ايضا...
خرج مؤخراً، فنان الراي الجزائري الشاب مامي من السجن الفرنسي الذي دخله أواخر شهر أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، بتهمة خطف صديقته وإجبارها على الإجهاض. كان الخروج بكفالة مالية معتبرة، وقد أجبر الشاب مامي على البقاء على الأراضي الفرنسية، ولا يغادرها بأي حال من الأحوال. الخبر تناولته كل الصحف الجزائرية في صفحاتها الأولى وتسابقت على إعطاء تفاصيل أدق ومحاولة التميّز عن غيرها. غير أن الفنان الكاريكاتوري عبد الباقي بوخالفة، تناول الموضوع بطريقة خاصة، وقد رسم مجموعة من «الحراقة» يعبرون البحر المتوسط وأحدهم يوصي أصحابه، وفي باله حكاية الشاب مامي الممنوع من مغادرة التراب الفرنسي قائلا لهم: «ما ان نصل فرنسا حتى ننزل اغتصابا في الفتيات فإن فعلنا ذلك منعونا من مغادرة فرنسا».
«الحرّاقة» (بتشديد الراء ونطق القاف جيما مصرية) مصطلح شاع استعماله في الجزائر والمغرب الأقصى خصوصا. وهي كلمة مشتقة من الحرق، واصطلاحا تعني أولئك الذين يقطعون البحر الأبيض المتوسط متجهين إلى الجنوب الأوروبي في «قوارب الموت»، وقيل ان سبب التسمية يعود إلى أن «الحراق» عندما يقرر السفر عبر قارب الموت إنما يحرق وثائقه التي تربطه ببلده الأصلي بل يحرق ماضيه كله رغبة في واقع جديد، إن حدثت المعجزة وكتب له عمر جديد. فـ «الحراقة» في العامية المغاربية تعني جمع كلمة «حراق»، وتطلق على طائفة ظهرت إلى الوجود في نهاية ثمانينات القرن العشرين، عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية في الجزائر وفرضت السلطات الأوروبية «الفيزا» على الراغبين في الهجرة بإجراءات شبه مستحيلة، جعلت الكثير من الراغبين في الهجرة يبتكرون تلك الطريقة التي سميت «الحرقة» ومنها «الحراق» و«الحراقة». ويقول بعض الراغبيبن في «الحرقة» ان ملهمهم الأول هو طارق بن زياد، ذو الأصول الأمازيغية المغاربية الذي فتح الاندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وكان تحت ولاية عامل إفريقيا موسى بن نصير، فعندما قاد جنوده ونزل في الضفة الأخرى، عمد الى حرق كل السفن خاطبا: «أيها الناس أين المفر، العدو من أمامكم والبحر من ورائكم».
لا يكاد يذكر مصطلح «الحرقة» و«الحراقة» إلا مقرونا بمصطلح آخر وهو «الهدة» التي تعني «المغامرة». والهدة هي سابقة للحرقة، وقد بدأت مع الإشاعة التي راجت عشية أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 1988 عندما قالوا بأن هناك باخرة قادمة من أستراليا كان قادتها يرغبون في أخذ الشباب الجزائري إلى هناك. وأبدى الكثير من الشباب اليائس رغبة في الذهاب وقد كانوا من البؤس في حالة جعلتهم يصدقون تلك الكذبة غير المعقولة. وأصبحوا يهتفون وهم على مدرجات الملاعب قائلين: «يا بابور.. يا بابور إديني لبلاد النور.. في بلادي راني محقور» ومعناها: «أيتها الباخرة خذيني معك إلى بلاد النور فلا قيمة لي في بلدي». وقد عبّر الفنان محمد فلاق عن ذلك بسخرية قاتلة في مونولوجه الشهير «بابور لوسترالي» (باخرة أستراليا)، لكن الباخرة الأسترالية تقزمت إلى أن تحولت إلى قارب صغير حوّل اتجاهه إلى جنوب أوروبا وأكل البحر الكثير من الشباب الذين يحملون شعارا غريبا هو «ياكلني الحوت وما يكلنيش الدود» (أمنح جسدي لأسماك البحر ولا أتركه لدود القبر).
ورغم العواقب الوخيمة للكثير ممن ساروا في «طريق الماء» (مثلما يسمون البحر) فإن أفراد تلك «الطائفة» في تزايد مستمر.
ولعل أشهر الأهازيج التي يرددها مختلف أنصار فرق كرة القدم في الملاعب الجزائرية حاليا، هي تلك التي تحفظ عن ظهر قلب وتعاد بلحن أممي ويقول مطلعها: «ما قدرتش نعيش في بلادي.. ما قدرتش نعيش..
نروحوا لإيطاليا نعيشوا عيشة هانية ومانوليش» (لم استطع العيش في بلدي.. لم استطع.. فلنذهب إلى إيطاليا لنعش هناك عيشة هنية ولن نفكر في العودة أبدا». وقبل أن يتطور هذا «الاتجاه» إلى هذا الحد كان الفنان الشاب حسني الملقب بـ «أمير الراي العاطفي» والذي أغتيل في وهران رميا بالرصاص سنة 1994 ونسب قتله إلى الجماعات المسلحة، كان قد عبّر عن هذا الاتجاه في الكثير من أغانيه التي ترغّب في «الهدة» تارة وفي «الحرقة» تارة أخرى «اللي فيها قع الناس مشات.. راني حالف نعطيها واللي جات جات» (الطريق الذي مشى فيه كل الناس وهو الحرقة..
أقسمت على أن أسير فيه وليكن ما يكون). كما غنى رغبة في الهجرة (الهدة)، قائلا: «عولت أنا نشوف لعزيزة.. حرام عليكم.. عكستو هالي حتى في الفيزا وإلا عولتو تقتلوني» (أنا نويت رؤية حبيبتي (الموجودة في غير هذه البلاد).. حرام عليكم.. لقد حرمتموني من الفيزا.. فهل أردتم قتلي؟). وكانت صرخة اليأس تلك أطلقها بعد أن قال في أغنية أخرى: «براس بويا.. الليلة عند الكونسيلا.. راني حالف حتى تعطوني الفيزا». (أقسم أني سأذهب إلى القنصلية الأجنبية ولن أبرح المكان حتى آخذ الفيزا». وعندما رحل الشاب حسني عن عالمنا بتلك الطريقة القسرية تزايد عدد الراغبين في الرحيل إلى الضفة الأخرى من المتوسط عبر «طريق الماء»، كما يسمونها. ولما استحال الحصول على الفيزا كانت «الحرقة» هي السبيل الوحيد للهجرة.
وتزايد عدد الحراقة حتى تحولوا بالفعل إلى أخطر أنواع الطوائف الانتحارية في الجزائر وفي الشمال الإفريقي عموما، وبعضهم أصبح يردد كلمات أغنية لمطرب آخر هو الشاب بلال التي تقول: «نعطيها لبرشلونة.. ينعل بوك يازهري» (سوف أذهب حتما إلى مدينة برشلونة (مرفأ ومدينة اسبانية)..
فاللعنة على أبيك أيها الحظ). وأصبحت «الحرقة» هي القاعدة، والهجرة العادية استثناء حتى أن آخر النكت تقول ان خفر السواحل في دولة أوروبية جنوبية، قبضوا على جماعة من «الحراقة»، لكنهم أطلقوا سراح أحدهم، وهو الغبي الذي تبين أنه يحمل جواز سفر غير مزور، وزيادة على ذلك يحمل فيزا، لكنه حرق مع الحارقين.
الآن وقد ازداد عدد أفراد «الحراقة» والراغبين في الحرقة، بادر أحد أشهر الفقهاء في الجزائر والمعروف بأبي عبد السلام بإصدار فتوى دينية تحرم «الحرقة»، وتكفّر الحراقة قائلا: «إننا نعتبر هؤلاء الشبان المهاجرين آثمين، وكل من ينساق وراء شبكات الهجرة عبر القوارب، حكم على نفسه بالدخول في دائرة الحرام.
لأن هؤلاء المهاجرين خالفوا الطرق المشروعة للسفر، وعرضوا أنفسهم للخطر ومات الكثير منهم». وسرعان ما تبنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هذه الفتوى، وهي تقود حملة ضد تلك «الطائفة» في حوالي 14 ألف مسجد على مستوى التراب الجزائري. وأغرب ما تبع تلك الحملة هي رسالة مفتوحة نشر فحواها في إحدى الصحف الجزائرية، وقعها أحد الحراقة، وموجهة إلى وزير الشؤون الدينية والاوقاف الجزائري والتي يؤكد صاحبها، أنه ماض في طريق «الماء» رغم كل شيء، ولا تهمه فتاوى الفقهاء. ولا تزال طائفة الحراقة تقوى يوما بعد يوم في الجزائر وكل الشمال الأفريقي.
«أمنح جسدي لأسماك البحر ولا أتركه لدود القبر» شعار حزين لشبان جزائريين كثر، يتمنون عبور البحر صوب الشاطئ الأوروبي حتى ولو كانت مغامرتهم محفوفة بخطر الموت. فالحلم بالانتقال إلى الضفة الأخرى، الذي اشتعلت جذوته في ثمانينات القرن الماضي، تشكلت حوله مجموعة من الأغنيات والأناشيد والتعابير الكلامية، بحيث اصبحت موروثاً جماعياً، يستحق ان يرصد ويفهم. انهم انتحاريون من نوع آخر، الحزن يجمعهم، ولكن الطرافة ايضا...
خرج مؤخراً، فنان الراي الجزائري الشاب مامي من السجن الفرنسي الذي دخله أواخر شهر أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، بتهمة خطف صديقته وإجبارها على الإجهاض. كان الخروج بكفالة مالية معتبرة، وقد أجبر الشاب مامي على البقاء على الأراضي الفرنسية، ولا يغادرها بأي حال من الأحوال. الخبر تناولته كل الصحف الجزائرية في صفحاتها الأولى وتسابقت على إعطاء تفاصيل أدق ومحاولة التميّز عن غيرها. غير أن الفنان الكاريكاتوري عبد الباقي بوخالفة، تناول الموضوع بطريقة خاصة، وقد رسم مجموعة من «الحراقة» يعبرون البحر المتوسط وأحدهم يوصي أصحابه، وفي باله حكاية الشاب مامي الممنوع من مغادرة التراب الفرنسي قائلا لهم: «ما ان نصل فرنسا حتى ننزل اغتصابا في الفتيات فإن فعلنا ذلك منعونا من مغادرة فرنسا».
«الحرّاقة» (بتشديد الراء ونطق القاف جيما مصرية) مصطلح شاع استعماله في الجزائر والمغرب الأقصى خصوصا. وهي كلمة مشتقة من الحرق، واصطلاحا تعني أولئك الذين يقطعون البحر الأبيض المتوسط متجهين إلى الجنوب الأوروبي في «قوارب الموت»، وقيل ان سبب التسمية يعود إلى أن «الحراق» عندما يقرر السفر عبر قارب الموت إنما يحرق وثائقه التي تربطه ببلده الأصلي بل يحرق ماضيه كله رغبة في واقع جديد، إن حدثت المعجزة وكتب له عمر جديد. فـ «الحراقة» في العامية المغاربية تعني جمع كلمة «حراق»، وتطلق على طائفة ظهرت إلى الوجود في نهاية ثمانينات القرن العشرين، عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية في الجزائر وفرضت السلطات الأوروبية «الفيزا» على الراغبين في الهجرة بإجراءات شبه مستحيلة، جعلت الكثير من الراغبين في الهجرة يبتكرون تلك الطريقة التي سميت «الحرقة» ومنها «الحراق» و«الحراقة». ويقول بعض الراغبيبن في «الحرقة» ان ملهمهم الأول هو طارق بن زياد، ذو الأصول الأمازيغية المغاربية الذي فتح الاندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وكان تحت ولاية عامل إفريقيا موسى بن نصير، فعندما قاد جنوده ونزل في الضفة الأخرى، عمد الى حرق كل السفن خاطبا: «أيها الناس أين المفر، العدو من أمامكم والبحر من ورائكم».
لا يكاد يذكر مصطلح «الحرقة» و«الحراقة» إلا مقرونا بمصطلح آخر وهو «الهدة» التي تعني «المغامرة». والهدة هي سابقة للحرقة، وقد بدأت مع الإشاعة التي راجت عشية أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 1988 عندما قالوا بأن هناك باخرة قادمة من أستراليا كان قادتها يرغبون في أخذ الشباب الجزائري إلى هناك. وأبدى الكثير من الشباب اليائس رغبة في الذهاب وقد كانوا من البؤس في حالة جعلتهم يصدقون تلك الكذبة غير المعقولة. وأصبحوا يهتفون وهم على مدرجات الملاعب قائلين: «يا بابور.. يا بابور إديني لبلاد النور.. في بلادي راني محقور» ومعناها: «أيتها الباخرة خذيني معك إلى بلاد النور فلا قيمة لي في بلدي». وقد عبّر الفنان محمد فلاق عن ذلك بسخرية قاتلة في مونولوجه الشهير «بابور لوسترالي» (باخرة أستراليا)، لكن الباخرة الأسترالية تقزمت إلى أن تحولت إلى قارب صغير حوّل اتجاهه إلى جنوب أوروبا وأكل البحر الكثير من الشباب الذين يحملون شعارا غريبا هو «ياكلني الحوت وما يكلنيش الدود» (أمنح جسدي لأسماك البحر ولا أتركه لدود القبر).
ورغم العواقب الوخيمة للكثير ممن ساروا في «طريق الماء» (مثلما يسمون البحر) فإن أفراد تلك «الطائفة» في تزايد مستمر.
ولعل أشهر الأهازيج التي يرددها مختلف أنصار فرق كرة القدم في الملاعب الجزائرية حاليا، هي تلك التي تحفظ عن ظهر قلب وتعاد بلحن أممي ويقول مطلعها: «ما قدرتش نعيش في بلادي.. ما قدرتش نعيش..
نروحوا لإيطاليا نعيشوا عيشة هانية ومانوليش» (لم استطع العيش في بلدي.. لم استطع.. فلنذهب إلى إيطاليا لنعش هناك عيشة هنية ولن نفكر في العودة أبدا». وقبل أن يتطور هذا «الاتجاه» إلى هذا الحد كان الفنان الشاب حسني الملقب بـ «أمير الراي العاطفي» والذي أغتيل في وهران رميا بالرصاص سنة 1994 ونسب قتله إلى الجماعات المسلحة، كان قد عبّر عن هذا الاتجاه في الكثير من أغانيه التي ترغّب في «الهدة» تارة وفي «الحرقة» تارة أخرى «اللي فيها قع الناس مشات.. راني حالف نعطيها واللي جات جات» (الطريق الذي مشى فيه كل الناس وهو الحرقة..
أقسمت على أن أسير فيه وليكن ما يكون). كما غنى رغبة في الهجرة (الهدة)، قائلا: «عولت أنا نشوف لعزيزة.. حرام عليكم.. عكستو هالي حتى في الفيزا وإلا عولتو تقتلوني» (أنا نويت رؤية حبيبتي (الموجودة في غير هذه البلاد).. حرام عليكم.. لقد حرمتموني من الفيزا.. فهل أردتم قتلي؟). وكانت صرخة اليأس تلك أطلقها بعد أن قال في أغنية أخرى: «براس بويا.. الليلة عند الكونسيلا.. راني حالف حتى تعطوني الفيزا». (أقسم أني سأذهب إلى القنصلية الأجنبية ولن أبرح المكان حتى آخذ الفيزا». وعندما رحل الشاب حسني عن عالمنا بتلك الطريقة القسرية تزايد عدد الراغبين في الرحيل إلى الضفة الأخرى من المتوسط عبر «طريق الماء»، كما يسمونها. ولما استحال الحصول على الفيزا كانت «الحرقة» هي السبيل الوحيد للهجرة.
وتزايد عدد الحراقة حتى تحولوا بالفعل إلى أخطر أنواع الطوائف الانتحارية في الجزائر وفي الشمال الإفريقي عموما، وبعضهم أصبح يردد كلمات أغنية لمطرب آخر هو الشاب بلال التي تقول: «نعطيها لبرشلونة.. ينعل بوك يازهري» (سوف أذهب حتما إلى مدينة برشلونة (مرفأ ومدينة اسبانية)..
فاللعنة على أبيك أيها الحظ). وأصبحت «الحرقة» هي القاعدة، والهجرة العادية استثناء حتى أن آخر النكت تقول ان خفر السواحل في دولة أوروبية جنوبية، قبضوا على جماعة من «الحراقة»، لكنهم أطلقوا سراح أحدهم، وهو الغبي الذي تبين أنه يحمل جواز سفر غير مزور، وزيادة على ذلك يحمل فيزا، لكنه حرق مع الحارقين.
الآن وقد ازداد عدد أفراد «الحراقة» والراغبين في الحرقة، بادر أحد أشهر الفقهاء في الجزائر والمعروف بأبي عبد السلام بإصدار فتوى دينية تحرم «الحرقة»، وتكفّر الحراقة قائلا: «إننا نعتبر هؤلاء الشبان المهاجرين آثمين، وكل من ينساق وراء شبكات الهجرة عبر القوارب، حكم على نفسه بالدخول في دائرة الحرام.
لأن هؤلاء المهاجرين خالفوا الطرق المشروعة للسفر، وعرضوا أنفسهم للخطر ومات الكثير منهم». وسرعان ما تبنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هذه الفتوى، وهي تقود حملة ضد تلك «الطائفة» في حوالي 14 ألف مسجد على مستوى التراب الجزائري. وأغرب ما تبع تلك الحملة هي رسالة مفتوحة نشر فحواها في إحدى الصحف الجزائرية، وقعها أحد الحراقة، وموجهة إلى وزير الشؤون الدينية والاوقاف الجزائري والتي يؤكد صاحبها، أنه ماض في طريق «الماء» رغم كل شيء، ولا تهمه فتاوى الفقهاء. ولا تزال طائفة الحراقة تقوى يوما بعد يوم في الجزائر وكل الشمال الأفريقي.