الأمازيغي
03-09-2007, 03:27 PM
جعلت مجلة الاهرام العربي الاسبوعية التي تصدر عن جريدة الاهرام المصرية صورة موسى الصدر موضوعا للغلاف مؤكدة ان الصدر موجود في سجن بمدينة سبها في ليبيا .... ويأتي نشر مثل هذا الموضوع ليزيد من متاعب القذافي مع الصحفيين المصريين رغم انه رفع دعاوى قضائية على عدد منهم بل واتهم بخطف احد اهم الصحفيين المصريين العاملين في الاهرام .
وجاء في التحقيق الصحافي الذي كتبه الهامي المليجي للمجلة ان ليبيا كانت إبان الحرب الأهلية اللبنانية علاقات متميزة مع غالبية القادة والقوي السياسية اللبنانية والفلسطينية, باستثناء حركة أمل التي أسسها وقادها الإمام موسي الصدر, ويذكر أنه في يونيو1976 وأثناء زيارة الرائد عبد السلام جلود للبنان التي استغرقت45 يوما التقي خلالها بمختلف قادة الفصائل والأحزاب اللبنانية والفلسطينية, ولكنه لم يلتق بالإمام موسي الصدر.وعقب تلك الزيارة وفي أغسطس1976 ظهرت حملات إعلامية قاسية ودعوات تحريض ضد الإمام موسي الصدر من قبل الصحف والتنظيمات اللبنانية التي تربطها علاقة خاصة في ليبيا.
وعقب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في الرابع من مارس1978 بادر الإمام موسي الصدر إلي القيام بجولة لبعض العواصم العربية داعيا لعقد مؤتمر قمة عربي محدود للتباحث في كيفية تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وأعلن عن تلك الجولة وأهدافها في تصريحات لجريدة النهار اللبنانية في الرابع والعشرين من يوليو1978 وأثناء لقاء الإمام الصدر بالرئيس الجزائري هواري بومدين أشار عليه الأخير بزيارة ليبيا ولقاء العقيد معمر القذافي لما له من تأثير علي مجريات الوضع العسكري والسياسي اللبناني.
وفي الخامس والعشرين من أغسطس1978 وصل الإمام موسي الصدر إلي طرابلس برفقة الشيخ محمد يعقوب والكاتب الصحفي عباس بدر الدين ـ صاحب ومدير وكالة أخبار لبنان ـ في زيارة رسمية للقاء العقيد معمر القذافي كما أعلن قبيل مغادرتهم لبنان وحلوا ضيوفا علي الدولة الليبية في فندق الشاطيء بطرابلس الغرب ولكن وسائل الإعلام الليبية تجاهلت أخبار وصول الإمام موسي الصدر وخاصة أنه كان ضيفا علي الرئيس الليبي معمر القذافي ولم تشر كذلك للقاءاته مع أي من المسئولين الليبيين.
ومنذ تلك اللحظة اختفي الإمام موسي الصدر, وكانت قد انقطعت اتصالاته بالعالم خارج ليبيا, وخاصة عائلته والمجلس الشيعي الأعلي وحركة أمل إضافة إلي أن الصحفي بدر الدين كان قد رافق الإمام لتغطية الزيارة بواسطة وكالة أخبار لبنان الأمر الذي لم يحدث وعلم أن الإمام موسي الصدر كان علي موعد للاجتماع بالعقيد معمر القذافي ليل29 ـ30 أغسطس إلا أن العقيد ألغي هذا الموعد خلال اجتماعه بشخصيات وطنية لبنانية ذات اتجاهات قومية منهم النائب بشارة مرهج وزير الداخلية الأسبق والقيادي بحركة اللجان والروابط الشعبية في لبنان والكاتب الصحفي طلال سلمان صاحب ورئيس تحرير جريدة السفير والمفكر القومي منح الصلح والكاتب الصحفي الفلسطيني بلال الحسن وأسعد المقدم والكاتب محمد قباني وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا الإمام ورفيقيه لآخر مرة يغادرون الفندق بالسيارات الرسمية الليبية في الواحدة من بعد ظهر يوم31 أغسطس متجهين للاجتماع بالعقيد معمر القذافي وهنا انقطعت أخبارهم تماما.
وبعد26 عاما من هذا الاختفاء أعيدت القصة مرة أخري, وتجمعت لدينا في الأهرام العربي ثلاث روايات عن موسي الصدر الأولي يذكرها لنا مصدر أمني ليبي سابق أراد أن يتخلص من عذاب الضمير أن الإمام موسي الصدر قد تم اصطحابه بواسطة العقيد خليفة إحنيش إلي مدينة سبها في جنوب ليبيا حيث استقبله العقيد مسعود عبد الحفيظ ونقلاه معا إلي سجن عسكري في منطقة بلدية أوباري لتنقطع أخباره تماما وأكد المصدر الأمني أن الإمام كان وحده في ذلك السجن ولا يعلم أين ذهب رفيقاه, وهناك حيث بدأت الحكاية, والعقيد خليفة إحنيش حاصل علي الشهادة الابتدائية وهو من قبيلة القذاذفة وتمت ترقيته إلي عقيد أما مسعود عبد الحفيظ القذافي أيضا والحاكم بأمره في منطقة سبها والمشهور بالبطش منذ كان عريفا في الجيش فله حكايات وغرائب ربما كشفنا عنها قريبا.
وهذه الرواية التي حصلنا عليها من أطرافها المباشرين تتفق مع ما كشفه الدكتور عبد السلام التريكي وزير الخارجية الليبي السابق لأحد أصدقائه من أن الإمام ورفيقيه احتجزوا بعد اجتماعهم بالقذافي واستمروا محتجزين وكانت أمكنة احتجازهم معروفة لغاية فبراير.1979
ومنذ واقعة الاختفاء تجاهلت السلطات الليبية قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه بل إن العقيد القذافي تهرب من التحدث مع الرئيس اللبناني آنذاك إلياس سركيس عندما طلب منه التحدث معه هاتفيا في القضية وكان ذلك في الثاني عشر من سبتمبر.1978
منح الصلح
هذا التجاهل لم يصمد طويلا, فقد تفاعلت القضية إعلاميا ودوليا فاضطرت ليبيا إلي الاعتراف بأن هناك ما يسمي بقضية الصدر وعلي إثر اجتماع العقيد القذافي برئيس منظمة التحرير ياسر عرفات صدر البيان الرسمي الليبي في السابع عشر من سبتمبر1978 والذي يمثل الرواية الثانية مؤكدا علي أن الإمام الصدر ورفيقيه غادروا ليبيا دون إعلام السلطات الليبية مساء31 أغسطس1978 إلي إيطاليا علي متن الخطوط الإيطالية' اليطاليا'.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أوفدت في الثالث من سبتمبر1978 بعثة أمنية إلي كل من ليبيا وإيطاليا لاستجلاء الأمر ولكن السلطات الليبية رفضت السماح للبعثة بدخول ليبيا فاقتصرت مهمتها علي إيطاليا وأثبت التحقيق الأمني الذي قامت به البعثة اللبنانية أن الإمام موسي الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلي روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطات الليبية في بيانها الرسمي.
وكانت السلطات الأمنية والقضائية الإيطالية قد أجرت تحقيقات بعدما وجدت حقائب الإمام الصدر وحقائب رفيقيه الشيخ يعقوب والصحفي بدر الدين في فندق' هوليداي إن' وانتهت التحقيقات في السابع من يونيو1979 بحفظ القضية والذي تضمن الجزم بأن الإمام ورفيقيه لم يغادروا ليبيا بطائرة' اليطاليا' ولم يصلوا إيطاليا بأي وسيلة نقل وأبلغت الحكومة الإيطالية رسميا كلا من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلي في لبنان والحكومة السورية والحكومة الإيرانية أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ولم يمروا بها ترانزيت.
ولكن الشاعر العربي الذي أصبح يحمل الجنسية الليبية كان قد أسر لي أنه كان في روما يعمل كمستشار ثقافي في السفارة الليبية في روما آنذاك وشاهد بأم عينه في الأول من سبتمبر الإمام موسي الصدر ورفيقيه والشاعر نفسه عمل بعد ذلك مستشارا وقائما بأعمال في سفارة ليبيا في لبنان في أوائل الثمانينيات وعلاقته تقتصر علي الجانب الماروني في لبنان بل إن إبراهيم قليلات زعيم حركة المرابطون في لبنان والمقيم حاليا في باريس صرح بأن الشاعر المذكور كان مكلفا بتسليمه مبلغا من المال أرسله له الزعيم الليبي ولكن الشاعر لم يسلمه لقليلات الذي كانت تربطه علاقات متميزه بالقيادات الليبية علي اعتباره يمثل التيار الناصري الأقوي في الشارع اللبناني آنذاك.
أحد المسئولين الليبيين والقيادي بحركة اللجان الثورية رفض ذكر اسمه خوفا عندما سألته عن قضية الإمام الصدر قال: تلك القضية فيها ثابت ومتحول أما الثابت أن الإمام موسي الصدر ورفيقيه دخلوا ليبيا ولم يخرجوا, والمتحول أنهم دخلوا ولكن تم إخراج أشباههم إلي إيطاليا وبالطبع تلك التمثيلية ما يمكن أن تتم دون علم القيادة الليبية, والمتحول أن الإمام موسي الصدر كان يمثل قلقا للمنظمات الفلسطينية وخاصة في الجنوب اللبناني ولأن القذافي كان في تلك المرحلة لديه الاستعداد لعمل أي شيء لصالح تلك المنظمات.
والمتحول أيضا أن تكون جماعة أبو نضال قامت بتصفية الإمام مع رفيقيه ضمن مجموعة الـ52 من عناصرها الذين قتلتهم في صيف1984 وفي هذه الحالة لابد أن يكون هذا الأمر قد تم بعلم القيادة الليبية أما الرواية الثالثة والأخيرة فقد كشفها لنا, المصدر الذي يؤكد أنه تم عزل الإمام موسي الصدر عن رفيقيه منذ الأيام الأولي وتمت تصفيتهم علي الفور, ويذكر أن ملاسنة حادة حدثت بين العقيد القذافي والإمام الصدر في مسجد مولاي محمد بطرابلس أثناء احتفالية دينية كانت تبث علي الهواء مباشرة وكان يشارك فيها نخبة من أئمة ومشايخ المسلمين وأدار الندوة التي حضرها العقيد القذافي المذيع الليبي المعروف محمد المشري الذي كان يعمل رئيسا لإذاعة القران الكريم. وبالرغم من التباين الشديد في الآراء بين العقيد القذافي والإمام موسي الصدر حول التاريخ الإسلامي فإن الحديث لم يصل إلي مستوي الصدام, وبالتالي لا يمكن أن يصل الخلاف بينهما إلي حد القتل أو الغدر بالإمام, إلا أن المصدر يستند ومن وجهة نظره أن بعض قادة المنظمات الفلسطينية قد أقنع العقيد القذافي بأن الإمام الصدر يشكل عائقا أمام حركة المقاومة الفلسطينية في لبنان ضد إسرائيل وخاصة وأن حركة أمل التي يترأسها بدأت تتبلور علي الساحة اللبنانية, وقد قويت شوكتها وفي تلك الفترة كان الخطاب القومي العربي لدي العقيد في أعلي مراحله فقام بنصب الفخ للإمام وترك للمنظمات الفلسطينية التعامل مع الإمام موسي الصدر بديمقراطية البندقية.
حيث اقتادوه لمعسكر في منطقة السواني المنطقة الواقعة بين طرابلس ومدينة العزيزية ويتردد أن الشخص الذي صحب الإمام لهذا المعسكر لتتم تصفيته كان مسئولا في المخابرات الليبية ويدعي سعيد راشد.
وهكذا نري أن هناك ثلاث روايات تختلف في التفاصيل ولكنها تجمع علي أن ذنب الإمام موسي الصدر ورفيقيه مازال في رقبة النظام الليبي إلي أن يكشف عما خفي من تلك القضية التي مازالت عالقة من بقايا مرحلة الحرب الساخنة العربية ـ العربية.
ويذكر أنه بتاريخ30/8/2001 في الذكري الثالثة والعشرين لإخفاء الامام ورفيقيه وكنتيجة لاتصالات ومتابعات مكثفة أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها حول' الاختفاءات القسرية' الذي تضمن فقرة حول الإمام ورفيقيه مؤكدة أن ادعاء السلطات الليبية حول مغادرة الإمام ورفيقيه ليبيا' يتناقض مع التحقيقات التي أجرتها الدولة الايطالية والتي أكدها حكم محكمة إيطالية'*
منقووووول
وجاء في التحقيق الصحافي الذي كتبه الهامي المليجي للمجلة ان ليبيا كانت إبان الحرب الأهلية اللبنانية علاقات متميزة مع غالبية القادة والقوي السياسية اللبنانية والفلسطينية, باستثناء حركة أمل التي أسسها وقادها الإمام موسي الصدر, ويذكر أنه في يونيو1976 وأثناء زيارة الرائد عبد السلام جلود للبنان التي استغرقت45 يوما التقي خلالها بمختلف قادة الفصائل والأحزاب اللبنانية والفلسطينية, ولكنه لم يلتق بالإمام موسي الصدر.وعقب تلك الزيارة وفي أغسطس1976 ظهرت حملات إعلامية قاسية ودعوات تحريض ضد الإمام موسي الصدر من قبل الصحف والتنظيمات اللبنانية التي تربطها علاقة خاصة في ليبيا.
وعقب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في الرابع من مارس1978 بادر الإمام موسي الصدر إلي القيام بجولة لبعض العواصم العربية داعيا لعقد مؤتمر قمة عربي محدود للتباحث في كيفية تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وأعلن عن تلك الجولة وأهدافها في تصريحات لجريدة النهار اللبنانية في الرابع والعشرين من يوليو1978 وأثناء لقاء الإمام الصدر بالرئيس الجزائري هواري بومدين أشار عليه الأخير بزيارة ليبيا ولقاء العقيد معمر القذافي لما له من تأثير علي مجريات الوضع العسكري والسياسي اللبناني.
وفي الخامس والعشرين من أغسطس1978 وصل الإمام موسي الصدر إلي طرابلس برفقة الشيخ محمد يعقوب والكاتب الصحفي عباس بدر الدين ـ صاحب ومدير وكالة أخبار لبنان ـ في زيارة رسمية للقاء العقيد معمر القذافي كما أعلن قبيل مغادرتهم لبنان وحلوا ضيوفا علي الدولة الليبية في فندق الشاطيء بطرابلس الغرب ولكن وسائل الإعلام الليبية تجاهلت أخبار وصول الإمام موسي الصدر وخاصة أنه كان ضيفا علي الرئيس الليبي معمر القذافي ولم تشر كذلك للقاءاته مع أي من المسئولين الليبيين.
ومنذ تلك اللحظة اختفي الإمام موسي الصدر, وكانت قد انقطعت اتصالاته بالعالم خارج ليبيا, وخاصة عائلته والمجلس الشيعي الأعلي وحركة أمل إضافة إلي أن الصحفي بدر الدين كان قد رافق الإمام لتغطية الزيارة بواسطة وكالة أخبار لبنان الأمر الذي لم يحدث وعلم أن الإمام موسي الصدر كان علي موعد للاجتماع بالعقيد معمر القذافي ليل29 ـ30 أغسطس إلا أن العقيد ألغي هذا الموعد خلال اجتماعه بشخصيات وطنية لبنانية ذات اتجاهات قومية منهم النائب بشارة مرهج وزير الداخلية الأسبق والقيادي بحركة اللجان والروابط الشعبية في لبنان والكاتب الصحفي طلال سلمان صاحب ورئيس تحرير جريدة السفير والمفكر القومي منح الصلح والكاتب الصحفي الفلسطيني بلال الحسن وأسعد المقدم والكاتب محمد قباني وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا الإمام ورفيقيه لآخر مرة يغادرون الفندق بالسيارات الرسمية الليبية في الواحدة من بعد ظهر يوم31 أغسطس متجهين للاجتماع بالعقيد معمر القذافي وهنا انقطعت أخبارهم تماما.
وبعد26 عاما من هذا الاختفاء أعيدت القصة مرة أخري, وتجمعت لدينا في الأهرام العربي ثلاث روايات عن موسي الصدر الأولي يذكرها لنا مصدر أمني ليبي سابق أراد أن يتخلص من عذاب الضمير أن الإمام موسي الصدر قد تم اصطحابه بواسطة العقيد خليفة إحنيش إلي مدينة سبها في جنوب ليبيا حيث استقبله العقيد مسعود عبد الحفيظ ونقلاه معا إلي سجن عسكري في منطقة بلدية أوباري لتنقطع أخباره تماما وأكد المصدر الأمني أن الإمام كان وحده في ذلك السجن ولا يعلم أين ذهب رفيقاه, وهناك حيث بدأت الحكاية, والعقيد خليفة إحنيش حاصل علي الشهادة الابتدائية وهو من قبيلة القذاذفة وتمت ترقيته إلي عقيد أما مسعود عبد الحفيظ القذافي أيضا والحاكم بأمره في منطقة سبها والمشهور بالبطش منذ كان عريفا في الجيش فله حكايات وغرائب ربما كشفنا عنها قريبا.
وهذه الرواية التي حصلنا عليها من أطرافها المباشرين تتفق مع ما كشفه الدكتور عبد السلام التريكي وزير الخارجية الليبي السابق لأحد أصدقائه من أن الإمام ورفيقيه احتجزوا بعد اجتماعهم بالقذافي واستمروا محتجزين وكانت أمكنة احتجازهم معروفة لغاية فبراير.1979
ومنذ واقعة الاختفاء تجاهلت السلطات الليبية قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه بل إن العقيد القذافي تهرب من التحدث مع الرئيس اللبناني آنذاك إلياس سركيس عندما طلب منه التحدث معه هاتفيا في القضية وكان ذلك في الثاني عشر من سبتمبر.1978
منح الصلح
هذا التجاهل لم يصمد طويلا, فقد تفاعلت القضية إعلاميا ودوليا فاضطرت ليبيا إلي الاعتراف بأن هناك ما يسمي بقضية الصدر وعلي إثر اجتماع العقيد القذافي برئيس منظمة التحرير ياسر عرفات صدر البيان الرسمي الليبي في السابع عشر من سبتمبر1978 والذي يمثل الرواية الثانية مؤكدا علي أن الإمام الصدر ورفيقيه غادروا ليبيا دون إعلام السلطات الليبية مساء31 أغسطس1978 إلي إيطاليا علي متن الخطوط الإيطالية' اليطاليا'.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أوفدت في الثالث من سبتمبر1978 بعثة أمنية إلي كل من ليبيا وإيطاليا لاستجلاء الأمر ولكن السلطات الليبية رفضت السماح للبعثة بدخول ليبيا فاقتصرت مهمتها علي إيطاليا وأثبت التحقيق الأمني الذي قامت به البعثة اللبنانية أن الإمام موسي الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلي روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطات الليبية في بيانها الرسمي.
وكانت السلطات الأمنية والقضائية الإيطالية قد أجرت تحقيقات بعدما وجدت حقائب الإمام الصدر وحقائب رفيقيه الشيخ يعقوب والصحفي بدر الدين في فندق' هوليداي إن' وانتهت التحقيقات في السابع من يونيو1979 بحفظ القضية والذي تضمن الجزم بأن الإمام ورفيقيه لم يغادروا ليبيا بطائرة' اليطاليا' ولم يصلوا إيطاليا بأي وسيلة نقل وأبلغت الحكومة الإيطالية رسميا كلا من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلي في لبنان والحكومة السورية والحكومة الإيرانية أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ولم يمروا بها ترانزيت.
ولكن الشاعر العربي الذي أصبح يحمل الجنسية الليبية كان قد أسر لي أنه كان في روما يعمل كمستشار ثقافي في السفارة الليبية في روما آنذاك وشاهد بأم عينه في الأول من سبتمبر الإمام موسي الصدر ورفيقيه والشاعر نفسه عمل بعد ذلك مستشارا وقائما بأعمال في سفارة ليبيا في لبنان في أوائل الثمانينيات وعلاقته تقتصر علي الجانب الماروني في لبنان بل إن إبراهيم قليلات زعيم حركة المرابطون في لبنان والمقيم حاليا في باريس صرح بأن الشاعر المذكور كان مكلفا بتسليمه مبلغا من المال أرسله له الزعيم الليبي ولكن الشاعر لم يسلمه لقليلات الذي كانت تربطه علاقات متميزه بالقيادات الليبية علي اعتباره يمثل التيار الناصري الأقوي في الشارع اللبناني آنذاك.
أحد المسئولين الليبيين والقيادي بحركة اللجان الثورية رفض ذكر اسمه خوفا عندما سألته عن قضية الإمام الصدر قال: تلك القضية فيها ثابت ومتحول أما الثابت أن الإمام موسي الصدر ورفيقيه دخلوا ليبيا ولم يخرجوا, والمتحول أنهم دخلوا ولكن تم إخراج أشباههم إلي إيطاليا وبالطبع تلك التمثيلية ما يمكن أن تتم دون علم القيادة الليبية, والمتحول أن الإمام موسي الصدر كان يمثل قلقا للمنظمات الفلسطينية وخاصة في الجنوب اللبناني ولأن القذافي كان في تلك المرحلة لديه الاستعداد لعمل أي شيء لصالح تلك المنظمات.
والمتحول أيضا أن تكون جماعة أبو نضال قامت بتصفية الإمام مع رفيقيه ضمن مجموعة الـ52 من عناصرها الذين قتلتهم في صيف1984 وفي هذه الحالة لابد أن يكون هذا الأمر قد تم بعلم القيادة الليبية أما الرواية الثالثة والأخيرة فقد كشفها لنا, المصدر الذي يؤكد أنه تم عزل الإمام موسي الصدر عن رفيقيه منذ الأيام الأولي وتمت تصفيتهم علي الفور, ويذكر أن ملاسنة حادة حدثت بين العقيد القذافي والإمام الصدر في مسجد مولاي محمد بطرابلس أثناء احتفالية دينية كانت تبث علي الهواء مباشرة وكان يشارك فيها نخبة من أئمة ومشايخ المسلمين وأدار الندوة التي حضرها العقيد القذافي المذيع الليبي المعروف محمد المشري الذي كان يعمل رئيسا لإذاعة القران الكريم. وبالرغم من التباين الشديد في الآراء بين العقيد القذافي والإمام موسي الصدر حول التاريخ الإسلامي فإن الحديث لم يصل إلي مستوي الصدام, وبالتالي لا يمكن أن يصل الخلاف بينهما إلي حد القتل أو الغدر بالإمام, إلا أن المصدر يستند ومن وجهة نظره أن بعض قادة المنظمات الفلسطينية قد أقنع العقيد القذافي بأن الإمام الصدر يشكل عائقا أمام حركة المقاومة الفلسطينية في لبنان ضد إسرائيل وخاصة وأن حركة أمل التي يترأسها بدأت تتبلور علي الساحة اللبنانية, وقد قويت شوكتها وفي تلك الفترة كان الخطاب القومي العربي لدي العقيد في أعلي مراحله فقام بنصب الفخ للإمام وترك للمنظمات الفلسطينية التعامل مع الإمام موسي الصدر بديمقراطية البندقية.
حيث اقتادوه لمعسكر في منطقة السواني المنطقة الواقعة بين طرابلس ومدينة العزيزية ويتردد أن الشخص الذي صحب الإمام لهذا المعسكر لتتم تصفيته كان مسئولا في المخابرات الليبية ويدعي سعيد راشد.
وهكذا نري أن هناك ثلاث روايات تختلف في التفاصيل ولكنها تجمع علي أن ذنب الإمام موسي الصدر ورفيقيه مازال في رقبة النظام الليبي إلي أن يكشف عما خفي من تلك القضية التي مازالت عالقة من بقايا مرحلة الحرب الساخنة العربية ـ العربية.
ويذكر أنه بتاريخ30/8/2001 في الذكري الثالثة والعشرين لإخفاء الامام ورفيقيه وكنتيجة لاتصالات ومتابعات مكثفة أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها حول' الاختفاءات القسرية' الذي تضمن فقرة حول الإمام ورفيقيه مؤكدة أن ادعاء السلطات الليبية حول مغادرة الإمام ورفيقيه ليبيا' يتناقض مع التحقيقات التي أجرتها الدولة الايطالية والتي أكدها حكم محكمة إيطالية'*
منقووووول