على
07-04-2004, 07:45 AM
بغداد: ديكستر فيلكنز *
عندما رأى صورة صدام حسين في قفص الاتهام معروضة على شاشة التلفزيون أمامه، هز سامي حسن رأسه غير مصدق، محاولا ايقاف الدموع التي كانت تنساب من عينيه على خديه.
قال سامي، 47 عاما، وهو عضو سابق في حزب البعث «انها مسرحية»، مرددا كلمات رئيسه السابق في اليوم الذي ظهر فيه أمام المحكمة. وأضاف «عندما فتحت التلفزيون لم أصدق أنه صدام حسين في البداية. اعتقدت أنه واحد من أشباهه». وقال «لكن عندما رأيت تلك الكبرياء المألوفة علمت أنه هو».
واحتفل بعض العراقيين بما يمكن أن يكون العقاب الوشيك لصدام بل والحكم عليه بالموت. وقال آخرون انهم يشعرون بالاذلال بسبب ان وجود صدام حسين في قاعة المحكمة جرى على يد الأميركيين. وبينما شعر بعض العراقيين بالفرح للاذلال العلني لصدام، بدا آخرون غير مرتاحين من رؤية رئيسهم السابق وهو يعامل كمجرم عادي.
وفي بغداد جلس العراقيون مستمعين، فقد تركوا أجهزة التلفزيون ليتعرفوا على مشاعر الجيران والأصدقاء. وفي المقاهي وغرف الاستقبال جمع توجيه الاتهام الى صدام العالمين العام والخاص في البلاد بطريقة لم تحدث منذ أن ألقي القبض عليه من جانب الأميركيين قبل سبعة أشهر.
وكشفت الأحاديث مع العراقيين في انحاء المدينة المختلفة أول من أمس كم من القوة كان يتمتع بها صدام في قدرته على ترهيب والهام وتقسيم مجتمعه بشأن ارثه.
وعندما انتشرت الأنباء ظهرا من أن ظهور صدام أمام المحكمة قد بدأ وأن الرئيس العراقي السابق كان يتحدث باسمه، أغلق ظفر محمود دكانه الصغير وسط بغداد، وتوجه الى البيت وشغل المولد الكهربائي لفتح التلفزيون لهذه المناسبة فقط.
وبعد الظهر عاد ظفر الى محله وكان يتحدث مع زبائنه عن توجيه الاتهام لصدام. وكان أسفه الوحيد أن شريط الفيديو الذي ظهر فيه صدام كان في معظمه صامتا.
وقال ظفر محمود، المواطن الشيعي «أسعد أيام حياتي عندما عثروا عليه في تلك الحفرة القذرة ولكن هذا مثير جدا.
لقد شاهدت العملية كلها. كان صدام يحاول التصرف بكبرياء ولكن عينيه كانتا تفضحان ضعفه الشديد». وشأن مئات الألوف من العراقيين يشعر ظفر بالرغبة في الانتقام الشخصي من صدام. ففي عام 1979، وهو العام الذي أصبح فيه صدام رئيسا، اختفى نبيل، شقيق ظفر الأكبر، وهو يعتقد ان نبيل قد قتل على ايدي رجال صدام، مضيفا انه بعد سنوات من البحث لم يعثر على أي أثر لشقيقه. وقال ظفر انه «عندما يعدمونه أدعو من الله أن يعيده الى الحياة ثانية حتى يعدموه مرة أخرى. وفي كل مرة يعدمونه فيها أدعو الله أن يعيده الى الحياة ثانية». وبينما كان ظفر يتمنى موت صدام فان عراقيين كانا على رصيف شارع في منطقة الكرادة يتخذان موقفا آخر. فقد تحدث علي ناصر وأكرم حسين عن هيمنة أميركية واذلال عربي ارتباطا باتهام صدام.
وقال علي، العربي السني البالغ 56 عاما «لا يمكن محاكمة صدام حسين. انه ممثل الشعب، ورمز الأمة العربية. عندما شاهدته على شاشة التلفزيون شعرت بأذى شديد. وحتى في هذه اللحظة أريد أن أبكي».
ويعتقد علي ان اتهام صدام ينطوي على مبالغات وأكاذيب. ويرى ان الرئيس العراقي لم يأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الأكراد في حلبجة ومن قام به هم الايرانيون.
اما القبور الجماعية التي قيل إنها مليئة بالشيعة فانها مليئة بالجنود العراقيين الذين قتلهم الأميركيون. وأما الغزو العراقي للكويت فمبرر لأسباب عديدة. وقال علي ان «الكويتيين كانوا يهينون النساء العراقيات». ثم التفت الى الأميركيين الذين قال عنهم انهم من يقف وراء توجيه الاتهام لصدام، مشيرا الى ان اتهام صدام ومن ثم اعدامه سيؤدي الى وضع العراقيين بعضهم ضد بعض بطريقة دموية.
وحتى أولئك الذين يكرهون صدام حسين وجدوا ظهوره مليئا بالأسرار والأمور الغامضة. وقال فريد شكوري، المهندس المتقاعد البالغ 62 عاما ان التعامل الحسن الذي توفر لصدام عند توجيه الاتهام، مثل الملابس الأنيقة وفرصة الكلام، قد عززت قناعته بأن صدام والأميركيين حلفاء في السر.
ومع ذلك فان فريد قال انه شعر بفرح كبير وهو يشاهد ظهور صدام أمام المحكمة. واضاف انه بالنسبة لرجل استسلم للأميركيين بدون مقاومة في ديسمبر الماضي بدا صدام مضحكا في محاولته ترهيب العراقيين الآن.
ولكن على الرغم من القسوة التي استخدمها صدام هنا، قال بعض العراقيين انهم لا يستطيعون اظهار مشاعر قاسية. وأضافوا أنه بتلك الطريقة يبدو صدام مثل أب يتعامل مع ابن أساء معاملته. انه قد يكون قاسيا لكنه يبقى أبا على حد قولهم.
وكان حيدر عبد العظيم، الصيدلي البالغ 34 عاما والذي كان قد قضى سبع سنوات في السجن في عهد صدام لأسباب لا يريد مناقشتها، قد دافع عن رئيسه السابق عندما ظهر على شاشة التلفزيون.
وبينما أثار ظهور صدام حسين الكثير من الآراء فان البعض كانوا يتخذون موقفا مختلفا. فعندما شاهد رفعت الدليمي وجه صدام في التلفزيون اسرع لاغلاق الجهاز ليس لاعتراضه على توجيه الاتهام وانما لأنه أحس بالحاجة الى نسيان الماضي.
وقال الدليمي «للشعب العراقي حكومة جديدة الآن، ونحن نحاول قلب الصفحة. الماضي يسبب الكثير من المتاعب»، وأضاف «صدام ؟ أرسلوه الى أي مكان آخر بعيد جدا».
عندما رأى صورة صدام حسين في قفص الاتهام معروضة على شاشة التلفزيون أمامه، هز سامي حسن رأسه غير مصدق، محاولا ايقاف الدموع التي كانت تنساب من عينيه على خديه.
قال سامي، 47 عاما، وهو عضو سابق في حزب البعث «انها مسرحية»، مرددا كلمات رئيسه السابق في اليوم الذي ظهر فيه أمام المحكمة. وأضاف «عندما فتحت التلفزيون لم أصدق أنه صدام حسين في البداية. اعتقدت أنه واحد من أشباهه». وقال «لكن عندما رأيت تلك الكبرياء المألوفة علمت أنه هو».
واحتفل بعض العراقيين بما يمكن أن يكون العقاب الوشيك لصدام بل والحكم عليه بالموت. وقال آخرون انهم يشعرون بالاذلال بسبب ان وجود صدام حسين في قاعة المحكمة جرى على يد الأميركيين. وبينما شعر بعض العراقيين بالفرح للاذلال العلني لصدام، بدا آخرون غير مرتاحين من رؤية رئيسهم السابق وهو يعامل كمجرم عادي.
وفي بغداد جلس العراقيون مستمعين، فقد تركوا أجهزة التلفزيون ليتعرفوا على مشاعر الجيران والأصدقاء. وفي المقاهي وغرف الاستقبال جمع توجيه الاتهام الى صدام العالمين العام والخاص في البلاد بطريقة لم تحدث منذ أن ألقي القبض عليه من جانب الأميركيين قبل سبعة أشهر.
وكشفت الأحاديث مع العراقيين في انحاء المدينة المختلفة أول من أمس كم من القوة كان يتمتع بها صدام في قدرته على ترهيب والهام وتقسيم مجتمعه بشأن ارثه.
وعندما انتشرت الأنباء ظهرا من أن ظهور صدام أمام المحكمة قد بدأ وأن الرئيس العراقي السابق كان يتحدث باسمه، أغلق ظفر محمود دكانه الصغير وسط بغداد، وتوجه الى البيت وشغل المولد الكهربائي لفتح التلفزيون لهذه المناسبة فقط.
وبعد الظهر عاد ظفر الى محله وكان يتحدث مع زبائنه عن توجيه الاتهام لصدام. وكان أسفه الوحيد أن شريط الفيديو الذي ظهر فيه صدام كان في معظمه صامتا.
وقال ظفر محمود، المواطن الشيعي «أسعد أيام حياتي عندما عثروا عليه في تلك الحفرة القذرة ولكن هذا مثير جدا.
لقد شاهدت العملية كلها. كان صدام يحاول التصرف بكبرياء ولكن عينيه كانتا تفضحان ضعفه الشديد». وشأن مئات الألوف من العراقيين يشعر ظفر بالرغبة في الانتقام الشخصي من صدام. ففي عام 1979، وهو العام الذي أصبح فيه صدام رئيسا، اختفى نبيل، شقيق ظفر الأكبر، وهو يعتقد ان نبيل قد قتل على ايدي رجال صدام، مضيفا انه بعد سنوات من البحث لم يعثر على أي أثر لشقيقه. وقال ظفر انه «عندما يعدمونه أدعو من الله أن يعيده الى الحياة ثانية حتى يعدموه مرة أخرى. وفي كل مرة يعدمونه فيها أدعو الله أن يعيده الى الحياة ثانية». وبينما كان ظفر يتمنى موت صدام فان عراقيين كانا على رصيف شارع في منطقة الكرادة يتخذان موقفا آخر. فقد تحدث علي ناصر وأكرم حسين عن هيمنة أميركية واذلال عربي ارتباطا باتهام صدام.
وقال علي، العربي السني البالغ 56 عاما «لا يمكن محاكمة صدام حسين. انه ممثل الشعب، ورمز الأمة العربية. عندما شاهدته على شاشة التلفزيون شعرت بأذى شديد. وحتى في هذه اللحظة أريد أن أبكي».
ويعتقد علي ان اتهام صدام ينطوي على مبالغات وأكاذيب. ويرى ان الرئيس العراقي لم يأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الأكراد في حلبجة ومن قام به هم الايرانيون.
اما القبور الجماعية التي قيل إنها مليئة بالشيعة فانها مليئة بالجنود العراقيين الذين قتلهم الأميركيون. وأما الغزو العراقي للكويت فمبرر لأسباب عديدة. وقال علي ان «الكويتيين كانوا يهينون النساء العراقيات». ثم التفت الى الأميركيين الذين قال عنهم انهم من يقف وراء توجيه الاتهام لصدام، مشيرا الى ان اتهام صدام ومن ثم اعدامه سيؤدي الى وضع العراقيين بعضهم ضد بعض بطريقة دموية.
وحتى أولئك الذين يكرهون صدام حسين وجدوا ظهوره مليئا بالأسرار والأمور الغامضة. وقال فريد شكوري، المهندس المتقاعد البالغ 62 عاما ان التعامل الحسن الذي توفر لصدام عند توجيه الاتهام، مثل الملابس الأنيقة وفرصة الكلام، قد عززت قناعته بأن صدام والأميركيين حلفاء في السر.
ومع ذلك فان فريد قال انه شعر بفرح كبير وهو يشاهد ظهور صدام أمام المحكمة. واضاف انه بالنسبة لرجل استسلم للأميركيين بدون مقاومة في ديسمبر الماضي بدا صدام مضحكا في محاولته ترهيب العراقيين الآن.
ولكن على الرغم من القسوة التي استخدمها صدام هنا، قال بعض العراقيين انهم لا يستطيعون اظهار مشاعر قاسية. وأضافوا أنه بتلك الطريقة يبدو صدام مثل أب يتعامل مع ابن أساء معاملته. انه قد يكون قاسيا لكنه يبقى أبا على حد قولهم.
وكان حيدر عبد العظيم، الصيدلي البالغ 34 عاما والذي كان قد قضى سبع سنوات في السجن في عهد صدام لأسباب لا يريد مناقشتها، قد دافع عن رئيسه السابق عندما ظهر على شاشة التلفزيون.
وبينما أثار ظهور صدام حسين الكثير من الآراء فان البعض كانوا يتخذون موقفا مختلفا. فعندما شاهد رفعت الدليمي وجه صدام في التلفزيون اسرع لاغلاق الجهاز ليس لاعتراضه على توجيه الاتهام وانما لأنه أحس بالحاجة الى نسيان الماضي.
وقال الدليمي «للشعب العراقي حكومة جديدة الآن، ونحن نحاول قلب الصفحة. الماضي يسبب الكثير من المتاعب»، وأضاف «صدام ؟ أرسلوه الى أي مكان آخر بعيد جدا».