على
07-04-2004, 07:37 AM
لندن: معد فياض
الظروف وحدها هي التي قادت القاضي الشاب رائد جوحي لمقابلة صدام حسين. هنا لعب الزمن دوره برسم سيناريو هذا اللقاء، ولو لم تنشب الحرب التي انتهت بسقوط النظام لكان جوحي قد التقى بـ«الرئيس القائد» ولكانت طبيعة هذا اللقاء اختلفت كثيرا، وأيضا لغة الحديث والاسلوب.
http://www.asharqalawsat.com/2004/07/03/images/news.242907.jpg
ما كان القاضي الشاب ليتصور يوم كان يدرس القانون في جامعة بغداد بانه سيلتقي «الرئيس» مكبلا بالحديد، جالسا قبالته، مستمعا اليه ومحاججا إياه وهو يوجه اليه سبع تهم تتعلق بجرائم ضد الانسانية أخفها تقوده الى حبل المشنقة.
من محكمة مدينة النجف طار جوحي على جناح الشهرة في عالم القضاء. ليس الحظ وحده من ساعده بل، وبالدرجة الاولى، ذكاؤه ونزاهته وشجاعته وإصراره على المواصلة في القضية التي يحقق فيها حتى نهايتها رغم العوائق.
كان رائد جوحي قاضي تحقيق في محكمة النجف عندما التقى بالمستشارة القانونية الاميركية راشيل روو، التي كانت تعمل في ادارة الحاكم المدني السفير بول بريمر ومشرفة على محكمة النجف. وجدت روو في جوحي القاضي الشاب الجريء الذي يمكن ان يحقق ما تراجع وخاف منه الاخرون، فدعمته وساندته.
كانت قضية مقتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف العام الماضي شاغلة الناس، وكادت تختفي خيوطها التي تقود مباشرة الى الجناة. لم يورط احد نفسه بمتابعة القضية خوفا على حياته من تهديدات الجناة، لكن جوحي امسك بكل الخيوط وراح يتتبعها واحدا تلو الاخر حتى اودع غالبية المتهمين المعتقل من غير ان يتراجع عن اصدار مذكرة قانونية رسمية وواضحة تقضي بالقاء القبض على مقتدى الصدر باعتباره المحرض الاول على قتل الخوئي واثنين من اصحابه.
لم يكن من السهل ان يجرؤ قاض شاب على اتهام الصدر الذي تقف خلفه ميليشيات مسلحة تأتمر بامره، لكن جوحي اصر على المذكرة وواصل السير في طريقه حتى لندن ليجمع المزيد من الادلة من شهود عيان رافقوا الخوئي وشهدوا تفاصيل جريمة قتله.
عندما التقيته في لندن في ابريل (نيسان) العام الماضي وهو ينسج شبكة الاتهامات التي ستصطاد المتهمين بقتل الخوئي، وجدته هادئا، موضوعيا، صبورا، ومخلصا في اداء عمله الى الحد الذي لم يبدد القليل من وقته للخروج في نزهة بريئة.
وجدته ايضا يعرف كيف يرسم الخطوط بوضوح، مميزا بين عمله الجاد وبين راحته، حريصا على اداء صلاته في وقتها، لم يتخل عن ربطة عنقه، وعندما يتحدث او يسأل ينظر في عين المقابل مباشرة وكأنه يقرأ الجواب الحقيقي هناك.
إصراره على مذكرة اعتقال الصدر وعدم التراجع عنها رغم التهديدات والمامه الذكي بالقضاء العراقي ونزاهته وعدم انحيازه.. عوامل رشحته ان يكون قاضي التحقيق الذي يوجه لائحة الاتهامات الى صدام حسين وعشرة آخرين من اركان نظامه.
ومن شاهد جلسة توجيه الاتهام أول من أمس اكتشف مدى هدوء القاضي الشاب ورصانته ولباقته وادارته الجيدة لدفة القضية. هو هنا قاض يوجه اتهاما الى متهم من غير اعتبارات من يكون هذا المتهم ما دام القضاء فوق الجميع. لم يحتد عندما رفض صدام التوقيع على لائحة افاداته، لم يعل صوته فوق اصوات الاخرين، لم يهتز كون من يمثل امامه هو صدام حسين بنفسه، ذلك انه يدرك ان الرئيس العراقي المخلوع واركان نظامه انما كانوا يمثلون امام قوة القضاء العراقي وليس امام رائد جوحي الذي يتولى تمثيله بخطى واثقة.
الظروف وحدها هي التي قادت القاضي الشاب رائد جوحي لمقابلة صدام حسين. هنا لعب الزمن دوره برسم سيناريو هذا اللقاء، ولو لم تنشب الحرب التي انتهت بسقوط النظام لكان جوحي قد التقى بـ«الرئيس القائد» ولكانت طبيعة هذا اللقاء اختلفت كثيرا، وأيضا لغة الحديث والاسلوب.
http://www.asharqalawsat.com/2004/07/03/images/news.242907.jpg
ما كان القاضي الشاب ليتصور يوم كان يدرس القانون في جامعة بغداد بانه سيلتقي «الرئيس» مكبلا بالحديد، جالسا قبالته، مستمعا اليه ومحاججا إياه وهو يوجه اليه سبع تهم تتعلق بجرائم ضد الانسانية أخفها تقوده الى حبل المشنقة.
من محكمة مدينة النجف طار جوحي على جناح الشهرة في عالم القضاء. ليس الحظ وحده من ساعده بل، وبالدرجة الاولى، ذكاؤه ونزاهته وشجاعته وإصراره على المواصلة في القضية التي يحقق فيها حتى نهايتها رغم العوائق.
كان رائد جوحي قاضي تحقيق في محكمة النجف عندما التقى بالمستشارة القانونية الاميركية راشيل روو، التي كانت تعمل في ادارة الحاكم المدني السفير بول بريمر ومشرفة على محكمة النجف. وجدت روو في جوحي القاضي الشاب الجريء الذي يمكن ان يحقق ما تراجع وخاف منه الاخرون، فدعمته وساندته.
كانت قضية مقتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي في مدينة النجف العام الماضي شاغلة الناس، وكادت تختفي خيوطها التي تقود مباشرة الى الجناة. لم يورط احد نفسه بمتابعة القضية خوفا على حياته من تهديدات الجناة، لكن جوحي امسك بكل الخيوط وراح يتتبعها واحدا تلو الاخر حتى اودع غالبية المتهمين المعتقل من غير ان يتراجع عن اصدار مذكرة قانونية رسمية وواضحة تقضي بالقاء القبض على مقتدى الصدر باعتباره المحرض الاول على قتل الخوئي واثنين من اصحابه.
لم يكن من السهل ان يجرؤ قاض شاب على اتهام الصدر الذي تقف خلفه ميليشيات مسلحة تأتمر بامره، لكن جوحي اصر على المذكرة وواصل السير في طريقه حتى لندن ليجمع المزيد من الادلة من شهود عيان رافقوا الخوئي وشهدوا تفاصيل جريمة قتله.
عندما التقيته في لندن في ابريل (نيسان) العام الماضي وهو ينسج شبكة الاتهامات التي ستصطاد المتهمين بقتل الخوئي، وجدته هادئا، موضوعيا، صبورا، ومخلصا في اداء عمله الى الحد الذي لم يبدد القليل من وقته للخروج في نزهة بريئة.
وجدته ايضا يعرف كيف يرسم الخطوط بوضوح، مميزا بين عمله الجاد وبين راحته، حريصا على اداء صلاته في وقتها، لم يتخل عن ربطة عنقه، وعندما يتحدث او يسأل ينظر في عين المقابل مباشرة وكأنه يقرأ الجواب الحقيقي هناك.
إصراره على مذكرة اعتقال الصدر وعدم التراجع عنها رغم التهديدات والمامه الذكي بالقضاء العراقي ونزاهته وعدم انحيازه.. عوامل رشحته ان يكون قاضي التحقيق الذي يوجه لائحة الاتهامات الى صدام حسين وعشرة آخرين من اركان نظامه.
ومن شاهد جلسة توجيه الاتهام أول من أمس اكتشف مدى هدوء القاضي الشاب ورصانته ولباقته وادارته الجيدة لدفة القضية. هو هنا قاض يوجه اتهاما الى متهم من غير اعتبارات من يكون هذا المتهم ما دام القضاء فوق الجميع. لم يحتد عندما رفض صدام التوقيع على لائحة افاداته، لم يعل صوته فوق اصوات الاخرين، لم يهتز كون من يمثل امامه هو صدام حسين بنفسه، ذلك انه يدرك ان الرئيس العراقي المخلوع واركان نظامه انما كانوا يمثلون امام قوة القضاء العراقي وليس امام رائد جوحي الذي يتولى تمثيله بخطى واثقة.