المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب "أسرار شارون": شارون انتزع "موافقة" بوش "ومباركة" فرنسا لتسميم عرفات



Osama
03-07-2007, 01:33 AM
تل أبيب - يو. بي. اي


اثناء زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الى واشنطن ولقائه الرئيس الاميركي جورج بوش تمكن من التخلص من وعده بعدم المس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والمح الى ضرورة »مساعدة الله« على المس بعرفات.

وكتب الصحافي الاسرائيلي اوري دان في كتابه »اسرار شارون« الصادر اخيراً في اسرائيل عن دار يديعوت احرونوت للنشر انه »فقط في 14 ابريل 2004 نجح شارون بالتحرر من تعهده لبوش الذي اطلقه في مارس 2001 بعدم المس بعرفات«.
وخلال لقاء في البيت الابيض قال شارون لبوش انه »لا يعتبر نفسه ملتزم بذلك الوعد الذي نجح الرئيس الاميركي في اخراجه منه اثناء لقائهما الاول« عندما فاز حزب الليكود بالانتخابات العامة وشكل زعيمه حكومته الاولى.

وبحسب دان وهو احد اكثر المقربين من شارون منذ سنوات الخمسين ورافقه في الكثير من سفراته وبينها زيارة البيت الابيض في ابريل 2004 فإن بوش رد على شارون قائلاً انه »ربما من الافضل ابقاء مصير عرفات بأيدي قوة عليا بأيدي الله« واجاب شارون »ربما يتوجب احياناً مساعدة الله«.
وتابع دان ان بوش »لم يسقط عن الكرسي« لدى سماعه اقوال شارون وعزمه الواضح على اغتيال الرئيس الفلسطيني لكنه لم يمنح شارون ابدا ضوءاً اخضر لتصفية عرفات وفي المقابل لم يفرض عليه عدم المس بعرفات وقد شعر رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الحين »وكأنه تحرر من عبء ثقيل« خصوصاً انهما كانا تفاهما في لقائهما الاول على ان لا يفاجىء احدهما الاخر.

وكشف دان في كتابه عن ان الجيش والمخابرات الاسرائيليين كانا اعدا خطة للقبض على عرفات الذي كان محاصرا في مقره بالمقاطعة في رام الله بأمر من شارون بعد عملية انتحارية وقعت في سبتمبر 2003 لكن تسريبات من جانب موظفي وسياسيين اسرائيليين لمسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية حالت دون تنفيذ الخطة.

وردد شارون مرات عدة في اذن دان انه »اتمنى ان اكون قائد سرية او كتيبة عسكرية وارغب في تسوية الامر في المقاطعة بنفسي«.

ولفت دان الى ان مسؤولين في الادارة الاميركية وخصوصاً وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس كانت تطالب في كل مرة اقتربت فيها القوات الاسرائيلية من المقاطعة بعدم التعرض بأذى لعرفات.

ان تساعدني فقط كموظف رسمي.
وقبل اسبوع من وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا, اغتيل الرئيس اللبناني بشير الجميل في مكتبه في بيروت.
وكتب دان ان مواطناً لبنانياً أرسلته المخابرات السورية هو الذي وضع القنبلة في مكتب بشير الجميل وفجرها عن بعد في اللحظة التي عرف فيها ان بشير يجلس في مكتبه«.

وبحسب دان فان علاقة بشير الجميل باسرائيل بدأت منذ العام 1976 عندما حضر للمرة الاولى الى تل ابيب, ومنذ ذلك الحين توطدت العلاقات بين الجانبين وكلفت اسرائيل افراداً من جهاز الموساد وضباطاً من الجيش الاسرائيلي بتدريب قوات الكتائب اللبنانية, وان الموساد هو ابو وأم الكتائب.

واضاف دان ان عدداً من القادة الاسرائيليين بينهم بيغن وشارون وجهوا انتقادات للكتائب عموماً ولبشير الجميل خصوصاً لانهم لا يتعاونون مع الجيش الاسرائيلي, لا اثناء حملة الليطاني في جنوب لبنان في العام 1978 ولا اثناء غزو لبنان في 1982 في محاربة قوات المنظمات الفلسطينية في لبنان.

وغداة اغتيال الجميل توجه شارون يرافقه دان الى بلدة بكفيا اللبنانية لحضور »سلسلة اجتماعات« مع عائلة الجميل وضباط الجيش الاسرائيلي.

وتحدث شارون خلال هذه الاجتماعات عن »تخوفه« من ان يقوم اكثر من ألفي مقاتل فلسطيني, كانوا لا يزالون في بيروت الغربية بعد خروج قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقواتها من بيروت, باستغلال الوضع بعد اغتيال الجميل لشن هجمات.

وامر شارون الجيش الاسرائيلي بأن يزج بقواته باتجاه بيروت الغربية فيما قال رئيس أركان الجيش الاسرائيلي رفائيل ايتان, خلال الاجتماع مع قيادة الكتائب, انه بسبب مقتل مئات الجنود الاسرائيليين خلال اجتياح لبنان فانه يجدر »أخيراً« ان تنضم الكتائب للحرب الاسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وقال دان في كتابه ان شارون كان يتطلع من خلال محاربة المقاتلين الفلسطينيين في المخيمات, الى ان لا يتم تدمير »الانجازات التي حققتها اسرائيل في لبنان«, وقد مرر تحذيره هذا الى الادارة الاميركية.

وبعد ايام قليلة من الاجتماع في بكفيا دخلت قوات الكتائب اللبنانية الى مخيمي صبراً وشاتيلا واقترفت المجزرة فيما القوات الاسرائيلية كانت منتشرة عن حدود بيروت الغربية.
ومع بدء الكشف عن هول المجزرة بدأ دان يتلقى اتصالات من مراسلي وكالات الانباء ووسائل الاعلام العالمية الذين وجهوا اصبع الاتهام لشارون.

وهاتف دان شارون, الذي كان في منزله يقضي عطلة رأس السنة العبرية, فرد عليه بالقول ان »الجيش الاسرائيلي لم يدخل الى هناك بتاتاً ويجري فحص ما الذي حدث هناك, في المخيمات الفلسطينية.
كما رفض شارون اقتراح دان بتشكيل لجنة تحقيق وادعى ان لا علاقة له بالمجازر.

ورغم ان العالم كله كان يرى المشاهد المروعة للمجزرة على شاشات التلفاز صرخ شارون بدان »دعني ارتاح قليلاً بالعيد وقد اصدرت التعليمات المناسبة.
رئيس الاركان سيرد على الاسئلة واذا كانت هناك ادعاءات ضد الحكومة فان العنوان هو مناحيم بيغن«.