yasmeen
03-06-2007, 10:23 AM
الخليج الاماراتية
بغداد - زيدان الربيعي
فور انهيار النظام العراقي السابق على يد قوات الاحتلال الأمريكي في التاسع من ابريل/ نيسان 2003 أو المدة القليلة التي سبقت انهياره ظهرت على الساحة العراقية العديد من الشخصيات السياسية التي كانت تعمل مع المعارضة العراقية في الخارج أو التي ادعت أنها كانت تعارض في الداخل. وقد روجت هذه الشخصيات دعايات عديدة من أجل كسب شعبية داخل الشارع العراقي للفوز بالانتخابات. ومن بين هذه الشخصيات سمحت لها “المحاصصة” التي اعتمدها الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر بالحصول على مناصب كبيرة سواء في مجلس الحكم أو الحكومة المؤقتة، إلا أن اعتماد النظام الانتخابي أبعد الكثير منها عن الساحة العراقية. حيث فضل كثيرون العودة إلى المنفى من جديد أو الابتعاد عن العملية السياسية أو البقاء فيها، لكن من دون أن يكون لهم أي تأثير يذكر.ولمناسبة قرب حلول الذكرى الرابعة لدخول قوات الاحتلال للعراق سنحاول في هذا التقرير “التوقف” عند أبرز هذه الشخصيات التي لعبت أدواراً مختلفة في المراحل الأولى للاحتلال، ثم اختفت أو بهتت صورتها.
غازي الياور
يعد الشيخ غازي الياور، عضو مجلس النواب الحالي عن القائمة الوطنية العراقية وعضو مجلس الحكم، والذي تسلم منصب رئاسة الجمهورية في الحكومة المؤقتة ومن ثم منصب نائب الرئيس في الحكومة الانتقالية من أبرز الشخصيات التي اختفت من الساحة العراقية خلال العام الأخير. هذا الرجل كان متوازناً في اطروحاته ولم يتخذ من الخطاب الطائفي منهجا له، لذلك كان يمثل وجوده خيارا مشتركا لكل الذين يعملون في العملية السياسية، غازي الياور دخل التاريخ بعد أن أصبح أول رئيس للعراق بعد صدام حسين وحافظ على شعبيته بين العراقيين كرجل عشائري ووطني ولم يتاجر بقضية العراق من أجل الحصول على مكاسب شخصية، لذلك فضل الانسحاب من الساحة العراقية بهدوء تام مع حفاظه على موقعه كعضو في مجلس النواب.
عدنان الباجه جي
السياسي العراقي المخضرم والذي كان من أبرز المعارضين لنظام صدام حسين، دخل العملية السياسية بقوة أثناء تشكيلة مجلس الحكم. حيث منح حزبه “تجمع الديمقراطيين المستقلين” خمس وزارات وكان منافسا قويا للشيخ غازي الياور على منصب رئيس الجمهورية في الحكومة المؤقتة. إلا أن أسهم هذا الرجل تراجعت كثيرا بعد أن فشل في الوصول إلى الجمعية الوطنية في الانتخابات الأولى، الأمر الذي جعله في الانتخابات الثانية يتحالف مع القائمة الوطنية العراقية بزعامة اياد علاوي، حيث أوصله هذا التحالف إلى عضوية مجلس النواب من جديد، لكنه لم يكن لديه أي تأثير في الخارطة السياسية، وفضل البقاء بعيدا عن البلد كما أغلقت صحيفة “النهضة” التي أصدرها فور وصوله إلى بغداد في العام 2003. في الآونة الأخيرة عاد الباجه جي من جديد إلى العراق حيث قدم العديد من الآراء التي تهدف إلى تخليص العراق والعراقيين من نظام المحاصصة ومن الطائفية.
أحمد الجلبي
زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي وأبرز الشخصيات العراقية المعارضة لنظام صدام حسين. حيث كان الرجل الأول لدى الأمريكيين الذين اعتمدوا على معلوماته المزيفة في إسقاط النظام العراقي السابق، هذا الرجل دخل بقوة إلى العراق مع قوات الاحتلال، وكان من أول السياسيين العراقيين الذين وصلوا إلى البلد بعد الغزو عن طريق محافظة الناصرية جنوب العراق. إلا أن خلافا بينه وبين الأمريكيين أبعده عن الواجهة لفترة ما. لكنه وجد في الانضمام إلى قائمة الائتلاف الشيعي، الفرصة الحقيقية لعودته إلى الواجهة وكان مصيبا في قراره حيث أصبح نائبا لرئيس الحكومة العراقية الانتقالية إبراهيم الجعفري. لكن الجلبي دخل بمغامرة جديدة في الانتخابات الأخيرة جعلته يصبح خارج مجلس النواب برغم أن قائمته ضمت الكثير من الأشخاص الذين كانوا يمثلون ركائز أساسية في قائمة الائتلاف العراقي الموحد. خسارته في الانتخابات أبعدته عن الحكومة الحالية مما جعله يبتعد مدة غير قصيرة عن الأنظار، إلا أنه في الأيام الأخيرة وخاصة بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية بدأ يفرض نفسه من جديد على الشارع العراقي، حيث يرأس الآن لجنة الحشد الجماهيري والشعبي لخطة أمن بغداد. وكان احمد الجلبي من أبرز الشخصيات العراقية المرشحة للحلول محل صدام حسين، ألا أن اتهامه بتسريب معلومات للإيرانيين حول أسرار أمريكية عسكرية وسياسية. جعل الأمريكيين يضيقون الخناق عليه حتى إنه اتهم بقضية اختلاس مبلغ بسيط من المال وأحيل ملفه إلى القضاء الذي برأ ساحته من التهمة. كما تم اقتحام مكاتب حزبه من قبل قوات الاحتلال أكثر من مرة. في حين شهد حزبه انسحاب الكثير من الشخصيات البارزة عنه مثل النائب مثال الآلوسي ومضر شوكت وغيرهما.
حسين الشهرستاني
عالم الذرة الذي تمكن من الهرب من سجون النظام السابق التي قضى فيها ما يقارب ال 11 عاما. حيث أراد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين منه الانضمام إلى العاملين في تطوير المفاعل النووي العراقي المعد للأغراض السلمية بالأساس وجعله برنامجا عسكريا، إلا أنه رفض الانصياع لهكذا رغبات مما جعله يتعرض لأبشع العقوبات في سجون النظام السابق. الشهرستاني المدعوم من قبل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني ظهر على الساحة العراقية بعد عدة أشهر من سقوط النظام السابق، حيث دعمه السيستاني لاستلام منصب رئيس الجمهورية في حكومة مجلس الحكم، ألا انه رفض الترشيح لهذا المنصب في ذلك الوقت. وبعدها أصبح من الشخصيات المستقلة المهمة التي شكلت قائمة الائتلاف العراقي الموحد ونافس الجعفري على رئاسة الحكومة الانتقالية ألا انه اكتفى بالنهاية بمنصب نائب رئيس الجمعية الوطنية. وفي تشكيلة الحكومة الأخيرة رشح نفسه لرئاسة الوزراء ألا انه سرعان ما تنازل عن ترشيحه ليكتفي بمنصب وزير النفط. وما زالت مسألة استمراره في هذا المنصب يسودها الخطر بعد أن شهد البلد العديد من الأزمات في المشتقات النفطية.
مضر شوكت
الشخص الثاني في حزب المؤتمر الوطني بعد احمد الجلبي، سلطت عليه الأضواء بكثرة بعد سقوط النظام العراقي السابق. إلا أن أسهمه تراجعت شيئا فشيئا حتى إنه لم يستطع الوصول إلى مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة، لذلك فضل الابتعاد والصمت بعد أن وجد أن الساحة العراقية الحالية لا تتماشى مع ما كان يخطط له.
الشريف علي بن الحسين
راعي الملكية الدستورية في العراق، فور سقوط النظام العراقي السابق بدأ الترويج إلى عودة النظام الملكي للعراق وبدأ حملة واسعة جدا باتجاه شيوخ العشائر وبعض رجال الدين، إلا أن جهوده “قبرت” في مهدها في الانتخابات الأولى حيث لم يتمكن من الوصول إلى الجمعية الوطنية، مما جعله يحاول الانضمام إلى تحالف جديد لعله يسعفه في الوصول إلى مقاعد مجلس النواب، حيث تحالف مع احمد الجلبي في قائمة واحدة، إلا أن الاستقطابات الطائفية والقومية التي سادت الانتخابات جعلته خارج البرلمان. هذا الرجل خاطب العراقيين بخطاب عقلاني، وطني وحذر من تداعيات الاصطفافات الطائفية والعرقية. وقد غاب طيلة المدة الأخيرة إلا انه ظهر مؤخرا في عدة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة وخارجها.
جواد الخالصي
رجل الدين الشيعي الذي كان معارضا لنظام صدام حسين وكذلك كان معارضا قويا لجميع مشاريع الاحتلال. حاول هذا الرجل عدم شرعنة الاحتلال وبذل جهوداً مضنية في هذا المجال، إلا أن صوته كان يجابه بالرفض من قبل أصوات أخرى. لذلك رفض المشاركة في الانتخابات وكذلك في العملية السياسية وبقي معارضا للاحتلال ومشاريعه. أسس التيار الخالصي الذي تحالف مع العديد من القوى الوطنية والسياسية من أجل الوقوف بوجه مشاريع الاحتلال المختلفة.
حازم الشعلان
وزير الدفاع في حكومة اياد علاوي وأكثر الشخصيات العراقية حدة في التصريحات وخلافا مع السياسيين العراقيين. فور انتهاء مهمة عمله في الحكومة المؤقتة أصبح متهما بسرقة الأموال. حاول في الانتخابات الأخيرة الدخول في المعترك الانتخابي بقائمة منفردة، إلا أنه لم يجد الأصوات الكافية التي تؤهله لحجز مقعد في مجلس النواب، ليبقى بعيدا عن الوطن وتهم الاختلاس تلاحقه برغم محاولاته الدفاع عن نفسه بأنه لم يرتكب مخالفة قانونية في العقود التي أبرمتها وزارته مع بعض الشركات الأجنبية.
ايهم السامرائي
وزير الكهرباء الأسبق، وأحد السياسيين العراقيين المؤيدين لعدنان الباجه جي، كان قد طلب من قوات الاحتلال التفاوض مع المقاومة العراقية ومد الكثير من خطوط الاتصال بين الطرفين، لكنه اتهم بسرقات مالية كبيرة جدا أثناء تسلمه وزارة الكهرباء وقد حكمت عليه إحدى المحاكم العراقية بالسجن لمدة عامين، لكنه استطاع الهرب من سجنه في المنطقة الخضراء، وقبل أن يسجن كان قد دخل معترك الانتخابات الأخيرة، إلا أنه لم يتمكن من الفوز برغم الأموال الهائلة التي صرفها على الدعايات الانتخابية.
سلامة الخفاجي
عضو مجلس الحكم والتي ارتفع صوتها كثيرا في المواجهة التي حدثت بين جيش المهدي وقوات الاحتلال في العام 2004. لم تفلح في الانتخابات الأخيرة في الوصول إلى عضوية مجلس النواب بعد أن دخلت في قائمة احمد الجلبي. سلامة الخفاجي التي قتل ابنها في حادث كان يستهدفها في العام 2004 لم تتمكن من المحافظة على وجودها على الساحة السياسية العراقية في السنة الأخيرة، بعد أن كانت متواجدة فيها باستمرار والحال ذاته ينطبق على زميلتها آمال كاشف الغطاء.
نصير الجادرجي
عضو مجلس الحكم، ورئيس حزب الوطن الديمقراطي. كان له حضور بارز في السنة الأولى التي تلت دخول الاحتلال، إلا أن فشل حزبه في الانتخابات لمرتين جعله بعيدا عن الساحة السياسية حيث روج في البداية إلى بناء عراق جديد يعتمد على الحرية والديمقراطية، إلا أن وعوده وأطروحاته لم يتحقق منها شيء على الأرض.
هيثم الحسني:
الأمين العام لحزب الوطن الديمقراطي وإحدى الشخصيات العراقية المعارضة لنظام صدام حسين، بدأ فور عودته يروّج لنفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية، حيث انتشرت صوره مع مبادئ مشروعه الجديد في جميع أنحاء العراق، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى عضوية مجلس النواب في الانتخابات ولمرتين.
عبد الكريم ماهود
عضو مجلس الحكم والذي كان معارضا شعبيا للنظام السابق، تمكن من الوصول إلى الجمعية الوطنية إلا أنه لم يتمكن من تحقيق شيء في الانتخابات الأخيرة ليصبح بعيدا عن العملية السياسية الجارية الآن، وكان ماهود قد لعب دوراً كبيراً في الوساطة بين ميليشيا جيش المهدي وقوات الاحتلال في العام 2004.
محسن عبد الحميد
عضو مجلس الحكم السابق، الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، كان من أبرز الشخصيات السياسية في العراق بعد سقوط النظام السابق، حيث كان من المعارضين لاجتياح مدينة الفلوجة وأعلن انسحاب الحزب الإسلامي العراقي من حكومة اياد علاوي احتجاجا على اجتياح المدينة. كما كان من المطالبين بضرورة تأجيل الانتخابات الأولى، هذا الرجل كان قد حذر من الاصطفافات الطائفية والعرقية وقال: “إنها ستؤدي إلى تمزيق وحدة الشعب العراقي”. ابتعد عن رئاسة الحزب الإسلامي وأصبح رئيسا لمجلس الشورى فيه. وهو الآن يمارس عمله السياسي من هذا الإطار.
قيس العزاوي
الناطق باسم الحركة الاشتراكية العربية الديمقراطية، كان من المعارضين للنظام السابق، كما كان من المتحمسين جدا لتشكيل حكومة عراقية تتولى إدارة البلد بعد سقوط النظام، إلا أن أطروحاته جوبهت بنظام المحاصصة الطائفية والقومية، حاول خلال وجوده في العراق تنبيه الشعب العراقي من المخاطر التي تحيط به جراء الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها السياسيون بشكل يومي، لكنه اضطر للعودة إلى منفاه من جديد في باريس بعد أن وجد أن البقاء في العراق في ظل ما يحصل الآن من تداعيات خطيرة أشبه بالانتحار.
فخري القيسي
عضو الهيئة العليا للإرشاد والفتوى وهي إحدى الحركات السلفية في العراق. كان له حضور قوي في الشارع العراقي بعد دخول قوات الاحتلال وكانت أطروحاته ترفض التعامل مع الاحتلال، تعرض لمحاولة اغتيال في منطقة الغزالية في عام 2005 وأصيب بجروح. فشله في الانتخابات جعله ينضم إلى حركة “مرام” ثم اختفى بعد ذلك عن الساحة السياسية.
محمد بحر العلوم
عضو مجلس الحكم السابق، وأحد أبرز المعارضين لنظام صدام حسين، كان من بين الأعضاء الذين تسلموا الرئاسة الدورية لمجلس الحكم، وكانت له أطروحات عديدة تتعارض مع الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر. ابتعد عن الساحة السياسية وفضل العمل مع المرجعية في محافظة النجف.
حسين الصدر
رجل الدين والسياسي المعروف والذي كان من المعارضين البارزين للنظام السابق. دخل العملية السياسية مع القائمة الوطنية العراقية في الانتخابات الأولى، إلا أنه انسحب من هذه القائمة في اللحظات الأخيرة خلال الانتخابات الأخيرة وفضل تأسيس تجمع سياسي خاص به يضم شخصيات مختلفة من المجتمع العراقي، إلا أن تجمعه هذه لم يحقق الأهداف المرجوة منه بسبب الأوضاع السائدة في البلد.
نجيب الصالحي
الأمين العام لحركة الضباط الأحرار وأحد ضباط الجيش العراقي السابق. دخل العملية السياسية وشارك في الانتخابات لمرتين إلا انه لم يفلح بالوصول إلى مجلس النواب، الأمر الذي أسهم بغيابه عن الساحة السياسية. كانت لديه مشاريع مهمة لإعادة الجيش العراقي السابق وكذلك إبعاد البلد عن نظام المحاصصة والطائفية. إلا أن مشاريعه هذه جوبهت بالرفض من أطراف مختلفة.
بغداد - زيدان الربيعي
فور انهيار النظام العراقي السابق على يد قوات الاحتلال الأمريكي في التاسع من ابريل/ نيسان 2003 أو المدة القليلة التي سبقت انهياره ظهرت على الساحة العراقية العديد من الشخصيات السياسية التي كانت تعمل مع المعارضة العراقية في الخارج أو التي ادعت أنها كانت تعارض في الداخل. وقد روجت هذه الشخصيات دعايات عديدة من أجل كسب شعبية داخل الشارع العراقي للفوز بالانتخابات. ومن بين هذه الشخصيات سمحت لها “المحاصصة” التي اعتمدها الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر بالحصول على مناصب كبيرة سواء في مجلس الحكم أو الحكومة المؤقتة، إلا أن اعتماد النظام الانتخابي أبعد الكثير منها عن الساحة العراقية. حيث فضل كثيرون العودة إلى المنفى من جديد أو الابتعاد عن العملية السياسية أو البقاء فيها، لكن من دون أن يكون لهم أي تأثير يذكر.ولمناسبة قرب حلول الذكرى الرابعة لدخول قوات الاحتلال للعراق سنحاول في هذا التقرير “التوقف” عند أبرز هذه الشخصيات التي لعبت أدواراً مختلفة في المراحل الأولى للاحتلال، ثم اختفت أو بهتت صورتها.
غازي الياور
يعد الشيخ غازي الياور، عضو مجلس النواب الحالي عن القائمة الوطنية العراقية وعضو مجلس الحكم، والذي تسلم منصب رئاسة الجمهورية في الحكومة المؤقتة ومن ثم منصب نائب الرئيس في الحكومة الانتقالية من أبرز الشخصيات التي اختفت من الساحة العراقية خلال العام الأخير. هذا الرجل كان متوازناً في اطروحاته ولم يتخذ من الخطاب الطائفي منهجا له، لذلك كان يمثل وجوده خيارا مشتركا لكل الذين يعملون في العملية السياسية، غازي الياور دخل التاريخ بعد أن أصبح أول رئيس للعراق بعد صدام حسين وحافظ على شعبيته بين العراقيين كرجل عشائري ووطني ولم يتاجر بقضية العراق من أجل الحصول على مكاسب شخصية، لذلك فضل الانسحاب من الساحة العراقية بهدوء تام مع حفاظه على موقعه كعضو في مجلس النواب.
عدنان الباجه جي
السياسي العراقي المخضرم والذي كان من أبرز المعارضين لنظام صدام حسين، دخل العملية السياسية بقوة أثناء تشكيلة مجلس الحكم. حيث منح حزبه “تجمع الديمقراطيين المستقلين” خمس وزارات وكان منافسا قويا للشيخ غازي الياور على منصب رئيس الجمهورية في الحكومة المؤقتة. إلا أن أسهم هذا الرجل تراجعت كثيرا بعد أن فشل في الوصول إلى الجمعية الوطنية في الانتخابات الأولى، الأمر الذي جعله في الانتخابات الثانية يتحالف مع القائمة الوطنية العراقية بزعامة اياد علاوي، حيث أوصله هذا التحالف إلى عضوية مجلس النواب من جديد، لكنه لم يكن لديه أي تأثير في الخارطة السياسية، وفضل البقاء بعيدا عن البلد كما أغلقت صحيفة “النهضة” التي أصدرها فور وصوله إلى بغداد في العام 2003. في الآونة الأخيرة عاد الباجه جي من جديد إلى العراق حيث قدم العديد من الآراء التي تهدف إلى تخليص العراق والعراقيين من نظام المحاصصة ومن الطائفية.
أحمد الجلبي
زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي وأبرز الشخصيات العراقية المعارضة لنظام صدام حسين. حيث كان الرجل الأول لدى الأمريكيين الذين اعتمدوا على معلوماته المزيفة في إسقاط النظام العراقي السابق، هذا الرجل دخل بقوة إلى العراق مع قوات الاحتلال، وكان من أول السياسيين العراقيين الذين وصلوا إلى البلد بعد الغزو عن طريق محافظة الناصرية جنوب العراق. إلا أن خلافا بينه وبين الأمريكيين أبعده عن الواجهة لفترة ما. لكنه وجد في الانضمام إلى قائمة الائتلاف الشيعي، الفرصة الحقيقية لعودته إلى الواجهة وكان مصيبا في قراره حيث أصبح نائبا لرئيس الحكومة العراقية الانتقالية إبراهيم الجعفري. لكن الجلبي دخل بمغامرة جديدة في الانتخابات الأخيرة جعلته يصبح خارج مجلس النواب برغم أن قائمته ضمت الكثير من الأشخاص الذين كانوا يمثلون ركائز أساسية في قائمة الائتلاف العراقي الموحد. خسارته في الانتخابات أبعدته عن الحكومة الحالية مما جعله يبتعد مدة غير قصيرة عن الأنظار، إلا أنه في الأيام الأخيرة وخاصة بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية بدأ يفرض نفسه من جديد على الشارع العراقي، حيث يرأس الآن لجنة الحشد الجماهيري والشعبي لخطة أمن بغداد. وكان احمد الجلبي من أبرز الشخصيات العراقية المرشحة للحلول محل صدام حسين، ألا أن اتهامه بتسريب معلومات للإيرانيين حول أسرار أمريكية عسكرية وسياسية. جعل الأمريكيين يضيقون الخناق عليه حتى إنه اتهم بقضية اختلاس مبلغ بسيط من المال وأحيل ملفه إلى القضاء الذي برأ ساحته من التهمة. كما تم اقتحام مكاتب حزبه من قبل قوات الاحتلال أكثر من مرة. في حين شهد حزبه انسحاب الكثير من الشخصيات البارزة عنه مثل النائب مثال الآلوسي ومضر شوكت وغيرهما.
حسين الشهرستاني
عالم الذرة الذي تمكن من الهرب من سجون النظام السابق التي قضى فيها ما يقارب ال 11 عاما. حيث أراد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين منه الانضمام إلى العاملين في تطوير المفاعل النووي العراقي المعد للأغراض السلمية بالأساس وجعله برنامجا عسكريا، إلا أنه رفض الانصياع لهكذا رغبات مما جعله يتعرض لأبشع العقوبات في سجون النظام السابق. الشهرستاني المدعوم من قبل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني ظهر على الساحة العراقية بعد عدة أشهر من سقوط النظام السابق، حيث دعمه السيستاني لاستلام منصب رئيس الجمهورية في حكومة مجلس الحكم، ألا انه رفض الترشيح لهذا المنصب في ذلك الوقت. وبعدها أصبح من الشخصيات المستقلة المهمة التي شكلت قائمة الائتلاف العراقي الموحد ونافس الجعفري على رئاسة الحكومة الانتقالية ألا انه اكتفى بالنهاية بمنصب نائب رئيس الجمعية الوطنية. وفي تشكيلة الحكومة الأخيرة رشح نفسه لرئاسة الوزراء ألا انه سرعان ما تنازل عن ترشيحه ليكتفي بمنصب وزير النفط. وما زالت مسألة استمراره في هذا المنصب يسودها الخطر بعد أن شهد البلد العديد من الأزمات في المشتقات النفطية.
مضر شوكت
الشخص الثاني في حزب المؤتمر الوطني بعد احمد الجلبي، سلطت عليه الأضواء بكثرة بعد سقوط النظام العراقي السابق. إلا أن أسهمه تراجعت شيئا فشيئا حتى إنه لم يستطع الوصول إلى مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة، لذلك فضل الابتعاد والصمت بعد أن وجد أن الساحة العراقية الحالية لا تتماشى مع ما كان يخطط له.
الشريف علي بن الحسين
راعي الملكية الدستورية في العراق، فور سقوط النظام العراقي السابق بدأ الترويج إلى عودة النظام الملكي للعراق وبدأ حملة واسعة جدا باتجاه شيوخ العشائر وبعض رجال الدين، إلا أن جهوده “قبرت” في مهدها في الانتخابات الأولى حيث لم يتمكن من الوصول إلى الجمعية الوطنية، مما جعله يحاول الانضمام إلى تحالف جديد لعله يسعفه في الوصول إلى مقاعد مجلس النواب، حيث تحالف مع احمد الجلبي في قائمة واحدة، إلا أن الاستقطابات الطائفية والقومية التي سادت الانتخابات جعلته خارج البرلمان. هذا الرجل خاطب العراقيين بخطاب عقلاني، وطني وحذر من تداعيات الاصطفافات الطائفية والعرقية. وقد غاب طيلة المدة الأخيرة إلا انه ظهر مؤخرا في عدة لقاءات مع مسؤولين في الحكومة وخارجها.
جواد الخالصي
رجل الدين الشيعي الذي كان معارضا لنظام صدام حسين وكذلك كان معارضا قويا لجميع مشاريع الاحتلال. حاول هذا الرجل عدم شرعنة الاحتلال وبذل جهوداً مضنية في هذا المجال، إلا أن صوته كان يجابه بالرفض من قبل أصوات أخرى. لذلك رفض المشاركة في الانتخابات وكذلك في العملية السياسية وبقي معارضا للاحتلال ومشاريعه. أسس التيار الخالصي الذي تحالف مع العديد من القوى الوطنية والسياسية من أجل الوقوف بوجه مشاريع الاحتلال المختلفة.
حازم الشعلان
وزير الدفاع في حكومة اياد علاوي وأكثر الشخصيات العراقية حدة في التصريحات وخلافا مع السياسيين العراقيين. فور انتهاء مهمة عمله في الحكومة المؤقتة أصبح متهما بسرقة الأموال. حاول في الانتخابات الأخيرة الدخول في المعترك الانتخابي بقائمة منفردة، إلا أنه لم يجد الأصوات الكافية التي تؤهله لحجز مقعد في مجلس النواب، ليبقى بعيدا عن الوطن وتهم الاختلاس تلاحقه برغم محاولاته الدفاع عن نفسه بأنه لم يرتكب مخالفة قانونية في العقود التي أبرمتها وزارته مع بعض الشركات الأجنبية.
ايهم السامرائي
وزير الكهرباء الأسبق، وأحد السياسيين العراقيين المؤيدين لعدنان الباجه جي، كان قد طلب من قوات الاحتلال التفاوض مع المقاومة العراقية ومد الكثير من خطوط الاتصال بين الطرفين، لكنه اتهم بسرقات مالية كبيرة جدا أثناء تسلمه وزارة الكهرباء وقد حكمت عليه إحدى المحاكم العراقية بالسجن لمدة عامين، لكنه استطاع الهرب من سجنه في المنطقة الخضراء، وقبل أن يسجن كان قد دخل معترك الانتخابات الأخيرة، إلا أنه لم يتمكن من الفوز برغم الأموال الهائلة التي صرفها على الدعايات الانتخابية.
سلامة الخفاجي
عضو مجلس الحكم والتي ارتفع صوتها كثيرا في المواجهة التي حدثت بين جيش المهدي وقوات الاحتلال في العام 2004. لم تفلح في الانتخابات الأخيرة في الوصول إلى عضوية مجلس النواب بعد أن دخلت في قائمة احمد الجلبي. سلامة الخفاجي التي قتل ابنها في حادث كان يستهدفها في العام 2004 لم تتمكن من المحافظة على وجودها على الساحة السياسية العراقية في السنة الأخيرة، بعد أن كانت متواجدة فيها باستمرار والحال ذاته ينطبق على زميلتها آمال كاشف الغطاء.
نصير الجادرجي
عضو مجلس الحكم، ورئيس حزب الوطن الديمقراطي. كان له حضور بارز في السنة الأولى التي تلت دخول الاحتلال، إلا أن فشل حزبه في الانتخابات لمرتين جعله بعيدا عن الساحة السياسية حيث روج في البداية إلى بناء عراق جديد يعتمد على الحرية والديمقراطية، إلا أن وعوده وأطروحاته لم يتحقق منها شيء على الأرض.
هيثم الحسني:
الأمين العام لحزب الوطن الديمقراطي وإحدى الشخصيات العراقية المعارضة لنظام صدام حسين، بدأ فور عودته يروّج لنفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية، حيث انتشرت صوره مع مبادئ مشروعه الجديد في جميع أنحاء العراق، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى عضوية مجلس النواب في الانتخابات ولمرتين.
عبد الكريم ماهود
عضو مجلس الحكم والذي كان معارضا شعبيا للنظام السابق، تمكن من الوصول إلى الجمعية الوطنية إلا أنه لم يتمكن من تحقيق شيء في الانتخابات الأخيرة ليصبح بعيدا عن العملية السياسية الجارية الآن، وكان ماهود قد لعب دوراً كبيراً في الوساطة بين ميليشيا جيش المهدي وقوات الاحتلال في العام 2004.
محسن عبد الحميد
عضو مجلس الحكم السابق، الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، كان من أبرز الشخصيات السياسية في العراق بعد سقوط النظام السابق، حيث كان من المعارضين لاجتياح مدينة الفلوجة وأعلن انسحاب الحزب الإسلامي العراقي من حكومة اياد علاوي احتجاجا على اجتياح المدينة. كما كان من المطالبين بضرورة تأجيل الانتخابات الأولى، هذا الرجل كان قد حذر من الاصطفافات الطائفية والعرقية وقال: “إنها ستؤدي إلى تمزيق وحدة الشعب العراقي”. ابتعد عن رئاسة الحزب الإسلامي وأصبح رئيسا لمجلس الشورى فيه. وهو الآن يمارس عمله السياسي من هذا الإطار.
قيس العزاوي
الناطق باسم الحركة الاشتراكية العربية الديمقراطية، كان من المعارضين للنظام السابق، كما كان من المتحمسين جدا لتشكيل حكومة عراقية تتولى إدارة البلد بعد سقوط النظام، إلا أن أطروحاته جوبهت بنظام المحاصصة الطائفية والقومية، حاول خلال وجوده في العراق تنبيه الشعب العراقي من المخاطر التي تحيط به جراء الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها السياسيون بشكل يومي، لكنه اضطر للعودة إلى منفاه من جديد في باريس بعد أن وجد أن البقاء في العراق في ظل ما يحصل الآن من تداعيات خطيرة أشبه بالانتحار.
فخري القيسي
عضو الهيئة العليا للإرشاد والفتوى وهي إحدى الحركات السلفية في العراق. كان له حضور قوي في الشارع العراقي بعد دخول قوات الاحتلال وكانت أطروحاته ترفض التعامل مع الاحتلال، تعرض لمحاولة اغتيال في منطقة الغزالية في عام 2005 وأصيب بجروح. فشله في الانتخابات جعله ينضم إلى حركة “مرام” ثم اختفى بعد ذلك عن الساحة السياسية.
محمد بحر العلوم
عضو مجلس الحكم السابق، وأحد أبرز المعارضين لنظام صدام حسين، كان من بين الأعضاء الذين تسلموا الرئاسة الدورية لمجلس الحكم، وكانت له أطروحات عديدة تتعارض مع الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر. ابتعد عن الساحة السياسية وفضل العمل مع المرجعية في محافظة النجف.
حسين الصدر
رجل الدين والسياسي المعروف والذي كان من المعارضين البارزين للنظام السابق. دخل العملية السياسية مع القائمة الوطنية العراقية في الانتخابات الأولى، إلا أنه انسحب من هذه القائمة في اللحظات الأخيرة خلال الانتخابات الأخيرة وفضل تأسيس تجمع سياسي خاص به يضم شخصيات مختلفة من المجتمع العراقي، إلا أن تجمعه هذه لم يحقق الأهداف المرجوة منه بسبب الأوضاع السائدة في البلد.
نجيب الصالحي
الأمين العام لحركة الضباط الأحرار وأحد ضباط الجيش العراقي السابق. دخل العملية السياسية وشارك في الانتخابات لمرتين إلا انه لم يفلح بالوصول إلى مجلس النواب، الأمر الذي أسهم بغيابه عن الساحة السياسية. كانت لديه مشاريع مهمة لإعادة الجيش العراقي السابق وكذلك إبعاد البلد عن نظام المحاصصة والطائفية. إلا أن مشاريعه هذه جوبهت بالرفض من أطراف مختلفة.