yasmeen
03-05-2007, 06:16 PM
محرماً من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة
نعم هناك من النواب والوزراء من يكذب ويراوغ وحضوره للعمرة أكثر ما يحتاجه للتذكر أن هناك رباً يراقب أداءه السياسي
اقسم بالله وانا محرم ان الوزارة عرضت علي بعد الانتخابات الماضية لكني رفضت لأن المنصب الوزاري اصبح طاردا
حاوره في الباص مبارك فيصل القناعي
http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200703/pr6-030507.pc.jpg
اكد وزير التجارة وعضو مجلس الأمة السابق الدكتور يوسف الزلزلة في حوار لـ «الوطن» اجريناه معه قبل ساعات قليلة من تأديته مناسك العمرة.
ان الحكومة فقدت بالتغيير الاخير عناصر وزارية كان لها تأثير كبير في تنسيق العلاقة بين المجلس والحكومة مؤكداً ان السياسة هي فن الممكن وان الحكومة الحالية لا تمتلك من وزرائها من لديه «الكريزما» السياسية والتي لا تتواجد في اي وزير وقال «هي تفتقد حالياً لمثل هذا الامر».
واقسم الزلزلة لـ «الوطن» في الدردشة التي دارت في باص خصص لنقل مجموعة من الصحفيين والاعلاميين من المدينة المنورة الى مكة المكرمة في رحلة كانت قد نظمتها جمعية الصحفيين الكويتية ان المنصب الوزاري عرض عليه في الانتخابات الماضية مؤكدا ان المنصب الوزاري اصبح طارداً والناس اصبحت تخاف من التوزير وقال «اقسم بالله وانا محرم الان ان الوزارة عرضت علي مجددا ولكني رفضت».
وانتقد الوزير والنائب السابق د.يوسف الزلزلة الاوضاع الحالية في المجلس والحكومة وخص منها استجواب الوزير العبدالله وتبعياته من طرح ثقة او تعديل او تدوير وزارة بالقول ان «النواب الذين تقدموا بطلب طرح الثقة بالوزير العبدالله لم يعطوه فرصة مشيراً الى ان هذا الامر كان معدا له حتى قبل جلسة الاستجواب».
وفي سؤال عما ان كان يقصد بهؤلاء الاشخاص رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ احمد الفهد والمستشار الحالي في مكتب سمو الامير محمد ضيف الله شرار قال الزلزلة «اللي يسمع كلامي راح يفهم موضحاً ان التنسيق في السابق بين المجلس والحكومة كان افضل لوجود من كان ينسق مع جميع الكتل البرلمانية وبما فيها التكتل الشعبي او الاسلامي او حتى كتلة المستقلين التي اصبحت في الجهة المعارضة في الوقت الحالي.
وفيما اتهم الزلزلة اطرافا خارجية (رفض ان يحددها) بأنها تسعى لتخريب العلاقة بين السلطتين وانها هي التي تتحكم في النواب بهدف اقصاء الوزير العبدالله من المنصب الوزاري لاهداف معينة كرر تأكيده انها تهدف الى خروج بعض العناصر من التشكيلة الحكومية الحالية هو الذي جعلها (الحكومة) في موقع الضعف والموقع الذي لا تحسد عليه.
أحمد الفهد
وكانت «الوطن» قد اتجهت مع وفد جمعية الصحفيين الكويتية الى المملكة العربية السعودية في رحلة سنوية تقيمها الجمعية لزملاء المهنة، لزيارة مسجد النبي صلي الله عليه وسلم ومن ثم الذهاب الى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة.. حيث يسلك المعتمرون الطريق ما بين المدينة المنورة التي شهدت رحلات في تاريخ انتشار الدعوة الاسلامية بعد خروج النبي محمد صلي الله عليه وسلم مهاجرا من مكة الى المدينة.
وفي تلك الرحلة كان لـ «الوطن» دردشة يغلبها الطابع الديني برغم روحها السياسية مع وزير التجارة في الحكومة السابقة والنائب السابق في نفس الوقت والاكاديمي في جامعة الكويت المتخصص بالشؤون الاقتصادية الدكتور يوسف الزلزلة الذي صادف وجوده مع «الوطن» في نفس الباص الذي نقل منتسبي السلطة الرابعة من المدينة الى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة.
بداية الرحلة
في البداية وعندما عرفنا انه سيرافقنا ما يقارب خمس الساعات (الوقت الذي يستغرقة الوصول الى مكة من المدينة) سألنا الزلزلة.. دكتور ممكن نسوي معاك دردشة خفيفة عن الاوضاع في البلاد خصوصا انك كنت وزيراً ونائباً سابقا في المجلس الماضي وبالتالي من الاكيد ان تعليقك قد يضيف شيئاً في ظل العلاقة الحالية بين المجلس والحكومة وما حصل في استجواب العبدالله وايضاً في قوانين الرياضة (التي كانت مقرّه قبل الدردشة بـ 24 ساعة).
فقال الزلزلة: «أنا ما عندي ما نع بس خل نوصل الميقات وبعدها اخلّص جم شغله وبعدين نقعد»، وفعلاً وصلنا الى الميقات المعروف بأبيار علي ونزل من كان في الباصات، ومنهم من لبس احرامه في هذا المكان بينما اخرون كانوا جاهزين للاعتمار منذ ان كانوا بالمدينة المنورة.
.. وبعدها بربع ساعة تحركنا مجدداً لاستكمال الطريق الى مكة المكرمة، واخذ الزلزلة يتكلم عن فضل العمرة وفضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتعلق ببر الوالدين وكيف ان الله عزوجل قريب جداً من الانسان ويعلم ما تخفي النفس البشرية التي هو اقرب لها من الوريد متمنياً ان يغفر الله سبحانه وتعالى لجميع المعتمرين.
وشرح الزلزلة بعض الآيات في القرآن الكريم ومدى تعلقها بالانسان، وهنا لم ينس د.يوسف شرح بعض الايات في سورة «الزلزلة» التي يتطابق اسمها مع اسمه، وبعد ذلك راح يلبي قائلاً «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك» ومن في الباص يردودون خلفه، ويذكر ان هناك ثلاثة باصات الاول والثاني بقيادة امين سر الجمعية فيصل القناعي وعدنان الراشد بينما الثالث كان الزلزلة فيه هو المسؤول ايضاً والخطيب.
وبعد ان انتهى د.الزلزلة من الخطبة الدينية التي استغرقت ما يقارب الـ 60 دقيقة تناولت علاقة الانسان بربه وبر الوالدين وفضل زيارة المدينة المنورة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وافضال الذهاب الى مكة المكرمة، خاطب محرر «الوطن» قائلاً «ترى انا جاهز» وبطبيعة الحال «الوطن» فكانت بداية الحوار: «دكتور بالبداية أنت وين رايح وشلون الرحلة معاك» فرد مؤكداً ان الذهاب للعمرة من الامور المستحبة وما يزيد من هذا الاستحباب هو الذهاب مع الصحافيين، وهذه الرحلة تنظمها جمعية الصحفيين وهي المرة الثانية التي اؤدي مناسك العمرة معهم في حين انا ذهبت ما يقارب ثلاثين مرة للعمرة.
واوضح هنا ان الذهاب مع الصحفيين او مع الوفود عامة له طعم آخر خصوصا وان الصداقات من الامور المهمة للانسان والتي يبتغيها مؤكداً انه الآن ذاهب الى مكة المكرمة بعد زيارته المدينة المنورة وجلوسه بها ما يقارب الـ 24 ساعة بجانب مسجد الرسول صلى الله وعليه وسلم.
طيّب دكتور مع وجود الضغوطات السياسية في العمل السياسي عامة من ترى من المجلس والحكومة من هو بحاجة للذهاب الى العمرة والتقرب الى الله عزوجل في الوقت الحالي؟ الزلزلة يرد: اعتقد ان هذه الرحلات الايمانية وخصوصا رحلة العمرة اعتقد انه ينبغي على كل اعضاء السلطتين ومن دون استثاء القيام بها، سواء رئيس مجلس الوزراء ووزرائه ام رئيس البرلمان والنواب.
والكل عليه ان يأتي ولو بفترات متقطعة لانه كما تفضلت وقلت انها تريح الانسان نفسياً وتنسي الانسان هموم الدنيا لانه ارتباط مع الله عزوجل الذي خلق الانسان، وبالتالي الخالق يعرف ما يدور في نفس الانسان.
وعليه الا يخرج من اداء مناسك العمرة الا بنفس طيبة وهادئة بعيدة عن التوتر والتشنج وهذا ما نحتاجه في الواقع بين السياسيين في المجلس او في الحكومة وكرر الزلزلة تأكيده (مبتسماً) انه على جميع اعضاء مجلس الأمة والوزراء الحضور إلى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة.
ذنوب السياسيين
طيّب دكتور.. هل تعتقد ان عضو مجلس الأمة او الوزير معرّض لارتكاب المعاصي اكثر من الانسان العادي لاعتبارات سياسية قد لا تتوافق مع المصلحة العامة.. ويكون ذلك بسبب ضغوطات او ما شابه..
الزلزلة يرد «هذا امر طبيعي ولو تسأل هذا السؤال اي واحد من الاخوان سواء في الحكومة او المجلس راح يخبرك بالفعل ان هناك مواقف والعياذ بالله قد يسول له الشيطان ان يكذب في بعض الاحيان او يراوغ او يتكلم بما هو غير دقيق وغير صحيح، وقد يتكلم بامور تخالف ما قد يؤمن به من مواقف، ولكنه يعملها !. وذلك لانه في بعض الاحيان يكون في مواقع.. فإذا لم يكن عنده ذلك المبدا الذي يردعه عن ارتكاب الكذب والعياذ بالله والمراوغة او العمل على شيء لمصلحته وليس لمصلحة البلد فسيقوم به ما لم يكن هناك رادع يمنعه.
القسم العظيم
ويضيف ولهذا نحن نؤكد ان مثل هذه الرحلات الايمانية مطلوبة دائماً وابداً، قد يكون السياسيون هم اكثر الناس حاجة للتركيز على اداء مثل هذه الاعمال بصورة مستمرة، لانها تشحن الانسان بشحنات ايمانية اولاًوثانياً انها تذكر السياسي بان هناك رباً وإلهاً يراقب اعماله واداءه السياسي بما امر الله عزوجل بالاضافة لقسم اليمين الذي اداه والذي يعتبر قسماً عظيماً وأمانة على الوزير والنائب ان يلتزم به.
وزاد اننا دائماً نقرأ في القرآن الكريم قول الله تعالى: (ان عرضنا الامانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوماً جهولاً) فكيف يأتي هذا النائب او الوزير ويقسم امام الملأ جميعاً.. وبعد ذلك يواجه بمواقف قد يضرب هذه الامانة بعرض الحائط وقد يضرب الصدق عرض الحائط مؤكداً انه بالفعل يتعرض السياسيون لمثل هذه المواقف التي تبعدهم عن الامانة والصدق وتجعلهم يحنثون بأيمانهم، وعليهم ان يجعلوا علاقتهم مع الله عزوجل.
قراءة عن بعد
سألناه: اليوم بالذات.. وانت «صارلك فترة بعيداً عن المجلس والحكومة» بسبب عدم نجاحك في الانتخابات الماضية كيف تقرأ الوضع السياسي في البلاد خصوصا بعد استجواب الوزير العبدالله وما حصل في الجلسة من مفاجأة طرح الثقة، وبعدها مباشرة مرور سبعة قوانين رياضية بشكل سريع.. كيف ترى العلاقة بين السلطتين بالتحديد دكتور؟
الزلزلة يرد: هذا سؤال يطول جوابه ولكن سأحاول ان اختصر، واولاً وبما يتعلق بعدم نجاحي في الانتخابات انا لا ارى هناك شيئاً اسمه عدم نجاح لان الانسان عليه ان يسعى ونهاية الامر بيد الله عزوجل، وتوفيق الانسان بيد الله سبحانه وتعالى وعدم وجودي في المجلس حالياً اعتبره نجاحاً لان هذه قسمة قسمها الله لي.. ويرى ان من مصلحتي عدم وجودي في الوقت الحالي، وبالتالي وجودي بالجامعة انسب لي.
ويستطرد قد تكون هناك حسابات لم توصلني الى مجلس الأمة الا انه امر طبيعي جداً ويحدث من دون استثناء، وفيما يتعلق باستجواب وزير الصحة الشيخ احمد العبد الله طبعاً الوزير كان زميلي سواء عندما كنت عضواً في مجلس الأمة او في مجلس الوزراء عندما كنت وزيراً.
واضاف: بلا شك ان كل وزارات الدولة فيها اخطاء والاخطاء بالامكان تصويبها باكثر من طريقة، اما بايصال المعلومات الدقيقة للوزير المعني حتى يصحح او بطلب من الوزير ان يحاول قدر الامكان تصحيح الامور بالشكل القانوني والدستوري.
استجواب العبدالله
وان لم يفد ذلك لا هذا ولا ذاك يبتدئ النائب بتوجيه الاسئلة البرلمانية الـ «القوية شوية» حتى ينتبه الوزير بان هناك حساباً شديداً اذا لم يلتزم بالاجابة على الاسئلة البرلمانية وتوجيه المؤسسة الحكومة نحو الشكل الصحيح ومعالجة الخلل ومن ثم الاستجواب.
ولكن ما نراه الآن وبالاخص في استجواب العبدالله انه «صح» استخدمت بعض الامور في البداية لكن برأيي الشخصي انها لم تكن بالشكل الكافي التي تعطي فرصة كافية للوزير حتى يصحح او يصوب ما هو موجود من اخطاء في الوزارة مؤكداً ان الوزير اعترف واقر بذلك.
ويضيف ان الاستجواب امر لا خلاف عليه لكن ينبغي ان يعطى الوزير فرصة بعد الاستجواب لكي يصصح الخطأ وهو شخصياً اخذ على نفسه عهداً بتصحيح الخطأ وان اصلاح الاوضاع في وزارة الصحة فقط بحاجة الى تعاون ما بين المجلس والحكومة.
ورأى الزلزلة ان المناداة مباشرة بطرح الثقة بالوزير كانت من الامور المبيته بشكل واضح، وقال ان ما شاهدناه في وسائل الاعلام حتى قبل مناقشة الاستجواب واضح، والاخوان المستجوبون مصريون على طرح الثقة بالوزير واقالته من الحكومة لانه كما ذكروا غير مؤهل وغير مهيأ.
وزاد انهم اوصلوا اكثر من رسالة ان الوزير من الوزراء الذين يجب ان يتم اقصاؤهم مؤكدا ان هذا الاسلوب الذي اتخذه المستجوبون من الامور غير الجيدة، وانه كان يجب ان يعطي للوزير فرصة من خلال تشكيل لجنة تحقيق بعد الاستجواب او تعهده بتقديم تقرير.
اما ان يقدم استجواب دون ان تهيأ الفرصة له للاصلاح من الامور غير الدقيقة وقال هنا وانا مع الاستجواب ولكني لست مع طرح الثقة بالوزير مباشرة دون اعطاء اي فرصة، وهذا القرار غير دقيق وينبغي للوزير ان يكون استفاد مما طرح وبعد ذلك يعطي الفرصة وان يصلح بعدها.. فنعم لطرح الثقة.
العلاقة بين السلطتين
زاد الزلزلة بالقول لذلك انا اعتقد ان القضية ليست قضية خدمات وزارة الصحة فقط وانما القضية قضية معقدة ومتداخلة فيما بينهم، كما ان هناك أناساً من مصالحهم ان يقصي هذا الوزير، وهناك أناس مصالحهم ايجاد ازمة بين السلطتين، وهناك بعض الاشخاص موجهون من الخارج لاثارة هذه الازمة وايصال هذا الامر الى موقع لا تحسد عليه العلاقة بين السلطتين.
ماذا تقصد بالتأثير الخارجي دكتور؟ الزلزلة يرد «من دون ذكر اسماء بلا شك هناك قوى سياسية ترى أن المجلس الحالي بطرقه واسلوبه لا يصح ان يستمر وبالتالي لا بد ان يكون هناك ازمة سياسية ينتج منها حل مجلس الأمة او ايجاد هزة سياسية يفهم منها الحاجة الى تغيير اشخاصا في المجلس».
واستدرك الزلزلة قائلاً او ان هناك اشخاصا لا يرغبون في استمرار الحكومة بالشكل الحالي ويرغبون في تغير عناصرها بالكامل او جزء منها وبالتالي يسعون لايجاد هذه الازمة، واكرر بالقول ان كل هذه الامور واردة وهناك ايضاً نواب داخل المجلس لا يرغبون في استمرار المجلس على ما هو عليه ويرغبون في حل المجلس لايجاد ازمة سياسية والامر ايضا متعلق بتيارات سياسية او قوى سياسية معينة وكل الامور واردة ومحتملة.
التوافق الصعب
طيب دكتور.. ترى ان هناك اي فرصة توافق بين المجلس والحكومة؟ الزلزلة يرد: ابداً.. ابداً لا يوجد توافق والحكومة قاعدة تحاول قدر المستطاع ان «تهدي اللعبة» مثل ما يقولون مستشهداً بالحكومة السابقة التي قبلها ايضاً.
وأضاف «ان الحكومة كانت دائماً ضد مشاريع وقوانين النواب خاصة القوانين التي فيها صرف اموال حيث كانت دائماً متحفظة عليها بينما الحكومة الحالية فتحت الابواب على مصراعيها بالاقتراحات بقوانين من خلال الموافقة على هذه القوانين، موضحاً ان هذه السياسة تأتي كنوع من الترضية للنواب، ولكن كل ما اعطت الحكومة للنواب موافقات طلبات بعض النواب نجد الأسر يزداد.. والقصد ان الحكومة الحالية اعطت النواب كل ما يريدون لكن شفنه ان هناك دفعا من قبل النواب للتأزيم المستمر في كل شي؟»، وبالتالي فهذه العجلة لن تنتهي والعلاقة بين السلطتين علاقة توتير مستمر حتى مجلس الوزراء قاعد يؤزم بعض الاحيان هذه الامور، وهناك بعض الوزراء يخرج المعلومات الى الخارج وغايته تأزيم العلاقة بين المجلس والحكومة والعلاقة وسوءها بينهم يشترك فيها الاثنان.
وتطرق الزلزلة لما حصل ايضاً في جلسة اقرار القوانين الرياضية وقال «ان بعض القوانين كانت الحكومة ترفض تمريرها وهي اقتراحات قديمة وصار لها سنين وما هي جديدة وفي كل مرة كانت ترفضها، لكنها جاءت في جلسة الرياضة ووافقت عليها بالجملة وقال وهو (مبتسم) واضح هذي شنوا تفسيرها خصوصا ان هناك طلب طرح ثقة».
ويضيف والحكومة تحاول ان تدخل في مساومة مع المجلس بإقرار القوانين الرياضية مقابل عدم طرح الثقة بالوزير، وانا اقول «انه من حق الحكومة ان تراوغ في مثل هذا الامر لكن الامعان في فتح الابواب مشرعة لكثير من القضايا دون ان يكون هناك دراسات واضحة للتاكد من جدواها هذا راح يسبب مشاكل تماماً مثل ما سبب قانون الافصاح مشكلة مازالت البلد تعانيها لانه مرر في وضع مشابه لوضع اليوم».. وهو ما اوقع البلد في ازمة مالية.
وفي الجانب الاقتصادي الذي تطرقنا له مع الزلزلة وخصوصا فيما يتعلق بفسخ العقود وتعليقه على هذا الموضوع باعتباره وزير تجارة سابق وبالتحديد في الحكومة الماضية قال الزلزلة «هذه من الكبائر التي اقترفتها الحكومة مؤكداً انه صحيح ان هناك مخالفات صريحة ولكن في المقابل ايضاً هناك قوانين تنظم هذا العمل».
وأشار الزلزلة في ذلك الى ان الخاسر في هذه العملية ليس الشركاء بقدر ما هي خسارة للمساهمين، ولذلك اي شركة تخالف شروط العقد عليها فيجب تطبيق الجزاءات الواردة في شروط العقد ولذلك كان الرأي ان تعطى مهلة للشركات المخالفات حتى تعود وتلتزم وهذا الامر كان مقترحا منذ ان كنت في الحكومة.
واستدرك الزلزلة بقوله ولكن الضغط من قبل مجلس الأمة جعل النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء د. اسماعيل الشطي يقولها بكل صراحة عندما سحب العقود «اليس هذا الذي اردتموه وكأن مجلس الأمة هو السلطة التنفيذية وليس التشريعية» وانت لما تأتي وتنفذ شي فانت المسؤول عنه وليس النواب.
واليوم تأتي الحكومة وتقول سنراجع قرارتنا لان الحكومة عرفت ان حكاية فسخ العقود كان من الامور الخاطئة، وايضا رفع بعض الشركات دعاوى على الحكومة ساهم بالموضوع، لان الاسلوب كان خاطئاً وايضاً انعكاساته على الاقتصاد والى اليوم هناك انحدار في البورصة وأغلب مواطني الكويت مساهمون في هذه الشركات.
واكد الزلزلة في هذا السياق ان هناك الكثير من الاستثمارات الكويتية خارج الكويت خرجت بسبب خوفها من الحكومة التي تنفذ القوانين على «امزجة» بعض اعضاء مجلس الأمة وخوفاً من النواب وليس التزاما بالقوانين، الكويت تخسر الان تجارياً واقتصاديا ومالياً.
واضح ان الحكومة الحالية تفتقر الى عقليات اقتصادية تستطيع ان تقود الاقتصاد الكويتي الى مرحلة متعافية، وذلك ومع احترامي لهم كلهم لان زملائي في نهاية الامر «ما فيهم واحد اقتصادي».. وكرر قوله «مع احترامي لهم».
ضحك وبكاء
وعن تصريحات الوزير الشطي الاخيرة بشأن الاقتصاد الكويتي وقوله في مؤتمر صحفي لمجموعة من تجار الكويت «ان لا يوجد هناك لوبي للتجار يدافع عن مكتسباته» علق الزلزلة على هذا الكلام بالقول: الصراحة الواحد بعض المرات يضحك لكنه يضحك في مواقع البكاء.
وقال اننا في بلد مؤسسات وليس في بلد «حارة كل مين ايدو إلو» وليس هناك شيء اسمه قوي تدفع باتجاه توجه اقتصادي معين او لوبي للاقتصاديين مشيرا الى انه يعذر الوزير الشطي على هذا الكلام مع عدم وجود اي ردة فعل من جانب الاقتصاديين وهو امر محزن، تجاه مثل هذا الكلام غير الدقيق، والوزير الشطي في نهاية الامر رجل سياسي يحاول ان يجعل وجهة نظر الحكومة هي الافضل والاحسن.
«الوطن»: طيب دكتور بعيد عن ذلك.. هل تنوي ترشيح نفسك لانتخابات مجلس الأمة؟ رد الزلزلة مؤكداً ان لكل حادث حديث لأن الوضع الان تغير مع الخمس دوائر مشيراً الى انها تجربة جديدة، هذا الامر ينبغي اعادة دراسة امره وقال أنا الى الآن لم اقرر ان كنت ساترشح ام لا وهي قضية بحاجة الى شيء من التفكير والدراسة.
وما تعليقك على التغير الذي حصل في كتلة المستقليين البرلمانية التي كنت انت شخصياً منضم لها؟.. مواقفها تغيرت في المجلس الجديد واصبحت من الكتل البرلمانية المعارضة للحكومة بشكل دائم و «قوي» في نفس الوقت؟!!
الزلزلة يرد: ارجو ان نفهم انه عندما توافق كتلة سياسية معينة في بعض القضايا ايضاً المعينة فهذا لا يعني ان هناك توافقاً في كل المواقف مؤكداً انه في بعض الاحيان كان يوافق اطروحات التكتل الشعبي عندما يتفق معهم برأي معين، وايضاً بالمثل مع الكتلة الاسلامية.. واكون مع تكتل المستقلين اذا توافقت معهم برأيي في قضية معينة.
واكد ان لم يكن من النواب المحسوبين على تكتل المستقلين %100 موضحاً اننا كنا نجتمع وافكارنا كانت متفقة، اما الان وما هو الذي غير موقف المستقلين بعد ان اصبحت معارضة بشكل كامل للسياسة الحكومية.. أعتقد ان الاسباب تعود الى ان الحكومة في الكثير من المواقف التي كانت متناغمة مع المستقلين في المجلس الماضي، ثم غيّرت مواقفها وبالتالي اصبح من الطبيعي هنا ان تغير كتلة المستقلين موقفها من الحكومة وان تغير موقعها.. الى المعارض.
وذلك ايضاً مع عدم وجود الاشخاص الذين يقومون بالتنسيق ما بين مواقف الحكومة والنواب كما كان المجلس الماضي، والحكومة فقدت بعض الاشخاص الذين لهم هذا الدور وهو دور تنسيق الموافق، ولذلك اعتقد ان الوضع ليس فقط مع المستقلين وانما ايضاً مع غيرهم، وعليه اكد ان الحكومة الحالية تفتقد للشخصية التي تستطيع ان تناغم مواقف المستقلين او حتى بعض الكتل البرلمانية الأخرى.
وفي ختام حديثه أكد الزلزلة ان خروجه من عضوية مجلس الأمة او حتى من التشكيلة الحكومية لا يعني خروجه من العمل السياسي موضحاً بالقول «ما زلت بالعمل السياسي» ولكنه ايضاً قارن بين عمله عندما كان نائباً وعمله في الوقت الحالي كأكاديمي في جامعة الكويت قائلاً «في الجامعة تتعامل مع طبقة من الناس تمتلك عقلية تستطيع ان تفهم وتعي ما تطلبه انت وما تطرحه من فكر».
تاريخ النشر: الاثنين 5/3/2007
نعم هناك من النواب والوزراء من يكذب ويراوغ وحضوره للعمرة أكثر ما يحتاجه للتذكر أن هناك رباً يراقب أداءه السياسي
اقسم بالله وانا محرم ان الوزارة عرضت علي بعد الانتخابات الماضية لكني رفضت لأن المنصب الوزاري اصبح طاردا
حاوره في الباص مبارك فيصل القناعي
http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200703/pr6-030507.pc.jpg
اكد وزير التجارة وعضو مجلس الأمة السابق الدكتور يوسف الزلزلة في حوار لـ «الوطن» اجريناه معه قبل ساعات قليلة من تأديته مناسك العمرة.
ان الحكومة فقدت بالتغيير الاخير عناصر وزارية كان لها تأثير كبير في تنسيق العلاقة بين المجلس والحكومة مؤكداً ان السياسة هي فن الممكن وان الحكومة الحالية لا تمتلك من وزرائها من لديه «الكريزما» السياسية والتي لا تتواجد في اي وزير وقال «هي تفتقد حالياً لمثل هذا الامر».
واقسم الزلزلة لـ «الوطن» في الدردشة التي دارت في باص خصص لنقل مجموعة من الصحفيين والاعلاميين من المدينة المنورة الى مكة المكرمة في رحلة كانت قد نظمتها جمعية الصحفيين الكويتية ان المنصب الوزاري عرض عليه في الانتخابات الماضية مؤكدا ان المنصب الوزاري اصبح طارداً والناس اصبحت تخاف من التوزير وقال «اقسم بالله وانا محرم الان ان الوزارة عرضت علي مجددا ولكني رفضت».
وانتقد الوزير والنائب السابق د.يوسف الزلزلة الاوضاع الحالية في المجلس والحكومة وخص منها استجواب الوزير العبدالله وتبعياته من طرح ثقة او تعديل او تدوير وزارة بالقول ان «النواب الذين تقدموا بطلب طرح الثقة بالوزير العبدالله لم يعطوه فرصة مشيراً الى ان هذا الامر كان معدا له حتى قبل جلسة الاستجواب».
وفي سؤال عما ان كان يقصد بهؤلاء الاشخاص رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ احمد الفهد والمستشار الحالي في مكتب سمو الامير محمد ضيف الله شرار قال الزلزلة «اللي يسمع كلامي راح يفهم موضحاً ان التنسيق في السابق بين المجلس والحكومة كان افضل لوجود من كان ينسق مع جميع الكتل البرلمانية وبما فيها التكتل الشعبي او الاسلامي او حتى كتلة المستقلين التي اصبحت في الجهة المعارضة في الوقت الحالي.
وفيما اتهم الزلزلة اطرافا خارجية (رفض ان يحددها) بأنها تسعى لتخريب العلاقة بين السلطتين وانها هي التي تتحكم في النواب بهدف اقصاء الوزير العبدالله من المنصب الوزاري لاهداف معينة كرر تأكيده انها تهدف الى خروج بعض العناصر من التشكيلة الحكومية الحالية هو الذي جعلها (الحكومة) في موقع الضعف والموقع الذي لا تحسد عليه.
أحمد الفهد
وكانت «الوطن» قد اتجهت مع وفد جمعية الصحفيين الكويتية الى المملكة العربية السعودية في رحلة سنوية تقيمها الجمعية لزملاء المهنة، لزيارة مسجد النبي صلي الله عليه وسلم ومن ثم الذهاب الى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة.. حيث يسلك المعتمرون الطريق ما بين المدينة المنورة التي شهدت رحلات في تاريخ انتشار الدعوة الاسلامية بعد خروج النبي محمد صلي الله عليه وسلم مهاجرا من مكة الى المدينة.
وفي تلك الرحلة كان لـ «الوطن» دردشة يغلبها الطابع الديني برغم روحها السياسية مع وزير التجارة في الحكومة السابقة والنائب السابق في نفس الوقت والاكاديمي في جامعة الكويت المتخصص بالشؤون الاقتصادية الدكتور يوسف الزلزلة الذي صادف وجوده مع «الوطن» في نفس الباص الذي نقل منتسبي السلطة الرابعة من المدينة الى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة.
بداية الرحلة
في البداية وعندما عرفنا انه سيرافقنا ما يقارب خمس الساعات (الوقت الذي يستغرقة الوصول الى مكة من المدينة) سألنا الزلزلة.. دكتور ممكن نسوي معاك دردشة خفيفة عن الاوضاع في البلاد خصوصا انك كنت وزيراً ونائباً سابقا في المجلس الماضي وبالتالي من الاكيد ان تعليقك قد يضيف شيئاً في ظل العلاقة الحالية بين المجلس والحكومة وما حصل في استجواب العبدالله وايضاً في قوانين الرياضة (التي كانت مقرّه قبل الدردشة بـ 24 ساعة).
فقال الزلزلة: «أنا ما عندي ما نع بس خل نوصل الميقات وبعدها اخلّص جم شغله وبعدين نقعد»، وفعلاً وصلنا الى الميقات المعروف بأبيار علي ونزل من كان في الباصات، ومنهم من لبس احرامه في هذا المكان بينما اخرون كانوا جاهزين للاعتمار منذ ان كانوا بالمدينة المنورة.
.. وبعدها بربع ساعة تحركنا مجدداً لاستكمال الطريق الى مكة المكرمة، واخذ الزلزلة يتكلم عن فضل العمرة وفضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتعلق ببر الوالدين وكيف ان الله عزوجل قريب جداً من الانسان ويعلم ما تخفي النفس البشرية التي هو اقرب لها من الوريد متمنياً ان يغفر الله سبحانه وتعالى لجميع المعتمرين.
وشرح الزلزلة بعض الآيات في القرآن الكريم ومدى تعلقها بالانسان، وهنا لم ينس د.يوسف شرح بعض الايات في سورة «الزلزلة» التي يتطابق اسمها مع اسمه، وبعد ذلك راح يلبي قائلاً «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك» ومن في الباص يردودون خلفه، ويذكر ان هناك ثلاثة باصات الاول والثاني بقيادة امين سر الجمعية فيصل القناعي وعدنان الراشد بينما الثالث كان الزلزلة فيه هو المسؤول ايضاً والخطيب.
وبعد ان انتهى د.الزلزلة من الخطبة الدينية التي استغرقت ما يقارب الـ 60 دقيقة تناولت علاقة الانسان بربه وبر الوالدين وفضل زيارة المدينة المنورة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وافضال الذهاب الى مكة المكرمة، خاطب محرر «الوطن» قائلاً «ترى انا جاهز» وبطبيعة الحال «الوطن» فكانت بداية الحوار: «دكتور بالبداية أنت وين رايح وشلون الرحلة معاك» فرد مؤكداً ان الذهاب للعمرة من الامور المستحبة وما يزيد من هذا الاستحباب هو الذهاب مع الصحافيين، وهذه الرحلة تنظمها جمعية الصحفيين وهي المرة الثانية التي اؤدي مناسك العمرة معهم في حين انا ذهبت ما يقارب ثلاثين مرة للعمرة.
واوضح هنا ان الذهاب مع الصحفيين او مع الوفود عامة له طعم آخر خصوصا وان الصداقات من الامور المهمة للانسان والتي يبتغيها مؤكداً انه الآن ذاهب الى مكة المكرمة بعد زيارته المدينة المنورة وجلوسه بها ما يقارب الـ 24 ساعة بجانب مسجد الرسول صلى الله وعليه وسلم.
طيّب دكتور مع وجود الضغوطات السياسية في العمل السياسي عامة من ترى من المجلس والحكومة من هو بحاجة للذهاب الى العمرة والتقرب الى الله عزوجل في الوقت الحالي؟ الزلزلة يرد: اعتقد ان هذه الرحلات الايمانية وخصوصا رحلة العمرة اعتقد انه ينبغي على كل اعضاء السلطتين ومن دون استثاء القيام بها، سواء رئيس مجلس الوزراء ووزرائه ام رئيس البرلمان والنواب.
والكل عليه ان يأتي ولو بفترات متقطعة لانه كما تفضلت وقلت انها تريح الانسان نفسياً وتنسي الانسان هموم الدنيا لانه ارتباط مع الله عزوجل الذي خلق الانسان، وبالتالي الخالق يعرف ما يدور في نفس الانسان.
وعليه الا يخرج من اداء مناسك العمرة الا بنفس طيبة وهادئة بعيدة عن التوتر والتشنج وهذا ما نحتاجه في الواقع بين السياسيين في المجلس او في الحكومة وكرر الزلزلة تأكيده (مبتسماً) انه على جميع اعضاء مجلس الأمة والوزراء الحضور إلى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة.
ذنوب السياسيين
طيّب دكتور.. هل تعتقد ان عضو مجلس الأمة او الوزير معرّض لارتكاب المعاصي اكثر من الانسان العادي لاعتبارات سياسية قد لا تتوافق مع المصلحة العامة.. ويكون ذلك بسبب ضغوطات او ما شابه..
الزلزلة يرد «هذا امر طبيعي ولو تسأل هذا السؤال اي واحد من الاخوان سواء في الحكومة او المجلس راح يخبرك بالفعل ان هناك مواقف والعياذ بالله قد يسول له الشيطان ان يكذب في بعض الاحيان او يراوغ او يتكلم بما هو غير دقيق وغير صحيح، وقد يتكلم بامور تخالف ما قد يؤمن به من مواقف، ولكنه يعملها !. وذلك لانه في بعض الاحيان يكون في مواقع.. فإذا لم يكن عنده ذلك المبدا الذي يردعه عن ارتكاب الكذب والعياذ بالله والمراوغة او العمل على شيء لمصلحته وليس لمصلحة البلد فسيقوم به ما لم يكن هناك رادع يمنعه.
القسم العظيم
ويضيف ولهذا نحن نؤكد ان مثل هذه الرحلات الايمانية مطلوبة دائماً وابداً، قد يكون السياسيون هم اكثر الناس حاجة للتركيز على اداء مثل هذه الاعمال بصورة مستمرة، لانها تشحن الانسان بشحنات ايمانية اولاًوثانياً انها تذكر السياسي بان هناك رباً وإلهاً يراقب اعماله واداءه السياسي بما امر الله عزوجل بالاضافة لقسم اليمين الذي اداه والذي يعتبر قسماً عظيماً وأمانة على الوزير والنائب ان يلتزم به.
وزاد اننا دائماً نقرأ في القرآن الكريم قول الله تعالى: (ان عرضنا الامانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوماً جهولاً) فكيف يأتي هذا النائب او الوزير ويقسم امام الملأ جميعاً.. وبعد ذلك يواجه بمواقف قد يضرب هذه الامانة بعرض الحائط وقد يضرب الصدق عرض الحائط مؤكداً انه بالفعل يتعرض السياسيون لمثل هذه المواقف التي تبعدهم عن الامانة والصدق وتجعلهم يحنثون بأيمانهم، وعليهم ان يجعلوا علاقتهم مع الله عزوجل.
قراءة عن بعد
سألناه: اليوم بالذات.. وانت «صارلك فترة بعيداً عن المجلس والحكومة» بسبب عدم نجاحك في الانتخابات الماضية كيف تقرأ الوضع السياسي في البلاد خصوصا بعد استجواب الوزير العبدالله وما حصل في الجلسة من مفاجأة طرح الثقة، وبعدها مباشرة مرور سبعة قوانين رياضية بشكل سريع.. كيف ترى العلاقة بين السلطتين بالتحديد دكتور؟
الزلزلة يرد: هذا سؤال يطول جوابه ولكن سأحاول ان اختصر، واولاً وبما يتعلق بعدم نجاحي في الانتخابات انا لا ارى هناك شيئاً اسمه عدم نجاح لان الانسان عليه ان يسعى ونهاية الامر بيد الله عزوجل، وتوفيق الانسان بيد الله سبحانه وتعالى وعدم وجودي في المجلس حالياً اعتبره نجاحاً لان هذه قسمة قسمها الله لي.. ويرى ان من مصلحتي عدم وجودي في الوقت الحالي، وبالتالي وجودي بالجامعة انسب لي.
ويستطرد قد تكون هناك حسابات لم توصلني الى مجلس الأمة الا انه امر طبيعي جداً ويحدث من دون استثناء، وفيما يتعلق باستجواب وزير الصحة الشيخ احمد العبد الله طبعاً الوزير كان زميلي سواء عندما كنت عضواً في مجلس الأمة او في مجلس الوزراء عندما كنت وزيراً.
واضاف: بلا شك ان كل وزارات الدولة فيها اخطاء والاخطاء بالامكان تصويبها باكثر من طريقة، اما بايصال المعلومات الدقيقة للوزير المعني حتى يصحح او بطلب من الوزير ان يحاول قدر الامكان تصحيح الامور بالشكل القانوني والدستوري.
استجواب العبدالله
وان لم يفد ذلك لا هذا ولا ذاك يبتدئ النائب بتوجيه الاسئلة البرلمانية الـ «القوية شوية» حتى ينتبه الوزير بان هناك حساباً شديداً اذا لم يلتزم بالاجابة على الاسئلة البرلمانية وتوجيه المؤسسة الحكومة نحو الشكل الصحيح ومعالجة الخلل ومن ثم الاستجواب.
ولكن ما نراه الآن وبالاخص في استجواب العبدالله انه «صح» استخدمت بعض الامور في البداية لكن برأيي الشخصي انها لم تكن بالشكل الكافي التي تعطي فرصة كافية للوزير حتى يصحح او يصوب ما هو موجود من اخطاء في الوزارة مؤكداً ان الوزير اعترف واقر بذلك.
ويضيف ان الاستجواب امر لا خلاف عليه لكن ينبغي ان يعطى الوزير فرصة بعد الاستجواب لكي يصصح الخطأ وهو شخصياً اخذ على نفسه عهداً بتصحيح الخطأ وان اصلاح الاوضاع في وزارة الصحة فقط بحاجة الى تعاون ما بين المجلس والحكومة.
ورأى الزلزلة ان المناداة مباشرة بطرح الثقة بالوزير كانت من الامور المبيته بشكل واضح، وقال ان ما شاهدناه في وسائل الاعلام حتى قبل مناقشة الاستجواب واضح، والاخوان المستجوبون مصريون على طرح الثقة بالوزير واقالته من الحكومة لانه كما ذكروا غير مؤهل وغير مهيأ.
وزاد انهم اوصلوا اكثر من رسالة ان الوزير من الوزراء الذين يجب ان يتم اقصاؤهم مؤكدا ان هذا الاسلوب الذي اتخذه المستجوبون من الامور غير الجيدة، وانه كان يجب ان يعطي للوزير فرصة من خلال تشكيل لجنة تحقيق بعد الاستجواب او تعهده بتقديم تقرير.
اما ان يقدم استجواب دون ان تهيأ الفرصة له للاصلاح من الامور غير الدقيقة وقال هنا وانا مع الاستجواب ولكني لست مع طرح الثقة بالوزير مباشرة دون اعطاء اي فرصة، وهذا القرار غير دقيق وينبغي للوزير ان يكون استفاد مما طرح وبعد ذلك يعطي الفرصة وان يصلح بعدها.. فنعم لطرح الثقة.
العلاقة بين السلطتين
زاد الزلزلة بالقول لذلك انا اعتقد ان القضية ليست قضية خدمات وزارة الصحة فقط وانما القضية قضية معقدة ومتداخلة فيما بينهم، كما ان هناك أناساً من مصالحهم ان يقصي هذا الوزير، وهناك أناس مصالحهم ايجاد ازمة بين السلطتين، وهناك بعض الاشخاص موجهون من الخارج لاثارة هذه الازمة وايصال هذا الامر الى موقع لا تحسد عليه العلاقة بين السلطتين.
ماذا تقصد بالتأثير الخارجي دكتور؟ الزلزلة يرد «من دون ذكر اسماء بلا شك هناك قوى سياسية ترى أن المجلس الحالي بطرقه واسلوبه لا يصح ان يستمر وبالتالي لا بد ان يكون هناك ازمة سياسية ينتج منها حل مجلس الأمة او ايجاد هزة سياسية يفهم منها الحاجة الى تغيير اشخاصا في المجلس».
واستدرك الزلزلة قائلاً او ان هناك اشخاصا لا يرغبون في استمرار الحكومة بالشكل الحالي ويرغبون في تغير عناصرها بالكامل او جزء منها وبالتالي يسعون لايجاد هذه الازمة، واكرر بالقول ان كل هذه الامور واردة وهناك ايضاً نواب داخل المجلس لا يرغبون في استمرار المجلس على ما هو عليه ويرغبون في حل المجلس لايجاد ازمة سياسية والامر ايضا متعلق بتيارات سياسية او قوى سياسية معينة وكل الامور واردة ومحتملة.
التوافق الصعب
طيب دكتور.. ترى ان هناك اي فرصة توافق بين المجلس والحكومة؟ الزلزلة يرد: ابداً.. ابداً لا يوجد توافق والحكومة قاعدة تحاول قدر المستطاع ان «تهدي اللعبة» مثل ما يقولون مستشهداً بالحكومة السابقة التي قبلها ايضاً.
وأضاف «ان الحكومة كانت دائماً ضد مشاريع وقوانين النواب خاصة القوانين التي فيها صرف اموال حيث كانت دائماً متحفظة عليها بينما الحكومة الحالية فتحت الابواب على مصراعيها بالاقتراحات بقوانين من خلال الموافقة على هذه القوانين، موضحاً ان هذه السياسة تأتي كنوع من الترضية للنواب، ولكن كل ما اعطت الحكومة للنواب موافقات طلبات بعض النواب نجد الأسر يزداد.. والقصد ان الحكومة الحالية اعطت النواب كل ما يريدون لكن شفنه ان هناك دفعا من قبل النواب للتأزيم المستمر في كل شي؟»، وبالتالي فهذه العجلة لن تنتهي والعلاقة بين السلطتين علاقة توتير مستمر حتى مجلس الوزراء قاعد يؤزم بعض الاحيان هذه الامور، وهناك بعض الوزراء يخرج المعلومات الى الخارج وغايته تأزيم العلاقة بين المجلس والحكومة والعلاقة وسوءها بينهم يشترك فيها الاثنان.
وتطرق الزلزلة لما حصل ايضاً في جلسة اقرار القوانين الرياضية وقال «ان بعض القوانين كانت الحكومة ترفض تمريرها وهي اقتراحات قديمة وصار لها سنين وما هي جديدة وفي كل مرة كانت ترفضها، لكنها جاءت في جلسة الرياضة ووافقت عليها بالجملة وقال وهو (مبتسم) واضح هذي شنوا تفسيرها خصوصا ان هناك طلب طرح ثقة».
ويضيف والحكومة تحاول ان تدخل في مساومة مع المجلس بإقرار القوانين الرياضية مقابل عدم طرح الثقة بالوزير، وانا اقول «انه من حق الحكومة ان تراوغ في مثل هذا الامر لكن الامعان في فتح الابواب مشرعة لكثير من القضايا دون ان يكون هناك دراسات واضحة للتاكد من جدواها هذا راح يسبب مشاكل تماماً مثل ما سبب قانون الافصاح مشكلة مازالت البلد تعانيها لانه مرر في وضع مشابه لوضع اليوم».. وهو ما اوقع البلد في ازمة مالية.
وفي الجانب الاقتصادي الذي تطرقنا له مع الزلزلة وخصوصا فيما يتعلق بفسخ العقود وتعليقه على هذا الموضوع باعتباره وزير تجارة سابق وبالتحديد في الحكومة الماضية قال الزلزلة «هذه من الكبائر التي اقترفتها الحكومة مؤكداً انه صحيح ان هناك مخالفات صريحة ولكن في المقابل ايضاً هناك قوانين تنظم هذا العمل».
وأشار الزلزلة في ذلك الى ان الخاسر في هذه العملية ليس الشركاء بقدر ما هي خسارة للمساهمين، ولذلك اي شركة تخالف شروط العقد عليها فيجب تطبيق الجزاءات الواردة في شروط العقد ولذلك كان الرأي ان تعطى مهلة للشركات المخالفات حتى تعود وتلتزم وهذا الامر كان مقترحا منذ ان كنت في الحكومة.
واستدرك الزلزلة بقوله ولكن الضغط من قبل مجلس الأمة جعل النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء د. اسماعيل الشطي يقولها بكل صراحة عندما سحب العقود «اليس هذا الذي اردتموه وكأن مجلس الأمة هو السلطة التنفيذية وليس التشريعية» وانت لما تأتي وتنفذ شي فانت المسؤول عنه وليس النواب.
واليوم تأتي الحكومة وتقول سنراجع قرارتنا لان الحكومة عرفت ان حكاية فسخ العقود كان من الامور الخاطئة، وايضا رفع بعض الشركات دعاوى على الحكومة ساهم بالموضوع، لان الاسلوب كان خاطئاً وايضاً انعكاساته على الاقتصاد والى اليوم هناك انحدار في البورصة وأغلب مواطني الكويت مساهمون في هذه الشركات.
واكد الزلزلة في هذا السياق ان هناك الكثير من الاستثمارات الكويتية خارج الكويت خرجت بسبب خوفها من الحكومة التي تنفذ القوانين على «امزجة» بعض اعضاء مجلس الأمة وخوفاً من النواب وليس التزاما بالقوانين، الكويت تخسر الان تجارياً واقتصاديا ومالياً.
واضح ان الحكومة الحالية تفتقر الى عقليات اقتصادية تستطيع ان تقود الاقتصاد الكويتي الى مرحلة متعافية، وذلك ومع احترامي لهم كلهم لان زملائي في نهاية الامر «ما فيهم واحد اقتصادي».. وكرر قوله «مع احترامي لهم».
ضحك وبكاء
وعن تصريحات الوزير الشطي الاخيرة بشأن الاقتصاد الكويتي وقوله في مؤتمر صحفي لمجموعة من تجار الكويت «ان لا يوجد هناك لوبي للتجار يدافع عن مكتسباته» علق الزلزلة على هذا الكلام بالقول: الصراحة الواحد بعض المرات يضحك لكنه يضحك في مواقع البكاء.
وقال اننا في بلد مؤسسات وليس في بلد «حارة كل مين ايدو إلو» وليس هناك شيء اسمه قوي تدفع باتجاه توجه اقتصادي معين او لوبي للاقتصاديين مشيرا الى انه يعذر الوزير الشطي على هذا الكلام مع عدم وجود اي ردة فعل من جانب الاقتصاديين وهو امر محزن، تجاه مثل هذا الكلام غير الدقيق، والوزير الشطي في نهاية الامر رجل سياسي يحاول ان يجعل وجهة نظر الحكومة هي الافضل والاحسن.
«الوطن»: طيب دكتور بعيد عن ذلك.. هل تنوي ترشيح نفسك لانتخابات مجلس الأمة؟ رد الزلزلة مؤكداً ان لكل حادث حديث لأن الوضع الان تغير مع الخمس دوائر مشيراً الى انها تجربة جديدة، هذا الامر ينبغي اعادة دراسة امره وقال أنا الى الآن لم اقرر ان كنت ساترشح ام لا وهي قضية بحاجة الى شيء من التفكير والدراسة.
وما تعليقك على التغير الذي حصل في كتلة المستقليين البرلمانية التي كنت انت شخصياً منضم لها؟.. مواقفها تغيرت في المجلس الجديد واصبحت من الكتل البرلمانية المعارضة للحكومة بشكل دائم و «قوي» في نفس الوقت؟!!
الزلزلة يرد: ارجو ان نفهم انه عندما توافق كتلة سياسية معينة في بعض القضايا ايضاً المعينة فهذا لا يعني ان هناك توافقاً في كل المواقف مؤكداً انه في بعض الاحيان كان يوافق اطروحات التكتل الشعبي عندما يتفق معهم برأي معين، وايضاً بالمثل مع الكتلة الاسلامية.. واكون مع تكتل المستقلين اذا توافقت معهم برأيي في قضية معينة.
واكد ان لم يكن من النواب المحسوبين على تكتل المستقلين %100 موضحاً اننا كنا نجتمع وافكارنا كانت متفقة، اما الان وما هو الذي غير موقف المستقلين بعد ان اصبحت معارضة بشكل كامل للسياسة الحكومية.. أعتقد ان الاسباب تعود الى ان الحكومة في الكثير من المواقف التي كانت متناغمة مع المستقلين في المجلس الماضي، ثم غيّرت مواقفها وبالتالي اصبح من الطبيعي هنا ان تغير كتلة المستقلين موقفها من الحكومة وان تغير موقعها.. الى المعارض.
وذلك ايضاً مع عدم وجود الاشخاص الذين يقومون بالتنسيق ما بين مواقف الحكومة والنواب كما كان المجلس الماضي، والحكومة فقدت بعض الاشخاص الذين لهم هذا الدور وهو دور تنسيق الموافق، ولذلك اعتقد ان الوضع ليس فقط مع المستقلين وانما ايضاً مع غيرهم، وعليه اكد ان الحكومة الحالية تفتقد للشخصية التي تستطيع ان تناغم مواقف المستقلين او حتى بعض الكتل البرلمانية الأخرى.
وفي ختام حديثه أكد الزلزلة ان خروجه من عضوية مجلس الأمة او حتى من التشكيلة الحكومية لا يعني خروجه من العمل السياسي موضحاً بالقول «ما زلت بالعمل السياسي» ولكنه ايضاً قارن بين عمله عندما كان نائباً وعمله في الوقت الحالي كأكاديمي في جامعة الكويت قائلاً «في الجامعة تتعامل مع طبقة من الناس تمتلك عقلية تستطيع ان تفهم وتعي ما تطلبه انت وما تطرحه من فكر».
تاريخ النشر: الاثنين 5/3/2007