قمبيز
03-05-2007, 10:54 AM
تحليل إخباري
كتب زهير الدجيلي - القبس
حادثة اختطاف 14 شرطيا من قوات الطوارئ التي تم تشكيلها حديثا، في ديالى وقتلهم من قبل ميليشيات القاعدة الارهابية قد يعتبرها البعض احدى العثرات التي تعرضت لها الخطة الامنية لحكومة المالكي، لكن هذا الحكم قد يكون سابقا لاوانه، اذ مازالت الخطة ماضية رغم التباطؤ الذي اعتراها اخيرا.
وقد يعتبر البعض الحادثة ايضا تأكيدا على ان اجهزة الشرطة ووزارة الداخلية مازالت مخترقة من قبل الميليشيات وغير مضمونة امنيا بالنسبة لخطة الحكومة، اذ ان جميع تحركات قواتها ومسؤوليها مرصودة.. ولعل هذه الحادثة ومحاولات اغتيال عادل عبدالمهدي ومسؤولين آخرين خير دليل على ذلك.
غير ان حادثة الاختطاف يمكن جعلها دليلا على ما نريد قوله بشأن محافظة ديالى، وهي التي شهدت اعلى نسبة هجرة للمواطنين منها الى الخارج خلال عام واحد.
فهذه المحافظة تعتبر ساقطة بأيدي ميليشيات القاعدة منذ سنة تقريبا وهي تحت سيطرة القاعدة والميليشيات المتحالفة معها. ورغم انها تضم تنوعا طائفيا لكن الارهابيين تمكنوا من انجاز عملية العزل الطائفي، بالتفجير والاغتيال والتهجير القسري فتمكنوا من تفكيك اوصالها وتقطيعها الى مناطق نفوذ وقع اغلبها تحت سطوة الجماعات الارهابية المتحالفة مع القاعدة، والبعض الآخر القليل منها تحت نفوذ جيش المهدي. وبين هذه المناطق غالبا ما تجري عمليات كر وفر، فيما تبدو المحافظة في اغلب الاحوال بلا حكومة ان صح التعبير.
وهو ما جعل الكثير من اجهزة الدولة في هذه المحافظة ضعيفة الولاء لحكومة بغداد وتميل لمحاباة المسلحين اكثر من ولائها لحكومة المالكي، لكي تسلم من القتل والتفجير او لتضمن مصالح شخصية ونفعية.
وباعتراف هؤلاء المسؤولين فان الاتصالات الحكومية بين اقضية ونواحي المحافظة مقطوعة، وتخيلوا حين تكون الادارات غير قادرة على الاتصال ببعضها البعض يوميا وحتى اسبوعيا. فاذا حدث حادث في الخالص مثلا لا يمكن لبعقوبة (مركز المحافظة) ان تعرف ما جرى الا بعد فترة.
وحين يقول لك احد المسؤولين هناك ان الجماعات المسلحة تبسط نفوذها الكامل ليلا على هذه المحافظة الحيوية التي تكتسب وضعا خاصا بالنسبة لامن بغداد، فعليك ان تفكر في مدى تأثير الوضع في ديالى على الوضع الامني في العاصمة. فاذا انحسر العنف والارهاب قليلا في بغداد ازداد كلاهما في ديالى والعكس صحيح، فهما اشبه بحركة المد والجزر التي تحصل مرتين في اليوم.
وديالى ملتصقة بظهر بغداد وببطنها على خلاف المحافظات الاخرى القريبة منها.
وحينما قلنا ان من اخطاء الخطة الامنية هو الاعلان عنها قبل شهرين من البدء بها فقد كنا نعني بان ذلك اعطى فرصة كافية للارهابيين لاعادة تنظيم صفوفهم.
وكنت اتمنى لو ان عسكريا محترفا من جماعة المالكي نصحه بأن يبدأ بخطته الامنية بقندهار ديالى اولا قبل بغداد وليس العكس، ذلك لان تطهير ديالى يحمي ظهر وبطن بغداد ويحمي اهم الممرات الشرقية التي يستخدمها الارهابيون بين افغانستان والعراق. وقد تثبت الايام صحة هذا القول.
كتب زهير الدجيلي - القبس
حادثة اختطاف 14 شرطيا من قوات الطوارئ التي تم تشكيلها حديثا، في ديالى وقتلهم من قبل ميليشيات القاعدة الارهابية قد يعتبرها البعض احدى العثرات التي تعرضت لها الخطة الامنية لحكومة المالكي، لكن هذا الحكم قد يكون سابقا لاوانه، اذ مازالت الخطة ماضية رغم التباطؤ الذي اعتراها اخيرا.
وقد يعتبر البعض الحادثة ايضا تأكيدا على ان اجهزة الشرطة ووزارة الداخلية مازالت مخترقة من قبل الميليشيات وغير مضمونة امنيا بالنسبة لخطة الحكومة، اذ ان جميع تحركات قواتها ومسؤوليها مرصودة.. ولعل هذه الحادثة ومحاولات اغتيال عادل عبدالمهدي ومسؤولين آخرين خير دليل على ذلك.
غير ان حادثة الاختطاف يمكن جعلها دليلا على ما نريد قوله بشأن محافظة ديالى، وهي التي شهدت اعلى نسبة هجرة للمواطنين منها الى الخارج خلال عام واحد.
فهذه المحافظة تعتبر ساقطة بأيدي ميليشيات القاعدة منذ سنة تقريبا وهي تحت سيطرة القاعدة والميليشيات المتحالفة معها. ورغم انها تضم تنوعا طائفيا لكن الارهابيين تمكنوا من انجاز عملية العزل الطائفي، بالتفجير والاغتيال والتهجير القسري فتمكنوا من تفكيك اوصالها وتقطيعها الى مناطق نفوذ وقع اغلبها تحت سطوة الجماعات الارهابية المتحالفة مع القاعدة، والبعض الآخر القليل منها تحت نفوذ جيش المهدي. وبين هذه المناطق غالبا ما تجري عمليات كر وفر، فيما تبدو المحافظة في اغلب الاحوال بلا حكومة ان صح التعبير.
وهو ما جعل الكثير من اجهزة الدولة في هذه المحافظة ضعيفة الولاء لحكومة بغداد وتميل لمحاباة المسلحين اكثر من ولائها لحكومة المالكي، لكي تسلم من القتل والتفجير او لتضمن مصالح شخصية ونفعية.
وباعتراف هؤلاء المسؤولين فان الاتصالات الحكومية بين اقضية ونواحي المحافظة مقطوعة، وتخيلوا حين تكون الادارات غير قادرة على الاتصال ببعضها البعض يوميا وحتى اسبوعيا. فاذا حدث حادث في الخالص مثلا لا يمكن لبعقوبة (مركز المحافظة) ان تعرف ما جرى الا بعد فترة.
وحين يقول لك احد المسؤولين هناك ان الجماعات المسلحة تبسط نفوذها الكامل ليلا على هذه المحافظة الحيوية التي تكتسب وضعا خاصا بالنسبة لامن بغداد، فعليك ان تفكر في مدى تأثير الوضع في ديالى على الوضع الامني في العاصمة. فاذا انحسر العنف والارهاب قليلا في بغداد ازداد كلاهما في ديالى والعكس صحيح، فهما اشبه بحركة المد والجزر التي تحصل مرتين في اليوم.
وديالى ملتصقة بظهر بغداد وببطنها على خلاف المحافظات الاخرى القريبة منها.
وحينما قلنا ان من اخطاء الخطة الامنية هو الاعلان عنها قبل شهرين من البدء بها فقد كنا نعني بان ذلك اعطى فرصة كافية للارهابيين لاعادة تنظيم صفوفهم.
وكنت اتمنى لو ان عسكريا محترفا من جماعة المالكي نصحه بأن يبدأ بخطته الامنية بقندهار ديالى اولا قبل بغداد وليس العكس، ذلك لان تطهير ديالى يحمي ظهر وبطن بغداد ويحمي اهم الممرات الشرقية التي يستخدمها الارهابيون بين افغانستان والعراق. وقد تثبت الايام صحة هذا القول.