المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعم : لا بد من اعتذار تاريخي للشيعة



زهير
03-04-2007, 06:01 PM
باسم النبريص


أثار مقالي السابق [ اعتذار لكل الشيعة ] تعليقات وفيرة من قرّاء إيلاف : تعليقات بعضها محترم وبعضها مضحك وبعضها موتور وبعضها طائفي بغيض وبعضها لا علاقة له بموضوع المقال. ما يُحيل على مقولة قديمة لمفكر فرنسي تقول بأننا نقرأ ما في رؤوسنا حين نقرأ المقروء ! أي نعيد قراءة دواخلنا عبر القراءة. ويبدو لي للأسف أنّ هذه هي طريقتنا الفارقة، كعرب، في هذا المسعى الثقافي ! فلا يهم ماذا يقول الكاتب، بل المهم والأهم ماذا نقول نحن وماذا نعتقد نحن.

ما علينا. فالحقيقة أنّ ذلك الاعتذار، المحدد في سياق معيّن، والناتج عن موقف سياسي معيّن، في الزمان والمكان الفلسطينييْن، أعادني إلى شجوني القديمة فيما يخصّ موضوعة السنة والشيعة، والاختلاف، بل قل الافتراق بينهما، منذ زمن سحيق. هذا الاختلاف الذي قسمَ العالم الإسلامي، منذ واقعة كربلاء، الأشهر في التاريخ، إلى قسميْن وقطبيْن، وما زالا على تلك الصورة حتى هذه اللحظة.

واليوم، وبعيداً عن تأثيرات الحدث السياسي الآنية، وما نتج من ردود أفعال متشنجة من جانب السنة العرب، على طول الوطن العربي، نتيجة شنق الطاغية العراقي السابق، نقول إنه لا مفر من العودة للموضوع القديم، الخلاف والاختلاف بين سُنتنا وشيعتنا، ومحاولة تلمّس حلّ تاريخي للمشكلة، على أمل إنهائها وطوي هذه الصفحة للأبد. أسوة بمشاكل تاريخية كبرى، مقابلة، جرت بين أطراف متخاصمة، من دولٍ وشعوبٍ وأنظمة حُكمٍ، ووضعوا لها الحلول، بالاعتذار أو الصفح، وانتهوا منها، ناظرين إلى المستقبل، وتاركين صفحة الماضي للماضي، فالولاء والانتماء للحياة ولمستقبل الأجيال البشرية القادمة، أهمّ وأخطر من خلافات دينية أو عقائدية أو سياسية موغلة في القدم، وأولى بتركيز الجهد وعدم تبديده فيما لا ينفع.

وبهذا الخصوص، أرى ضرورة أن يعتذر السنةُ العرب، وبالأخص سنة العراق، للشيعة في العالم، ولشيعة العراق على نحو أخصّ، عما جرى في موقعة كربلاء من إهدار دم الحسين بن علي، اعتذاراً تاريخياً واضحاً وصريحاً، لا لبس ولا التواء فيه، على أن يقابل هذا الاعتذار، غفران وصفح حقيقيان من جانب الشيعة، وبذلك تُطوى هذه الصفحة، التي ما تزال مفاعيلها الرديئة تؤثر فينا حتى هذا اليوم، وتكاد تشرخ " وحدة المصير "، كما يقال، بين الشعب الواحد أو الأمة الواحدة.

طبعاً سيردّ الكثيرون من عقلاء وحكماء السنة بأنّ الوقت غير مناسب، وسيغضب غوغاؤهم رافضين ومستنكرين هذا الاقتراح من أصله، مصرّين على تحريمه وتجريمه ربما، ووصم مَن ينادي به بأقذع الصفات. لكن في كل الأحوال، لا بد من هكذا اقتراح، إن لم يكن اليوم فبعد سنوات أو عقود أو قرون، وكلما استعجل السنةُ في الأخذ به، كان ذلك لصالحهم ولصالح الجميع. ولمَ لا ؟؟ فلسنا بدعة في هذا العالم. وكل مشكلة ولها حل، وكل قضية خلاف ولها مخرج.

ألم يعتذر اليابانيون للكوريين عن جرائمهم السابقة، وألم يفعل هذا أيضاً الجنوب أفريقيون البيض، فاعتذروا للسود عن نظام الأبرتهايد المقبور ؟ وكذلك اعتذر الفرنسيون الكاثوليك لمواطنيهم من المذاهب الأخرى ؟ ثم هل ننسى كيف سامح بابا الفاتيكان ذات عهد قريب يهودَ اليوم ويهودَ المستقبل، وغفرَ لهم دمَ السيد المسيح ؟

علينا أن نأخذ العبرة من هؤلاء العقلاء المتحضرين، وأن نحذو حذوهم. فالحياة المعاصرة بكل تحدياتها، لا تحتمل عقدة هذا الإرث التاريخي الباهظ الوطأة. وثمة ما هو أجدى. إنّ اعتذار السنة للشيعة مخرج حضاري مطلوب للخروج من مستقبل قادم لا يبشّر إلا بمزيد من الفرقة والعداء، سواء على صعيد سياسي أم مذهبي. لذا لا بد من هذا الاعتذار الواجب، ولا بد أن يصفح شيعةُ العالم وشيعة العراق في المقابل. فهذا مخرج يوفّر على الجميع، عداوات ودماء وثارات، نحن جميعنا في غنى عنها. خصوصاً في هذا الزمن الأسود : زمن النعرات الطائفية والمذهبية، وزمن استنهاض أقبح ما فينا، لتكريس أبدية تخلّفنا وهواننا على أنفسنا وعلى العالم.

اعتذار تاريخي من قبل السنة للشيعة. نعم. وغفران تاريخي من قبل الشيعة نحو السنة. نعم أيضاً. خطوة كبرى تعقبها خطوة كبرى.. وربما، ربما يرتاح الجميع. ويتفرّغوا إلى مسؤولياتهم الأرضية الملّحة في بناء مستقبل أجيالهم القادمة، وفي بناء هذا العراق الجريح، النازف، لكأنما منذ الأبد.

أعرف أنّ هذه الخطوة العملاقة تحتاج إلى وعي تاريخي أيضاً. وعي ربما غير موجود وغير مؤهّل وغير ناضج حالياً. وعي يفتقد إلى أرضية مؤاتية. ولكن منذ متى يحتاج المثقفون العرب، في طرح أفكارهم ورؤاهم إلى أرض ممهدة ومستوية. علينا نحن أن نجتهد، وأن ننظر للأفق البعيد، حتى لو كانت أجسامنا مقيدة في وحل التعاسة اللعين.

إعتذار تاريخي، وأصرّ على هذه الصفة. إعتذار تاريخي لا سياسي. استراتيجي لا تكتيكي. دائم لا آني. لا علاقة له لا بصدام حسين ولا بغير صدام حسين. وحينها سيغفر عقلاءُ الشيعة وسيصفحون.

أما أن يستمر السنة في لا مبالاتهم عما اقترفوه في كربلاء، [ وهي أُسّ البلاء بين الطرفين ] فهذا هروب في أحسن الأحوال : هروب من المشكلة، ومكابرة في الاعتراف بها، وليس من العقل ولا من التحضّر في شيء، ألا يواجه المرء مشاكله، فما بالك بالشعوب ؟

آمل أن يفكّر أحدٌ ما من رموز السنة، أو الأزهر الشريف، بمثل هذا الاقتراح !

علي علي
12-19-2007, 02:46 PM
لو يعتذرون اليوم الى يوم الدين لن يفي ذلك حق الشيعة بما نالهم من قتل ودمار

مرتاح
03-08-2011, 05:21 PM
الحقد لازال تارس قلوبهم

والاعتذار ياتي من الشعوب المتحضرة وليس من الشعوب المريضه المعبأة بالحقد

العفاف
03-09-2011, 11:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة لا فائدة من الاعتدار بعد ما سال دم الامام الحسين جرت دماء الامام من عروقة من دم الشيعة ففاطمة الزهراء الان غضبة منهم تبآ لكل مجرم اباح دم الحسين ودم شيعة الامام علي ونقول هيهات منا الدلة مثل ما قالها الامام الحسين في يوم عاشوراء وشكرآلك اخي على هذا الموضوع فلا حياة لمن تنادي.

قاتل المشركين
03-11-2011, 04:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة لا فائدة من الاعتدار بعد ما سال دم الامام الحسين جرت دماء الامام من عروقة من دم الشيعة ففاطمة الزهراء الان غضبة منهم تبآ لكل مجرم اباح دم الحسين ودم شيعة الامام علي ونقول هيهات منا الدلة مثل ما قالها الامام الحسين في يوم عاشوراء وشكرآلك اخي على هذا الموضوع فلا حياة لمن تنادي.

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ام بعد من قتل الحسين رضي الله عنه هم شيعته في الكوفه الذين تخلوا عنه وخذلوه واما مايفعل في الحسينيات من لطم وشق الجيوب وغيرها من ضرب بسيوف فهوا حرام ارجو الهديه لكم
لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري) وقال : (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة). أخرجه مسلم . والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع . وقال : ( إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب و سربالاً من قطران) أخرجه مسلم. و قال ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة). و قال ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب و النياحة على الميت) رواه مسلم. و قال ( النياحة من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب النار) رواه ابن ماجة.

و الواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمر الله "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون". و ما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.

إنّ النياحة واللطم وما أشبهها من أمور ليست عبادة وشعائر يتقرب بها العبد إلى الله ، وما يُذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح ، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتى يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل السنة.

فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية ) ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل بالمقابل هم يصومون يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من الغرق ، وهم يرون أنّ دعوة مخلصة للحسين من قلب مؤمن صائم خير من رجل يتعبد الله بعمل أهل الجاهلية ( النياحة واللطم ) ، ففي الصائم يحصل له الخيرين ، خير صيام يوم فضيل وخير دعاء المرء وهو صائم والذي يمكن أن يجعل جزءاً منه أو كله إن أراد للإمام الحسين.

ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ).

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ( صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء ) ، وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ( صيام عاشوراء كفّارة سنة ).

فما يفعله الشيعة اليوم من إقامة حسينيات أو مآتم أو لطم ونياحة وبكاء في حقيقتها إضافات لا تمت لمنهج أهل البيت ولا لعقيدة الإسلام بأي صلة ، وإذا كان الشيعة يرددون عبارة ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة ) فأين هذه العبارة من التطبيق حين يجعلون أموراً من الجاهلية التي نهى محمد عليه الصلاة والسلام عنها شعائراً لدين الإسلام ولأهل البيت!! والطامة الكبرى أن تجد كثيراً من مشايخ الشيعة بل من مراجعهم الكبار يستدلون بقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } على ما يُفعل في عاشوراء من نياحة ولطم وسب وشتم لخلق الله ولصحابة رسول الله ويعتبرون هذا من شعائر الله التي ينبغي أن تُعظم ومن شعائر الله التي تزداد بها التقوى !!!

وما لا أكاد أفهمه تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء بل وبالمقابل اتهام أهل السنة مراراً وتكراراً بأنهم حزب بني أمية وأنهم استحدثوا صيام هذا اليوم احتفالاً بمقتل الحسين - عياذاً بالله من ذلك - مع اتفاق أحاديث السنة والشيعة على فضل صيام هذا اليوم وأنّ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صامه !!! بل قل لي بربك : ألذي يصوم يوم عاشوراء ويحييه بالذكر والقرآن والعبادة في نظرك يحتفل ويفرح بمقتل الحسين أم من يوزع اللحم والطعام والشراب على الناس في هذا اليوم ويحيي الليل بإنشاد القصائد؟!! أليس هذا تناقضاً في حد ذاته؟ ألا ترى في اتهام أهل السنة بالفرح بموت الحسين والادعاء بأنّ صيامهم ليوم عاشوراء نكاية بالحسين وبأهل البيت ليس إلا دعاية مذهبية للتنفير منهم ومن مذهبهم وإبرازهم كعدو لأهل البيت دون وجه حق؟!!

(رحم الله الحسين ورضي عنه )
محب الحسن والحسين