زهير
02-28-2007, 04:33 PM
مكتب المفتش العام: نعتمد آليات منها الرقعة الجغرافية
بغداد: رحمة السالم
«بلد يحمل مواطنوه خمس طبعات للجواز؟ عجباً يا أهل العراق».. بهذه الكلمات ابتدأ (محمود. ف) حديثه عن معاناته للحصول على النسخة الجديدة من الجواز العراقي والذي يحمل الحرف الانجليزي «جي».
ويقول هذا المواطن العراقي مستغرباً «اين كانت الحكومة عندما اصدرت الجوازات السابقة تارة طبعة (إم) و (إن) واللتين تعتبران من الطبعات القديمة (فترة الثمانينات) وتارة اخرى الطبعة (إتش) التي كانت تحمل صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لتأتي الطبعة (إس) التي اصدرت بعد سقوط بغداد، لتكون خاتمة الطبعات (جي) التي جاءت معها معاناتنا في استحصاله». متسائلا «لماذا فجأة تسقط جميع الطبعات من دون أسباب مقنعة». وأوضح لـ«الشرق الاوسط» أنه استحصل الجواز (إس) وسافر به عدة مرات «وها انا الآن أمام موضوع لا أعرف كيف الخروج منه، لاسيما وان شقيقتي التي تعيش في بريطانيا وأنوي الذهاب اليها قد قامت بدعوتي على جوازي ال (إس)، وبما ان بريطانيا وبعض الدول معها ترفض استقبال الوافدين اليها لاسيما اؤلئك الذين يحملون الجواز الأخير، اضطررت لمراجعة مكتب جوازات (الصليخ) بحسب التصنيف الجغرافي لمنطقة سكناي، بغرض تبديل جوازي بآخر من فئة (جي) يمكنني من الدخول الى بريطانيا».
وتابع المواطن بألم «لكنني فوجئت بتعقيد الإجراءات المتبعة، لاسيما وانني على موعد لإجراء مقابلة في السفارة البريطانية في عمان بعد اسبوعين من الآن، مما يحتم علي إكمال الجواز المذكور بسرعة». وبحيرة يقول «40 يوماً هي مدة الحصول على هذا الجواز، وأنا في ضيق من وقتي، يجب علي إلغاء الجواز القديم بآخر حديث، بالاضافة الى طلب المديرية العامة للجوازات ان أجلب (فيزا) لغرض الإسراع في الحصول على النسخة الجديدة، وهو أمر لا استطيع الحصول عليه إلا بعد إجراء المقابلة والموافقة يتم إعطائي الفيزا، او الحصول على استثناء وهو أمر أيضاً في غاية الصعوبة».
من جهته، أكد مصدر مخول في مكتب المفتش العام، التابع للمديرية العامة للسفر والجنسية، أن آليات الحصول على الجواز العراقي، تعتمد معايير معينة يتم من خلالها الأخذ بنظر الاعتبار الرقعة الجغرافية للمناطق وفتح مكاتب للجوازات التابعة للمديرية العامة (الدائرة الرئيسية للجوازات) تقوم بتسلم معاملات الحصول على الجواز. وقال لـ«الشرق الاوسط» «كل منطقة تتبع مركز المعلومات العائدة اليه، بالاضافة الى وجود جدول زمني (ثلاثة ايام في الشهر) لمراجعة المواطنين. ومن لا يراجع خلال هذه الايام يعود في الشهر الذي يليه، وفي الايام المحددة للمنطقة بعينها بغرض تقديم المعاملة، وهي إجراءات تساعد على الحد من الزخم الذي تعانيه مكاتب الجوازات». وعن عمل مكاتب الجوازات في المحافظات اضاف المصدر «باستثناء محافظة الانبار التي نقوم بإصدار جوازات مواطنيها من بغداد بسبب سوء الاوضاع الامنية، فان بقية المحافظات تقوم بتسلم المعاملات واصدار الجواز من المحافظة نفسها، باستثناء النسخة (جي) التي تصدر في بغداد لجميع محافظات العراق بما فيها منطقة كردستان العراق، حيث يرسلون معتمدا (ضابطا) يحمل المعاملات ويسلمها الى المديرية العامة لشؤون الجوازات والتي يتم خلالها إصدار الجوازات بالنسخة (جي)».
وعن المعايير التي تتبعها المكاتب لاستحصال النسخة الجديدة، قال المسؤول «يراجع المواطن بنفسه، حيث يقدم المستمسكات القانونية (شهادة الجنسية وهوية الاحوال المدنية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية) على ان تكون مستنسخة استنساخا ملونا، وصكا بمبلغ 25 ألف دينار لقاء رسوم، مع صورتين حديثتين، بالإضافة الى طبع استمارة بالمعلومات الخاصة للمواطن بواسطة الطابعة اليدوية وباللغتين (العربية والإنجليزية).
وبعدها يرسل الطلب الى الحاسبة للتدقيق، وهذه الحاسبة مخصصة لإصدار هذا الجواز، ولا يوجد لها مثيل وموجودة فقط في المديرية العامة، وعليه لا يمكن تزويره، وايضاً هذا الجواز لا يطبع خارج البلاد وانما يتم طبعه داخل البلاد وضمن حاسبات خاصة بهذا النوع من الجوازات».
وعن أسباب إلغاء فئات الجواز العراقي المتكررة، أضاف المسؤول «كل الدول الاوروبية تطلب جواز فئة (جي) لكونه يتمتع بميزات كثيرة؛ منها انه يحمل توقيع صاحب الجواز بالإضافة الى صورته وأيضا مدة نفاذ لا تتجاوز الثمان سنوات، ولا يمكن اضافة أي شخص لهذا الجواز، حيث سيتم عمل جوازات حتى للاطفال الصغار»، نافياً ان يكون لتعدد الفئات أي مغزى ثان غير الروتين الاداري المتبع بإصدار هذه الجوازات. وفيما اذا اراد أشخاص يحصلون على الجواز الجديد بالرغم من امتلاكهم الجواز فئة (جي)، قال المصدر «هناك حالتان يمكن إلغاء الجواز (إس) فيهما: اولا يجب ان تكون هناك (فيزا) او ثانيا (ايفاد) الى احدى الدول التي تطلب الجواز الجديد، فيمكن اسقاط القديم وإبداله بالجديد». ونفى المسؤول المعلومات التي تفيد باستحصال مكاتب الجوازات مبلغ 250 ألف دينار عراقي لقاء إصدار الجواز الجديد.
وعن اقبال المواطنين، قال المسؤول «هناك ازدحام كبير للحصول على الجواز، وبعض الناس يتخوف من المجيء الى مناطق مثل الاعظمية ومنطقة الصليخ بسبب الاوضاع الامنية، فقد تم فتح مكتب في منطقة الكاظمية والذي ستباشر فيه ترويج معاملات مناطق الكاظمية والسلام والحرية خوفاً من التصفيات التي تطول بعض المواطنين الذين يسكنون المناطق المغلقة مذهبياً»، معتبراً أن الحصول على الجواز أصبح ضرورة وخوفاً من المستقبل بسبب الظروف الأمنية.
أما عبد الكريم خلف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، فيرى أن عملية إلغاء الفئات السابقة للجوازات العراقية وعدم توحيدها بفئة واحدة، تبعد المواطن عن التعقيدات، وهذا ما جعلهم يلجأون الى إلغاء جميع الفئات واقتصارها على الفئة الجديدة (جي) طلباً للحماية العالية وتماشياً مع ما تشترطه دول العالم من معايير. وقال لـ«الشرق الاوسط» «لقد قمنا بإرسال ضباط الى معظم سفاراتنا في العالم لتسهيل عملية الحصول على الجواز الجديد.
ويتابع «ان هذا الجواز يتيح التحرك بحرية أكبر للعراقي، حيث لا يتعرض لأي مساءلة قانونية، وأيضاً ما يضمنه هذا الجواز من قابليته للتمديد الى ثمان سنوات، وهي خدمة نحرص ان نقدمها بأفضل ما لدينا لكل العراقيين».
بغداد: رحمة السالم
«بلد يحمل مواطنوه خمس طبعات للجواز؟ عجباً يا أهل العراق».. بهذه الكلمات ابتدأ (محمود. ف) حديثه عن معاناته للحصول على النسخة الجديدة من الجواز العراقي والذي يحمل الحرف الانجليزي «جي».
ويقول هذا المواطن العراقي مستغرباً «اين كانت الحكومة عندما اصدرت الجوازات السابقة تارة طبعة (إم) و (إن) واللتين تعتبران من الطبعات القديمة (فترة الثمانينات) وتارة اخرى الطبعة (إتش) التي كانت تحمل صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لتأتي الطبعة (إس) التي اصدرت بعد سقوط بغداد، لتكون خاتمة الطبعات (جي) التي جاءت معها معاناتنا في استحصاله». متسائلا «لماذا فجأة تسقط جميع الطبعات من دون أسباب مقنعة». وأوضح لـ«الشرق الاوسط» أنه استحصل الجواز (إس) وسافر به عدة مرات «وها انا الآن أمام موضوع لا أعرف كيف الخروج منه، لاسيما وان شقيقتي التي تعيش في بريطانيا وأنوي الذهاب اليها قد قامت بدعوتي على جوازي ال (إس)، وبما ان بريطانيا وبعض الدول معها ترفض استقبال الوافدين اليها لاسيما اؤلئك الذين يحملون الجواز الأخير، اضطررت لمراجعة مكتب جوازات (الصليخ) بحسب التصنيف الجغرافي لمنطقة سكناي، بغرض تبديل جوازي بآخر من فئة (جي) يمكنني من الدخول الى بريطانيا».
وتابع المواطن بألم «لكنني فوجئت بتعقيد الإجراءات المتبعة، لاسيما وانني على موعد لإجراء مقابلة في السفارة البريطانية في عمان بعد اسبوعين من الآن، مما يحتم علي إكمال الجواز المذكور بسرعة». وبحيرة يقول «40 يوماً هي مدة الحصول على هذا الجواز، وأنا في ضيق من وقتي، يجب علي إلغاء الجواز القديم بآخر حديث، بالاضافة الى طلب المديرية العامة للجوازات ان أجلب (فيزا) لغرض الإسراع في الحصول على النسخة الجديدة، وهو أمر لا استطيع الحصول عليه إلا بعد إجراء المقابلة والموافقة يتم إعطائي الفيزا، او الحصول على استثناء وهو أمر أيضاً في غاية الصعوبة».
من جهته، أكد مصدر مخول في مكتب المفتش العام، التابع للمديرية العامة للسفر والجنسية، أن آليات الحصول على الجواز العراقي، تعتمد معايير معينة يتم من خلالها الأخذ بنظر الاعتبار الرقعة الجغرافية للمناطق وفتح مكاتب للجوازات التابعة للمديرية العامة (الدائرة الرئيسية للجوازات) تقوم بتسلم معاملات الحصول على الجواز. وقال لـ«الشرق الاوسط» «كل منطقة تتبع مركز المعلومات العائدة اليه، بالاضافة الى وجود جدول زمني (ثلاثة ايام في الشهر) لمراجعة المواطنين. ومن لا يراجع خلال هذه الايام يعود في الشهر الذي يليه، وفي الايام المحددة للمنطقة بعينها بغرض تقديم المعاملة، وهي إجراءات تساعد على الحد من الزخم الذي تعانيه مكاتب الجوازات». وعن عمل مكاتب الجوازات في المحافظات اضاف المصدر «باستثناء محافظة الانبار التي نقوم بإصدار جوازات مواطنيها من بغداد بسبب سوء الاوضاع الامنية، فان بقية المحافظات تقوم بتسلم المعاملات واصدار الجواز من المحافظة نفسها، باستثناء النسخة (جي) التي تصدر في بغداد لجميع محافظات العراق بما فيها منطقة كردستان العراق، حيث يرسلون معتمدا (ضابطا) يحمل المعاملات ويسلمها الى المديرية العامة لشؤون الجوازات والتي يتم خلالها إصدار الجوازات بالنسخة (جي)».
وعن المعايير التي تتبعها المكاتب لاستحصال النسخة الجديدة، قال المسؤول «يراجع المواطن بنفسه، حيث يقدم المستمسكات القانونية (شهادة الجنسية وهوية الاحوال المدنية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية) على ان تكون مستنسخة استنساخا ملونا، وصكا بمبلغ 25 ألف دينار لقاء رسوم، مع صورتين حديثتين، بالإضافة الى طبع استمارة بالمعلومات الخاصة للمواطن بواسطة الطابعة اليدوية وباللغتين (العربية والإنجليزية).
وبعدها يرسل الطلب الى الحاسبة للتدقيق، وهذه الحاسبة مخصصة لإصدار هذا الجواز، ولا يوجد لها مثيل وموجودة فقط في المديرية العامة، وعليه لا يمكن تزويره، وايضاً هذا الجواز لا يطبع خارج البلاد وانما يتم طبعه داخل البلاد وضمن حاسبات خاصة بهذا النوع من الجوازات».
وعن أسباب إلغاء فئات الجواز العراقي المتكررة، أضاف المسؤول «كل الدول الاوروبية تطلب جواز فئة (جي) لكونه يتمتع بميزات كثيرة؛ منها انه يحمل توقيع صاحب الجواز بالإضافة الى صورته وأيضا مدة نفاذ لا تتجاوز الثمان سنوات، ولا يمكن اضافة أي شخص لهذا الجواز، حيث سيتم عمل جوازات حتى للاطفال الصغار»، نافياً ان يكون لتعدد الفئات أي مغزى ثان غير الروتين الاداري المتبع بإصدار هذه الجوازات. وفيما اذا اراد أشخاص يحصلون على الجواز الجديد بالرغم من امتلاكهم الجواز فئة (جي)، قال المصدر «هناك حالتان يمكن إلغاء الجواز (إس) فيهما: اولا يجب ان تكون هناك (فيزا) او ثانيا (ايفاد) الى احدى الدول التي تطلب الجواز الجديد، فيمكن اسقاط القديم وإبداله بالجديد». ونفى المسؤول المعلومات التي تفيد باستحصال مكاتب الجوازات مبلغ 250 ألف دينار عراقي لقاء إصدار الجواز الجديد.
وعن اقبال المواطنين، قال المسؤول «هناك ازدحام كبير للحصول على الجواز، وبعض الناس يتخوف من المجيء الى مناطق مثل الاعظمية ومنطقة الصليخ بسبب الاوضاع الامنية، فقد تم فتح مكتب في منطقة الكاظمية والذي ستباشر فيه ترويج معاملات مناطق الكاظمية والسلام والحرية خوفاً من التصفيات التي تطول بعض المواطنين الذين يسكنون المناطق المغلقة مذهبياً»، معتبراً أن الحصول على الجواز أصبح ضرورة وخوفاً من المستقبل بسبب الظروف الأمنية.
أما عبد الكريم خلف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، فيرى أن عملية إلغاء الفئات السابقة للجوازات العراقية وعدم توحيدها بفئة واحدة، تبعد المواطن عن التعقيدات، وهذا ما جعلهم يلجأون الى إلغاء جميع الفئات واقتصارها على الفئة الجديدة (جي) طلباً للحماية العالية وتماشياً مع ما تشترطه دول العالم من معايير. وقال لـ«الشرق الاوسط» «لقد قمنا بإرسال ضباط الى معظم سفاراتنا في العالم لتسهيل عملية الحصول على الجواز الجديد.
ويتابع «ان هذا الجواز يتيح التحرك بحرية أكبر للعراقي، حيث لا يتعرض لأي مساءلة قانونية، وأيضاً ما يضمنه هذا الجواز من قابليته للتمديد الى ثمان سنوات، وهي خدمة نحرص ان نقدمها بأفضل ما لدينا لكل العراقيين».