المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قادمون من سامراء: المدينة في طريقها للتحول إلى قندهار أو كابل أيام طالبان



بركان
02-24-2007, 09:48 AM
كشفوا عن تحويل متشددين بساتين المدينة لمعسكرات تدريب وإجبار النساء على ارتداء الخمار

بغداد : حيدر نجم

اكدت مجموعة من العوائل العراقية الهاربة من جحيم العنف وسطوة الجماعات المتشددة، التي تفرض اساليب لحياة معينة وقاسية على سكان مدينة سامراء شمال بغداد، ان مدينتهم في طريقها للتحول قريبا الى قندهار او كابل في زمن طالبان اذا لم تقم الحكومة بمعالجة الاوضاع هناك وملاحقة المتشددين الذين اعلنوا ما يسمى بـ«امارة سامراء الاسلامية»، وهي احدى امارات «دولة العراق الاسلامية» التي اعلن عنها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين منتصف العام الماضي.

ويقول عبد الكريم سعدي، 46 عاما، «هربنا نحن وعوائلنا تدريجيا من مدينتنا وتركنا كافة ممتلكاتنا هناك إلا بعض المال الذي يكفينا للعيش لمدة اشهر معدودة ، فالاوضاع في سامراء وضواحيها اصبحت لا تطاق لان الجماعات المتشددة بدأت تتدخل في الحياة الخاصة للسكان هناك وتفرض عليهم انواعا معينة من التعاملات وصلت الى حد التدخل في العلاقة الشخصية بين الرجل وامراته».

واوضح سعدي ان هذه الجماعات «بدات تصل مدينة سامراء قبل عام ونصف العام بالتحديد واغلب قياداتها من جنسيات عربية، وبينهم سوريون وجزائريون ومصريون ويمنيون، فضلا عن بعض العراقيين الذي يساعدونهم ويقدمون التسهيلات لهم من ابناء بعض العشائر في سامراء، حيث تم تقديم بيوت وبساتين زراعية لهذه الجماعات من اجل تحويلها الى معسكرات تدريب للافراد الذين سيرغمون على الانضمام لها مستقبلا من ابناء المدينة الرافضين للانخراط في تلك الجماعات بالقوة والتهديد بقتل عوائلهم».

من جهته اشار مهند السامرائي،31 عاما، وهو احد منتسبي الشرطة في المدينة، الى انه تلقى تهديدات مباشرة من قبل تلك الجماعات بترك العمل مع الشرطة او انه سيقتل مع عائلته في حال استمراره بالعمل مع الحكومة التي وصفوها بـ«العميلة» وقال السامرائي «ان هذه الجماعات اخذت تحكم قبضتها على المدينة وابنائها في ظل غياب واضح لمؤسسات الحكومة الامنية التي توجد في مركز المدينة فقط وبشكل ضعيف، بينما القوات الاميركية تلعب دور المتفرج على ما يحصل هناك وما تقوم به تلك المجموعات من دون ان تتدخل للقضاء على الجماعات المتشددة بشكل حقيقي، وانما في بعض الاحيان تترك لها الساحة لتفعل تلك الجماعات ما تشاء بالمدينة وسكانها العزل».

وكشفت زوجة السامرائي، وهي ام لطفلين، ان هذه الجماعات «فرضت شروطا معينة على النساء في المدينة كلبس الخمار والعباءة». واضافت الزوجة التي ولدت في سامراء في سبعينات القرن الماضي «ان تلك الجماعات قامت بتجنيد بعض النساء اليها لترويج تلك الافكار والمعتقدات بين نساء المدينة، والعمل على استخدامهن في نشر المبادئ التكفيرية ضد كل شخص لا ينتمي لدولة العراق الاسلامية واماراتها».

واكد السامرائي ان تنظيمات سرايا المجاهدين والجيش الاسلامي المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين «بسطت سطوتها على معظم مناطق وأقضية المدينة، وهنالك مساحات واسعة لا تستطيع القوات الاميركية دخولها او حتى المرور فيها، بعد ان تعرضت تلك القوات الى هجمات متكررة ادت الى تعرضها لخسائر كبيرة في الارواح والمعدات».

وذكر رعد السامرائي، 33 عاما، وهو شقيق مهند الاكبر، ان اعضاء في اجهزة الامن والمخابرات في النظام السابق وحزب البعث انضموا مع تلك الجماعات وعملوا معها بشكل وثيق وتحت قيادة واحدة تكون برئاسة احد الاشخاص من الجنسية العربية، واضاف «ان العوائل التي لا تعلن مبايعتها لدولة العراق الاسلامية او لتلك الجماعات والعاملين معها، مصيرها القتل والتهجير ومصادرة ممتلكاتهم واراضيهم» مشيرا الى قيام تلك الجماعات «بفرض اتاوات على اصحاب المهن والمحلات بداعي دعم المقاومة والمجاهدين في عملياتها وشنها هجومات على القوات الامنية العراقية والاميركية وحتى المواطنين الذين يرفضون مبايعة امارتهم» .

وكشف السامرائي عن تحول مساحات شاسعة من بساتين سامراء الى معسكرات مشابهة تماما لمعسكرات القاعدة وحركة طالبان في افغانستان يشرف عليها مقاتلون عرب تدربوا في تلك المعسكرات في افغانستان قبل سنوات عديدة. واتفق معه المتحدثون الآخرون على ان المدينة «في طريقها للتحول الى احدى مدن افغانستان في عهد طالبان كقندهار او كابل، وستحكمها تلك الجماعات بصورة علنية ما لم تتدخل الحكومة وبصورة قوية لإنهاء وجود تلك الجماعات والبؤر التي تؤويها ، والقضاء على اي جهة او شخص يقدم الدعم لها».