هاشم
02-23-2007, 11:12 PM
ألف كتابا في سن الـ 18 وينفي تصفية الحسابات مع معلميه
الدمام: ميرزا الخويلدي
http://www.aawsat.com/2007/02/23/images/ksa-local.407607.jpg
في سنته الجامعية الأولى، بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، يطل الطالب محمد بن فهد بن هويمل، على سنوات تعليمه العام منذ المرحلة التمهيدية حين سلمته أسرته إلى معلمات في الروضة، يشبعنه (علماً ورعباً) كما يقول حتى المرحلة الثانوية التي قضاها في إحدى المدارس الحكومية بحي السويدي جنوب الرياض.
ويمر الهويمل بالمرحلة المتوسطة، حيث يقدم تجربته لعالم الطلاب في كتاب مثير يصدر الاسبوع المقبل، ويعرض في معرض الرياض الدولي للكتاب.
الكتاب الذي يتكون من 180 صفحة من الحجم الصغير، ويصدر عن دار الكفاح للنشر والتوزيع، مرّ من أيدي الرقابة بشق الانفس، خاصة وهو يحمل عناوين مثيرة تحاكي ما يرمز له جيل المراهقين على مقاعد الدراسة.
في الكتاب، الذي تم تأليفه في المرحلة الثانوية، حين كان عمر مؤلفه 18 عاماً، يستدعي حكايات مرت به منذ المرحلة التمهيدية، ليؤشر إلى أن ما يعتقده الموجهون التربويون مجرد أطياف عابرة في خيال الصغار تبقى لصيقة حتى سن الفحولة والشباب.
لكن المؤلف، يقول إنه لا يستهدف (تصفية الحساب) مع معلميه الذين أشهر في وجوههم سيف النقد منذ السطر الأول، وبدا متمرداً على الأساليب الكلاسيكية للعملية التعليمية، وكذلك، متمرساً في كشف عيوب اساتذته الذين يخلون بواجباتهم التعليمية.
لكن الكتاب الأنيق في صياغته وتبويبه، الذي تم تنضيده ليحاكي دفتر المذكرات الطلابية، يصدم الآباء والموجهين بنبرة اليقظة المبكرة لدى الطلاب، في هذا الكتاب يتذكر الطالب ملامح معلمته في المرحلة التمهيدية. ويقول محمد إنه يتذكر كذلك (اسماء معلماته ولون عيونهن وملامحهن.. كانت المعلمات يستخدمن إحداهن لاثارة الرعب، وقد كانت تمتلك عينين زرقاوين حادتين، وخدودا حمراء ورموشا اصطناعية طويلة).
عناوين الكتاب حملت لغة صريحة وجريئة من قبيل (أنا ومعلماتي)، (فتيات الأرجوحة)، (حينما هزني شوق)، (موسم التفجير)، (همجية)، (كيف أصبحت ملحدا؟)، (أستاذنا الجزار)، (المومس في مدرستي)، (الكأس الأولى)، (أستاذي والعادة السرية)، (ملامح آيروسية!)، (قم للمعلم.. اذهب للمعلم.. اعط المعلم)، (الاغتصاب وضياع الشرف)، و(صديقتي وسجائري)، وتمت إجازته من وزارة الاعلام السعودية، مع ملاحظات جانبية من الرقيب تنصح المؤلف بالتريث في اطلالته الأولى.
يقول محمد بن هويمل، لم أتعمد الإثارة، لكني أعبر عن نفسي وعن جيلي بعفوية. ويضيف «التصورات الجنسية لدى الصغار هو ما لا يريد الكبار الاعتراف بوجودها، لكنها الحقيقة». وقال ايضا «في الكتاب تحدثت بصراحة عن التصورات الجنسية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، تحت عنوان (ملامح آيروسية)»، وهي مناقشات حقيقية بين طلاب الفصل في هذه المرحلة المبكرة، ويقول عنها في كتابه «حصل في الصف الخامس أن اجتمعنا ـ وكنا حوالي خمسة طلاب ـ اجتماعا فريدا يحمل علامة سري للغاية وقد أدمن كل منا ذلك الاجتماع، كان الاجتماع لرواية الأكاذيب المحضة، وكان بعضنا يكتفي بالإنصات، وبعضنا الآخر يروي تفاصيل كاذبة لمغامرات عاطفية مرّ بها، والذي يحب الأقواس يستطيع وضع كلمة جنسية بين قوسين، كان الواحد يتحدث كما لو كان أحد نجوم هوليوود، الكذب كان مفضوحا وكل القصص من نسج الخيال الطفولي لكن لما خاض هذا الخيال دنيا الجنس، أتى بالمعجزات وكشف عن خبرة مخيفة لم أكن أتوقع أن أجد مثلها عند زملائي».
أما عن المرحلة الابتدائية والمتوسطة فيقول «كنا نراقب السلوك غير الطبيعي، ونراقب بعض المعلمين، حيث يشتبه بقيامهم بالاستغلال الأخلاقي تجاه الطلبة الصغار..».
يضيف «قصدت في هذا الفصل أن أثير اهتمام الآباء لضرورة ان ينفتحوا مع أبنائهم حتى في سن مبكرة كهذه، مع ملاحظة أن الكتاب كان يحاكي مرحلة زمنية تسبق ما نحن فيه اليوم من خمس إلى عشر سنوات، وربما أصبح الأمر ملحاً مع تطور وسائل الاتصال والانفتاح الاعلامي».
في الكتاب ايضاً يتهم المؤلف بأسلوب ساخر، معلميه بأنهم يؤدون دوراً (قمعياً) تجاه الأطفال الذين يعلمونهم مما يتسبب في إتلاف روحهم المعنوية، ويقول إن معلماً كان يضرب وجوهنا بالمطاط الصناعي في المرحلة الابتدائية، حتى أن احدنا في المرحلة الثانوية كان يتعذر عليه توجيه سؤال لمعلمه لعدم قدرته على مشافهة الجمهور.
ويستطرد «القمع ليس فعلاً مكشوفاً يعتمد على العصا، حتى يمكن دحره بالتعليمات الوزارية، لكنه سلوك منهجي.. فأحد المعلمين شاهدني أقرأ قصيدة غزلية في ديوان شعر فنهرني ونصحني ألا أعود لقراءة هذا النوع من الشعر».
ولا يقتصر الأمر على البُعد الأخلاقي، للطلاب، والميول المثلية التي حاول ملاحظتها في المرحلة الثانوية، أو المناكفة بين المعلمين والطلاب، إنما يقدم الهويمل في مؤلفه تطلعات المراهقين ورؤيتهم للعالم من حولهم. الغلاف يحمل صورة نمطية للشباب الذين يتم تصنيفهم بأنهم (عرابجة) وهم مجموعة من الشلل التي تحترف سلوك الشارع، ويقول «لم أخش أن اظهر بهذا الشكل، فهذه كانت حقيقتي حين أدلف من المدرسة أضع شماغي على كتفي واحمل كتبي وقد أتضارب مع رفاقي، وما ذكرته في الكتاب لم يكن سوى الحقيقة، ولن أخشى من الحقيقة».
ورداً على سؤال عن الرسالة التي يود أن يلحظها وزير التعليم في حال قرأ الكتاب، قال «لستُ أنا من يلفت انتباهه لشيء، على الوزير والجهاز التربوي، وكذلك الآباء، أن يلحظوا بأنفسهم ما يشعر به المراهقون».
كما ردّ على سؤال آخر اعتبر الكتاب بحد ذاته علامة لإنجاز النظام التعليمي الذي ساق طالباً في الثانوية لمقام المؤلفين، قال «هذا ليس صحيحاً، فالاهتمام بالمكتبات المدرسية يكاد يكون معدوماً».
الدمام: ميرزا الخويلدي
http://www.aawsat.com/2007/02/23/images/ksa-local.407607.jpg
في سنته الجامعية الأولى، بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، يطل الطالب محمد بن فهد بن هويمل، على سنوات تعليمه العام منذ المرحلة التمهيدية حين سلمته أسرته إلى معلمات في الروضة، يشبعنه (علماً ورعباً) كما يقول حتى المرحلة الثانوية التي قضاها في إحدى المدارس الحكومية بحي السويدي جنوب الرياض.
ويمر الهويمل بالمرحلة المتوسطة، حيث يقدم تجربته لعالم الطلاب في كتاب مثير يصدر الاسبوع المقبل، ويعرض في معرض الرياض الدولي للكتاب.
الكتاب الذي يتكون من 180 صفحة من الحجم الصغير، ويصدر عن دار الكفاح للنشر والتوزيع، مرّ من أيدي الرقابة بشق الانفس، خاصة وهو يحمل عناوين مثيرة تحاكي ما يرمز له جيل المراهقين على مقاعد الدراسة.
في الكتاب، الذي تم تأليفه في المرحلة الثانوية، حين كان عمر مؤلفه 18 عاماً، يستدعي حكايات مرت به منذ المرحلة التمهيدية، ليؤشر إلى أن ما يعتقده الموجهون التربويون مجرد أطياف عابرة في خيال الصغار تبقى لصيقة حتى سن الفحولة والشباب.
لكن المؤلف، يقول إنه لا يستهدف (تصفية الحساب) مع معلميه الذين أشهر في وجوههم سيف النقد منذ السطر الأول، وبدا متمرداً على الأساليب الكلاسيكية للعملية التعليمية، وكذلك، متمرساً في كشف عيوب اساتذته الذين يخلون بواجباتهم التعليمية.
لكن الكتاب الأنيق في صياغته وتبويبه، الذي تم تنضيده ليحاكي دفتر المذكرات الطلابية، يصدم الآباء والموجهين بنبرة اليقظة المبكرة لدى الطلاب، في هذا الكتاب يتذكر الطالب ملامح معلمته في المرحلة التمهيدية. ويقول محمد إنه يتذكر كذلك (اسماء معلماته ولون عيونهن وملامحهن.. كانت المعلمات يستخدمن إحداهن لاثارة الرعب، وقد كانت تمتلك عينين زرقاوين حادتين، وخدودا حمراء ورموشا اصطناعية طويلة).
عناوين الكتاب حملت لغة صريحة وجريئة من قبيل (أنا ومعلماتي)، (فتيات الأرجوحة)، (حينما هزني شوق)، (موسم التفجير)، (همجية)، (كيف أصبحت ملحدا؟)، (أستاذنا الجزار)، (المومس في مدرستي)، (الكأس الأولى)، (أستاذي والعادة السرية)، (ملامح آيروسية!)، (قم للمعلم.. اذهب للمعلم.. اعط المعلم)، (الاغتصاب وضياع الشرف)، و(صديقتي وسجائري)، وتمت إجازته من وزارة الاعلام السعودية، مع ملاحظات جانبية من الرقيب تنصح المؤلف بالتريث في اطلالته الأولى.
يقول محمد بن هويمل، لم أتعمد الإثارة، لكني أعبر عن نفسي وعن جيلي بعفوية. ويضيف «التصورات الجنسية لدى الصغار هو ما لا يريد الكبار الاعتراف بوجودها، لكنها الحقيقة». وقال ايضا «في الكتاب تحدثت بصراحة عن التصورات الجنسية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، تحت عنوان (ملامح آيروسية)»، وهي مناقشات حقيقية بين طلاب الفصل في هذه المرحلة المبكرة، ويقول عنها في كتابه «حصل في الصف الخامس أن اجتمعنا ـ وكنا حوالي خمسة طلاب ـ اجتماعا فريدا يحمل علامة سري للغاية وقد أدمن كل منا ذلك الاجتماع، كان الاجتماع لرواية الأكاذيب المحضة، وكان بعضنا يكتفي بالإنصات، وبعضنا الآخر يروي تفاصيل كاذبة لمغامرات عاطفية مرّ بها، والذي يحب الأقواس يستطيع وضع كلمة جنسية بين قوسين، كان الواحد يتحدث كما لو كان أحد نجوم هوليوود، الكذب كان مفضوحا وكل القصص من نسج الخيال الطفولي لكن لما خاض هذا الخيال دنيا الجنس، أتى بالمعجزات وكشف عن خبرة مخيفة لم أكن أتوقع أن أجد مثلها عند زملائي».
أما عن المرحلة الابتدائية والمتوسطة فيقول «كنا نراقب السلوك غير الطبيعي، ونراقب بعض المعلمين، حيث يشتبه بقيامهم بالاستغلال الأخلاقي تجاه الطلبة الصغار..».
يضيف «قصدت في هذا الفصل أن أثير اهتمام الآباء لضرورة ان ينفتحوا مع أبنائهم حتى في سن مبكرة كهذه، مع ملاحظة أن الكتاب كان يحاكي مرحلة زمنية تسبق ما نحن فيه اليوم من خمس إلى عشر سنوات، وربما أصبح الأمر ملحاً مع تطور وسائل الاتصال والانفتاح الاعلامي».
في الكتاب ايضاً يتهم المؤلف بأسلوب ساخر، معلميه بأنهم يؤدون دوراً (قمعياً) تجاه الأطفال الذين يعلمونهم مما يتسبب في إتلاف روحهم المعنوية، ويقول إن معلماً كان يضرب وجوهنا بالمطاط الصناعي في المرحلة الابتدائية، حتى أن احدنا في المرحلة الثانوية كان يتعذر عليه توجيه سؤال لمعلمه لعدم قدرته على مشافهة الجمهور.
ويستطرد «القمع ليس فعلاً مكشوفاً يعتمد على العصا، حتى يمكن دحره بالتعليمات الوزارية، لكنه سلوك منهجي.. فأحد المعلمين شاهدني أقرأ قصيدة غزلية في ديوان شعر فنهرني ونصحني ألا أعود لقراءة هذا النوع من الشعر».
ولا يقتصر الأمر على البُعد الأخلاقي، للطلاب، والميول المثلية التي حاول ملاحظتها في المرحلة الثانوية، أو المناكفة بين المعلمين والطلاب، إنما يقدم الهويمل في مؤلفه تطلعات المراهقين ورؤيتهم للعالم من حولهم. الغلاف يحمل صورة نمطية للشباب الذين يتم تصنيفهم بأنهم (عرابجة) وهم مجموعة من الشلل التي تحترف سلوك الشارع، ويقول «لم أخش أن اظهر بهذا الشكل، فهذه كانت حقيقتي حين أدلف من المدرسة أضع شماغي على كتفي واحمل كتبي وقد أتضارب مع رفاقي، وما ذكرته في الكتاب لم يكن سوى الحقيقة، ولن أخشى من الحقيقة».
ورداً على سؤال عن الرسالة التي يود أن يلحظها وزير التعليم في حال قرأ الكتاب، قال «لستُ أنا من يلفت انتباهه لشيء، على الوزير والجهاز التربوي، وكذلك الآباء، أن يلحظوا بأنفسهم ما يشعر به المراهقون».
كما ردّ على سؤال آخر اعتبر الكتاب بحد ذاته علامة لإنجاز النظام التعليمي الذي ساق طالباً في الثانوية لمقام المؤلفين، قال «هذا ليس صحيحاً، فالاهتمام بالمكتبات المدرسية يكاد يكون معدوماً».