جمال
02-21-2007, 09:46 AM
مسؤولون أميركيون: المقاتلون الأجانب يعتمدون على النزاع البعيد لتجنيد المتطرفين
تطوان (المغرب): كريغ ويتلوك *
في العالم العربي تعتبر هذه المدينة الواقعة في شمال افريقيا مدينة بعيدة بالمقارنة مع موقع العراق. ولكن بالنسبة للكثير من الشباب هنا يجد النداء للانضمام الى ما يسمونه حربا مقدسة أصداءه العالية عبر هذه المدينة التي تفصلها مسافة ثلاثة آلاف ميل.
وقد توجه حوالي 12 من الرجال من تطوان والمدن الجبلية القريبة الى العراق للتطوع كمقاتلين او مفجرين انتحاريين، وفقا لسكان ومسؤولين محليين. وقالت السلطات المغربية ان الرجال جندوا من جانب شبكات ارهابية دولية ترتبط بـ«القاعدة» عمقت جذورها في شمال افريقيا منذ غزو العراق قبل أربع سنوات.
ومن أجل ايقاف التدفق حاول، مسؤولون استخباراتيون وعسكريون أميركيون متابعة آثار خطوات المقاتلين. وعلى أساس دليل الحامض النووي (دي أن أي) من مشاهد الهجمات الانتحارية، وكذلك دلائل اخرى، أكد المسؤولون ان ما لا يقل عن اثنين من المفجرين الانتحاريين جاءوا من تطوان، المدينة التي تضم ما يزيد على 320 ألف نسمة القريبة من مضيق جبل طارق جنوب إسبانيا.
وقد ترك احدهما ويدعى عبد المنعم العمراني ،22 عاما، زوجته وطفلا صغيرا في تطوان ليذهب الى العراق. وفي السادس من مارس (آذار) 2006 وقبيل مغيب الشمس كان يقود سيارة حمراء من طراز فولكسفاغن محملة بالمتفجرات الى خيمة مجلس للعزاء في قرية قرب بعقوبة، وفقا لما ذكره شهود عيان. وأشارت التقارير الى مصرع ستة وجرح 27 شخصا. وكان ذلك قبل اشهر من معرفة عائلة العمراني بمصيره من الشرطة المغربية.
ويشكل المقاتلون الأجانب في العراق نسبة قليلة من المقاتلين الذين يهاجمون القوات الأميركية وحلفاءها العراقيين. ويقدر المسؤولون العسكريون الأميركيون والمحللون المستقلون العدد بما لا يزيد على آلاف عدة. ولكن بينما تستمر الحرب فانها تواصل كونها أداة تعبئة قوية للشبكات الاسلامية المتطرفة في مختلف أنحاء العالم التي أنشأت خطوط تجنيد في مناطق بعيدة مثل اوروبا وجنوب شرقي آسيا.
وقالت السلطات المغربية انها شخصت ما يزيد على 50 متطوعا ذهبوا الى العراق منذ عام 2003، وعدد اكبر يعتقد انهم سافروا من دون ان يعرف عنهم ذلك. ويقول مسؤولون أمنيون ان المشكلة أسوأ في دول عربية أخرى. وتحت ضغط أميركي حاول المسؤولون الأميركيون منع شبكات التجنيد في الأشهر الأخيرة واعتقلوا ما يزيد على 50 شخصا منذ نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي.
وقال وزير الداخلية شكيب بن موسى في مقابلة أجريت معه في العاصمة الرباط مؤخرا «اخترنا ان نكون حذرين. جميع هذه الخلايا لديها صلات دولية. وهي تستطيع العمل لأنها تتلقى دعما خصوصا في ما يتعلق بالتدريب والقضايا اللوجستية».
ولكن المغرب وجيرانه يجدون صعوبة متزايدة في منع المتطرفين. وقد وضعت شبكات عدة اعتادت العمل بصورة مستقلة في شمال أفريقيا خلافاتها جانبا ووحدها، جزئيا، العنف المتواصل في العراق.
في الشهر الماضي، على سبيل المثال، أعلنت جماعة في الجزائر تشن تمردا منذ عقد ضد الحكومة هناك، أنها كانت قد غيرت اسمها الى «القاعدة في المغرب الاسلامي» ووحدت قواتها مع الجماعات الموجودة في تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا.
وأكدت المنظمة مسؤوليتها عن العملية المنسقة التي جرت يوم 13 فبراير(شباط) والتي تم فيها تفجير أهداف معظمها مراكز شرطة، في منطقة شرق الجزائر. وأفادت التقارير بمقتل ستة اشخاص وجرح 13 آخرين. وفي مكالمة هاتفية مع قناة الجزيرة الفضائية، قال متحدث باسمها لم يعلن عن هويته، ان الجماعة تسعى الى توسيع اهدافها للتركيز على المصالح الأميركية. وفي ديسمبر(كانون الاول) هاجمت الجماعة نفسها باصا يحمل متعاقدين أجانب في منطقة عسكرية بالجزائر، مما أدى الى مصرع السائق الجزائري. وجرح تسعة أشخاص بينهم اربعة بريطانيين وأميركي.
وفي تونس اشتبكت خلية تنتمي الى الشبكة ذاتها في معركة بالبنادق يوم 3 يناير(كانون الثاني) مع الشرطة خارج العاصمة تونس، مما أدى الى مصرع 12 شخصا. ووفقا لوسائل اعلام غربية كانت الخلية قد اعدت خططا لمهاجمة السفارات الأميركية والايطالية والبريطانية.
وعلى الرغم من تصاعد الهجمات المحلية، قال مسؤولون ومحللون استخباراتيون من دول شمال أفريقيا، ان أفراد «القاعدة» في المنطقة ما زالوا يركزون على العراق ويعتمدون على النزاع البعيد في ذلك البلد كأداة لتجنيد المتطرفين.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issue=10312&article=407400
تطوان (المغرب): كريغ ويتلوك *
في العالم العربي تعتبر هذه المدينة الواقعة في شمال افريقيا مدينة بعيدة بالمقارنة مع موقع العراق. ولكن بالنسبة للكثير من الشباب هنا يجد النداء للانضمام الى ما يسمونه حربا مقدسة أصداءه العالية عبر هذه المدينة التي تفصلها مسافة ثلاثة آلاف ميل.
وقد توجه حوالي 12 من الرجال من تطوان والمدن الجبلية القريبة الى العراق للتطوع كمقاتلين او مفجرين انتحاريين، وفقا لسكان ومسؤولين محليين. وقالت السلطات المغربية ان الرجال جندوا من جانب شبكات ارهابية دولية ترتبط بـ«القاعدة» عمقت جذورها في شمال افريقيا منذ غزو العراق قبل أربع سنوات.
ومن أجل ايقاف التدفق حاول، مسؤولون استخباراتيون وعسكريون أميركيون متابعة آثار خطوات المقاتلين. وعلى أساس دليل الحامض النووي (دي أن أي) من مشاهد الهجمات الانتحارية، وكذلك دلائل اخرى، أكد المسؤولون ان ما لا يقل عن اثنين من المفجرين الانتحاريين جاءوا من تطوان، المدينة التي تضم ما يزيد على 320 ألف نسمة القريبة من مضيق جبل طارق جنوب إسبانيا.
وقد ترك احدهما ويدعى عبد المنعم العمراني ،22 عاما، زوجته وطفلا صغيرا في تطوان ليذهب الى العراق. وفي السادس من مارس (آذار) 2006 وقبيل مغيب الشمس كان يقود سيارة حمراء من طراز فولكسفاغن محملة بالمتفجرات الى خيمة مجلس للعزاء في قرية قرب بعقوبة، وفقا لما ذكره شهود عيان. وأشارت التقارير الى مصرع ستة وجرح 27 شخصا. وكان ذلك قبل اشهر من معرفة عائلة العمراني بمصيره من الشرطة المغربية.
ويشكل المقاتلون الأجانب في العراق نسبة قليلة من المقاتلين الذين يهاجمون القوات الأميركية وحلفاءها العراقيين. ويقدر المسؤولون العسكريون الأميركيون والمحللون المستقلون العدد بما لا يزيد على آلاف عدة. ولكن بينما تستمر الحرب فانها تواصل كونها أداة تعبئة قوية للشبكات الاسلامية المتطرفة في مختلف أنحاء العالم التي أنشأت خطوط تجنيد في مناطق بعيدة مثل اوروبا وجنوب شرقي آسيا.
وقالت السلطات المغربية انها شخصت ما يزيد على 50 متطوعا ذهبوا الى العراق منذ عام 2003، وعدد اكبر يعتقد انهم سافروا من دون ان يعرف عنهم ذلك. ويقول مسؤولون أمنيون ان المشكلة أسوأ في دول عربية أخرى. وتحت ضغط أميركي حاول المسؤولون الأميركيون منع شبكات التجنيد في الأشهر الأخيرة واعتقلوا ما يزيد على 50 شخصا منذ نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي.
وقال وزير الداخلية شكيب بن موسى في مقابلة أجريت معه في العاصمة الرباط مؤخرا «اخترنا ان نكون حذرين. جميع هذه الخلايا لديها صلات دولية. وهي تستطيع العمل لأنها تتلقى دعما خصوصا في ما يتعلق بالتدريب والقضايا اللوجستية».
ولكن المغرب وجيرانه يجدون صعوبة متزايدة في منع المتطرفين. وقد وضعت شبكات عدة اعتادت العمل بصورة مستقلة في شمال أفريقيا خلافاتها جانبا ووحدها، جزئيا، العنف المتواصل في العراق.
في الشهر الماضي، على سبيل المثال، أعلنت جماعة في الجزائر تشن تمردا منذ عقد ضد الحكومة هناك، أنها كانت قد غيرت اسمها الى «القاعدة في المغرب الاسلامي» ووحدت قواتها مع الجماعات الموجودة في تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا.
وأكدت المنظمة مسؤوليتها عن العملية المنسقة التي جرت يوم 13 فبراير(شباط) والتي تم فيها تفجير أهداف معظمها مراكز شرطة، في منطقة شرق الجزائر. وأفادت التقارير بمقتل ستة اشخاص وجرح 13 آخرين. وفي مكالمة هاتفية مع قناة الجزيرة الفضائية، قال متحدث باسمها لم يعلن عن هويته، ان الجماعة تسعى الى توسيع اهدافها للتركيز على المصالح الأميركية. وفي ديسمبر(كانون الاول) هاجمت الجماعة نفسها باصا يحمل متعاقدين أجانب في منطقة عسكرية بالجزائر، مما أدى الى مصرع السائق الجزائري. وجرح تسعة أشخاص بينهم اربعة بريطانيين وأميركي.
وفي تونس اشتبكت خلية تنتمي الى الشبكة ذاتها في معركة بالبنادق يوم 3 يناير(كانون الثاني) مع الشرطة خارج العاصمة تونس، مما أدى الى مصرع 12 شخصا. ووفقا لوسائل اعلام غربية كانت الخلية قد اعدت خططا لمهاجمة السفارات الأميركية والايطالية والبريطانية.
وعلى الرغم من تصاعد الهجمات المحلية، قال مسؤولون ومحللون استخباراتيون من دول شمال أفريقيا، ان أفراد «القاعدة» في المنطقة ما زالوا يركزون على العراق ويعتمدون على النزاع البعيد في ذلك البلد كأداة لتجنيد المتطرفين.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issue=10312&article=407400