المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معرض الكتاب في السعودية .. حيث لا مكان للإستعراض



yasmeen
02-21-2007, 09:18 AM
وسيم الدندشي من الرياض


تبدأ في العاصمة السعودية الرياض يوم السابع والعشرين من شباط / فبراير الحالي وحتى السابع من آذار / مارس المقبل يوميات معرض الكتاب وهو أبرز فاعلية ثقافية بدأت تأخذ حيزا كبيرا منذ خروج المعرض تنظيمياً من مبنى وإدارة جامعة الملك سعود، حيث كان يفتقد إلى المحاضرات والندوات الحية، ولم يتم بدء تخصيص أيام مشتركة للنساء والرجال إلا حين انتقاله إلى مركز المعارض في أحد أبرز أحياء مدينة الرياض. ومن المتوقع أن يشارك في المعرض أكثر من 500 دار نشر عربية وأجنبية تعرض ما يزيد على 150 ألف عنوان عربي و100 ألف عنوان أجنبي، إضافة إلى مشاركة اتحادات دور النشر والأجنحة الحكومية.

الخطوط الحمراء

قال الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلاميين خلال اجتماعه بالإعلاميين في الرياض إنه لن يكون من حق أحد منذ الآن مصادرة أي كتاب أو منع بيعه وتوزيعه خلال أيام المعرض سوى الجهة المخولة بذلك وهي إدارة المطبوعات، وزاد الأمر تفصيلا فأوضح أنه قد تم تخصيص ركن للإدارة العامة للمطبوعات داخل المعرض، والتي ستوزع استمارات لمن يريد من القراء في ما لو كان لديه احتجاج على كتاب أو آخر أن يقوم بتعبئة الاستمارة، وتسليمها إلى المسؤولين ليتولوا هم الأمر، ولكن ذلك وإن عطل شيئا من الاحتجاج إلا أنه لن يمنع محاولات شراء بالجملة سجلت في السابق من قبل بعض المحتجين لكتب وروايات معينة حتى يتم الحدّ من شرائها وتوزيعها.

وتمنى السبيل في هذا النطاق أن لا يكون السقف الرقابي أقل منه في العام الماضي، معترفاً أن هناك كتباً تباع في المعرض ولا تتوفر خارجه، يساعد على ذلك قدوم عدد من دور النشر من الخارج، حيث أصبح أصحاب هذه الدور على علم ودراية بالعناوين التي هي من الخطوط الحمراء غير القابلة للحضور حتى في السنوات المقبلة، سواء كانت عناوين سياسية أو دينية.

أيام للجميع

هو الجدل ذاته الذي يتم في كل مناسبة تقترب فيها المرأة من الرجل، سواء كان مؤتمرًا اقتصاديا أو ثقافيا أو اجتماعيا، في الأول حيث كانت أبرز حادثة قد تمت في مؤتمر جدة الاقتصادي العالمي، الذي ينعقد بحضور شخصيات عالمية وعلى مستوى عال من التخصص، استغربوا منذ عامين حينما ثارت الفعاليات الدينية تجاه صورة سربتها إحدى الصحف المحلية التقطت لمجموعة من الأكاديميات السعوديات وشخصيات اقتصادية من خارج السعودية، وبرزت بعضهن دون العبادة السوداء الشهيرة، ولم يحسم الجدل حينها إلا بتدخل المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ.

أما الفعاليات الاجتماعية التي تشهدها الأماكن العامة، كافتتاح مختلط لمدينة لألعاب الأطفال، فإنها كثيراً ما تنتهي بتدخل مكثف ينتهي بها بالتوقف، لتكون كما هي أعياد الميلاد مقتصرة على أسماء معينة أشبه بافتتاح الأيام الأولى من المؤتمرات الرسمية التي تشهد حضوراً رسمياً فقط.
أما الفعاليات الثقافية فهي الوحيدة التي لا زالت تشهد معارك حقيقية، تسجل الأطراف المتناقضة انتصارات محدودة بين الفينة والأخرى، تتطلب أحياناً تدخل رجال الأمن بأعداد كبيرة لتفريق المعترضين والمقاطعين لضيوف جاءوا من خارج السعودية، بل وحينا لتفريق الجموع بعد وصول أيديهم ضرباً لتصيب شخصيات بارزة في المشهد الثقافي السعودي خاصة، أو لتعطيل مسرحية بمجرد بدء الدقائق الأولى لعرضها.

السبيل واجه أسئلة الصحافيين بهدوء، رغم صخبها وتكرارها، حول ما شهدته الندوات والمحاضرات في العام الماضي من مقاطعة للندوات، ومشادات كلامية بين جمهور الأطراف المتناقضة، واعتداء على أسماء بارزة، أضف إلى ذلك انتشار عدد من الشباب الرسميين وغير الرسميين لرصد أي تصرف يعتبر مخالفة وفق اعتبارات شرعية متشددة، فاختار السبيل أن يكشف عن تخصيص أيام للرجال، وأيام للجميع، لتكون المفاجأة الأولى هي تغيير المصطلحات، للهروب مما يتداول عادة من أيام نسائية وأيام للعوائل، ثم أعلن مفاجآته الأخرى ببيان الكيفية التي تقدم الشكوى ضد أي تصرف ما فقال" إن اللجنة المنظمة قد رتبت مع مسؤولين في هيئة الأمر بالمعروف في لقاء خاص، ووجدت لديهم كل تجاوب وتفهم حول وجود مكتب لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تتم إدارة كل القضايا والملاحظات بتفاهم متبادل بين مختلف الأطراف المعنية".

لا مكان للنجوم


في ما يبدو أنه حل طريقة للتخلص من اشتباك جماهيري جديد، اختارت اللجنة المنظمة للمعرض دعوة عدد من الأسماء الجديدة، والتي لا تتمتع بحضور جماهيري شعبي، إنما هي أكاديمية مبتعدة عن الحضور الإعلامي، وليس لها إنتاج يثير الصخب من حولها، أو أنها شخصيات رسمية تقليدية. وقد علق السبيل في المؤتمر الصحافي على الأسماء المدعوة قائلا" إن اللجنة المنظمة للمعرض لا تبحث عن نجوم، وقد قررت أن من شاركوا العام الماضي لايشاركون هذا العام من اجل التنويع وفتح الفرصة أمام الجميع، وعدم الاقتصار على أسماء دون غيرها". وجاءت العناوين كما هي الشخصيات، ليعلق السبيل أيضاً " لكل نشاط ثقافي رؤية ينطلق منها، نحن في معرض كتاب ولذا دارت أكثر عناوين المحاضرات حول الكتاب، ورغم ذلك حرصنا على إيجاد عناوين وقضايا متنوعة، فالبرنامج الثقافي لهذا العام تم وضعه دون تأثر بما حدث في العام الماضي".