المهدى
02-19-2007, 12:37 AM
خالد القشطيني
تفاقمت الفكاهة الروسية في عهد خروشجوف وبرجنيف رغم ان السلطات لم تسمح للهزليين أن يقدموا نكاتهم الساخرة على المسرح. منعت مثلا الممثل الكوميدي شفانتسكي من زيارة بلدته اوديسا أو الظهور في لنينغراد وكييف. واضطر الهزليون الى تقديم ما عندهم في بيوت الناس، وعلى الأكثر في المطبخ الى جمع قليل من الأصدقاء وعشاق الفكاهة والسخرية. و من هنا شاع اصطلاح «فكاهة المطبخ». وكان الهزليون يستغلون وجودهم هناك بالأكل مما فيه من طعام و شراب.
ويروي زادورنوف انه كان يريد أن يقول في احد عروضه المسرحية إن البلاد مليئة بالحمقى. فشطب الرقيب هذه الجملة. فاعترض زاردونوف على شطبه وقال إن القانون يمنع فقط إفشاء أسرار الدولة. فأجابه الرقيب «قولك إن البلاد مليئة بالحمقى سر من اسرار الدولة»!
ونصح زفانتسكي زملاءه الهزليين ان يربطوا دائما حصانا مسرجا وجاهزا وراء المسرح ليهرعوا إليه ويهربوا حالما يرون وجه شرطي يدخل القاعة. وكانوا إذا سألوه، كيف كان عرضك مساء الأمس، يقول لهم اسألوني هذا السؤال بعد عشرة ايام ـ وهي المدة التي يتوقعها لإلقاء القبض عليه. وكثيرا ما تدخلت الرقابة لمنع عرض معين والتذرع بحجة مرض الممثل. وفي احدى المناسبات قفز زفانتسكي الى خشبة المسرح وهو يرفل بالصحة والنشاط وقرأ للجمهور بلاغ الرقابة: «نأسف لإلغاء عرض الليلة بسبب توعك صحتي».
وقال زفانتسكي إن على الكوميدي هنا أن يكتسب حساسية الحيوانات الوحشية فيشعر بالخطر حال اقترابه. وهو ما فعله يوما عندما شعر أثناء تنكيته أن شيئا كان يجري وراء الكواليس. كان محافظ المنطقة بين الجمهور وسمع ما لا يعجبه فأمر بإيقاف العرض. وأخطأت الشرطة في إجراءاتها فأطفأت الأنوار. فاستغل الممثل فرصة الظلام وهرب.
هناك نوع من التدرج الزمني. كانوا في عهد خروشجوف يسمحون بالنكات ضد ستالين فقط. وفي عهد برجنيف سمحوا بالنكات ضد خروشجوف، وفي عهد غورباتشوف سمحوا بالنكات ضد برجنيف!
وهكذا روى المنكتون في عهد برجنيف أن زوجة ستالين قالت له يوما «أغلق الباب وراءك لئلا يصاب طفلنا بالبرد. رد عليها ستالين قائلا «لا بأس! سيكون بإمكانه أن يموت مبكرا».
وفي ايام غورباتشوف رووا أن برجنيف وقف يخطب في العمال وقال:« سنخفض أجوركم لحد النصف». فهتفوا: «كلنا من أجل الاشتراكية». ثم قال: «وبعد سنتين ستعملون بدون أجور». فهتفوا «كلنا من اجل الاشتراكية». ثم قال: «وبعد ثلاث سنوات سيكون عليكم أن تدفعوا أجورا لكي تشتغلوا». فهتفوا «كلنا من أجل الاشتراكية». وأخيرا قال لهم: «وبعد خمس سنوات، سنشنقكم جميعا». فسأله أحد العمال «هل نأتي بالحبل معنا؟».
تفاقمت الفكاهة الروسية في عهد خروشجوف وبرجنيف رغم ان السلطات لم تسمح للهزليين أن يقدموا نكاتهم الساخرة على المسرح. منعت مثلا الممثل الكوميدي شفانتسكي من زيارة بلدته اوديسا أو الظهور في لنينغراد وكييف. واضطر الهزليون الى تقديم ما عندهم في بيوت الناس، وعلى الأكثر في المطبخ الى جمع قليل من الأصدقاء وعشاق الفكاهة والسخرية. و من هنا شاع اصطلاح «فكاهة المطبخ». وكان الهزليون يستغلون وجودهم هناك بالأكل مما فيه من طعام و شراب.
ويروي زادورنوف انه كان يريد أن يقول في احد عروضه المسرحية إن البلاد مليئة بالحمقى. فشطب الرقيب هذه الجملة. فاعترض زاردونوف على شطبه وقال إن القانون يمنع فقط إفشاء أسرار الدولة. فأجابه الرقيب «قولك إن البلاد مليئة بالحمقى سر من اسرار الدولة»!
ونصح زفانتسكي زملاءه الهزليين ان يربطوا دائما حصانا مسرجا وجاهزا وراء المسرح ليهرعوا إليه ويهربوا حالما يرون وجه شرطي يدخل القاعة. وكانوا إذا سألوه، كيف كان عرضك مساء الأمس، يقول لهم اسألوني هذا السؤال بعد عشرة ايام ـ وهي المدة التي يتوقعها لإلقاء القبض عليه. وكثيرا ما تدخلت الرقابة لمنع عرض معين والتذرع بحجة مرض الممثل. وفي احدى المناسبات قفز زفانتسكي الى خشبة المسرح وهو يرفل بالصحة والنشاط وقرأ للجمهور بلاغ الرقابة: «نأسف لإلغاء عرض الليلة بسبب توعك صحتي».
وقال زفانتسكي إن على الكوميدي هنا أن يكتسب حساسية الحيوانات الوحشية فيشعر بالخطر حال اقترابه. وهو ما فعله يوما عندما شعر أثناء تنكيته أن شيئا كان يجري وراء الكواليس. كان محافظ المنطقة بين الجمهور وسمع ما لا يعجبه فأمر بإيقاف العرض. وأخطأت الشرطة في إجراءاتها فأطفأت الأنوار. فاستغل الممثل فرصة الظلام وهرب.
هناك نوع من التدرج الزمني. كانوا في عهد خروشجوف يسمحون بالنكات ضد ستالين فقط. وفي عهد برجنيف سمحوا بالنكات ضد خروشجوف، وفي عهد غورباتشوف سمحوا بالنكات ضد برجنيف!
وهكذا روى المنكتون في عهد برجنيف أن زوجة ستالين قالت له يوما «أغلق الباب وراءك لئلا يصاب طفلنا بالبرد. رد عليها ستالين قائلا «لا بأس! سيكون بإمكانه أن يموت مبكرا».
وفي ايام غورباتشوف رووا أن برجنيف وقف يخطب في العمال وقال:« سنخفض أجوركم لحد النصف». فهتفوا: «كلنا من أجل الاشتراكية». ثم قال: «وبعد سنتين ستعملون بدون أجور». فهتفوا «كلنا من اجل الاشتراكية». ثم قال: «وبعد ثلاث سنوات سيكون عليكم أن تدفعوا أجورا لكي تشتغلوا». فهتفوا «كلنا من أجل الاشتراكية». وأخيرا قال لهم: «وبعد خمس سنوات، سنشنقكم جميعا». فسأله أحد العمال «هل نأتي بالحبل معنا؟».