المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من المفيد النظر للدين على انه فيروس؟



منصور
02-16-2007, 01:28 AM
لماذا يوجد الدين؟ و لماذا جميع الأديان، دون استثناء، مليئة بالأمور الغير عقلانية؟ هذا الدين يؤمن بأن الإنسان الشرير سيعود الى الحياة كذبابة و ذاك يؤمن بان رجل شق البحر بعصاته و الثالث يروج ان رجل طار بحصانه و هلم جرى. و الغريب ان ناس عقلاء و منهم من يحمل شهادات عليا في العلوم يؤمنون بهذه الخزعبلات لدرجة انهم مستعدون للموت من اجلها! مالذي يجري هنا؟ و لماذا تستمر الأديان على الرغم من تطور العلوم و انتشار المنهج العلماني العقلاني في ادارة الدولة الحديثة في الغرب على الأقل.

ديني منطقي و دينك خزعبلات

يروي الأنثروبولوجي باسكال بوير و المتخصص بأنثروبولوجيا الأديان انه كان يدرس قبيلة الفانج في الكاميرون و التي يؤمن افرادها بوجود ساحرات يحلقن في االجو ليلا و لديهم القدرة على تخريب المحاصيل و تسميم الدماء و لا بد من تقديم القرابين لهن درءا لشرهم. و كان بويد يروي هذا القصة لمجموعة من الأساتذة من جامعة كيمبريدج و هم على طاولة العشاء. و فجأة عقب احد الجالسين و هو استاذ في علم اللاهوت (المسيحي) و قال: "يا له من شيئ غريب. كيف يصدق الناس هذه الخزعبلات؟
-
يكمل بوير حديثه:" كدت ان اغص بلقمتي و انا اسمع هذا الرجل المسيحي الذي يصدق ان شخص اسمه عيسى و الذي ولد لإمرأة عذراء هو ابن لله و انه لم يموت بل صعد الى السماء هو و امه من بعده و ان النبيذ المقروء عليه هو من دمه، يقول ان الإيمان بالساحرات في افريقيا خزعبلات!


Great religions deserve great abs اله الهندوس راما
-
الأنسان الذي يؤمن بدين معين دائما يعتقد ان دينة صحيح و دين غيره خزعبلات او على الأقل محرف او مزور. فالمسلم يضحك على "خزعبلات" الهندوس كوجود اله يملك اكثر من وجه مثل كريشنا و جانيش و هانومان و راما و امهاتهم شاكتي و ديفي و كالي، بينما لا يشك لحظة في ان رسوله محمد حلق في الفضاء الخارجي على ظهر حصان له رأس انسان! بالمناسبة، هذا يذكرني برد طريف على موضوعي السابق عن محمد في احد المنتديات الدينية التي نقلت موضوعي. تذكرون اني قلت انه لا يوجد شهود على ادعاء محمد بالإسراء و المعراج. احد الأعضاء رد لدحض كلامي هذا بقوله:"اتق الله يا رجل! من قال لك لا يوجد شهود، بل يوجد شهود و هم جميع الرسل الذين قابلهم محمد في السماء!" و نعم الشهود و نعم العقل، و كما تقول حاضرة لبنان "هيك عأل بدو هيك منطأ".

كيف يقبل العقل الدين و خزعبلاته الغير معقولة؟

يجيبنا عن هذا السؤال البيولوجي البريطاني المعروف ريتشارد دوكنز و الذي يسوق لنا نظرية "عقل الطفل" ليفسر استمرارية الأديان. النظرية معقده بعض الشيئ لذلك لن اخوض في كل تفاصيلها و الا سأضطر لكتابة اربعين صفحة. النظرية قائمة على المبادئ الداروينية القاضية ان الطبيعة "ستكافئ" السلوكيات و الخصال التي تبقي الكائن على قيد الحياة و تعاقب غيرها عن طريق انهاء فصيلته اذا ما اصر عليها. و عليه فإن الكائن الناجح و الذي سيستمر بالحياة هو ذاك الذي "يكيف" سلوكياتة لتتوافق مع "طلبات" الطبيعة.

على سبيل المثال، الإنسان الناضج يعلم انه لا يمثل شيئ، من وجهة نظر الطبيعة، سوى "طعام" بالنسبة للنمر و ان هناك سلوكان مقبولان لضمان استمرار فصيلة الإنسان عند مواجهته للنمر و هما اما الفرار منه او قتله ان امكن. كيف تعلم الإنسان ذلك؟ هل من التجربة المباشرة كل مرة يواجه فيها نمر؟ كلا بالطبع و الا لإنقرضت الفصيلة البشرية لغبائها. الإنسان يتعلم ما هو مفيد لبقائه ممن هم اكبر منه بالسن، عادة الأب او الجد او شيخ القبيلة. و عليه، و هنا الفكرة المهمة، فقد تبرمج مخ الطفل على تصديق كلام من هم اكبر منه سنا دون سؤال و بغض النظر عن اذا ما كانت المعلومات صحيحة ام لا. فالطفل يصدق الكبير عندما يحذره من السباحة في نهر ملئ بالتماسيح لأنها سوف تفترسه (معلومة صحيحة) و كذلك يصدقه بوجود "حمارة القايلة" التي تأكل الأطفال الذين لا ينامون في فترة الظهيرة (معلومة كاذبة
).

خاصية عقل الطفل هذه، اي تصديق ما يقوله الكبار دون سؤال، تجعله عرضه لفيروس الدين. كيف؟ اسأل نفسك اذا كنت مؤمن بأي دين، من اين جاء ايمانك؟ اكثر من تسعون بالمائة منكم سيردون: "من شخص اكبر مني عندما كنت في مرحلة الطفولة." هل هي صدفة؟ الإحتمالات تقول مستحيل. قابليتك كطفل لتصديق اي شيئ يقوله الكبار تجعل الهندوسي يصدق ان هناك اله لونه ازرق و له اكثر من يدان اسمه كريشنا و تجعل المسيحي يعتقد ان عيسي هو ابن الله و اليهودي يؤمن انه من شعب الله المختار و المسلم متأكد ان الشهيد سينكح عشرات العذارى فوق الغيوم بعد ان ياخذه عزرائيل من كوكب الأرض. اتريد ان تختبر مصداقية هذه النظرية؟ اسأل اي واحد من اصحاب هذه الديانات عن مدى مصداقية قصص الآخرين. ستجده يقع على الأرض من الضحك عليهم و على خزعبلاتهم.


جنة المسلمين، سكر و جنس و عربدة، لماذا؟ اين الأخلاق الإسلامية؟
-
كيف نتعامل مع هذا الفيروس؟

اذن في هذه الحالة يمكن النظر للأديان و كأنها فيروسات معدية تنتقل من جيل الى آخر في مرحلة الطفولة. فنلاحظ ان الأدلجة الدينية في جميع المجتمعات البشرية تحدث في مرحلة الطفولة لانها المرحلة التي تسهل فيها الإصابة بفيروس الدين الملئ بالخزعبلات التي لا يصدقها الإنسان العاقل لو انها قدمت له لاول مرة و هو في سن الثلاثين مثلا. الإنسان الناضج محصن ضد الدين بالعقل، مقارنة بالطفل الفاقد لهذه المناعة، لذلك يسهل غرس الفيروس فيه من اقرب الناس اليه، الوالدين. لكن، قد يقول قائل: ما المشكلة هنا ؟ فليغرس الفيروس من يغرسه فبالنهاية مسئولية تربية الأطفال تقع على الوالدان بالدرجة الأولى فهم من ينصره و من يهوده و من يأسلمة فما شأنك انت؟

كلام جميل في ظاهرة و تساؤل منطقي و مشروع لكن في حالة واحده- ان يكون هذا بالفعل شأن الأبوين فقط و ليس شأن المدرسة او القانون او الحكومة او الصحافة. ربما لاحظتم الآن الى اين انا ماضي بهذه الفكرة. نعم، غرس فيروس الدين في الأطفال هو شأن الأسرة و ليس شأن الدولة. الغرب انتبه لهذه الإشكالية قبل اربعة قرون و قرروا الخروج بعلاج يضمن عزل هذا الفيروس عن الحياة العامة للناس،
-
!هذا العلاج اسمه العلمانية.


هذا العلاج الواقي و الذي اثبت نجاحه في جميع الدول المتقدمة يضمن بقاء الفيروس الديني شأنا خاصا بالأسرة و لا احد سوى الأسرة، فيمنع تدريس الدين في المدارس العامة، كما يعزل اي تأثير ديني في سن القوانين، و ان حدثت شبهة، يطعن بعدم دستورية التشريع. فالدستور العلماني لا يحدد دين رسمي للدولة و القوانين المنبثقة منه تعامل المصاب بفيروس الإسلام مثل المصاب بفيروس المسيحية فلا يشترط الإصابة بفيروس الإسلام للحصول على جنسية الدولة كما هو معمول به في بعض المجتمعات الإسلامية. و لا يهدد من شفى من هذا الفيروس بالقتل او بالفصل بينه و زوجته او باضطهاده اجتماعيا او في رزقه.

و من هنا نلاحظ فائدة معاملة الأديان كالفيروسات المعدية و الأمراض السارية التي يجب عزلها عن العموم و ابقائها في محيط الأسرة الخاص مما سيعود على المجتمع بمنافع لا يمكن قياس اثرها الا بعد مرور اكثر من جيل خالي من الاصابة بهذا الفيروس من خلال المؤسسات العامة.
-

نوافكو
©2007

هاشم
02-16-2007, 02:16 AM
سوف تتعجب عندما تعرف ان روح الدين هو العلمانية التي تدعو اليها ، والعلمانية بهذا المفهوم هي كل المثل الجميلة واحترام الاخرين والحفاظ على حقوقهم ، وهذا المفهوم الديني لا علاقة له بتفسيرات مبتورة للدين يقوم بها اتباع الديانات الاخرى

وهذا المفهوم لا علاقة له بمفهوم العلمانية الذي يروجه البعض انه كفر بالخالق .

الحديث يطول حول العلمانية والمفاهيم المغلوطة لدى الطرفين

المتدينيين شوهوا الدين

والعلمانيين شوهوا العقلانية

مرتاح
02-16-2007, 04:53 PM
انا انظر الى الدين على انه طريقة حياة بدون ما افرض ارائي على الناس ، اذا فيه ناس غير هالشكل ، هذي مشكلتهم مو مشكلة الدين ، يعني تبي تقول ان العلمانيين خوش اوادم ؟

ما اعتقد

yasmeen
02-23-2007, 08:30 AM
مطاعم «كي أف سي» تطلب بركة البابا لسندوتش سمك


أطلقت شركة كنتاكي فرايد تشيكن (كي أف سي) للوجبات السريعة سندوتش سمك جديد وطلبت من البابا مباركته لها.
وقالت الشركة في بيان صحافي إن رئيسها غريغ ديدريك بعث برسالة إلى البابا بينيديكت السادس عشر وطلب منه مباركة سندوتش فيش سناك.

وأشار البيان إلى أن مسؤولي الفاتيكان أكدوا تلقيهم طلب سلسلة المطاعم.

وأضافت الـ «كاي أف سي» أنها تأمل في الحصول على مباركة البابا لسندوتش السمك خلال فترة الصوم الحالية.

منصور
03-10-2007, 05:41 PM
مرحبا،
بالنسبة للقول أن روح الدين هو العلمانية.. فأنا أسأل أي دين ذلك بالضبط؟!

هناك عدة أديان وبعضها متناقض حتى في داخل الدين الواحد نفسه (مذاهب)!

أما القول بأن العلمانيين خوش أوادم.. فهناك أشخاص يتلصقون بالعلمانيين وهم بعيدون عنهم كل البعد.
وفساد بعض العناصر لا يعني فساد القاعدة الفكرية.

أما بالنسبة لمطاعم السمك... فلا توجد مشكلة بطلب البركة لوجود معتقد ديني.
لكن بشرط أن لا يكون الشخص المبارك يتدخل في السياسة أو ذا منصب سياسي.
.