منصور
02-16-2007, 12:53 AM
الف عالم النفس الأمريكي روبرت لفتون في 1987 كتاب عنوانه:
Thought Reform and the Psychology of Totalism
وفيه يناقش الخطوات التي يمر بها الفرد عند انضمامه لجماعات دينة او سياسية. و يعتبر هذا الكتاب مرجع رئيس لتحليل سلوكيات الجماعات الإرهابية او العصابات الدينية مثل اتباع ديفيد كوريش و الذين انتحروا جماعيا في تكساس في منتصف التسعينات حرقا بعد ان حاصرتهم قوات الأمن بتهمة التحريض على استخدام العنف. كذلك جماعة بوابة السماء الذين انتحروا لكي تحلق فيهم سفينة فضاء الى الجنة و غيرهم.
اورد هنا ملخصا لأهم أفكار الكتاب لعلها تفيد البعض ممن تعرض الى عملية غسيل دماغ او من يعرف احد تعرض لهكذا عملية سواء من افراد اسرته او اصدقائه. لكن في البداية لنحدد ما نقصد عندما نتكلم عن "جماعات".
الجماعة المقصودة تؤمن بايديولوجية تحتوي على معتقدات مشحونه عاطفيا عن علاقة الإنسان بأمور غيبية لا يمكن التعرف عليها ماديا و تدفعه بإتجاه شمولي، و المقصود بالشمولية هنا جعل الأيديولوجية هذه تهيمن على جميع جوانب حياة الإنسان. عادة فكر هذه الجماعات مرتبط بالدين، لكن ليس بالضرورة فقد يكون مرتبط بالسياسة أو الإثنان معا. التالي يعبر عن خصائص هذه الجماعات و الظروف التي يمر بها تابعيها كي يتحولوا من اناس عاديين الى أعضاء في الجماعة.
1. التحكم في محيط العضو
هنا يعزل العضو المرتقب نفسيا و جسديا عن العالم الخارجي و يتم التحكم بما يرى و يسمع و يقرأ. هذا يتم عن طريق محاظرات، نشاطات جماعية، مخيمات برية. خلال هذه الفعاليات يغرس في العضو فكرة "العدو الخارجي" اي خارج الجماعة أو ما يسمى "نحن و هم". و حث الفرد على التفكير ان الجماعة على صواب و العالم الخارجي على خطأ. المفهوم المماثل في منطق الجماعات الإسلامية هو "الفرقة الناجية".
2. التلاعب الروحاني
غرس فكرة ان قائد الجماعة هو صاحب رسالة الآهيه او تاريخية و انه مختار لتوصيل هذه الرسالة . يحث الفرد على سماع ما يقوله القائد و يقنع ان تنفيذ ما يأمر به هو السبيل الوحيد للخلاص. عادة يتمتع هذا القائد بشخصية كاريزمائية يستخدمها لإثارة الحماس لدى الأعضاء و حثهم على جلب المزيد من الأعضاء و الأموال و حتى و ان كان عن طريق الخداع لأن الغاية سامية، لذلك فهي تبرر الوسيلة حتى و ان كانت غير اخلاقية.
3. نقاء العقيدة
ينظر للوجود على شكل قطبان، النقي و الغير نقي، الخير و الشر، البياض و السواد فلا يوجد وسط. بالطبع اعضاء الجماعة هم الأنقياء و كل من خارجها تشوبه الشوائب. كما تستخدم النزعه نحو الشعور بالذنب و العار للتأكد ان الأعضاء يحافظون على "نقائهم". لذلك تستخدم مصطلحات مثل الإستغفار و الإستعاذة بشكل مستمر لتطهير النفس من الشوائب.
4. الإعتراف بالخطيئة
هنا يغرس في ذهن العضو فكرة انه كان مخطأ او ضائعا قبل انضمامه للجماعة و ان يأسف لذلك كما يعبر عن سعادته لإنقاذه في الوقت المناسب من قبل الجماعة. العضو هنا "يعلن استسلامه" و تسليم روحه و كيانه للقائد و رسالته العظيمة. هذه الخطوة مهمة جدا لتنفيذ الأوامر الصعبة لاحقا لأن الفرد جرد من ارادته و قابل للتسيير بالريموت كنترول.
5. التقديس المطلق
يضع القائد حول نفسه هالة من القدسية و نفس الشيئ بالنسبة لعقيدتة و التي ينظر لها بأنها الرؤية الأخلاقية المطلقة للوجود. يمنع نقد او مناقشة هذه "المسلمات" و يؤثم من يتجرأ على القيام بذلك و يهدد بعقاب "غيبي" مثل إصابه اهله بالمرض او الذهاب الى الجحيم. هنا يرغم الفرد على تقديس و تبجيل كل من يرتبط بالعقيدة سواء كان حيا او ميتا و اعتبار الإسائه لهم هي اسائه للعضو نفسه. تصل درجة التقديس هذه الى استعداد العضو للتضحية بأسرته مقابل الحفاظ على قدسية رموز العقيدة.
6. اللغة المشحونة
يتميز خطاب الجماعة بعبارات مليئة بالعاطفة الجياشة التي تهدف الى شل التفكير او التمحيص. و تكرر هذه العبارات بشكل مستمر حتى تصبح مبرمجة في ذهن العضو. و يحيط العضو نفسه بصور و رموز لهذا الخطاب مثل الملصقات على السيارة و الزينة، بل حتى لافتات في الشوارع تمولها الجماعة و اتباعها و محبيها.
7. العقيدة أهم من الفرد
الفرد يذوب في العقيدة فهو ليس ذو قيمة كأنسان بدون هذه العقيدة المقدسة. و اذا تجرأ الفرد و انتقد العقيدة فإنه يتهم ان هناك خطأ ما فيه و في صفاته الشخصية مثل الجبن او النفاق. بمعنى آخر، مجرد التشكيك في العقيدة يعني تلقائيا ان العضو فيه شيئ خطأ.
8. اقصاء الآخر
و هذه هي أخطر مرحلة و هي التي تتبناها الجماعات الإرهابية لتبرير أفعالها و منطقها بسيط جدا. بما ان الجماعة تمثل الخير المطلق، اذن بالتبعية كل من هو خارج الجماعة يعتبر شر مطلق يتوجب على اعضاء الجماعة القضاء عليه. اذن القضاء على الآخر ليس محل اختيار بل هو واجب على كل عضو في الجماعة. كل من هو خارج الجماعة لديه خياران: الإنضمام الى الجماعة او الفناء. الأقصاء قد يأخذ شكل متطرف مثل التصفية الجسدية او شكل مخفف مثل حجب الأصوات و لجم الآراء التي تشكل تهديدا للجماعة و أفكارها.
في الختام، اسأل نفسك، هل تنطبق عليك اي من الخصائص أعلاه؟ هل مريت بتجربه مماثله؟ هل تجد نفسك لا شعوريا تطالب بإخراس شخص قال رأي لا يوافق عقيدتك؟ هل توجد صور او ملصقات في سيارتك تعبر عن عقيدة معينة؟ هل تقدس شخص او فكرة لدرجة انك مستعد ان تقتل أخاك فيما لو اساء اليها؟ هل تعتقد ان عقيدتك صحيحة و من يخالفها سيذهب الى الجحيم؟ هل يوجد شخص ينتمى الى هذه العقيده تعتبره قائد و تشعر بالفخر و الحماس عند سماع صوته؟
اذا كان الجواب نعم لواحد او اكثر من هذه الأسئلة، فهناك احتمال كبير يا عزيزي انك تعرضت لعملية غسيل دماغ.
نوافكو
©2006
Thought Reform and the Psychology of Totalism
وفيه يناقش الخطوات التي يمر بها الفرد عند انضمامه لجماعات دينة او سياسية. و يعتبر هذا الكتاب مرجع رئيس لتحليل سلوكيات الجماعات الإرهابية او العصابات الدينية مثل اتباع ديفيد كوريش و الذين انتحروا جماعيا في تكساس في منتصف التسعينات حرقا بعد ان حاصرتهم قوات الأمن بتهمة التحريض على استخدام العنف. كذلك جماعة بوابة السماء الذين انتحروا لكي تحلق فيهم سفينة فضاء الى الجنة و غيرهم.
اورد هنا ملخصا لأهم أفكار الكتاب لعلها تفيد البعض ممن تعرض الى عملية غسيل دماغ او من يعرف احد تعرض لهكذا عملية سواء من افراد اسرته او اصدقائه. لكن في البداية لنحدد ما نقصد عندما نتكلم عن "جماعات".
الجماعة المقصودة تؤمن بايديولوجية تحتوي على معتقدات مشحونه عاطفيا عن علاقة الإنسان بأمور غيبية لا يمكن التعرف عليها ماديا و تدفعه بإتجاه شمولي، و المقصود بالشمولية هنا جعل الأيديولوجية هذه تهيمن على جميع جوانب حياة الإنسان. عادة فكر هذه الجماعات مرتبط بالدين، لكن ليس بالضرورة فقد يكون مرتبط بالسياسة أو الإثنان معا. التالي يعبر عن خصائص هذه الجماعات و الظروف التي يمر بها تابعيها كي يتحولوا من اناس عاديين الى أعضاء في الجماعة.
1. التحكم في محيط العضو
هنا يعزل العضو المرتقب نفسيا و جسديا عن العالم الخارجي و يتم التحكم بما يرى و يسمع و يقرأ. هذا يتم عن طريق محاظرات، نشاطات جماعية، مخيمات برية. خلال هذه الفعاليات يغرس في العضو فكرة "العدو الخارجي" اي خارج الجماعة أو ما يسمى "نحن و هم". و حث الفرد على التفكير ان الجماعة على صواب و العالم الخارجي على خطأ. المفهوم المماثل في منطق الجماعات الإسلامية هو "الفرقة الناجية".
2. التلاعب الروحاني
غرس فكرة ان قائد الجماعة هو صاحب رسالة الآهيه او تاريخية و انه مختار لتوصيل هذه الرسالة . يحث الفرد على سماع ما يقوله القائد و يقنع ان تنفيذ ما يأمر به هو السبيل الوحيد للخلاص. عادة يتمتع هذا القائد بشخصية كاريزمائية يستخدمها لإثارة الحماس لدى الأعضاء و حثهم على جلب المزيد من الأعضاء و الأموال و حتى و ان كان عن طريق الخداع لأن الغاية سامية، لذلك فهي تبرر الوسيلة حتى و ان كانت غير اخلاقية.
3. نقاء العقيدة
ينظر للوجود على شكل قطبان، النقي و الغير نقي، الخير و الشر، البياض و السواد فلا يوجد وسط. بالطبع اعضاء الجماعة هم الأنقياء و كل من خارجها تشوبه الشوائب. كما تستخدم النزعه نحو الشعور بالذنب و العار للتأكد ان الأعضاء يحافظون على "نقائهم". لذلك تستخدم مصطلحات مثل الإستغفار و الإستعاذة بشكل مستمر لتطهير النفس من الشوائب.
4. الإعتراف بالخطيئة
هنا يغرس في ذهن العضو فكرة انه كان مخطأ او ضائعا قبل انضمامه للجماعة و ان يأسف لذلك كما يعبر عن سعادته لإنقاذه في الوقت المناسب من قبل الجماعة. العضو هنا "يعلن استسلامه" و تسليم روحه و كيانه للقائد و رسالته العظيمة. هذه الخطوة مهمة جدا لتنفيذ الأوامر الصعبة لاحقا لأن الفرد جرد من ارادته و قابل للتسيير بالريموت كنترول.
5. التقديس المطلق
يضع القائد حول نفسه هالة من القدسية و نفس الشيئ بالنسبة لعقيدتة و التي ينظر لها بأنها الرؤية الأخلاقية المطلقة للوجود. يمنع نقد او مناقشة هذه "المسلمات" و يؤثم من يتجرأ على القيام بذلك و يهدد بعقاب "غيبي" مثل إصابه اهله بالمرض او الذهاب الى الجحيم. هنا يرغم الفرد على تقديس و تبجيل كل من يرتبط بالعقيدة سواء كان حيا او ميتا و اعتبار الإسائه لهم هي اسائه للعضو نفسه. تصل درجة التقديس هذه الى استعداد العضو للتضحية بأسرته مقابل الحفاظ على قدسية رموز العقيدة.
6. اللغة المشحونة
يتميز خطاب الجماعة بعبارات مليئة بالعاطفة الجياشة التي تهدف الى شل التفكير او التمحيص. و تكرر هذه العبارات بشكل مستمر حتى تصبح مبرمجة في ذهن العضو. و يحيط العضو نفسه بصور و رموز لهذا الخطاب مثل الملصقات على السيارة و الزينة، بل حتى لافتات في الشوارع تمولها الجماعة و اتباعها و محبيها.
7. العقيدة أهم من الفرد
الفرد يذوب في العقيدة فهو ليس ذو قيمة كأنسان بدون هذه العقيدة المقدسة. و اذا تجرأ الفرد و انتقد العقيدة فإنه يتهم ان هناك خطأ ما فيه و في صفاته الشخصية مثل الجبن او النفاق. بمعنى آخر، مجرد التشكيك في العقيدة يعني تلقائيا ان العضو فيه شيئ خطأ.
8. اقصاء الآخر
و هذه هي أخطر مرحلة و هي التي تتبناها الجماعات الإرهابية لتبرير أفعالها و منطقها بسيط جدا. بما ان الجماعة تمثل الخير المطلق، اذن بالتبعية كل من هو خارج الجماعة يعتبر شر مطلق يتوجب على اعضاء الجماعة القضاء عليه. اذن القضاء على الآخر ليس محل اختيار بل هو واجب على كل عضو في الجماعة. كل من هو خارج الجماعة لديه خياران: الإنضمام الى الجماعة او الفناء. الأقصاء قد يأخذ شكل متطرف مثل التصفية الجسدية او شكل مخفف مثل حجب الأصوات و لجم الآراء التي تشكل تهديدا للجماعة و أفكارها.
في الختام، اسأل نفسك، هل تنطبق عليك اي من الخصائص أعلاه؟ هل مريت بتجربه مماثله؟ هل تجد نفسك لا شعوريا تطالب بإخراس شخص قال رأي لا يوافق عقيدتك؟ هل توجد صور او ملصقات في سيارتك تعبر عن عقيدة معينة؟ هل تقدس شخص او فكرة لدرجة انك مستعد ان تقتل أخاك فيما لو اساء اليها؟ هل تعتقد ان عقيدتك صحيحة و من يخالفها سيذهب الى الجحيم؟ هل يوجد شخص ينتمى الى هذه العقيده تعتبره قائد و تشعر بالفخر و الحماس عند سماع صوته؟
اذا كان الجواب نعم لواحد او اكثر من هذه الأسئلة، فهناك احتمال كبير يا عزيزي انك تعرضت لعملية غسيل دماغ.
نوافكو
©2006