المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوش ينصح والده المتوتر بإغلاق التلفزيون ويقول له: أنا بخير



سلسبيل
02-15-2007, 12:14 AM
الرئيس السابق أصبح متوترا بسبب الانتقادات لابنه


بينما كان الكونغرس الأميركي يستعد لمناقشة خطة الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن العراق نصح بوش والده الرئيس السابق الذي قاد بلاده في حرب تحرير الكويت بإغلاق التلفزيون.

ويبدو ان الرئيس السابق اصبح متوترا مع مشاهدته الهجمات على سياسة ابنه في التغطيات التلفزيونية مما دعا الرئيس الحالي الى القول في مقابلة اذيعت امس انه أصبح قلقا على صحة والده.

وقال الرئيس بوش انه لم يكن قلقا في حياته على والده مثلما هو الان بسبب أن بوش الاب يشاهد الكثير من البرامج الاخبارية حاليا. وتابع الرئيس بوش قائلا «انني أفهم الصعوبة التي يواجهها شخص يرى احدا يحبه يواجه انتقادات على المسرح السياسي. ورسالتي الى والدي هي لا تكترث بما يحدث فأنا بخير».

ويعتزم بوش ان يطبق نصيحته الى والده على نفسه، فهو لن يتابع النقاش في الكونغرس حول خطته.

سمير
03-02-2007, 12:40 AM
بذور الشقاق في العراق لم يأت بها الاحتلال وحده


محمد الحداد الحياة - 25/02/07//

نقلت إحدى الصحف أن الرئيس الأميركي الحالي ألحّ على والده الرئيس الأميركي الأسبق كي يتوقّف عن مشاهدة النشرات والتحاليل الإخبارية على شاشات التلفزة، وقالت الصحيفة إنّ بوش الأب يعاني أعراض مرض الإحباط النفسي نتيجة قضائه ساعات طوالاً يومياً في متابعة الوضع العراقي، فهو لم يعد يحتمل ما ينال ابنه من انتقادات وربّما كان يشعر بشيء من المسؤوليّة بسبب نصائح لم تكن صائبة وتوقّعات لم تكن في محلّها.

وتضطرّ الإدارة الأميركية لاتخاذ إجراءات لا تتناسب والروح والمبادئ الأميركية، مثل الخطّة الأمنيّة الأخيرة في بغداد القائمة على استباحة كلّ بيت وإيقاف أي شخص وقصف البيوت لمجرّد الشبهة، ولم يكن ذلك بدافع العبث ولا من باب التشفّي، لكنّ الإدارة الأميركية الحاليّة تعلم أنّها تجتاز الاختبار الأخير وأنّ ليس أمامها فرصة اخيرة وسيكون الحساب بعدها عسيراً إذا أخطأتها. ومع ذلك، فإنّ المرجّح بل شبه المؤكّد أنّ ما سمّي بالاستراتيجيّة الجديدة لا يعدو كونه محاولة أخرى لفرض الأمن بالعنف، وهو مشروع مستحيل لأنّ قضيّة العراق أكبر من أن تكون قضيّة أمنيّة، إنها قضيّة سياسيّة إقليميّة من الوزن الثقيل أخطأت الإدارة الأميركية عندما استسهلتها وظنت أنها قادرة على معالجتها منفردة خارج إطار الأمم المتحدة والشرعية الدوليّة وفي غياب التشاور المعمّق مع المجموعة الدوليّة ومن دون الاستماع بجديّة إلى حلفائها في المنطقة ومن موقع الاغترار بتحاليل المحافظين الجدد وتقاريرهم ومؤسساتهم والانغلاق على كلّ وجهات النظر الأخرى.

قد يضطر بوش الأب الى إطفاء جهاز التلفزيون، أمّا ابنه فسيواصل على الأرجح القول أمام الشاشات الأميركية انّ الأمور في طريقها الى التحسّن، مع أنّ عدد المقتنعين بقراراته في طريقه إلى التقلّص، إذ بدأ الإعلام والرأي العام الأميركي يطرحان بقوّة الأسئلة المحرجة حول الوضع العراقي وأخطاء الإدارة وقضايا الرشوة والتعدّي على حقوق الإنسان وخروق عدة، فضلاً عن تواصل التعداد اليومي للضحايا من الجنود.

دعنا الآن ننظر إلى الأمر من الضفة الأخرى، أي الضفة الشرق - أوسطيّة. نرى أن إيران ستكون المستفيد الأوّل من النكبة العراقيّة والفشل الأميركي، وتركيا بدأت تتحرّك باتجاه كردستان لأنّها تدرك أنّ الظرف أصبح مناسباً. أما من الجهة العربيّة، فإنّ غاية ما قد يحصل من فائدة هو أن تعمّم وصفة بوش ولكن بطريقة عكسيّة. فينصح بالإكثار هذه الأيام من مشاهدة البرامج السياسيّة الأميركيّة التي أصبحت تضاهي أحياناً بعض القنوات العربيّة في حدّة نقدها لأداء الإدارة الأميركية. ولا شكّ في ان مشهداً كهذا يخفّف من حالات الإحباط النفسي لدى المشاهدين العرب، لكنّ الأرجح أنّ الاستفادة العربيّة لن تتخطى هذا المستوى النفسي ولن تتحوّل مكسباً سياسياً استراتيجياً.

ذلك أنّ نكبة العراق ليست فشلاً أميركيّاً وحسب، بل هي أيضاً علامة فشل بالغ للعقل السياسي العربي الذي لم يقدر على تصوّر الوحدة الوطنيّة خارج إطار الزعامة الملهمة المستبدّة. فلمّا أطيح الزعيم ذهبت الوحدة أدراج الرياح وانفتحت قلاع القومية العربيّة المجيدة على عراك قروسطي بين زعماء الطوائف والعشائر وقطّاع الطرق ولصوص القوافل. لا يمكن الاحتلال أن يبرّر كلّ شيء، فالأمتان الألمانيّة والفرنسيّة لم تنهارا بانتحار هتلر وإعدام المارشال بيتان. بل إنّ مفهوم الأمّة العربية ذاته لم ينشأ إلا بفضل الاحتلالات التركية والفرنسية والإنكليزية، وقبل ذلك لا توجد تيارات سياسية تتحدّث عن أمّة عربيّة وقوميّة عربيّة. وكذلك قامت الوحدات الوطنيّة في معظم الأقطار العربيّة في عهود مقاومة الاستعمار أو الانتداب، ولولا هذا التحدّي لما نشأت الأقطار العربيّة في شكلها الحالي.

لماذا لم يكن الاحتلال الأميركي حافزاً لتوحّد العراقيين، كما حدث سابقاً أيام الانتداب البريطاني، ولماذا كانت نتيجته عكسيّة فتعمّق الشرخ بينهم؟ السبب أن القوى الأساسيّة المعارضة للنظام السابق لم تتأسس على مبادئ ديموقراطيّة ومدنيّة وإنما كانت قائمة على أيديولوجيات طائفيّة متسترة بالدين أو روابط عصبيّة متغلفة بالديموقراطيّة. هناك طبعاً مئات الآلاف من الأشخاص الذين حلموا ولا يزالون بوطن آمن وعيش كريم، لكنهم أشخاص وليسوا قوى سياسيّة فاعلة. كانت السياسة الأميركية في العراق حافزاً للانقسام والعنف الطائفي، لكنها لم تجعل العراق مزيجاً غير منصهر من العرب وغير العرب والشيعة والسنّة، ولم تزرع بالتالي في أعماق الوعي ثقافة الانقسام والطائفية.

إنّ أية وحدة وطنية لا تكون ممكنة إلا إذا التقت القوى الفاعلة حول مطالب معقولة وواضحة، وليس هذا شأن القوى العراقيّة الفاعلة حاليّاً، التي تتصرّف بحسب مقتضيات تتراوح بين حسابات إقليميّة تتجاوز العراق ودوافع نفسيّة مما قبل العصر الحديث. الوضع الحالي سبب لأكثر من الإحباط، لكن لا يمكن العراقيّين أن يطبقوا نصيحة الرئيس الابن إلى أبيه، فهم يعيشون المأساة مباشرة ومن دون وسائط.