سلسبيل
02-14-2007, 11:47 PM
علماء الطائفتين يعولون على ترميم القبة الذهبية كـ «عامل توحيد فعال»
سامراء (العراق): مارك سانتورا *
http://www.aawsat.com/2007/02/14/images/news.406320.jpg
مر عام منذ أن فجر مسلحون جزءا من القبة الذهبية لواحد من أهم المراقد الشيعية المقدسة في العراق، حيث مرقد الامامين العاشر والحادي عشر لأئمة الشيعة الاثني عشرية، ليفجر ذلك العمل حملة عنف طائفية في البلاد.
ومنذئذ لم تجر اعادة بناء المرقد، وغاب المليون زائر الذين كانوا يأتون الى المرقد سنويا، كما ذهب الرخاء الذي يأتون به. والطرق جنوبا الى بغداد، وشمالا الى تكريت، فيها العبوات الناسفة المزروعة على جوانبها ونقاط التفتيش الوهمية حيث يجري اختطاف المسافرين.
ومواطنو هذه المدينة السنية ممن ظلوا يحمون المرقد الشيعي ويفتخرون به لفترة زادت على الألف عام يقولون انهم يريدون ان يقودوا عملية اعادة الاعمار ولكن الشيعة لن يصغوا الى ذلك. وجوبه اقتراح من الحكومة التي يقودها الشيعة بارسال آلاف من القوات الشيعية لتوفير الحماية لمشروع اعادة الاعمار بتهديدات بإراقة دماء. ومنذ اللحظة التي جرى فيها تدمير المرقد كان العراقيون، الذين اعتادوا على العنف الاستثنائي، يعرفون ان الحياة تتجه في منعطف أصعب. فخلال ساعات سعت فرق الموت الشيعية الى الانتقام الدموي وأحرقت العشرات من الجوامع السنية وقتل أئمة جوامع سنة في الشوارع.
وجرى احياء ذكرى ذلك اليوم المروع من قبل الشيعة أول من امس حيث مرت الذكرى السنوية الاولى وفقا للتقويم الهجري للتفجير الذي وقع في 22 فبراير (شباط) 2006 وفقا للتقويم الميلادي. وهناك مناقشات مستمرة حول اعادة بناء مرقد الامامين العسكريين وجرى الاتصال بالأمم المتحدة بهذا الشأن.
وقد وضع وجهاء العشائر السنية في المدينة خطة لاعادة البناء غير انه من غير المحتمل أن يثق الزعماء الشيعة بهم. وتقول الجماعتان، ان اعادة إعمار القبة يمكن ان تكون قوة توحيد فعالة، ورمزا للأمل حيث الأمل نادر. ولكن أي مشروع واسع النطاق يبقى معقدا ليس فقط بسبب انعدام الثقة بين الجانبين وانما بسبب الوضع الأمني المتدهور في سامراء نفسها، حيث قوة محلية تضم حوالي 300 فقط من أفراد الشرطة والحرس الوطني تحاول السيطرة على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة. ويعتبر بعض الرجال المسؤولين حاليا عن حراسة المرقد، وهم من قوة حماية المنشآت، من المثيرين للارتياب ويحتمل ان يكونوا قد سربوا من جانب المقاتلين السنة وفقا لما قاله اميركيون وعراقيون.
وما تزال الجدران قائمة ولكن الأبواب مغلقة ولا تقام الصلاة هناك. والمحلات القريبة مفتوحة ولكنها مهجورة. والمقيمون، الذين ظل المرقد بالنسبة لهم مصدر معيشة مثلما هو مصدر فخر، يقولون انهم لا يتمنون شيئا سوى اعادة بنائه. ولكنهم لا يثقون بالحكومة المركزية ويخشون ان يستخدم السياسيون الشيعة اعادة الاعمار كمبرر للسيطرة على المرقد.وقبل الهجوم كان ما يزيد على مليون من الشيعة يتوجهون الى المرقد كل عام لزيارة مرقد الامامين. كما أنهم يأتون لتمجيد محمد المهدي، الامام الثاني عشر لدى الشيعة. ونادرا ما يتوجه الشيعة في الوقت الحالي الى المدينة. وبدأت الشرطة العراقية اقامة موقع قنص على سقف عبر الشارع. وعندما وصل الأميركيون يوم السبت الماضي لتدقيق الوضع لم يتطلب الأمر من المقاتلين أكثر من 20 دقيقة للبدء بمهاجمتهم.
ولم تمس سامراء في الغزو الذي قاده الأميركيون عام 2003 ولكن منذئذ وقعت بأيدي المسلحين مرتين لتجري استعادتها بعمليات عسكرية أميركية كبيرة. ويحتفظ الأميركيون الذين يحاولون عدم الحراسة قريبا من المرقد بقاعدة في المدينة. ويعترفون انه اذا ما غادروا في أي وقت قريب فان المتمردين سيسيطرون على المدينة ثانية.
والمقيمون في سامراء، الذين يخشون المسلحين، يبقون متاثرين كثيرا بالدمار الذي لحق بالمرقد الذي ظل قائما في سامراء منذ 1200 سنة. ولكن أهالي سامراء اختاروا ان لا يزيلوا الركام من الموقع لأنهم يعتقدون أنه لا بد من الكشف عن الفاعل.
* خدمة «نيويورك تايمز»
سامراء (العراق): مارك سانتورا *
http://www.aawsat.com/2007/02/14/images/news.406320.jpg
مر عام منذ أن فجر مسلحون جزءا من القبة الذهبية لواحد من أهم المراقد الشيعية المقدسة في العراق، حيث مرقد الامامين العاشر والحادي عشر لأئمة الشيعة الاثني عشرية، ليفجر ذلك العمل حملة عنف طائفية في البلاد.
ومنذئذ لم تجر اعادة بناء المرقد، وغاب المليون زائر الذين كانوا يأتون الى المرقد سنويا، كما ذهب الرخاء الذي يأتون به. والطرق جنوبا الى بغداد، وشمالا الى تكريت، فيها العبوات الناسفة المزروعة على جوانبها ونقاط التفتيش الوهمية حيث يجري اختطاف المسافرين.
ومواطنو هذه المدينة السنية ممن ظلوا يحمون المرقد الشيعي ويفتخرون به لفترة زادت على الألف عام يقولون انهم يريدون ان يقودوا عملية اعادة الاعمار ولكن الشيعة لن يصغوا الى ذلك. وجوبه اقتراح من الحكومة التي يقودها الشيعة بارسال آلاف من القوات الشيعية لتوفير الحماية لمشروع اعادة الاعمار بتهديدات بإراقة دماء. ومنذ اللحظة التي جرى فيها تدمير المرقد كان العراقيون، الذين اعتادوا على العنف الاستثنائي، يعرفون ان الحياة تتجه في منعطف أصعب. فخلال ساعات سعت فرق الموت الشيعية الى الانتقام الدموي وأحرقت العشرات من الجوامع السنية وقتل أئمة جوامع سنة في الشوارع.
وجرى احياء ذكرى ذلك اليوم المروع من قبل الشيعة أول من امس حيث مرت الذكرى السنوية الاولى وفقا للتقويم الهجري للتفجير الذي وقع في 22 فبراير (شباط) 2006 وفقا للتقويم الميلادي. وهناك مناقشات مستمرة حول اعادة بناء مرقد الامامين العسكريين وجرى الاتصال بالأمم المتحدة بهذا الشأن.
وقد وضع وجهاء العشائر السنية في المدينة خطة لاعادة البناء غير انه من غير المحتمل أن يثق الزعماء الشيعة بهم. وتقول الجماعتان، ان اعادة إعمار القبة يمكن ان تكون قوة توحيد فعالة، ورمزا للأمل حيث الأمل نادر. ولكن أي مشروع واسع النطاق يبقى معقدا ليس فقط بسبب انعدام الثقة بين الجانبين وانما بسبب الوضع الأمني المتدهور في سامراء نفسها، حيث قوة محلية تضم حوالي 300 فقط من أفراد الشرطة والحرس الوطني تحاول السيطرة على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة. ويعتبر بعض الرجال المسؤولين حاليا عن حراسة المرقد، وهم من قوة حماية المنشآت، من المثيرين للارتياب ويحتمل ان يكونوا قد سربوا من جانب المقاتلين السنة وفقا لما قاله اميركيون وعراقيون.
وما تزال الجدران قائمة ولكن الأبواب مغلقة ولا تقام الصلاة هناك. والمحلات القريبة مفتوحة ولكنها مهجورة. والمقيمون، الذين ظل المرقد بالنسبة لهم مصدر معيشة مثلما هو مصدر فخر، يقولون انهم لا يتمنون شيئا سوى اعادة بنائه. ولكنهم لا يثقون بالحكومة المركزية ويخشون ان يستخدم السياسيون الشيعة اعادة الاعمار كمبرر للسيطرة على المرقد.وقبل الهجوم كان ما يزيد على مليون من الشيعة يتوجهون الى المرقد كل عام لزيارة مرقد الامامين. كما أنهم يأتون لتمجيد محمد المهدي، الامام الثاني عشر لدى الشيعة. ونادرا ما يتوجه الشيعة في الوقت الحالي الى المدينة. وبدأت الشرطة العراقية اقامة موقع قنص على سقف عبر الشارع. وعندما وصل الأميركيون يوم السبت الماضي لتدقيق الوضع لم يتطلب الأمر من المقاتلين أكثر من 20 دقيقة للبدء بمهاجمتهم.
ولم تمس سامراء في الغزو الذي قاده الأميركيون عام 2003 ولكن منذئذ وقعت بأيدي المسلحين مرتين لتجري استعادتها بعمليات عسكرية أميركية كبيرة. ويحتفظ الأميركيون الذين يحاولون عدم الحراسة قريبا من المرقد بقاعدة في المدينة. ويعترفون انه اذا ما غادروا في أي وقت قريب فان المتمردين سيسيطرون على المدينة ثانية.
والمقيمون في سامراء، الذين يخشون المسلحين، يبقون متاثرين كثيرا بالدمار الذي لحق بالمرقد الذي ظل قائما في سامراء منذ 1200 سنة. ولكن أهالي سامراء اختاروا ان لا يزيلوا الركام من الموقع لأنهم يعتقدون أنه لا بد من الكشف عن الفاعل.
* خدمة «نيويورك تايمز»