المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منال يونس: هذا ما قاله لي صدام حسين عندما ارتديت الحجاب



زوربا
02-14-2007, 12:27 PM
"المرأة الحديدية" أيام حكم البعث بالعراق تحدثت للعربية.نت

دبي- حيان نيوف

كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يرد على رسائلها- الصادرة من الاتحاد النسائي الذي قادته 28 سنة- بغضون 3 أيام، وحدثها ذات يوم عن حجابها، كما كانت مقربة من ساجدة طلفاح زوجة صدام.. إنها منال يونس العراقية التي كان يطلق عليها في العراق "المرأة الحديدية".

وفي حوار خاص أدلت به لـ"العربية.نت"، فتحت منال يونس ملف المرأة العراقية على مصراعيه ورأت أن حقوق المرأة في عهد حكم البعث كانت في قمة تألقها فيما تدهور وضعها الآن حيث يفرض عليها النقاب بالقوة من قبل "قوى ظلامية"-على حد تعبيرها، إلا أنها قالت إنها تحجبت في وقت متأخر في حياتها "لأن الحجاب حشمة".


استغلال العراقيات

وتحدثت منال يونس عن وجود شبكات تستغل العراقيات وتتاجر بهن ما يسمى بالتجارة بالرقيق الأبيض، مرجعة أسباب هذه الظاهرة إلى الاحتلال. وقال: عندما يكون البلد تحت احتلال واضطهاد من الطبيعي أن تنشط هذه العصابات ويزداد إنتاجها، كما تنتشر عصابات الإتجار بالاعضاء البشرية من الجثث المنتشرة في العراق و أسعار الأشلاء انخفضت أكثر مما حصل في البوسنة والهرسك وكذلك سرقة الأثار من قبل عصابات دولية منظمة في ظل هذه الفوضى.

وتضيف "كنا قبل الاحتلال إذا رأينا راقصة في العراق نلحظ كيف تسعى أن تنفي عنها الهوية العراقية، وأما فضلات المجتمع العراقي من راقصات وغيره سوف تزيد في ظل الاحتلال".

وتابعت "وأما لماذا لم يكن الحجاب في العراق منتشرا كما كان في دول مجاورة لأنه لم يكن هناك تعصب واحتلال، وكانت النساء في كربلاء والنجف والأنبار يذهبن بلباس العباءات لمشاهدة مبارايات كرة القدم وتصويرها".

وردا على ما يقال عن تعرض النساء للاعتقال والتعذيب إبان حكم صدام، تجيب "هذا كذب، فتقارير الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان كانت تنتقد البعث ولكن لا يوجد شئ عن تعرض المرأة للسجن أو العسف".

وتعتقد منال يونس أن تحجيب المرأة العراقية اليوم بالقوة أبرز مشكلة تواجهها- على حد قولها، وتضيف: الحجاب برز في فترة الحكم العثماني والحكم الفارسي عندما تخوف الناس على نسائهم من الجند، وأصله اجتماعي نتيجة ظروف تتعلق بوجود الاحتلال والغزو الأجنبي الذي تعرض له العالم العربي والإسلامي هناك جماعات متعصبة دينيا تحارب وتلاحق المرأة العراقية الآن، والتعصب انحراف عن الدين والقيم العربية لأن المرأة العربية في عهد النبوة والصحابة كانت وزيرة الضرائب".

قصة حجابها مع صدام

وكشفت عن أنها قامت بتغطية رأسها في وقت متأخر من حياتها بهدف الحشمة، وقالت: عندما غطيت رأسي لم أكن اعرف موقف الرئيس صدام و عندما قابلته سألته عن رأيه فقال لي هذه مسألة شخصية وإذا سألتيني ماذا أحب أقول لك الحشمة. وعنما غطيت رأسي عقدت قيادة الاتحاد اجتماعا ورفضوا ذلك فقلت هذه استقالتي لكم وهذا أمر شخصي.

المرأة العراقية في حقبتين

وقالت:" أنا لا أنتقد الحجاب فهو حشمة ويستر شعر المرأة وجسمها، وأما الغطاء ( النقاب) الذي يفرض بالقوة انطلاقا من اعتبار أن كل المرأة عورة فهذا ما انتقده حتى أنهم في العراق الآن يعتبرون أنف المرأة وصوتها عورة. مسألة الحجاب والنقاب يجب أن تبقى حرية شخصية".

ثم تقيم منال يونس مقارنة بين وضع المرأة العراقية الآن وفي زمن حكم صدام فتقول "أيام حكم صدام إذا طلق الرجل زوجته طلاقا تعسفيا كان يخرج بحقيبة ملابسه من بيته وفق القوانين التي كانت تحمي المرأة. في عهد صدام حمت القوانين جميع النساء ووفرت لهن كل شئ، وتراجعت هذه الحقوق في عهد الاحتلال وألغيت كل حقوقها مثل حقها في الأمن".

ورغم انتقاد المعارضة العراقية للاتحاد النسائي واعتباره منظمة تابعة لنظام صدام حسين، تقول منال يونس إن الاتحاد كان يضم مليونا و 400 ألف عراقية من بعثيات وغير بعثيات ويضم نساء عراقيات بصرف النظر عن انتمائهن السياسي.

ذهب العراق .. اين ذهب؟

وردا على اتهامها بأنها أشرفت على مشروع إجبار نساء العراق تقديم ذهبهن لدعم الجيش العراقي إبان حروبه ولم يعرف مصير هذا الذهب فيما بعد، قالت "هذه افتراءات والعراقيون يعرفون أنه كان (الذهب) في البنك المركزي والنساء تطوعن لاسناد جبهة العراق أمام الغزو الخميني .. وكان شرفا لماجدات العراق أن يقدن حملة التبرع بالذهب".

إلا أن نظام صدام حسين حرم نساء العراق من حق الحياة الزوجية وقتل أزواج بنات صدام كما تقول المعارضة، وهذا ما ترد عليه منال يونس بالقول "بنات صدام تزوجن وأنجبن و أزواجهن كانوا جزءا من الحياة السياسية ومنهم من قضى نحبه لأسباب سياسية عندما أخطأوا واتخذت العشيرة قرارا بحقهم وهذا لا علاقة لهم بحقوق المرأة".

وحول ما ينشر من تقارير في العراق أن نساء بارزات في النظام العراقي السابق هرّبن أموالا للخارج بعد سقوط النظام وممارسة التجارة بالخارج تحت غطاء سياسي، تعلق منال يونس: ندعو لجان النزاهة الموجدة الآن بتحديد ما خرج من أموال، قالوا عن قيادة الاتحاد النسائي في لجنة النزاهة ان لديه 45 سيارة و35 ماكينة خياطة وهذه الأمور وجهتها اللجنة لقيادة الاتحاد وصدر قرار بتجميد أموال الاتحاد، ورغد صدام لم تخرج من العراق إلا أشياء تخصها.

وعن صداقتها مع زوجة صدام ساجدة طلفاح تقول: أم عدي كانت أختا لكل العراقيات وكانت مشرفة تربوية مسؤولة عن قطاع تربوي قريب من المنطقة الخضراء الآن وتتقاضى راتبها. وهي السيدة الوحيدة التي عندها طباخ واحد ومساعد طباخ و"سفرجي" ومنظّفة واحدة، وهذا كل الفريق الذي يخدمها، وليس لديها اسراب من الخادمات. وكان الرئيس صدام يرد على رسائلي من الاتحاد العام لنساء العراق في 3 أيام احتراما منه لمنظمتنا.

وقالت إن العراقيين كانوا يطلقون عليها "المرأة الحديدية" لأنها "تمسكت بالمبادئ الوطنية وثوابت حقوق المرأة"- على حد تعبيرها.