كويتى
02-09-2007, 05:16 PM
محمد عبدالقادر الجاسم
سوف أعلق على مقابلة الشيخ أحمد الفهد التي عرضتها قناة العربية يوم الجمعة، لكنني أود أن أعلق أولا على موضوع أهم وهو تبرع الشيخ سالم العلي بمبلغ 100 مليون دينار للأسر الكويتية المحتاجة ولأسر الشهداء.
لقد أثار خبر التبرع العديد من الأسئلة والتكهنات، وقد سعيت كغيري إلى تحليل "ما وراء الخبر"، وهل نضع التبرع في خانة "العمل الخيري" البحت أم نضعه في خانة "العمل السياسي" المختلط بالعمل الخيري. وبالطبع، ونظرا لغياب أي تبرير من جانب الشيخ سالم العلي، فإن التحليل الذي تم تداوله ينطلق من فرضية ثابتة، أي فرضية لا يمكن إغفالها، وهي أن التبرع لم يتم إلا بالتنسيق والتشاور مع القيادة السياسية العليا في البلاد، ذلك أن مناسبة التبرع كما ورد في الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الكويتية هي مرور عام على تولي صاحب السمو مقاليد الحكم، وبالتالي فإن أي عمل مرتبط بتلك المناسبة لابد وأن يتم بالتنسيق مع الديوان الأميري.
وقد ارتبطت هذه الفرضية "السياسية" بحدث سبق إعلان التبرع وقد لفت نظري شخصيا وهو حضور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد مسابقة تنظم باسم الشيخ سالم العلي للإنترنت، وهي مسابقة سنوية لم تكن تحظى باهتمام رسمي في السنوات السابقة، وبالكاد تهتم بها الصحف اليومية، ولا تتعدى جوائزها مبلغ 50 ألف دينار. وإذا ربطنا بين حضور صاحب السمو أمير البلاد مسابقة الشيخ سالم العلي مع تبرع الشيخ سالم بمناسبة ذكرى تولي الأمير الحكم، فإنه لا يمكن سوى الخروج بتصور واحد هو أن الأسرة الحاكمة تجاوزت فعلا آثار الخلافات التي نشبت بسبب قضية إعفاء الشيخ سعد من الحكم بعد وفاة المرحوم الشيخ جابر الأحمد، وأن الأسرة الحاكمة تريد، من خلال حضور صاحب السمو مسابقة "عادية" تنظم باسم الشيخ سالم العلي ثم تبرع الشيخ سالم العلي بمبلغ 100 مليون دينار بمناسبة ذكرى جلوس الأمير، تريد أن ترسل إشارة واضحة عن حالة "التصالح والتوافق". وبالطبع فإن "تصالح" الأسرة وتجاوزها آثار موضوع خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد يعني أنه تم الاتفاق على "ترتيبات" مرحلة حكم الشيخ نواف الأحمد. وذهبت التحليلات الأولية إلى أبعد مدى بأن رأت أن معادلة اقتسام السلطة بين فرع (آل جابر) وفرع (آل سالم) سوف تعود كما كانت في السابق!
بيد أن فرضية التنسيق بين الشيخ سالم العلي والديوان الأميري فيما يتصل بالتبرع انهارت بعد أن تردد أن الديوان الأميري لم يكن على علم مسبق بالتبرع! وقد أثار هذا الأمر العديد من التساؤلات حول أهداف الشيخ سالم العلي الحقيقية من التبرع. صحيح أن التبرع للفقراء والمحتاجين هو في نهاية المطاف عمل من أعمال الخير، لكن من الصعب جدا إسقاط البعد السياسي، وهو البعد المرتبط "بشخص" المتبرع و"بتوقيت" إعلان التبرع و"بمناسبته". وإذا كانت إعلانات بيت الزكاة السريعة التي نشرت خلال الأيام السابقة في شأن قيام البيت بمهمة صرف التبرع للمحتاجين قد خففت من أهمية البعد السياسي، إلا أن الموضوع لا يزال يحيطه الغموض، لذلك أعتقد أن من حق الرأي العام ومن مصلحة الشيخ سالم العلي أن ينجلي هذا الغموض!
والآن أتحدث عن لقاء الشيخ أحمد الفهد مع قناة العربية، فقد شاهدت اللقاء التلفزيوني الذي أجراه الإعلامي المتألق تركي الدخيل مع الشيخ أحمد الفهد وزير الطاقة السابق والذي عرض ظهر يوم الجمعة. ولدي على هذا اللقاء بعض الملاحظات وأولها أن الشيخ أحمد يعمل حاليا وفق استراتيجية جديدة هي تكثيف الحضور الإعلامي من أجل إعادة "ترميم" صورته التي انهارت بسبب ما لحق به من شبهات في شأن استغلاله نفوذه وتربحه من منصبه الوزاري، وهي الشبهات التي تلقى عليها تقارير ديوان المحاسبة ولجان التحقيق في مجلس الأمة أضواء كاشفة سواء ما اتصل منها بقطاع النفط أو تلك المتصلة بقطاع الرياضة. كما أن الشيخ أحمد الفهد يهدف من خلال الظهور الإعلامي المكثف إلى البقاء في الملعب السياسي تحسبا لأي تعديل وزاري قد يعيد إليه مجده!
الملاحظة الثانية هي أن الشيخ احمد الفهد فقد الكثير من قدراته في المناورة الإعلامية، فقد بدا في اللقاء الأخير في غاية الارتباك خاصة حين تحدث عن مقالاتي، وهو الموضوع الذي سأعود إليه.
الملاحظة الثالثة هي أن الشيخ أحمد الفهد "فضح نفسه" أو "فضحته عيونه" حين سأله مقدم البرنامج عن قضية النفط المفقود، حيث أنه أغمض عينيه ونكس رأسه وهو يجاوب خاصة في المقطع الأخير من الإجابة. وأتصور أنه لو كان الشيخ أحمد مربوط بجهاز كشف الكذب "لفقع" الجهاز!!
الملاحظة الرابعة هي أن الشيخ أحمد كشف عن مقدار سطحيته وضحالة تفكيره حين تحدث عن السياسة الأمريكية في المنطقة، فقد بدا كما لو انه يقرأ عناوين الصحف فقط ويستمد منها "معلوماته وتحليلاته" وهذا أمر لا يليق برئيس جهاز الأمن الوطني. لكن على أي حال وكما يقال "هيك أمن بدو هيك رئيس"!
أما عن حديث الشيخ أحمد الفهد عني وعن مقالاتي وعن أهدافي، وتكراره تشبيهي بعبدالباري عطوان ومصطفى بكري ورسالة التهديد التي يزعم أنني أرسلتها إلى ملاك صحيفة الوطن وقطع "رزقي" وأنه "ما يلومني" إلى آخر "الخرابيط" التي ذكرها، فإنني أقول للشيخ أحمد على فرض أن كل ما قلته عني صحيح، فلماذا كنت تتحدث عني وأنت في غاية الارتباك؟ ولماذا كنت تتهرب من الإجابة عن الأسئلة التي وجهها إليك مقدم البرنامج عن الموضوع ذاته؟ يا شيخ أحمد إن حبل الكذب قصير وقصير جدا. كما أنني أعترف بعجزي عن مجاراتك به، فأنا تربيت في بيئة لا تعرف مثل هذه الصفات، لذلك خذ راحتك وأكذب عني كما تشاء فلن يصدقك أحد، وإن كنت تريد معرفة السبب، فهو أنك تفوقت في الكذب حتى أصبح أسمك الجديد الشيخ أحمد "الصحاف"!!
إن الشيخ أحمد "الصحاف" يريد أن يوهم الناس أن مقالاتي عنه تنبع من دوافع شخصية، لكنني أسأله لماذا طالبت القوى السياسية بإبعادك عن الوزارة؟ ولماذا يعتبرك الشعب الكويتي أحد رموز الفساد؟ ولماذا تقارير ديوان المحاسبة تدينك دائما؟ ولماذا تم إبعادك عن الوزارة؟ هل كل ذلك يتم أيضا لدوافع شخصية؟ لقد "احترق فلمك" يا أحمد!
وقبل أن أختم المقال أود أن أنقل للقراء فقرة واحدة فقط من تقرير ديوان المحاسبة عن اختلاسات ميزانية دورة الخليج السادسة عشر التي أقيمت في الكويت لمعرفة أسلوب إدارة الشيخ أحمد "الصحاف" لقطاع الرياضة حيث كان رئيس اللجنة العليا المنظمة للدورة. يقول التقرير:
"... ويتضمن هذا الفائض 1,075,000 دولار أمريكي بما يعادل 317,550 دينارا قيمة المتبقي من عقد شركة(..........) لم يظهر ضمن حسابات الاتحاد..."!!
فيا أحمد، لقد تضخم "ملفك" في ديوان المحاسبة عن اتحاد كرة القدم ثم عن وزارة الإعلام ثم عن وزارة الطاقة، ونحن بانتظار تقارير الديوان عن ميزانية جهاز الأمن الوطني!!
2/2/2007
سوف أعلق على مقابلة الشيخ أحمد الفهد التي عرضتها قناة العربية يوم الجمعة، لكنني أود أن أعلق أولا على موضوع أهم وهو تبرع الشيخ سالم العلي بمبلغ 100 مليون دينار للأسر الكويتية المحتاجة ولأسر الشهداء.
لقد أثار خبر التبرع العديد من الأسئلة والتكهنات، وقد سعيت كغيري إلى تحليل "ما وراء الخبر"، وهل نضع التبرع في خانة "العمل الخيري" البحت أم نضعه في خانة "العمل السياسي" المختلط بالعمل الخيري. وبالطبع، ونظرا لغياب أي تبرير من جانب الشيخ سالم العلي، فإن التحليل الذي تم تداوله ينطلق من فرضية ثابتة، أي فرضية لا يمكن إغفالها، وهي أن التبرع لم يتم إلا بالتنسيق والتشاور مع القيادة السياسية العليا في البلاد، ذلك أن مناسبة التبرع كما ورد في الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الكويتية هي مرور عام على تولي صاحب السمو مقاليد الحكم، وبالتالي فإن أي عمل مرتبط بتلك المناسبة لابد وأن يتم بالتنسيق مع الديوان الأميري.
وقد ارتبطت هذه الفرضية "السياسية" بحدث سبق إعلان التبرع وقد لفت نظري شخصيا وهو حضور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد مسابقة تنظم باسم الشيخ سالم العلي للإنترنت، وهي مسابقة سنوية لم تكن تحظى باهتمام رسمي في السنوات السابقة، وبالكاد تهتم بها الصحف اليومية، ولا تتعدى جوائزها مبلغ 50 ألف دينار. وإذا ربطنا بين حضور صاحب السمو أمير البلاد مسابقة الشيخ سالم العلي مع تبرع الشيخ سالم بمناسبة ذكرى تولي الأمير الحكم، فإنه لا يمكن سوى الخروج بتصور واحد هو أن الأسرة الحاكمة تجاوزت فعلا آثار الخلافات التي نشبت بسبب قضية إعفاء الشيخ سعد من الحكم بعد وفاة المرحوم الشيخ جابر الأحمد، وأن الأسرة الحاكمة تريد، من خلال حضور صاحب السمو مسابقة "عادية" تنظم باسم الشيخ سالم العلي ثم تبرع الشيخ سالم العلي بمبلغ 100 مليون دينار بمناسبة ذكرى جلوس الأمير، تريد أن ترسل إشارة واضحة عن حالة "التصالح والتوافق". وبالطبع فإن "تصالح" الأسرة وتجاوزها آثار موضوع خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد يعني أنه تم الاتفاق على "ترتيبات" مرحلة حكم الشيخ نواف الأحمد. وذهبت التحليلات الأولية إلى أبعد مدى بأن رأت أن معادلة اقتسام السلطة بين فرع (آل جابر) وفرع (آل سالم) سوف تعود كما كانت في السابق!
بيد أن فرضية التنسيق بين الشيخ سالم العلي والديوان الأميري فيما يتصل بالتبرع انهارت بعد أن تردد أن الديوان الأميري لم يكن على علم مسبق بالتبرع! وقد أثار هذا الأمر العديد من التساؤلات حول أهداف الشيخ سالم العلي الحقيقية من التبرع. صحيح أن التبرع للفقراء والمحتاجين هو في نهاية المطاف عمل من أعمال الخير، لكن من الصعب جدا إسقاط البعد السياسي، وهو البعد المرتبط "بشخص" المتبرع و"بتوقيت" إعلان التبرع و"بمناسبته". وإذا كانت إعلانات بيت الزكاة السريعة التي نشرت خلال الأيام السابقة في شأن قيام البيت بمهمة صرف التبرع للمحتاجين قد خففت من أهمية البعد السياسي، إلا أن الموضوع لا يزال يحيطه الغموض، لذلك أعتقد أن من حق الرأي العام ومن مصلحة الشيخ سالم العلي أن ينجلي هذا الغموض!
والآن أتحدث عن لقاء الشيخ أحمد الفهد مع قناة العربية، فقد شاهدت اللقاء التلفزيوني الذي أجراه الإعلامي المتألق تركي الدخيل مع الشيخ أحمد الفهد وزير الطاقة السابق والذي عرض ظهر يوم الجمعة. ولدي على هذا اللقاء بعض الملاحظات وأولها أن الشيخ أحمد يعمل حاليا وفق استراتيجية جديدة هي تكثيف الحضور الإعلامي من أجل إعادة "ترميم" صورته التي انهارت بسبب ما لحق به من شبهات في شأن استغلاله نفوذه وتربحه من منصبه الوزاري، وهي الشبهات التي تلقى عليها تقارير ديوان المحاسبة ولجان التحقيق في مجلس الأمة أضواء كاشفة سواء ما اتصل منها بقطاع النفط أو تلك المتصلة بقطاع الرياضة. كما أن الشيخ أحمد الفهد يهدف من خلال الظهور الإعلامي المكثف إلى البقاء في الملعب السياسي تحسبا لأي تعديل وزاري قد يعيد إليه مجده!
الملاحظة الثانية هي أن الشيخ احمد الفهد فقد الكثير من قدراته في المناورة الإعلامية، فقد بدا في اللقاء الأخير في غاية الارتباك خاصة حين تحدث عن مقالاتي، وهو الموضوع الذي سأعود إليه.
الملاحظة الثالثة هي أن الشيخ أحمد الفهد "فضح نفسه" أو "فضحته عيونه" حين سأله مقدم البرنامج عن قضية النفط المفقود، حيث أنه أغمض عينيه ونكس رأسه وهو يجاوب خاصة في المقطع الأخير من الإجابة. وأتصور أنه لو كان الشيخ أحمد مربوط بجهاز كشف الكذب "لفقع" الجهاز!!
الملاحظة الرابعة هي أن الشيخ أحمد كشف عن مقدار سطحيته وضحالة تفكيره حين تحدث عن السياسة الأمريكية في المنطقة، فقد بدا كما لو انه يقرأ عناوين الصحف فقط ويستمد منها "معلوماته وتحليلاته" وهذا أمر لا يليق برئيس جهاز الأمن الوطني. لكن على أي حال وكما يقال "هيك أمن بدو هيك رئيس"!
أما عن حديث الشيخ أحمد الفهد عني وعن مقالاتي وعن أهدافي، وتكراره تشبيهي بعبدالباري عطوان ومصطفى بكري ورسالة التهديد التي يزعم أنني أرسلتها إلى ملاك صحيفة الوطن وقطع "رزقي" وأنه "ما يلومني" إلى آخر "الخرابيط" التي ذكرها، فإنني أقول للشيخ أحمد على فرض أن كل ما قلته عني صحيح، فلماذا كنت تتحدث عني وأنت في غاية الارتباك؟ ولماذا كنت تتهرب من الإجابة عن الأسئلة التي وجهها إليك مقدم البرنامج عن الموضوع ذاته؟ يا شيخ أحمد إن حبل الكذب قصير وقصير جدا. كما أنني أعترف بعجزي عن مجاراتك به، فأنا تربيت في بيئة لا تعرف مثل هذه الصفات، لذلك خذ راحتك وأكذب عني كما تشاء فلن يصدقك أحد، وإن كنت تريد معرفة السبب، فهو أنك تفوقت في الكذب حتى أصبح أسمك الجديد الشيخ أحمد "الصحاف"!!
إن الشيخ أحمد "الصحاف" يريد أن يوهم الناس أن مقالاتي عنه تنبع من دوافع شخصية، لكنني أسأله لماذا طالبت القوى السياسية بإبعادك عن الوزارة؟ ولماذا يعتبرك الشعب الكويتي أحد رموز الفساد؟ ولماذا تقارير ديوان المحاسبة تدينك دائما؟ ولماذا تم إبعادك عن الوزارة؟ هل كل ذلك يتم أيضا لدوافع شخصية؟ لقد "احترق فلمك" يا أحمد!
وقبل أن أختم المقال أود أن أنقل للقراء فقرة واحدة فقط من تقرير ديوان المحاسبة عن اختلاسات ميزانية دورة الخليج السادسة عشر التي أقيمت في الكويت لمعرفة أسلوب إدارة الشيخ أحمد "الصحاف" لقطاع الرياضة حيث كان رئيس اللجنة العليا المنظمة للدورة. يقول التقرير:
"... ويتضمن هذا الفائض 1,075,000 دولار أمريكي بما يعادل 317,550 دينارا قيمة المتبقي من عقد شركة(..........) لم يظهر ضمن حسابات الاتحاد..."!!
فيا أحمد، لقد تضخم "ملفك" في ديوان المحاسبة عن اتحاد كرة القدم ثم عن وزارة الإعلام ثم عن وزارة الطاقة، ونحن بانتظار تقارير الديوان عن ميزانية جهاز الأمن الوطني!!
2/2/2007