المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل ترضى المؤسسة الدينية؟!



زوربا
02-07-2007, 04:25 PM
مشعل السديري

حدثني أحدهم وهو قد عاش عدة سنوات في بلدة أوروبية وقال: إنني تعرفت في محيط عملي برجل محترم، وتطورت المعرفة إلى صداقة، وفي أحد الأيام عندما التقيته في مقهى وجدته ضاحكاً على غير عادته المتحفظة، وعندما سألته عن سبب فرحته أو بهجته هذه، قال: الواقع انها ليست فرحة بالمعنى الصحيح بقدر ما هي مفارقة غير متوقعة؛ فزوجتي يا سيدي تعمل مدرسة في النهار، وفي المدة الأخيرة قررت أن تشارك في المساء بأداء بعض الأدوار المسرحية في المسرح المحلي لبلدتنا، فكانت في كل صباح تذهب وهي مرتدية الملابس العادية، أما في المساء فتغادر وهي مرتدية ملابس الشخصية أو الدور الذي سوف تؤديه في المسرحية، حيث أن المسرح قريب من المنزل ولا تريد هي أن تتكبد عناء تبديل وارتداء ملابسها هناك.. وقد سكن إلى جوارنا في المدة الأخيرة رجل متقاعد، لا شغلة ولا مشغلة له غير مراقبة الجيران والتلصص عليهم ومتابعة أخبارهم.

وفي أحد الأيام وقبل أن أركب سيارتي للذهاب إلى العمل، وإذا به يتجه نحوي ويسلم عليّ ثم يسألني: كيف أستطيع أن أقيم هذه العلاقات المتعددة مع النساء، دون أن تكتشف زوجتي ذلك؟! فلم أرد عليه، وإنما تبسمت له بسمة خفيفة، ونفخت صدري، ثم انطلقت بسيارتي والرجل المتقاعد يشيعني بنظرات الإعجاب والحسد، وقد ذكرت ذلك فيما بعد لزوجتي التي ضحكت قائلة: كان يجب عليك أن توضح له الحقيقة، فقلت لها: هل أنت مجنونة، أتريدين أن أحطم سمعتي وانتصاري وتعدد علاقاتي هكذا دفعة واحدة؟! لا، دعيني أبقى كما أنا في عينه: خليفة (كازانوفا).

وهذا ما ذكرني بما قرأته عن ممثلات كن يؤدين دور الراهبات في المسرحية الشهيرة (صوت الموسيقى)، وكان الوقت صيفاً، وكن كل يوم يؤدين (البروفات) المتتالية استعداداً لافتتاح المسرحية بعد أسابيع، وفي فترة إحدى الاستراحات قررن الذهاب إلى المقهى المجاور، وذهبن ببساطة ومن دون تركيز وهن يرتدين ملابس الراهبات، وطلب البعض منهن أقداحاً من البيرة، التي أخذن يحتسينها وهن جالسات على كراسي (البار) المرتفعة، وقد رفعن ملابسهن الثقيلة الطويلة وكشفن عن سيقانهن طلبا للهواء والبرودة، وأخذن يحدثن بعضهن البعض بأصوات عالية، ويضحكن و(ينكتن) ويتبادلن كلمات تخدش الحياء، ولا تمت لأخلاق الراهبات ولا التزامهن بأي صلة.

واستغربن بتوقف المارة وتكدسهم أمام باب المقهى للفرجة عليهن، وأخيراً اكتشفن أن منظرهن كان فعلا يدعو للاستغراب والدهشة، فالناس لم يصدقوا عيونهم وهم يرون (الراهبات) يتصرفن مثل هذه التصرفات الماجنة، فقطعن جلستهن، وانطلقن هاربات وهن يتضاحكن إلى المسرح.

وفي ثاني يوم وإذا بإحدى الصحف تنشر في صفحتها الأولى صور الراهبات وهن ممسكات بأكواب البيرة الكبيرة بأيديهن، مع التركيز على سيقانهن، وسط تساؤل كبير موجه للمؤسسة الدينية، إن كانت ترضى بمثل هذا العمل الفاضح؟!

meshal@asharqalawsat.com