مشاهدة النسخة كاملة : شاهد عيان: تفجير سوق الصدرية أجهز على التجار والبضائع والزبائن
شاهد على مجزرة الصدرية: لم ينج تاجر واحد
بغداد: حيدر نجم ونصير العلي
http://www.aawsat.com/2007/02/05/images/front.405011.jpg
قال احد سكان منطقة الصدرية وسط بغداد، حيث وقعت في سوقها مجزرة اول من امس اوقعت ما لا يقل عن 130 قتيلا وأكثر من 300 جريح، ان أحدا من اصحاب المتاجر في السوق لم ينج من التفجير الذي نفذ بشاحنة مفخخة بأكثر من طن من المتفجرات.
وأضاف حيدر العتبي «لا اعتقد بان الحياة سترجع الى هنا مرة اخرى، لم يتبق اي شيء في هذا الشارع اندثر الجميع من تجار وزبائن ومحلات وبضاعة، وعلى اي اساس ستعود الامور كما كانت؟». وتابع العتبي الذي استقرت عائلته في الحي منذ ستينات القرن الماضي «لم ينج احد من اصحاب المحلات التجارية، لقد قتلوا جميعهم»، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
الحكومة تجدد تعهدها باتخاذ إجراءات صارمة بعد مقتل 135 في المجزرة
بغداد: «الشرق الأوسط»
فيما قال احد سكان حي الصدرية، حيث أودت شاحنة مفخخة بأكثر من طن من المتفجرات، بحياة ما لا يقل عن 130 شخصا وإصابة اكثر من 300 اخرين في وسط بغداد، مساء أول من امس، انه «لم يبق شيء، اندثر الجميع من تجار وزبائن وبضائع»، تعهدت الحكومة العراقية مجددا امس باتخاذ اجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه المجازر.
واضاف حيدر العتبي، لوكالة الصحافة الفرنسية، قائلا «لا اعتقد ان الحياة سترجع الى هنا مرة اخرى، لم يتبق اي شيء في هذا الشارع اندثر الجميع من تجار وزبائن ومحلات وبضاعة، وعلى اي اساس ستعود الامور كما كانت؟»، وتابع العتبي الذي استقرت عائلته في الحي منذ ستينات القرن الماضي «لم ينج احد من اصحاب المحلات التجارية، لقد قتلوا جميعهم».
واحترق ما لا يقل عن 40 محلا تجاريا بالكامل مع البضائع المكدسة داخلها، وكان الانفجار من القوة بحيث يخال المارون هناك ان زلزالا ضرب المنطقة او ان اعصارا شديدا عصف بمبانيها. وقد تحطم زجاج المباني ضمن دائرة يبلغ قطرها حوالى المائة متر.
يذكر ان هذا الشارع التجاري يشهد ازدحاما نظرا لوجود محلات تبيع مختلف انواع البضائع التي يرغب المتسوقون في شرائها، خصوصا المواد الغذائية. والشارع هو بين الاقدم في وسط بغداد وتسكنه غالبية من الاكراد الفيليين (شيعة). وتفرض قوات الجيش طوقا أمنيا حول المنطقة، في حين يتولى سكانها تفتيش المارة بشكل دقيق كما يقومون بإغلاق الطريق من الجانبين.
ووقف العتبي بالقرب من موقع الانفجار، مشيرا الى عدد من المباني قائلا: «هذا المبنى قتل جميع سكانه (...) اطفالا ونساء ورجالا. هناك حوالي 13 عائلة ابيدت تماما ولم يتبق منها احد وقضى العديد ممن يعيشون في المباني المجاورة للشارع». في غضون ذلك، وصل عدد من اقارب الضحايا يسألون عن مصيرهم، فأجابهم العتبي: «لا تسألوا عن اي من اصحاب المحلات من اول الشارع حتى اخره، لان الجميع قتلوا امس (السبت) بالانفجار».
وفيما انهمك عدد من سكان المنطقة بالبحث تحت انقاض المباني، اكد حيدر انتشال عشر جثث هذا الصباح كانت عالقة تحت الانقاض، مشيرا الى احتمال وجود جثث اخرى تحت انقاض بعض المنازل، التي سقطت على ساكنيها نظرا لقدمها. وتابع العتبي ان «المنطقة تعرضت الى انفجار ثلاث سيارات قبل شهرين، تم اغلاق الشارع مدة عشرين يوما، لكن اصحاب المحلات التجارية، التي يقصدها الزبائن من جميع انحاء بغداد اعترضوا على ذلك وطالبوا بإعادة فتحه».
وقال «اعيد فتح الشارع امام السيارات قبل عشرة ايام فقط (...) على كل حال، لم تكن التفجيرات الثلاث بهذا السوء (...) ومنذ ذلك الحين يمنع اصحاب المحلات توقف اي سيارة على جانب الطريق، تحسبا لتفجيرات محتملة، لكن ذلك لم يمنع ما حدث بالامس». وكان اكثر من ستين شخصا قد قتلوا واصيب اكثر من تسعين اخرين بجروح بانفجار ثلاث سيارات مفخخة في الثالث من ديسمبر (كانون الاول) الماضي في الشارع ذاته.
من جهة اخرى، جددت الحكومة العراقية أمس تعهدها باتخاذ اجراءات مشددة ضد المسلحين. ونسبت وكالة رويترز الى مسؤول رفيع في الحكومة قوله إن «الحكومة مصممة على القضاء على الارهابيين والخارجين على القانون.
ان تفجير البارحة هو دليل آخر على وحشيتهم». وكان مكتب المالكي قد أعلن في بيان في وقت متأخر من مساء أول من أمس: «اننا عازمون على استئصال الجريمة وقطع دابرها وجذورها ومنابعها والداعمين لها بالقول والفعل».
عدالة توزيع الموت
احمد الربعي
الجريمة البشعة التي ارتكبت في منطقة الصدرية في بغداد والتي راح ضحيتها أكثر من أربعمائة مدني في احد الأسواق المكتظة بالبشر، هي واحدة من حلقات الجنون الذي يمارسه القتلة في العراق دون واعز من ضمير أو خلق ودون أن ترف لهم عين وهم يشاهدون الأبرياء يتساقطون بهذا الشكل الإجرامي ..!
ما يحدث في العراق تعجز أدبيات العلم السياسي وتجارب التاريخ أن تجد له تفسيرا. فلو أن القتلة يستهدفون الاحتلال لوجهوا أسلحتهم للمحتلين وليس للمدنيين العراقيين. ولو أن القتلة يقتلون المواطنين السنة لقلنا أنهم من المتطرفين الشيعة، ولو كان العكس لقلنا أنهم من المتطرفين السنة. لكن الضحايا في العراق هم من كل الفئات والطوائف العراقية، والضحايا هم أطفال وربات بيوت وطلاب ومسنين، شيعة وسنة، أكراداً ومسيحيين ..!
الإرهاب والعنف في العراق ليس مقاومة للمحتلين، فمن يريد رأس المحتل يتوجه له مباشرة، والإرهاب ليس حرباً طائفية فالضحايا من كل الطوائف، والإرهاب ليس له هدف سياسي سوى تحقيق اكبر قدر من الضحايا الأبرياء ..!
لقد أصبحت نشرات الأخبار ثقيلة ومحزنة فالدم العراقي يتدفق دون أن يكون للقتلة قضية، وكأنها حرب أشباح ينتقمون من كل الناس ومن كل الطوائف ومن كل العراقيين ..! وهذا الإرهاب هو بالتأكيد امتداد لعقلية النظام المقبور، فلقد كان ضحاياه من كل الطوائف وكل أطياف الشعب العراقي، وكان النظام السابق ديمقراطيا حتى العظم في توزيع القتل بالتساوي، لا فرق بين البصره وتكريت، ولا بين سني وشيعي، ولا بين عربي وكردي، فالمقابر الجماعية تضم رفاه الجميع، والسجون تضم الجميع. إنها ديمقراطية القتل وعدالة توزيع الموت. والإرهاب الحالي هو امتداد أيضا لعقلية الإرهاب الدولي فالضحايا من كل الأجناس والطبقات والأديان يتساوى ضحايا مركز التجارة العالمي في نيويورك، مع مجمعات سكنية آمنة في الرياض، ويتساوى تفجير السفارات الأجنبية مع نحر رؤوس المسلمين بالسكاكين..! وهي مرة أخرى ديمقراطية القتل، وعدالة توزيع الموت..!
لا تفسير للقتل الجماعي في العراق سوى انه نتيجة لتحالف المؤمنين بديمقراطية القتل وعدالة توزيع الموت، ولا يمكن في هذه الحالة تبرئة أنظمة سياسية قائمة تؤمن بنفس النظرية ولا تعتقد أن للإنسان كرامة أو حق حتى في أن يظل حيا. وإذا لم تكن هذه الأنظمة متورطة مباشرة، فإنها على الأقل تقوم بتسهيل مهمة القتلة وغض النظر عنهم، معتقدين أن حفلة الموت العراقية الحالية هي تصفية حساب مع الاميركان على حساب أشلاء وجثث العراقيين..!
ما ينساه هؤلاء هو حقيقة أن النار لا تعرف الحدود. وان تربية الثعابين هي رياضة مكلفة حين تعود هذه الثعابين لتقتل أولياء نعمتها ومن ربوها حتى كبرت، ومخطئ من يعتقد أن هذا القتل المجنون يمكن أن يحرر وطنا، أو يحقق هدفا. انه قتل اعمى وحاقد يقوم به المرضى والشواذ.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir