سمير
02-05-2007, 02:53 PM
إيلاف
الواعظ البريك منتقداً الصفار بسبب ارتباطاته المذهبية
محامي الصحوة السعودي يبدأ معركة ضد السيستاني
عمر العقيلي من واشنطن
انطلقت أمس الأول في السعودية الشرارة الأولى لمواجهة هي الأولى من نوعها بين وجهتين ورمزين يختلفان حدّ النقيض، كانت في أحد أوجهها شيعية ـ سنية، بدأها أخيرا الدكتور سعد البريك الداعية المحسوب على التيار الصحوي بمقال ناقد هاجم فيه الشيخ حسن الصفار المحسوب على التيار الشيعي المعتدل. البريك لم ينتظر طويلا، فقد اختار خصمه الجديد، مشككاً ومجادلا في وطنيته من خلال التطرق للمرجعية المدنية للخصم. فبعد العديد من المقالات التي كتبها البريك في زاويته في جريدة المدينة السعودية (ملحق الرسالة الإسلامي الأسبوعي) عن الكاتب قينان الغامدي مشككاً في وطنيته ومتهماً إياه بمحاولة تدمير السلطة الحكومية بحديثه عن المؤسسات المدنية، انطلق سعد البريك الآن مؤولا ما كتبه الشيخ الشيعي المعروف حسن الصفار عن الوطنية وعن وجوب تلاحم السعوديين في هذه الأوقات.
وكتب البريك مقالاً الأسبوع الماضي في ملحق الرسالة بعنوان (كلام جميل يحتاج إلى بيان صريح)، قال فيه أن الشيخ الصفار كتب كلاماً جميلاً ولكنه يعتبر السيستاني مرجعاً له، وهو مقلد للسيستاني الذي كفر أهل السنة في موقعه على الإنترنت، وقال البريك أن المرجع الشيعي في العراق السيستاني قال "أن من لم يصدق بولاية أهل البيت فهو كافر".
سعد البريك يعتبر مناظراً من الطراز الأول وظهر منذ تأسيس القناة الرياضية في التلفزيون السعودية في هذه القناة متهجماً على الليبراليين والمتمدنين السعوديين وكل من يخالف فكرته الإسلامية السلفية. البريك الذي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، لم يكن من أبرز قادة الصحوة ولا حتى من نشطائها، أما الآن فهو يعتبر محامي الصحويين في السعودية، ونذر نفسه ووقته وجهده في محاربة كل الأفكار التي لا تتفق مع الأفكار الإصلاحية الصحوية، وكان آخرها ما كتبه عن المطالبين بمؤسسات المجتمع المدني متهماً إياهم بأنهم سوف يقودون الدولة إلى النهاية وبهذه المؤسسات سوف ينهون السلطة الحالية.
ويعتبر أكبر وأقوى ما أثاره سعد البريك هو ما قاله في محاضرة في أحد المراكز الصيفية في جدة من أن هناك من السعوديين من يعملون ويدعمون من سفارات أجنبية في السعودية، واعتبر كثير من المثقفين السعوديين أن هذا اتهام وتخوين لكل الإصلاحيين في السعودية لأن البريك لم يحدد أسماء معينه، بل ترك الأمر مفتوحاً لمن أراد التخمين. وكان من أبرز محاضرات البريك تلك التي أقامها في منطقة جازان (جنوب غرب السعودية) بعد أحداث 11 سبتمبر بأيام وأعتبر أن ما حدث لا يمثل الإسلام والمسلمين مستبعداً أن يكون من نفذها مسلمين.
حسن الصفار
أما نظير البريك فهو الداعية الشيعي المعروف حسن الصفار الذي يحظى بجمهور كبير في أوساط المجتمع الشيعي، ويعتبر الصفار من المطالبين بالوحدة الوطنية من خلال مشاركاته في الحوار الوطني في السعودية لعدة سنوات، ومبادرته الشهيرة بالسلام على الشيخ سلمان العودة وركوب سيارة واحدة معه، والتي استقبلها كثير من السعوديين بترحاب بالغ من الشيخين الصفار والعودة، ودرس الصفار في ايران والعراق وسبق له أن عمل كداعية في بلدان كثيرة مثل قطر وعمان ودمشق وصدر له أكثر من 80 كتيب، ترجم البعض منها إلى لغات أخرى كان آخرها عن المذهب والوطن في 2006 والسياسة النبوية العام أواخر العام نفسه.
وفيما يلي نص مقال الدكتور سعد البريك:
أبهجني المقال الذي كتبه الأخ حسن الصفار في ملحق الرسالة قبل أسبوعين وما تضمنه من دعوة إلى الوحدة والالتقاء ورص صفوف الأمة ، وأفرحتني دعوته إلى نبذ الفرقة وعدم الانجرار إلى أتون الفتنة المذهبية التي يخطط لها أعداؤنا ، والوعي بما يراد بالأمة من صراع مهلك واقتتال مدمر .
لكن يعكر هذا الكلام الجميل فتوى السيد السيستاني التي نشرها في موقعه ثم سحبها ـ لكن بقي ما يؤكدها بعد تحديث الموقع ـ بتكفير أهل السنة إذا لم يعتقدوا بوجوب إمامة علي رضي الله عنه وذريته من بعده ، وحَكَمَ على أكثر من ألف وثلاثمائة مليون مسلم بالكفر والخروج من الإسلام .
قد يعجب القارئ !! إذ ما علاقة الصفار بالسيستاني ، وما هو وجه الربط بين هذين الرأيين المتناقضين ، حتى إن الجغرافيا لا تجمعهما ، ففتوى التكفير أصدرها السيستاني في العراق ، ومقال الصفار التوحيدي كتبه في المملكة ، وما علاقة هذا بذاك ، وأين المملكة من العراق ؟!! .
الأمر يبعث على العجب فعلاً ، والأسئلة محقة وفي محلها ، لكن سرعان ما يزول هذا العجب إذا علمنا أن الأخ الصفار يعتبر أن السيستاني هو «المرجع الأعلى والمرجع الفعلي حالياً في الساحة العراقية وفي كثير من المجتمعات الشيعية»، وهذا الكلام مقتبس بالحرف من مقابلة الأخ الصفار نفسه في قناة الجزيرة في حوار حول «المرجعية الشيعية بين الدين والسياسة»، وذلك مساء الأحد 18 محرم 1426هـ 27 فبراير 2005م، ونشرها في موقعه الشخصي في الانترنت .
بل إن الأخ الصفار أكد في مقابلة مع وكالة رويترز صباح الخميس 14 ذي الحجة الموافق 5/2/2004م أن مرجعه هو السيد السيستاني بقوله «هناك اتصال دائم بيننا وبين السيد السيستاني في العراق في الأمور الدينية في أخذ الفتاوى الفقهية الدينية» ، وكتب دومينيك إيفينز مندوب وكالة «رويترز» للأنباء في الرياض مقالاً نشرته شبكة «راصد الإخبارية» يوم الخميس في 26 يناير 2005م – قال فيه : «الشيخ الصفار يقلد آية الله علي السيستاني ذو السلطة الواسعة»، ولم يصدر عن الأخ الصفار أو عن الشبكة ما ينفي صحة هذه المعلومة ، ونفس المقال نشرته أيضاً شبكة «النبأ المعلوماتية» يوم الأحد 31/1/2005 الموافق 20/ ذو الحجة/1425.
بل إن الأخ الصفار افتخر بأن ذكر في سيرته الذاتية المنشورة في موقعه الشخصي أن السيد السيستاني هو على رأس المراجع التي منحته إجازة وشهادة «تقديراً لكفاءته وتوثيقاً لدوره الديني والاجتماعي».
ومن معاني التقليد ـ كما هو معلوم ـ الولاء والطاعة في الأمور الاجتهادية التي يفتي بها المرجع المقلَّد . ومن المعلوم أيضاً أن المرجع لا تقتصر مرجعيته على مقلديه من سكان وطنه فحسب، بل هي مرجعية عابرة للحدود ، لذلك نجد أن وكلاء المراجع منتشرون في الدول الأخرى ، ومهمتهم ربط الناس بمرجعهم البعيد في الفتيا وقبض الأخماس وغيرها .
المرجع السيستاني يفتي ـ بجرة قلم ـ بكفر كل الأمة عدا شيعة أهل البيت, الأخ الصفار ـ يدعو إلى الوحدة والتقارب مع من كفَّرهم مرجعه !! .
إن هذا لا يمكن أن يستقيم في العقول أبداً ، إلا إذا جاء كلام الأخ الصفار من باب التقية . والذي أحسب أنه أنبل من أن يتكلم ـ تقيةً ـ بهذا الكلام الجميل الذي يريح العقلاء وينزع فتيل الفتنة.
كما أحسب أن الأخ الصفار أعقل من أن يشرب من الإناء ثم يكدره، ولا إخاله يقول بكفر شعب عاش بين ظهرانيه متعايشين متعاونين وأكلوا من خيرات هذه الأرض المباركة وتنفسوا هواءها ثم يقول بكفر أهلها في الدنيا وخلودهم في دركات الجحيم إلى الأبد !!
وإزالة للبس والتناقض الذي قد يراه البعض ، فإني أنتظر من الأخ الصفار أن يحرر الموقف من فتوى المرجع السيستاني التكفيرية بما لا يدع مجالاً للاحتمال والظن وحتى لا يكون الأخ حسن الصفار تابعاً لمرجعه السيستاني بتكفير من لم يقل بالإمامة .
كما ننتظر أن يحرر الموقف من موضوع الولاء ومفهومه له ، هل هو ولاء ديني فقط أم ولاء سياسي أيضاً ، سيما وأنه أكد أن سلطة المراجع اتسعت لتشمل السياسة والاقتصاد ، وذلك في تصريحه في مقابلته مع قناة الجزيرة والمنشور في موقعه الشخصي بما نصه :» اتسع دور الفقيه المرجع ليشمل الزعيم السياسي والاقتصادي « ، وتتأكد هذه الحقيقة إذا علمنا أن المرجع الأعلى السيستاني أطلق عدداً من الآراء والمواقف السياسية ، فهو الذي وافق على مسودة القانون الإداري الانتقالي في العراق ، وتدخّل في صياغة بعض فقراته ، وأفتى بأن الانتخاب واجب شرعي ، ودَعَم كل الأحزاب الشيعية وبارك اختيار الجعفري مرشحاً لرئاسة الحكومة.
إذاً المرجع له زعامة سياسية واقتصادية فضلاً عن زعامته الدينية ، فما هو موقف الأخ الصفار من الآراء السياسية للمراجع لو كانت معادية لوطنه وولاة أمره ؟.
وهل يقدم مصلحة الوطن على طاعة المرجع أم يحذو حذو كثير من شيعة العراق في طاعة المرجع حتى ولو خالفت مصلحة الوطن ؟.
ولا بأس هنا بالتذكير بفتاوى المرجع الأعلى السيد السيستاني وامتثال شيعة العراق المطلق لها والتي أدت إلى تمكين المحتل من رقاب البلاد والعباد عندما أفتى بإلقاء السلاح وعدم مقاومة المحتلين .
فهل يحمل الأخ حسن نفس الولاء الديني والسياسي للمرجعية كشيعة العراق؟.
وماذا لو تعرضت المملكة لاعتداء من أي جهة كان ، وأفتت المرجعية بعدم مساندة الكفار ـ أي أهل السنة ـ في مقاومتهم للغزاة ، فهل سيعصي الأخ الصفار المرجعية ويستمطر غضب الله تعالى بتقديم مصلحة الوطن على طاعة المرجع ، أم سيسعى إلى رضا الله بطاعة المرجعية فيترك وطنه وبلاده نهباً للغزاة الطامعين ؟.
هذا ما ننتظر رأي الأخ الصفار فيه أيضاً . كلام الأخ الصفار في الوحدة وطاعة ولاة الأمر جميل ورائع ـ كما أسلفت ـ لكنه بذلك يخالف المخطط الامبراطوري الصفوي الذي يسعى إلى « فتح الأراضي المقدسة « « وتحريرها من أيدي الكفرة « كما ورد في خطبة د. محمد مهدي صادقي في احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبدان في 17/3/1979 م تأييداً لثورة الخميني حيث قال :»أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود».
وأكدها محمد الكناني على مداخلة له على قناة المستقلة قائلاً :» اليوم بغداد ... وغداً نجد «.
وإن من البديهي أن المخطط الامبراطوري الفارسي سيسعى في سبيل تنفيذ ما يريد إلى الاستعانة بمؤيديه ومُواليه من شيعة المملكة الذين لا يخفون ولاءهم للمرجعيات في قم والنجف.
فما هو موقف الأخ حسن الصفار من هذا المخطط ؟. ولمن الخيار في المعادلة الحرجة ، المرجعية أم الانتماء للوطن ؟.
الواعظ البريك منتقداً الصفار بسبب ارتباطاته المذهبية
محامي الصحوة السعودي يبدأ معركة ضد السيستاني
عمر العقيلي من واشنطن
انطلقت أمس الأول في السعودية الشرارة الأولى لمواجهة هي الأولى من نوعها بين وجهتين ورمزين يختلفان حدّ النقيض، كانت في أحد أوجهها شيعية ـ سنية، بدأها أخيرا الدكتور سعد البريك الداعية المحسوب على التيار الصحوي بمقال ناقد هاجم فيه الشيخ حسن الصفار المحسوب على التيار الشيعي المعتدل. البريك لم ينتظر طويلا، فقد اختار خصمه الجديد، مشككاً ومجادلا في وطنيته من خلال التطرق للمرجعية المدنية للخصم. فبعد العديد من المقالات التي كتبها البريك في زاويته في جريدة المدينة السعودية (ملحق الرسالة الإسلامي الأسبوعي) عن الكاتب قينان الغامدي مشككاً في وطنيته ومتهماً إياه بمحاولة تدمير السلطة الحكومية بحديثه عن المؤسسات المدنية، انطلق سعد البريك الآن مؤولا ما كتبه الشيخ الشيعي المعروف حسن الصفار عن الوطنية وعن وجوب تلاحم السعوديين في هذه الأوقات.
وكتب البريك مقالاً الأسبوع الماضي في ملحق الرسالة بعنوان (كلام جميل يحتاج إلى بيان صريح)، قال فيه أن الشيخ الصفار كتب كلاماً جميلاً ولكنه يعتبر السيستاني مرجعاً له، وهو مقلد للسيستاني الذي كفر أهل السنة في موقعه على الإنترنت، وقال البريك أن المرجع الشيعي في العراق السيستاني قال "أن من لم يصدق بولاية أهل البيت فهو كافر".
سعد البريك يعتبر مناظراً من الطراز الأول وظهر منذ تأسيس القناة الرياضية في التلفزيون السعودية في هذه القناة متهجماً على الليبراليين والمتمدنين السعوديين وكل من يخالف فكرته الإسلامية السلفية. البريك الذي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، لم يكن من أبرز قادة الصحوة ولا حتى من نشطائها، أما الآن فهو يعتبر محامي الصحويين في السعودية، ونذر نفسه ووقته وجهده في محاربة كل الأفكار التي لا تتفق مع الأفكار الإصلاحية الصحوية، وكان آخرها ما كتبه عن المطالبين بمؤسسات المجتمع المدني متهماً إياهم بأنهم سوف يقودون الدولة إلى النهاية وبهذه المؤسسات سوف ينهون السلطة الحالية.
ويعتبر أكبر وأقوى ما أثاره سعد البريك هو ما قاله في محاضرة في أحد المراكز الصيفية في جدة من أن هناك من السعوديين من يعملون ويدعمون من سفارات أجنبية في السعودية، واعتبر كثير من المثقفين السعوديين أن هذا اتهام وتخوين لكل الإصلاحيين في السعودية لأن البريك لم يحدد أسماء معينه، بل ترك الأمر مفتوحاً لمن أراد التخمين. وكان من أبرز محاضرات البريك تلك التي أقامها في منطقة جازان (جنوب غرب السعودية) بعد أحداث 11 سبتمبر بأيام وأعتبر أن ما حدث لا يمثل الإسلام والمسلمين مستبعداً أن يكون من نفذها مسلمين.
حسن الصفار
أما نظير البريك فهو الداعية الشيعي المعروف حسن الصفار الذي يحظى بجمهور كبير في أوساط المجتمع الشيعي، ويعتبر الصفار من المطالبين بالوحدة الوطنية من خلال مشاركاته في الحوار الوطني في السعودية لعدة سنوات، ومبادرته الشهيرة بالسلام على الشيخ سلمان العودة وركوب سيارة واحدة معه، والتي استقبلها كثير من السعوديين بترحاب بالغ من الشيخين الصفار والعودة، ودرس الصفار في ايران والعراق وسبق له أن عمل كداعية في بلدان كثيرة مثل قطر وعمان ودمشق وصدر له أكثر من 80 كتيب، ترجم البعض منها إلى لغات أخرى كان آخرها عن المذهب والوطن في 2006 والسياسة النبوية العام أواخر العام نفسه.
وفيما يلي نص مقال الدكتور سعد البريك:
أبهجني المقال الذي كتبه الأخ حسن الصفار في ملحق الرسالة قبل أسبوعين وما تضمنه من دعوة إلى الوحدة والالتقاء ورص صفوف الأمة ، وأفرحتني دعوته إلى نبذ الفرقة وعدم الانجرار إلى أتون الفتنة المذهبية التي يخطط لها أعداؤنا ، والوعي بما يراد بالأمة من صراع مهلك واقتتال مدمر .
لكن يعكر هذا الكلام الجميل فتوى السيد السيستاني التي نشرها في موقعه ثم سحبها ـ لكن بقي ما يؤكدها بعد تحديث الموقع ـ بتكفير أهل السنة إذا لم يعتقدوا بوجوب إمامة علي رضي الله عنه وذريته من بعده ، وحَكَمَ على أكثر من ألف وثلاثمائة مليون مسلم بالكفر والخروج من الإسلام .
قد يعجب القارئ !! إذ ما علاقة الصفار بالسيستاني ، وما هو وجه الربط بين هذين الرأيين المتناقضين ، حتى إن الجغرافيا لا تجمعهما ، ففتوى التكفير أصدرها السيستاني في العراق ، ومقال الصفار التوحيدي كتبه في المملكة ، وما علاقة هذا بذاك ، وأين المملكة من العراق ؟!! .
الأمر يبعث على العجب فعلاً ، والأسئلة محقة وفي محلها ، لكن سرعان ما يزول هذا العجب إذا علمنا أن الأخ الصفار يعتبر أن السيستاني هو «المرجع الأعلى والمرجع الفعلي حالياً في الساحة العراقية وفي كثير من المجتمعات الشيعية»، وهذا الكلام مقتبس بالحرف من مقابلة الأخ الصفار نفسه في قناة الجزيرة في حوار حول «المرجعية الشيعية بين الدين والسياسة»، وذلك مساء الأحد 18 محرم 1426هـ 27 فبراير 2005م، ونشرها في موقعه الشخصي في الانترنت .
بل إن الأخ الصفار أكد في مقابلة مع وكالة رويترز صباح الخميس 14 ذي الحجة الموافق 5/2/2004م أن مرجعه هو السيد السيستاني بقوله «هناك اتصال دائم بيننا وبين السيد السيستاني في العراق في الأمور الدينية في أخذ الفتاوى الفقهية الدينية» ، وكتب دومينيك إيفينز مندوب وكالة «رويترز» للأنباء في الرياض مقالاً نشرته شبكة «راصد الإخبارية» يوم الخميس في 26 يناير 2005م – قال فيه : «الشيخ الصفار يقلد آية الله علي السيستاني ذو السلطة الواسعة»، ولم يصدر عن الأخ الصفار أو عن الشبكة ما ينفي صحة هذه المعلومة ، ونفس المقال نشرته أيضاً شبكة «النبأ المعلوماتية» يوم الأحد 31/1/2005 الموافق 20/ ذو الحجة/1425.
بل إن الأخ الصفار افتخر بأن ذكر في سيرته الذاتية المنشورة في موقعه الشخصي أن السيد السيستاني هو على رأس المراجع التي منحته إجازة وشهادة «تقديراً لكفاءته وتوثيقاً لدوره الديني والاجتماعي».
ومن معاني التقليد ـ كما هو معلوم ـ الولاء والطاعة في الأمور الاجتهادية التي يفتي بها المرجع المقلَّد . ومن المعلوم أيضاً أن المرجع لا تقتصر مرجعيته على مقلديه من سكان وطنه فحسب، بل هي مرجعية عابرة للحدود ، لذلك نجد أن وكلاء المراجع منتشرون في الدول الأخرى ، ومهمتهم ربط الناس بمرجعهم البعيد في الفتيا وقبض الأخماس وغيرها .
المرجع السيستاني يفتي ـ بجرة قلم ـ بكفر كل الأمة عدا شيعة أهل البيت, الأخ الصفار ـ يدعو إلى الوحدة والتقارب مع من كفَّرهم مرجعه !! .
إن هذا لا يمكن أن يستقيم في العقول أبداً ، إلا إذا جاء كلام الأخ الصفار من باب التقية . والذي أحسب أنه أنبل من أن يتكلم ـ تقيةً ـ بهذا الكلام الجميل الذي يريح العقلاء وينزع فتيل الفتنة.
كما أحسب أن الأخ الصفار أعقل من أن يشرب من الإناء ثم يكدره، ولا إخاله يقول بكفر شعب عاش بين ظهرانيه متعايشين متعاونين وأكلوا من خيرات هذه الأرض المباركة وتنفسوا هواءها ثم يقول بكفر أهلها في الدنيا وخلودهم في دركات الجحيم إلى الأبد !!
وإزالة للبس والتناقض الذي قد يراه البعض ، فإني أنتظر من الأخ الصفار أن يحرر الموقف من فتوى المرجع السيستاني التكفيرية بما لا يدع مجالاً للاحتمال والظن وحتى لا يكون الأخ حسن الصفار تابعاً لمرجعه السيستاني بتكفير من لم يقل بالإمامة .
كما ننتظر أن يحرر الموقف من موضوع الولاء ومفهومه له ، هل هو ولاء ديني فقط أم ولاء سياسي أيضاً ، سيما وأنه أكد أن سلطة المراجع اتسعت لتشمل السياسة والاقتصاد ، وذلك في تصريحه في مقابلته مع قناة الجزيرة والمنشور في موقعه الشخصي بما نصه :» اتسع دور الفقيه المرجع ليشمل الزعيم السياسي والاقتصادي « ، وتتأكد هذه الحقيقة إذا علمنا أن المرجع الأعلى السيستاني أطلق عدداً من الآراء والمواقف السياسية ، فهو الذي وافق على مسودة القانون الإداري الانتقالي في العراق ، وتدخّل في صياغة بعض فقراته ، وأفتى بأن الانتخاب واجب شرعي ، ودَعَم كل الأحزاب الشيعية وبارك اختيار الجعفري مرشحاً لرئاسة الحكومة.
إذاً المرجع له زعامة سياسية واقتصادية فضلاً عن زعامته الدينية ، فما هو موقف الأخ الصفار من الآراء السياسية للمراجع لو كانت معادية لوطنه وولاة أمره ؟.
وهل يقدم مصلحة الوطن على طاعة المرجع أم يحذو حذو كثير من شيعة العراق في طاعة المرجع حتى ولو خالفت مصلحة الوطن ؟.
ولا بأس هنا بالتذكير بفتاوى المرجع الأعلى السيد السيستاني وامتثال شيعة العراق المطلق لها والتي أدت إلى تمكين المحتل من رقاب البلاد والعباد عندما أفتى بإلقاء السلاح وعدم مقاومة المحتلين .
فهل يحمل الأخ حسن نفس الولاء الديني والسياسي للمرجعية كشيعة العراق؟.
وماذا لو تعرضت المملكة لاعتداء من أي جهة كان ، وأفتت المرجعية بعدم مساندة الكفار ـ أي أهل السنة ـ في مقاومتهم للغزاة ، فهل سيعصي الأخ الصفار المرجعية ويستمطر غضب الله تعالى بتقديم مصلحة الوطن على طاعة المرجع ، أم سيسعى إلى رضا الله بطاعة المرجعية فيترك وطنه وبلاده نهباً للغزاة الطامعين ؟.
هذا ما ننتظر رأي الأخ الصفار فيه أيضاً . كلام الأخ الصفار في الوحدة وطاعة ولاة الأمر جميل ورائع ـ كما أسلفت ـ لكنه بذلك يخالف المخطط الامبراطوري الصفوي الذي يسعى إلى « فتح الأراضي المقدسة « « وتحريرها من أيدي الكفرة « كما ورد في خطبة د. محمد مهدي صادقي في احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبدان في 17/3/1979 م تأييداً لثورة الخميني حيث قال :»أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود».
وأكدها محمد الكناني على مداخلة له على قناة المستقلة قائلاً :» اليوم بغداد ... وغداً نجد «.
وإن من البديهي أن المخطط الامبراطوري الفارسي سيسعى في سبيل تنفيذ ما يريد إلى الاستعانة بمؤيديه ومُواليه من شيعة المملكة الذين لا يخفون ولاءهم للمرجعيات في قم والنجف.
فما هو موقف الأخ حسن الصفار من هذا المخطط ؟. ولمن الخيار في المعادلة الحرجة ، المرجعية أم الانتماء للوطن ؟.