المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زواج فرند والمشايخ الجدد



سمير
02-05-2007, 02:43 PM
شمس السعودية - جاسر الجاسر

المسألة بكل بساطة هي انشقاق بين المشايخ إثر ظهور جيل جديد منهم هو، عملياً، نتاج حقبة الصحوة وسياستها في صناعة نمط ملائم من المشايخ يكسر صورتهم التقليدية في السعودية تحديداً من أجل احتواء المجتمع، وامتلاك مفاتيح السيطرة عليه. ولعل كثير من المشايخ الجدد تربوا على مفاهيم "فقه الواقع" ومقتضياته السياسية أولاً ثم الاجتماعية المتضمنة اختراقات فقهية، ومفاهيم اجتماعية غايتها خدمة التوجه الخاص، وترسيخ وجوده بكل الوسائل ماظهر منها ومابطن.. أحياناً!

"زواج فرند" يبدو أن لاعلاقة له بالشرع فهو دعارة تستتر، بافتضاح، بالمظهر الشرعي. وهو في تقديره للمرأة واحترامه لحقوق الزواج أدنى درجة حتى من زواج المتعة لأن الأخير، على الأقل في صورته المذهبية، واضح المعالم والملامح، أما الأول فهو احتيال صارخ على الفهم السني للزواج وشروطه الصارمة.

إن هيمنة المشايخ على المشهد الاجتماعي لسنوات طويلة، وقمعهم لكل المسام الأخرى، وتدخلهم في كل شأن مهما صغر أدى، بالضرورة، إلى تضييق مجال حركتهم نتيجة كثرة عددهم، وتزاحمهم على منابر السلطة والخطاب؛ بدءاً بالمساجد وليس انتهاءً بالفتاوى الفضائية، ونشر الكتب، ودورات البرمجة العصبية، والنصائح النفسية، فضلاً عن الابتكارات الجديدة التي لاتخطر على بال من أجل أن تتيح لكل شيخ مجالاً للحركة يستقل فيه بذاته، ويحظى بمساحته الخاصة للنجومية.

مثل هذا التوسع والانشقاق يكشف حجم التضخم الأصولي إلى درجة الصدام الداخلي بعيداً عن أي منافس آخر بحكم أنهم تعرضوا إلى التصفية، الكلية أو الجزئية، منذ فترة طويلة. المفارقة أن هذه الدعوة لم تصدر من التيارات المسماة ليبرالية أو علمية أو مستغربة وماعداها من التصنيفات التي اعتاد كوادر الخط الأصولي وصم خصومهم بها وصولاً إلى التشويه والأذى، ولتأكيد أنهم الأقرب إلى روح المجتمع، والأكثر قدرة على هدايته إلى الطريق الصحيح في صوته المزدوجة؛ دنيا وآخرة، بل صدر من زاوية حاربت كل المقولات المغايرة، ودعت إلى التقوقع معتبرة أن كل قول يصدر من سواها هو بدعة ذات منازع منحرفة وضالة!

زواج فرند ليس مجرد توجه جديد في الطروحات الإسلاموية بل هو إما خطوة لاستدراج الشباب وإدخالهم حظيرة الدين كما يفهمونه أو أنه بداية النهاية للجماعات الأصولية بعد أن أوشك عددها أن يكون أكثر من الجمهور ذاته وهو الأمر الأكثر احتمالاً.
على أية حال صراعات المشيخة هذه ماتزال حتى الآن في طور الحرب الأهلية المقدسة أما أن فُتح باب التصويت فإنني، شخصياً، أصوت للمشايخ الليبراليين!


Jasser87@hotmail.com