المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا إمام سوى عقل...



بركان
02-02-2007, 09:02 AM
فهد البسام


bin_bassam@hotmail.com


أقر وأعترف وأبصم أنا المذكور اسمي أدناه وأنا سني المذهب بالوراثة عن أجداد أجداد أجدادي بأن سيدنا علي، كرم الله وجهه ورضي الله عنه، كان هو خليفة المسلمين الرابع وهو الأحق بتوليها دون جدال أو إنكار، حيث اني ضد كل ما دار في سبيل ذلك من اتهامات وحروب ودماء سالت بدءا من معركة صفين وما جرى فيها من رفع للمصاحف فوق أسنة الرماح إلى تحكيم عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وكل ما جرى لاحقا من تداعيات واقتتال حتى استقرار الخلافة لبني أمية.


طيب، وبعدين، أين المشكلة؟! اليوم كل هذا التحزب والتحرش والإثارة والاستفزاز المتبادل على ماذا؟! أين هي الخلافة ومن هو الخليفة اليوم حتى نختلف على شخصه؟! أين هي الدولة الإسلامية أصلا؟! كل فريق يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة غير القابلة للنقاش أو المراجعة أو النقد، على ماذا مختلفين؟!

هل سنظل نبكي ونتقاتل في معارك نصرها كالخسارة على فردوس الخلافة الضائع حتى قيام الساعة؟!

تطور شكل الخلاف - الذي لا يد لنا فيه ولا إمكانية حاليا لمنعه - مع مرور الزمن وفي افضل الاحوال إلى سوء ظن وارتياب متبادل وأحيانا كثيرة إلى الكراهية المكبوتة رغم كل عمليات التجميل التي تتم سواء باسم وحدة الأمة الإسلامية أو الوحدة الوطنية، هذا بعد ان كان قد وصل الخلاف في مراحل تاريخية حد العداء المستحكم الذي أسال الدماء، وما زال يؤثر حتى اليوم على نظرة الإنسان لحياته ومستقبله وعلاقاته بالآخرين، ولو تمعنا في الأمر بتجرد ورفعنا عن أعيننا غشاوة المواقف المسبقة لوجدنا ان الخلاف في حقيقته ينصب على الفروع والشكليات والملحقات والمبالغات أكثر من كونه خلافا على الاصول والحقائق والتاريخ والوقائع، خلافا حول رد الفعل لا على الفعل، على الآثار لا على الاعمال، وفي النهاية هل هناك أصلاً سني ملتزما ومتمسك بكافة مبادئ وتعاليم وتفاصيل مذهبه حتى يحاسب الشيعي ويتوعده بعذاب الآخرة؟!

وهل هناك شيعي ملتزم ومتمسك بكافة تعاليم وتفاصيل ومبادئ مذهبه حتى يحاسب السني ويتوعده بنار سيصلاها ذات لهب؟! أنا لا أشكك بأحد، لكن أنتم أيضا لا تزكوا أنفسكم ولا تحرقونا معكم.

لست من النوع الذي يختم مقالته ببيت شعر لكني لم استطع غض الطرف عن هذا البيت لأبي العلاء المعري...

إنما هذه المذاهب أسباب
لجلب الدنيا إلى الرؤساء

هذا أعمى البصر رآها منذ مئات السنين ببصيرته النافذة...
هلّا ترونها معه...؟!